الفــصل الرابــــع
...................
تسقي شتلات الورد بحركات رقيقة ناعمة..تبتسم لروعة جمالها ثم تعاود رش الماء عليها بحذر..نسمة هواء حركت خصلات فالتة من شعرها
الملفوف كالعادة على هيئة كعكة خلف رأسها ..اطلقت تنهيدة عميقة جذبت تلك العينين الزرقاوتين وصاحبهما يجلس على الطاولة البلاستيكية لحديقة
المنزل الصغيرة حاسوبه النقال امامه وكوب ساخن من النسكافيه بين يده يشرب منه بتلذذ و قد كان انهى لتوه طبق طعام افطاره ..ما الذي يبقيه
الآن في الحديقة هل جن ليراقب خادمته كيف تعمل..؟..نفض تلك الافكار لكنهُ لم يتوقف عن التحديق بجسدها كشر من ملابسها الفضفاضة
القديمة كأنها تمتلكها من سنوات طويلة ..بينما كانت هي تستمر بسقي الورد و تغرس شتلات اخرى على التربة الخصبة..لم يستطع أن
يقاوم ليهتف من دون هدف
"ملك"
استدارت تلقائياً لتثيره بنظرات عينيها التي لا تكف عن التحديق به بقلق ..يعرف أنهُ فاسد لكن الآن يشعر بأن كلمة فاسد ضئيلة في حقه
اراد أن يصرخ عليها حين ظلت صامتة تنظر له فهتف بانزعاج
-"احضري لي سندوتش آخر..لازلت جائع .."
ابتلعت ريقها لتضع ما بين يديها جانباً قبل أن تستدير نحو مبنى البيت قال
-" اخبرتك للمرة ألف أن تردي على كلماتي حين اخاطبك .."
بغباء منها اكتفت بأن تهز رأسها بالإيجاب متحملة اهانته ألا يكفيها أنها تعمل بمنزل شاب أعزب و ليس أعزب فقط بل سيء فاسد..أنها فقط تنتظر معجزة
تنقذها من الأزمة التي تمر بها لتهرب من منزله لعلها تشعر بالأمان بعيدا عنه فتحت باب البيت لتتجه نحو المطبخ مدت يدها نحو
باب البراد قبل أن تعترضها يداً صلبة انقضت على معصمها بقوة لتديرها إليه شهقت بعنف و عينيها تتسع اكثر و اكثر لتهتف بأنفاس مخطوفة
-" سيد رعد.."
-"لا تتجاهليني حين اتحدث.."
نبرته الجامدة المليئة بالغضب جعلتها تتجمد بمكانها وكأنهُ رجل عصري احست بيده ترتفع على ذراعها ليهزها بعنف صارخاً
-" هل هذا مفهوم..؟.."
بحركات تلقائية هزت رأسها بالإيجاب غير مستوعبة كمية العصبية التي تنطلق منه الآن .لم يكن يعرف كيف تفهم هذه الفتاة شهقات متتالية انزلقت من فمها
و هي تغمض عينيها برعب حين هزها بقوة اكبر ليردد بغضب لا يعرف من أين جاء له فجأة
-" عقلك اصغر من عقل حشرة..ألا تفهمين قلتُ لا تتجاهلي كلماتي لا تمثلي دور الخرساء معي .."
-" اتركني ارجوك.."
تمتمت بصوت خافت غير قادرة على أن تنطق شيء آخر كلما رأت عينيه كلما رأت خطر يهددها ..لم يحررها ابداً بل رفع جسدها الذي كان
منحنياً ليعدل من وقفتها قبل أن ينفضها مرة اخرى ليردد
-" و ايضاً لا تقولي جملتك الوحيدة " اتركني أرجوك.." لأني لا ألبي طلبات احد.."
اخر شيء كان يتوقعه هو أن ترفع رأسها إليه ببطء مع انسياب كومة شعرها التي تحررت اخيراً من الدبابيس بعد أن كانت تثبته لينسال ببطء
لأسفل ظهرها ..لم يرى شعر فتاة هكذا من قبل شعر بني باهت طويل غطى ظهرها كله ليغطي جانبي اذنها ايضاً .مضيفاً لها جمال بريء ..
بريء لدرجة اشعرته بكمية السواد الذي هو به فتحترق دمائه هائجة...
توقف عن هزها بتلك اللحظة دون أن يفلت ذراعه عن كتفها او حتى يتوقف عن نظرات الغضب المخيفة منه راقب ارتجاف شفتيها
و هي تقول بأسلوب دفاعي ضعيف جداً
-"..هذا ليس طلب ابداً..أنه فقط شيء ممنوع أنت لا يحق لك أن تلمسني "
اخذ يستوعب معاني كلماتها جيداً بدت ابتسامته اكثر وقاحة ليميل بوجهه نحو وجهها فتخفض رأسها بحركة تلقائية و هو يهتف
-" الاقوى يحق له فعل ما يحلو له.."
