الفصل الثامن

199 3 0
                                    

ياسمين قولي الحقيقة ..هذا المعتوه لو تجرأ على أذيتك ..."
كم كان الصوت مرعباً لخلايا جسدها إنما مشفياً لجراحها وهي تسرح بكذبات أخرى
"على مهلك أبي.."
قطعت خيالها فتنظر لأنور مقاطعاً لذاك الجدل
-" كل الأمر أن أيمن نادى ياسمين بعد أن عثر على نسخة من الملف المفقود بمكتبه .."

غصة خنقت عنقها تحدق بأنور يتكلم بجديته و بشكل اعتيادي قريب من شخصيته تنظر يكمل أكاذيبه موضحاً
-" حين صعدت راكضاً كان ذاك من فرط الحماس فقد رسل لي ايمن رسالة نصية يخبرني بذلك.."
اكمل بعد ذلك مسرعاً
-" انهي الموضوع أبي..غادر أنت الآن مع ياسمين لقد تأخر الوقت سأبحث عن بعض الأوراق أيضا في مكتب أيمن .."
اراد حقاً أيمن ان يحتضن اخاه بامتنان و قد اثبت له مجدداً أنهُ شقيقه الذي يحميه حتى من اقرب الناس إليه فتلك الساحرة كانت لتجعل الموقف وكأنه في فيلم غربي و ياريت الموقف يحتاج لتضخيم اكثر مما هو عليه ..نظر لوالده و هو يحرك رأسه بالايجاب ماحياً الشك الذي كان يعتليه ليقول ببعض الارتياح
-" أهم شيء أنكم عثرتم على نسخة من الملف.."
أكمل بحنان
-" تعالي وردتي..تعالي لننام لقد تأخر الوقت.."
هزت رأسها وقد شعرت حقاً باهتزاز قدميها لتخرج من المكتب مع عمها و هو يحيط كتفيها بذراعيه يضمها ليدللها بحنانه..أطلق أيمن تنهيدة رغماً عنه ليجلس على كرسي مكتبه فينطق
-" أنا حقاً اشكرك انور.."
عينيه حدقتا بالأرض من دون هدف تخالف عيناي الآخر التي برقت بعنف فيقترب بسرعة نحو أيمن و بحركة عنيفة أطبقت كفيه على كتفي أيمن ليسحبه بقوة فيقف مجفلاً رمش بعينيه لينظر لأخيه بصدمة ..كز أنور على أسنانه بقوة فقط رؤية أيمن و هو فوق ياسمين بتلك الطريقة المقززة تجعل الشياطين تتنطط أمام عينيه و أخيراً نطق من بين أسنانه
-" ما الذي فعلته .؟..وأي جنون ارتكبته..؟.."
صمت لم يعلق بكلمة تصلبت عينيه حين اطلق انور صرخة قوية و هو يهزه بعنف
-" يا مجنون ما الذي فعلته.."
اخذ يستنشق الهواء بسرعة ليكمل بجهد
-" أنها ابنة عمك..أنها ياسمين .."
من النادر أن يرى أيمن أنور بهذا الشكل بهذه العينين الغاضبة التي لا تغضب إلا نادرا..و بهذا التعصب الشديد حاول أن يفك قبضتيه إلا أن أنور كان أقوى و هو يهزه مجدداً ليكمل بقهر
-" اخبرني فقط متى ستعقل..؟. متى سأتوقف عن الستر على مصائبك.."
اخذ يهزه مجدداً و هو يردد
-" فلترحمني يا أخي..فلترحمني قليلاً أخشى أن الشيب سيغزو رأسي من سببك ..أنت قنبلة نووية في هذا القصر .."

بصعوبة استطاع أيمن أن يحرر يدي أخاه منه ليردد بعين وقحة
-" هل سترفع صوتك علي من اجل ابنة سجين..!.."

أحس بيدين قوية تدفعه بقوة ليسقط على الكرسي خلفه جالساً اتسعت عيناه برفض حين انحنى ظهر انور لمستواه ليردد
-" أنا لن ارفع صوتي عليك فقط لأنه في المرة القادمة سأقوم بشيء اكبر ان تجرأت على لمس ياسمين .."

احس ايمن بالعالم كله يسود امامه ..لا ..انور يدافع على ياسمين ليس من النبل بل أنها الغيرة نعم فوجهه يحترق جسده ينتفض ..أنهُ يشعر بالألم ..مستحيل ..لم يأبه لو كان المتضرر اخاه بل وقف على قدميه ليقول بتحذير
-" ..لا تقل لي بأنك معجب بها الآن.."

الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن