الفصل الرابع والعشرون والاخير

241 1 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون والاخير..
.......................................

متى تعلمتي أبجدية الحب ياسمينتي...؟
متى تعلمتي أن لشفقة وجود..؟!
فيوما علمتيني أن لسحرِ قوانيين !
وأن قصة الشيطان لها وجود..
قصة من أعاجيبك صرت بطلها..!
فنسيتي أنني من الأنس ولي حقوق..!
حبيبتي احذري سحر النساء..
ينقلب السحر حولك دون حدود..!
و لا تنسي النظر يمينا يساراً..
تجديني بالقرب عندك احوم ..شيطاناً حولك ..!


المحتوى الان غير مخفي
بعينين ناعسة نظر إلى جانبه نحو المقعد الآخر فيرى جميلته تعبث بسماعات الهاتف الجديد الذي اشتراه لها بتوتر واضح نطق ببحة
- " سنصل الآن حبيبتي..استرخي.."
حاولت استيعاب كلامه وهي تحرك رأسها نحو فتسترخي من ملامحه الناعسة ورغم ذلك عينيه كانت تبرق بحب خالص لها فقالت له
- " أنا خائفة من لقاء اعمامي في السويد.."
كان يعلم انه بقي دقائق وستصل الطائرة إلى المطار في العاصمة السويدية ..تطلب أسبوع آخر منه إجراءات السفر إلى السويد و بصعوبة استطاع اكمال الاجراءات بوقت قياسي لكنه كان متأمل انه سيقابل اعمامها وهو يملك على الأقل مشروع صغير والآن هو خائف ايضاً من المواجهة ماذا لو رفضوه اعمامها لكن لا ابداً لن يرفضوه هذا ما فهمه من ملك وهو لن يسمح لهم بتاتاً بإبعاده عن ملاكه .." رعد.." ..
استفاق على صوتها ليقول مبتسماً بحب
- " لا تخشي من شيء حبيبتي..لقد اتصلت لهم بالهاتف و اوضحت لهم نيتي في طلب يدك منهم وإقامة عقد القرآن هناك.."
نعم اخبرهم بذلك لكن عمه ذاك الذي حدثه عبر الهاتف لم يتفوه بشيء بموافقته فقد قال له تعال وسنتفاهم..استغرب عندما تطلعت إليه بنظرات رقيقة وهي تهتف بخفوت
- " هل أنت منشغل البال من أجل أيمن..؟.."
كتم تنهيدة عالية وهو يفكر بحال أيمن الآخر ..أيمن فقد حبيبته المجنونة وهذه المرة لا يبدو أيمن متسامحاً.. امتدت يده تنتزع السماعات منها ليلامس اطراف يدها بحب يهتف لها
- " نعم.. وايضاً تمنيت أن اقابل عمك وأنا املك محل الحلوى لكن على ما يبدو أن الامر لم يصيب .."
- " لماذا لم تساعد أيمن في البحث عن طباخ.؟."
رغما عنه شعر بالشفقة نحو صديقه لكنه قال بصدق
- " اعرف أني مقصر جداً في حق أيمن لكن هو اصر علي بالسفر وهو من سيبحث عن الطباخ بهذه الفترة.."
تبسمت له قبل أن تخاف قليلاً والصوت يصل إليهم ليخبر الركاب بالاستعداد فالطائرة ستهبط خلال هذه الدقائق..توترت لكنها كانت شجاعة وهي تخبره بعينين تشع متعة
- " شكراً لأنك منحتني لحظة ركوب الطائرة.."
ضحك بخفة وهو يراقب متعتها و تلك الدقائق التي مرت عليه اثناء الهبوط كانت من اجمل اللحظات في حياته وعندما هبطوا نهائياً ساعدها على الخروج محاولاً بقدر الإمكان تجنب الاحتكاك بها كما وعدها سابقاً..الإجراءات في المطار بحسن الحظ لم تكن متعبة
خاصة أنهم لم يحظروا معهم غير حقيبتين صغيرتين واحدة له وأخرى لها ..سارت بجواره في المطار وهي لا تعرف أين تذهب فقالت له
- " أين عمي يا رعد أنا لا اميز شكله عن الصورة التي رسلها لك.."
