الفصل السابع
بعد مرور شهر..
- " هل حقاً قررت و انتهى الأمر..؟.."
نطقها رافي عاجزاً عن تصديقها ..ألم يمزق اشلاء قلبه و هو يراقبها تدس ملابسها الخاصة في حقيبة ظهر صغيرة ..تلملم مستلزماتها الخاصة ..حركت عينيها بتردد إليه لتراه لازال متكئاً على إطار الباب الخشبي ينظر لها بتلك النظرات المربكة.. قالت محاولة أن تكون هادئة..
- " يجب أن ادفع الدين بسرعة رافي...السيد رعد دفع الكثير ولازال يدفع تعرف أن راتبي سيكون اكبر عن سابقه و بالتالي استطيع تسديد الدين.."
اعترض برفض ليقول
- " لا ..لا ملك..لماذا لا نتزوج و سندفع الدين باقساط و..."
قطعته و هي تقف من على الأرض هاتفة
- " الأمر صعب.. انا ادرك مستواك المادي جيداً.."
كتمت تنهيدة ألم و هي تريد اخباره أن رعد لن يقبل ..تجاوزت باب الغرفة لتتجه نحو المطبخ حيث وجدت الجارة تبحث عن احدى الوصفات التي اخبرتها جدتها بانها موجودة بإحدى ادراج المطبخ ..ابتسمت تلقائياً للمرأة التي تعتني بجدتها بمنزلها الآخر منذُ ثلاث أيام بعد خروجها من المشفى هي تعرف أن رعد يدفع لها المال و قد خصص ممرضة لتعتني بجدتها لكن جارتهم امرأة طيبة جداً بتلك الابتسامة البشوشة و الوجه المبتهج ..ابتسمت تصارع كل المواجع قائلة..
-" مساء الخير خالتي.."
نظرت لها المرأة الكبيرة مبتسمة لتردد القول
- " سامحيني بنيتي لقد اطلت البحث عن تلك الوصفة لكنني اخيراً عثرت عليها ..هيا لنغادر هذا المنزل فلنذهب لمنزلي عند جدتك أم مختار.."
هزت رأسها و هي تهتف بخفوت " فليرحمك الله يا أبي .."..
احست بخطوات رافي تتجاوزهما ليخرج من المنزل اولاً و هو يحمل حقيبة تحوي على اغراض بسيطة لتصليح..لقد جاء بطلب من جدتها ليصلح الحنفية المكسورة و حين رآها تدخل المنزل لم يغادره حتى بعد أن انتهى من عمله لكنه الآن يخرج مكسور الخاطر و القلب..اغلقت ملك الباب خلفها بالمفتاح سيغلق هذا البيت حتى تتعافى جدتها كلياً ربما لفترة تتجاوز الأشهر و ايضاً رعد سيدفع اجاره الرخيص كم تشعر أنها ميتة روحها ماتت قبل جسدها و فقط تكتفي بتناسي الواقع الذي ينتظرها تعلم أن رجل كرعد لا يعرف الخير ابداً و عرضه الوفير هذا ليس بنية صافية ..سارت نحو الشقة المقابلة لتفتح لها الجارة الباب ثم تدخل اولاً بعد أن توقفت عن التفكير المدمر لرأسها..
سارت قدميها بذاك الممر الضيق ربما الفرق بين هذه الشقة و شقتهما فقط روح المنزل و اجوائه بالاضافة لبعض من الاثاث المناسبة ليس كمنزلهم ...انتفض جسدها على اثر
الظل الواقف امامها ربما الآن وقف فجأة حيث لم تكن تشعر به..رفعت عينيها لتمتزج مع عينيه ..ذقنه نمت به شعيرات صغيرة لتصبح لديه لحية خفيفة بدت لها غير مرتبة..ابتلعت ريقها و هي تنظر إليه دون كلام ..تمسكت باصابعها قماش ثوبها
حين هتف قائلاً
- " هل نذهب الآن..؟.."
يا الله رحمتك..شدت الحقيبة على ظهرها تحاول تصنع القوة لكن شفتيها ارتجفتا بضعف و هما يتحركتا
- " سأسلم على جدتي...لن اتأخر.."
كانت مضطرة ..لقد انتهى الوقت و هو نفذ وعوده و لم يبقى غير وعودها هي..نقل جدتها لاكبر المستشفيات و خضعت لأقوى العلاجات وبفضل الله اصبحت في حالة جيدة و الآن تمكث عند الجارة التي تهتم بها مع ممرضة خاصة هذا طبعاً بخلاف دفعه لإجارة المنزل و المال الذي يقدمه للجارة دعماً لبيتها..و الآن مرت ثلاث ايام على خروج جدتها من المشفى حاولت بقدر الامكان أن تفرح بهذه الايام بين احضان جدتها الدافئة..كان يراقبها من الباب تحتضن جدتها و هي تكبت دموعها بالقوة ..يا الله كيف له أن يشهد حب حقيقي بين امرأة عجوز و شابة ..لم ينظر يوماً لهكذا مشهد..وجد نفسه يخفض نظراته و شعور من الغيرة يتملكه لم يحصل يوماً حتى على أب او ام حنونة حتى بالحب كان دوماً فاشلاً الجميع كان اناني مهتم بنفسه و مركزه فقط..و حين فقدهم لم يشعر إلا بالخواء..و ملك تكاد تموت لأنها فقط ستفارق جدتها
لبضعة أيام هذا وجدتها حية ولم تمت..ابتسامة شيطانية زينت شفتيه ليدرك أن بكاء ملك ما هو إلا ادراك بالواقع ..أنها تودع جدتها وكأنها ستموت ..نعم هي ستموت بمنزله..حتى الآن لا يعرف ما يريد و لم يخطط لشيء غير أنهُ يريد أن يراها معه..
- " بني.."
اجفل على صوت الجدة ليتقدم متجاوز الباب بسكون نظر لها فاكملت القول
- " اهتم أنت وشقيقتك بملك ..أنها امانة عندكما..و هي ستقوم بعملها باكمل وجه..انا اعرف ابنتي جيداً.."
أنت تقرأ
الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانيا
Romansaنصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد يرعبك تنتفضين من الرعد خائفة ونسيت ان الرعد يلازمك اخيرك بين الحياة والعشق ثم افرض عليك العذاب وان ا...