قرب وجهه من وجهها جعلت القشعريرة تلامس جسدها قبل أن تلامس انفه ارنبة انفها بمداعبة خفيفة و بنفس اللحظة ارتخت يده عن ذراعها لتفرك
اثر قبضته القوية برقة ..توسعت عينيها الرماديتان حين همس بخبث
-" ملك..رائحتك منعشة ..كرائحة الورد .."
آخر ما تبقى لها هو الحفاظ على جسدها من هكذا اشخاص تجمعت الدموع في عينيها لتبرق عينيها الرماديتان و هي ترفع كفيها لتغطي وجهها مانعة انفاسه
من حرق بشرتها الناعمة " اترك..." كادت أن تكرر نفس تلك الجملة لكنها تراجعت لتكمل بضعف .." سيد رعد حفاظاً على مكانة شقيقتك
او حتى قريبتك دعني سليمة..لستُ بمستواك ابداً.."
عضت على شفتيها حامية وجهها بين كفيها وصوته يصل إليها هامساً
-" ليس لدي اخت او قريبة ليس لدي اهل..أنا حر ..حرر و افعل ما اشاء.."
احست بيده تلامس كفيها لتحاول نزعهما عن وجهها جملة واحدة صدمتها حين ردد بسخرية مبطنة
-" لكنك اصبت بشيء واحد ..فما سيحميك من شري هو فقط أنك بعيدة جداً عن مستواي.."
كم ارادت أن تخبره بأن مستواها افضل من مستواه الحقير ..و أن ليس كل شيء بالمال اصابها القهر و هي تشعر بجسده يبتعد عنها شيء فشيء
لتعرف أن الحقير كان فقط يتلاعب بها يخبرها أنه قادر على أن يجعلها دمية ..بردة فعل ضعيفة نطقت
-" تعتقد نفسك من دون عائلة حراً..اسمح لي بأن اخبرك بأنك غبي لتعتقد نفسك حراً.."
بحركة سريعة ركضت نحو اول غرفة صادفتها فتحت الباب بقوة لتشعر به يلحقها ببطء صفقت الباب خلفها ساندة ظهرها عليه
دموع حارقة بللت خديها و صدرها يهبط و يعلو من شدة الانفعال لملمت شعرها بيدين مرتجفتين لكن يبدو أن الدبابيس قد سقطت
في المطبخ فتركته يسقط من جديد لتشعر بالرهبة و صوته القادم من خلف الباب ينطق بجملة واحدة
-" افتحي الباب.."
لم ترد عليه واكتفت فقط بأن تسمح لعينيها أن تذرف الدموع ردد مرة اخرى بتلاعب
-" ابقي خرساء و أنا سأفعل ما اريد ..بحزم اكمل..سأعد للعشرة أن لم تفتحي الباب فأنت مطرودة.."
وضعت يدها على فمها تستوعب ما قاله وصوته يعد للعشرة يصل إليها ..خفقات قلبها تدق بقوة مستشعرة بحجم المصيبة لن تجد
عملاً يقدم لها مبلغ هائل بالنسبة لوظيفتها كما يفعل رعد لكن المهم كرامتها فليطردها لو شاء قبل أن تفكر اكثر وأكثر مقنعة نفسها بالخروج..
جاءت صورة المرأة العجوز التي تنتظرها الآن
في المنزل فقط بمجرد أن تذكرت لماذا هي تحتاج للعمل حتى استدارت بسرعة لتفتح الباب ومن دون أي تردد ..مقاومة شعور الخزي.. وجدته
واقفاً على لباب يتأمل منظرها الجديد بشعرها المحرر و على شفتيه ابتسامة انتصار ..احست بالإهانة تكاد تمزقها و من دون شعور تجاوزته
مسرعة لتهتف بصوت مسموع
-" سأذهب إلى البقالة ينقصنا كثير من ادوات التنظيف و مواد غذائية.."
اسند جسده على جدار الغرفة يراقب حركاتها المضطربة حتى أنها نست أنهُ طلب منها طعام لقد تجاهل الأمر تماماً حيث لم يكن
جائع بالأصل ..لم تمر اكثر من دقيقة بعدها حتى ترك البيت ليغوص في عالم آخر..
أنت تقرأ
الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانيا
Romanceنصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد يرعبك تنتفضين من الرعد خائفة ونسيت ان الرعد يلازمك اخيرك بين الحياة والعشق ثم افرض عليك العذاب وان ا...