اخذ يبحث بين الرجال عله يجد صاحب الصورة التي ارسلها له الرجل وهو ايضاً ارسل له صورته عسى أن يتعرف عليه بالمطار بعد اصرار عم ملك الأكبر على استقبالهما..بحثت ملك بعينيها طويلاً قبل أن تمل وهي تلتفت لرعد ..اتسعت عينيها قليلاً وهي تراقب عن بعد اقتراب فتاة نحوه ارادت فجأة أن تقفز نحو الفتاة التي اقتربت نحو رعد تتمسك به وعينيها تلمع انتفض تلقائياً فيستدير ليجد تلك الدمية امامه ...لم يشعر إلا بملك التي اقتربت نحو تشد ذراعه إليها فنظر لها ليجد عينيها تكاد تقتله ...لم يكن شكاً بل كانت الغيرة تكاد تأكلها وهي تقول له بهمس "ابعدها.."..كان شارداً جداً عن الفتاة التي تتمسك بمعطفه فقلبه كان يخفق لملاكه وقبل أن يستجيب نحوها كانت الفتاة تتراجع عنه قليلاً وبصوت عال نادت " بااابا..تعال هذا هو..."
احس بيد ملك ترتخي قليلاً من ذراعه وهو ينظر لتلك الفتاة بملابس ثقيلة تغطي جسدها كله ثم ذاك المعطف الثقيل لكن شعرها كان يخالف ذاك الترتيب فهو مموج بطريقة اضحكته كأنها قامت بنكشه لساعات..التفت لملك ليرف حاجبيه هامساً بخبث
- " انظري ..أنها أول عقبة لنا هنا.."
لم تعلق على كلامه بل لاحظ ارتباكها وهي تشير له بعينيها فرفع عينيه إلى الامام لينظر لرجل الذي اقترب نحوهما احس بالإحراج والضحك معاً فيما يراقب تلك الفتاة تتأبط ذراع الرجل ليستوعب أنها تتحدث بنفس لغته وهي تهتف بمرح
- " لقد عثرت عليه ...اخبرتك أن وجودي معك له فائدة كبيرررة.."
سارت نحوهما تضحك بمتعة ثم تعتدل بوقفتها لتهتف
- "هل أنت رعد..؟.."
صمتت ملك من نظرات الرجل لها الذي اقترب نحوهما يحدق بهما مذهولين يخفيان علامات الدهشة و بنظرات ثابتة حرك عينيه نحو الفتاة التي تختبئ خلف رعد ملاحظاً نفس الشاب الذي بصوره ..ليجد نفسه يهتف
- " رعد مالك البّراق ..صحيح..؟.."
نظر لرجل جيداً..بطلته الواثقة وهيئته القوية احس بقلبه يخفق وملك تتمسك به فيبتسم بثقة وهو يعد نفسه انه لن يخذل ملك فقال
- " نعم ..لابد أنك السيد جمال.."
بابتسامة الرجل الهادئة مد يده ليصافحه فتقبلها على الفور ..راقب كيف اقترب السيد جمال نحو ملك يسلم عليها بابتسامات وكلمات رغم لطفها لكنها خرجت هادئة بخلاف تلك التي فهم انها ابنة عمه فكانت متحمسة وكأن ملك كائن غريب .يعترف انه استشعر بالغيرة لكن ايضاً شعور السعادة تغلبه مراقباً ملك بخجلها تستجيب لابنة عمها واخيراً قطع الحوار السيد جمال وهو يقول
- " سيد رعد..ستشرفنا في منزلنا.."
هذه مجاملة وهو يدركها فقال بلطف
- " شكراً لك..لكن حجزت بفندق سابقاً فاعذرني.."
- " أذن ملك سترافقنا ."
اراد إن يسحب ملك من بين يدين تلك المدعوة ابنة عمها والتي لم يركز ما هو اسمها لكن عينيه تجمدت وهو يرى السيد جمال يقترب نحو ملك يضمها إليه قائلاً..
- " بالطبع..ابنة أخي معي.."
لا ..ابنة أخيه لا يعرف شكلها حتى..كيف يأمن على ملك عند اعمامها وهو يعلم انه يعيشون في منزل واحد كم أنهم تخلوا عنها منذُ زمن.المشكلة انه لا يملك أي حق ليرفض..أتته الجراءة من دون وعي وهو يقترب نحو ملك يسألها باهتمام
- " هل ستكونين بخير..؟.."
تلكأت بالرد عليه وهي تتذكر اهمال اعمامها لوالدتهم كانوا لا يتصلون لها إلا بالأشهر والمال كانوا سابقاً يرسلونه لها لكن جدتها عندما طلبت من احدهم العودة رفضوا ..فاقسمت عليهم أنها لن تقبل منهم قرشاً واحد ..وبدل أن يصروا عليها صمتوا لا تصدق أنها لم تلجأ إليهم عند مرض جدتها نعم فهم منذُ اكثر من ثلاث سنوات علاقتهم بجدتها تكاد تنعدم إلا من مكالمات نادرة كل عدة اشهر..لم تستطع التفكير اكثر عندما جاء صوت عمها قائلاً
- " مؤكد ستكون بخير.."
تطلعت لعينين رعد المرعوبتين وكأنه يقسم انه لن يدعها إلا بإرادتها ومن اجله فقط هزت رأسها بالموافقة لتهمس
- " لا تقلق سأكون بخير.."
..............................................
سيرحل أيمن ويتركها..ضربت بقدمها سريرها قبل أن تدور حول نفسها بتعصب فتجلس عليه ناكسة رأسها إلى الأسفل..أسبوع كامل مر دون أن يكلمها كلمتين أو ينظر لوجهها حتى ..أيمن يعاقبها بالفراق قبل أن يأتي بقصة سفره ليخبر والده قبل ساعة فقط..لا يريدها أن تعلم انهُ سيسافر لهذه الدرجة لم تعد مهمة لديه..الغضب زاد بصدرها قبل أن يُفتح الباب فجأة فتخيلت أيمن جاء يجبرها على حبه لكن عينيها التي لمعت فجأة انطفأت بنفس الوقت وهي تنظر لندى تدخل مهرولة نحوها فتقف مقابلة لها تصرخ قائلة
- " هل ستبقي هكذا..؟..أنه يوضب ملابسه في غرفته ياسمين.."
"اخفضي صوتك.."
هذا ما كان ينقصها الآن ندى الطفلة تعاود الصراخ في وجهها لتقول لها
- " كفاك يا أختي كبرياء وغرور.."
"ندى !.."
حركت رأسها رافضة فتلاحظ ياسمين الدموع التي تلمع داخل عينيها وهي تتحدث
- " أيمن لا يستحق منك كل هذا العداء..تساقطت دموعها بسخاء وهي تكمل بصدق..أيمن ساعدني وحماني بكل قوته كما انه الرجل الذي احبك واحببته فليس بمجرد شجار تتركيه.."
وقفت من على السرير تقترب نحو ندى لتهتف بجمود
- " و ماذا افعل له ندى..؟.."
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها تقول
- " افعلي له كما يفعل معك دائما ..يراضيك ويصالحك..لا تدعيه يرحل.."
الأمر ليس كما تعتقد ندى بهذه السهولة ..أنها عرقلت مشروعه مستغلة ثقته بها ..اشاحت عينيها بعيداً عن ندى تقول مدعية عدم المبالاة
- " لا شيء يمكن أي يصلح...هو بنهاية سيعود أيمن الفاسد.."
انتفضت ياسمين اثر الصرخة التي انطلقت من فم أختها وهي تقول بجنون
- " لا لن يعود..أتعرفين ياسمين؟ ..تلك الليلة عندما ذهبت إلى حفلة فؤاد.."
احست بالغضب يغلي بجسدها وهي تقول
- " لا تذكري تلك الليلة المشؤومة .."
لكنها واصلت قائلة بحدة
- " أنت انهيت تلك الليلة ولم تسألي عن شيء ولم تعرفي أن أيمن كاد أن يموت وهو ينقذني من فؤاد.."
الصدمة ألجمت لسان ياسمين وهي تقترب نحو شقيقتها تتمسك بكتفيها لتكمل ندى قائلة
- " فؤاد حاول أن يمنعني من العودة مع أيمن .."
ابتلعت غصتها وكف ياسمين تلثم شفتيها تمنعها عن المواصلة لكن أحداث ذاك اليوم عادت لها بقوة تضرب رأسها فاكملت بحرقة
- " كاد أن يقتل أيمن برصاصة امام مجموعة من الفتيات والشباب ..فقط لأن أيمن انتزعني من بين يديه وهو يحاول اقناعي بكأس من الخمر.."
مستحيل هذا كله مر مع أختها وأيمن لم يقل لها شيء..لم يهينها بأختها أو يدعي الغرور أو حتى الشجاعة..شهقت ندى وهي تكمل
- " أنا رجوته أن يصمت فوعدني.."
احست بجسدها يرتجف فتراجعت إلى الوراء قليلاً الصوت يكمل
- " ياسمين ارجووك..لا تدمري علاقتكما..أيمن قادر على اسعادك..لا تعتقدي انه سيحتفظ بحبك لنهاية فهو الآن او لاحقاً سيجد له امرأة تسعده.."
ندى بعمرها لم تثير مشاعر ياسمين كما تفعل الآن..امرأة غيرها..وهي معلقة هكذا معه..اشتعلت الغيرة تحرق جسدها وتعميها عن البصر فتترك ندى و قدميها تقودانها سريعاً خارجة من الغرفة ثم اسرعت نحو جناحه مقتحمة المكان دون أي استئذان و تمهل ..تكاد تشعر أن نظراتها ستقتل أيمن وهو يستدير على اثر انفتاح الباب فيحدق بياسمينته امامه...مرت عينيه تلقائياً على جسدها ولم تنطق كلمة واحدة لأنه كان يقترب نحوها بسرعة يقول من بين أسنانه
- " ما هذا الذي تلبسينه...؟...هل فقدت عقلك لتتمشي داخل القصر بهذه الملابس..؟.."
لم تكن مستعدة لفتح هذا النقاش فهي نسيت العالم بأكمله ونسيت ملابسها الضيقة والبنطال القصير الذي يعلو مستوى ركبتيها حتى بلوزتها الضيقة لم تفكر بها والغريب أن شعور الخجل كان آخر ما تشعر به وهي تنظر لأيمن تقول بحرارة
- " هل ستذهب حقاً ...؟.."
انطفئ الغضب من ملابسها تلك لتتحول عينيه إلى مزيج من السخرية خاصة وهي تتجاوزه نحو حقيبته المفتوحة فتنظر للملابس التي فيها بصدمة وصوته خلفها يطعنها
- " نعم سأسافر..هل هناك أي اعتراض..؟..."
التفت كالإعصار نحوه ضربت بقدميها الأرض وهي تريد ضربه وركله تقول بتخبط
- " نعم أنا اعترض..ألست زوجتك..؟.."
اطلق ضحكة مستفزة وقدميه تتمهل بالاقتراب إليها فتشعر بالجنون فهذا ليس أيمن الذي يسرع إليها بعاطفته لكن كلماته كادت تجعلها تفقد عقلها كلياً وهو يتلذذ بها ...
- " من المفترض أن يكون هذا يوم سعدك..فنزار خلف الباب ينتظر خروجي ليطلب يدك.."
شحب وجهها وهو يقف امامها هكذا وجهه قاس بتعابير جافة وعينيه تقاوم مشاعره نحوها ليرسم القوة بهما قصراً..احس بها ترتعش وعينيها تفقد لونهما البّراق شفتيها تنطقان بشحوب
- " نزار يطلب يدي..! لكنني زوجتك أنت.."
ابتسم بتوحش وسخرية ليطلق صوتاً ساخراً وهو يدس يديه بجيبي بنطاله بدون اهتمام فتحاول استيعاب كلامه لتترجم له المعني قائلة
- " هذا يعني انك ستطلقني قبل خروجك.."
الجواب كان اصعب شيء ستسمعه طوال حياتها هذا ما احست به وهو يميل بوجهه اتجاهها أصابعه تلف الخصلات الشقراء ثم يفلتها يهمس بخطورة
- " انطقيها ساحرتي ...اطلبي الطلاق ولن اتردد في قولها.."
بدا صادق مستسلم وكأن نفسه لم تعد تريدها احس بعينيها تتوقف عن الرمش تتحجر وهي تحدق به بتلك الطريقة ..وجسدها يرفض تلك الكلمات حتى كرامتها لم تكن قادرة على منحها الشجاعة.. فتحت فمها لتتكلم لكنه سبقها القول باستفزاز
- " هاهو الشيطان حولك يلتفت لك ..فألقي تعويذة سحرك دمري هذا الشيطان واطلبي الحرية..هيا ياسمين.."
طالبها ..نعم يطلب منها أن تطلب الطلاق فيفعل..الأحمق لا يريد أن يشعر بالذنب بعد طلبها..هيهااات أن تسمح له بطلاقها..تلك النار عادت تلسعها فتيقظ جزء بداخلها وتبعد الجمود الذي يصيبها تتحرك قليلاً تقترب نحو صدره لتبدو هشة امام صدره العريض..أظافرها الطويلة مرت على صدره..فيتأمل تلك الأظافر التي حتى لم تزين بملمع اراد ان يضمها إليه يحتضنها وينهي هذه الحواجز الذي بينهما لكن صوتها خرج هادئاً إنما معذبا لاسعاً له وهي تهمس بشحوب قاتل
- " الا تشعر بعضلات صدرك تتشنج اثر لمسة بسيطة مني ..عينيك وجسدك وقلبك كلهما يطالباني بالبقاء وحمايتك من أي عاصفة سوداء في طريقك. فهل أنت بقادر على الاستنغاء عني..؟."
رفعت عينيها تخترق بزرقتهما سواد عينيه فتهتف بثقة وعينين براقة
- " أنت مخطئ يا أيمن فالشيطان قتلته أنا بيدي هاتين..وما عاد حولي الآن سوى أيمن .."
اخذت تمرر يديها على صدره تعذبه وكأنها تشعر بعضلاته تتشنج فترفعها نحو عنقه تلامس خشونة لحيته بيديها تكمل
- " ابقى معي لا ترحل.."
ذراعيه امتدت حول وسطها يرفعها إليه ينظر لتلك القوة بعينيها فيشعر بقلبه يكاد يقفز وينط من خفقاته المستمرة اراد أن يقبلها مرة مرتين ولا يسأم اراد أن يفعلها ..لكن شيء بداخله منعه ..تطلع إليها فلم تشح عينيها ابداً عنه فينطق من بين أسنانه
- " لن اهاجر ياسمينتي ..أنا فقط مسافر لأبحث عن طباخ آخر فأوصي والدتك هذه المرة بتتبع أخباري جيداً.."
- " إلى أين..؟.."
احست بالألم من يديه لكنها لم تعبر بل كانت خائضة بحرب الأعين وهو يقول لها
- " إلى المريخ..لا شأن لك.."
- " أيمن..!.."
- " لا تنطقي اسمي.."
حررها فلم تتراجع بل لفت يديها حول عنقه تلامس بشفتيها جانب اذنه تهتف قائلة
- " ستعود إلي لن تجد ملجأ آخر غير ياسمينتك وردتك أنا .."
- " متى تعلمت أبجدية هذه الكلمات ساحرتي ...؟..ومتى قررت أن تشفقي على سجينك هذا..؟..."..
- " أيمن.."
- " كفى "
قلبها يكاد يتوقف وعينيها ترمش بصعوبة فتحرك رأسها نافية تلثم اصابعها شفتيه بضعف فيكمل بمرارة
- " ..كفاني انظر لعينيك معمياً ..وكفاني اتمناك حقيقة لا خيال يعبث.."
" لا ترحل.."
- " لن اتأخر أنها أيام فقط..نحتاج لهذا الفراق.."
- " وكأننا نلتقي منذُ ذاك اليوم.."
تبسم لها دون اهتمام يقول
- " مذاق فراق السفر مختلف...لكنني واثق أنني عندما اعود لن يتغير شيء..."
رفضت كلامه بألم
- " لا تقل هذا.."
من النادر أن لا يهتم بما تقول بل اصر ينطق
- " سأطلقك عندما أعود .."
لم تستطع اخباره أن يطلقها الآن إن كان سيفعلها بعد عدة أيام..لكنها صمتت عجزت لسانها عن قول شيء وهي تراه يتركها نحو حقيبته وبعزة نفس تركته دون أن تفتح موضوع ندى امامه حتى ..لكنها لم تكن تدرك أن عينيها تبكي بصمت ..و تأثير كلماته جعلتها تشعر بالانهيار رحل أيمن وكأنه لن يعود..
.................................

الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن