الفصل الثاني
.......................قرار صعب
........................مع لحظات بزوغ الشمس ...تزينت السماء بنور اشعتها الذهبية ناشرة الدفء بعد ليل مظلم بارد.... عادت الحياة مجدداً ...وبصوت زقزقة العصافير مع كل صباح يستيقظ الجميع
مبتدأين يومهم بمشاغل مختلفة... دوى صوت الحياة في القصر الضخم مجدداً معلناً بداية يوم ..جديد.. ممل ...لا يختلف عن بقية الأيام ....ألقى على نفسه نظرة خاطفة بالمراءة بعد
أن ارتدى ملابسه الأنيقة رش كمية مبالغة من العطر الرجولي على نفسه ثم استقرت عينيه على حاسوبه فوق المنضدة حمله وسار خارجاً من جناحه إلى الطابق السفلي حيث يلقى
من ينتظره على طاولة الطعام الفاخـرة ...ســار بخطوات ثابته متجاهل طاولة الطعام ومن يجلس فيها
- دانـيـال
توقف على صوت والدته ..فاستدار ليلقي نظرة عابرة جامدة إليها وإلى الرجل الجالس على رأس طاولة الطعام الفارغة مقاعدها ..! ألقى نظرة خالية من أي مشاعر نحو ما يسمى
بشقيق والده الأكبر و زوج والدته حالياً و تجاهل شعور الغضب من والدته حارصاً على عدم أثارة اي مشكلة من الصباح
- إلى أين ..؟ ألن تلقي التحية بالأول علينا
اتجهت عيناه نحو عمه السيد كاسبر فقال ببرود
- الجامعة ..
هتفت والدته السيدة رابينا قائلة بلطف محاولة كسب ثقة ابنها الوحيد
- تعال بني تـناول إفطارك قبل المغادرة ..
لم تتغير تلك النظرات الباردة رغم لطف والدته في الحديث حيث قال بحزم مختصراً الأمر
- لا اشعر بالجوع
ذبلت نظرات السيدة رابينا إلى حزن وأسى كالعادة ..متى سيغفر لها هذا العنيد ..؟ لقد ملت من الأنتظار استمعت لصوت زوجها السيد كاسبر يخاطب دانيال ابن اخيه
و ابن زوجته في نفس الوقت
- هل ستمر على الشركة اليوم ..؟
تغيرت ملامح وجهه إلى انزعاج واشمئزاز من ذكر سيرة الشركة فقال
- إذا سمح لي الوقت
رد عليه منبهاً
- لذينا اجتماع مهم ..حاول أن تلغي محاضراتك
-سأحاول قبل أن يفتح أحد فمه هذه المرة هتف بحزم.... عن أذنكما
سار بخطواته الضخمة خارجاً إلى حديقة القصرغير مبالي بقلق والدته وعمه عليه و بمفتاحه الألكتروني فتح السيارة ودخلها ليخرج من هذا القصر الكئيب بنظره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زادت صوت ضحكاتها على طاولة الأفطار المتواضعة وهي تستمع لإحدى مواقف سيمون المحرجة عندما كان فتى مراهق شربت كأس الحليب بعد أن انهت
تناول الأفطار ثم قالت بحماس
- حسنا سيمون هل لديك موقف آخر .؟
اطلق ضحكة رنانة وهو يقول
- سلين .. ستتأخرين على جامعتك هذا الصباح
قالت برجاء
- موقف آخر أرجوك
ابتسم قائلاً بلطف
- ستحكي لكي اختي كاثرين الكثير عن مواقفي أم الآن فأنا غير مستعد لتأخر عن عملي وقف وهو يرتدي سترته واكمل كلامه الموجه لكاثرين وسلين سأراكم
بعد عودتي من العمل اعتنوا بانفسكم ابتسمت لسيمون الذي استقر منذُ فتره بعمل رائع كموضف في البنك ..كانت سعيدة لهُ كثيراً عندما اخبرتها كاثرين بذاك
الخبر ..ياطالما احبته كأخ و صديق ..فور خروجه من المنزل وقفت سلين من على الطاولة قائلة
- سنتأخر على الجامعة
انحنت لتحمل أطباق الطعام وتحملها إلى المطبخ وقفت كاثرين لتساعدها بذلك قائلة
- لا اعتقد ذلك إذا اسرعنا بالطبع
اتجه كل واحد ليحمل أغراضه بسرعة ثم خرجتا من المنزل متجهين إلى الجامعة عبر إحدى الحوافل.. فور وصولهم للجامعة نزلت برفقة كاثرين محدقة بمبنى الجامعة ثم
تقدمت لتدخل البوابة ...سارت بثبات وهي تلقي التحية إلى زميلاتها في الجامعة جلست في الكفتيريا منتظرة بدئ محاضرتها التي لم تبدأ بعد بينما كاثرين كانت محاضرتها
قد بدأت فاسرعت للحاق بها ...ظلت تحدق بالكفتيريا بملل منتظرة بدئ المحاضرة ..رسمت ابتسامة خفيفة برؤيتها لأحدى زميلاتها تتقدم لتجلس بطاولتها حيث بدأت تناقشها
فيما يخص تخصصهم انشغلت قليلاً ..سرعان ما شد انتباهها ذاك الظل الأسود والخطوات الثابتة التي مرت بثبات بجانبها فجأة قطعت حوارها مع زميلتها بعد أن شعرت أن
دمائها قد توقفت عن السيران في عروقها ..افلتت القلم على الطاولة غير ملاحظة لشحوب وجهها عدلت جلستها لتتأكد مما رأته ...التقت عينيها السوداء بنظراته الجليدية بتلك
العينين الرمادية أشبه بالجليد حيث رمقتها بنظرات غريبة.. صعقت عندما رسم ابتسامة خفيفة قصداً للاستهزاء فعرفت أنهُ لازال يتذكرها بعد ثلاث أيام من لقائهم الأول ...
سرى التوتر بجسدها فاسرعت تشيح وجهها عنه لتعود لزميلتها التي بدت مستغربة على حال سلين... بسرعة لم تتوقعها انهت الحوار مع زميلتها وهي لازلت تسترق قليلاً
من النظر إليه ...كان جالساً على إحدى الطاولات وقد بدأ يفتح حاسوبه ومن نظراته نحو شاشة الحاسوب ادركت انهُ قد بدأ بعمل مهم .. دانيال ..كم يبدو وسيما هذه المرة
كان يرتدي تي شيرت بلون الأسود وسرواله الجينز الأزرق الداكن اظهر تفاصيل جسده الضخمة بدا فاحشاً بالوسامة.. أيعقل انهُ طالب هنا ..؟ تلك الفكرة جعلتها ترتعب
حيث لمت اغراضها بسرعة فائقة ولم تعرف كيف غادرت الكفتيريا بثوان واحداث ذاك اليوم تجري أمامها و كأنها قد حصلت منذُ لحظات...ركضت نحو حمام النساء
بسرعة دخلته وكأنهُ المكان الوحيد الذي سيحميها من رؤيته ...حدقت بنفسها على المرآة لتصدم بوجهها الشاحب وعينيها المرعوبتان ..غسلت وجهها بالماء البارد عددة
مرات و كأنها تريد أن تصحو من ذاك الكابوس شهقت عندما تذكرت محاضرتها و بسرعة فائقة غادرت دورة المياه لتلحق بمحاضرتها التي تمنت أنها لم تبدأ بعد
أثناء المحاضرة لم تكن حقاً بوعيها حيث لاحظ الجميع ذاك التوتر والارتباك عليها لاول مرة كان وجودها بالقاعة كعدمها بالضبط ولأول مرة تمنت أن تـنتهي
المحاضرة لتلتقي بكاثرين هناك العديد من الأسئلة والجوابات يجب ان تتعرف عليها مهما كان السبب لو كان ما يدور برأسها صحيحاً فهذه تعتبر مشكلة لن تتمكن من رؤيته
كل يوم أو حتى أن تتقبل فكرة وجوده معها بنفس الجامعة ... اخيراً تمت محاضرتها بسلام بسرعة لمت أغراضها و سارت بخطوات سريعة لتخرج من القاعة لتلتقي
بكاثرين حيث تواعدا في المكتبة .... صعدت لطابق العلوي بسرعة نحو المكتبة ... حيث اقتحمتها باحثة بعينيها عن كاثرين ...واخيراً استقرت عينيها على كاثرين
التي وقفت بسرعة تقول بدهشة غير ملاحظة ارتباك سلين الواضح
- سلين .. كيف خرجتي بهذه السرعة ..؟ هذا حقاً مدهش .. هل مليـ.....
لم تسمح لها بإكمال جملتها حيث قطعتها فوراً قائلة بلهفة
- هل يدرس هنا ..؟
كسا وجه كاثرين الغرابة محدقة بالاضطراب التي تشهده سلين قبل أن تفتح فمها تدخلت سلين لتقول بإصرار
- اريد معرفة كل شيء .. نعم كل شيء .. والآن
- فلتهدئي قليلاً .. أنا لا افهمك
- دانيــال
نطقت باسمه بصعوبة فسرت قشعريرة بجسدها عندما كبتت كاثرين شهقة ذعر ثم قالت بإندفاع
- يا ألهي كيف نسيت أمره ..يبدو أنني نسيتُ إخبارك أنهُ يدرس ..
قطعتها سلين برجاء
-ارجوك لا تكمليها قولي أنها محظ كذبة لا يعقل أن يكون حظي محبطاً إلى هذا الحد
-أنا آسفة
نطقتها كاثرين بأسف قبل أن ترى خيبة الامل على ملامح سلين التي جلست على إحدى الكراسي بإحباط واضح تمتمت
- هل هي مشكلة ..؟
- هي ليست كذلك بالطبع إذا لم تثيري المشاكل فدانيال طالب معروف بهدوئه عكسك تماماً
- لماذا هو هنا ..؟
- طالب في كلية إدارة الأعمال
حملت الكرسي إلى جانب سلين وجلست عليه قائلة
- إذا كنتِ تظنيه نذل فهو ليس كذلك رغم كل الظروف القاسية لازل يمتلك قلباً رقيقاً
رفعت نظرها بسرعة نحو كاثرين بتعجب واضح من كلامها الغير متوقع لشخص كدانيال حثتها بتلك النظرات على أن تكمل كلامها وكأن كاثرين قد فهمتها
حيث قالت مكملة كلامها
- سمعتُ عنهُ الكثير فهو حديث الفتيات دانيال ابن رجل الأعمال الشهير المتوفي يقال أنَّ من نعومة اظافرة وهو يعشق الموسيقى أداة البيانو كانت حلمه تمنى أن يصبح عازفاً
حيث نشأ على هذا الحلم لكن سرعان ما تخرج من مرحلة الثانوية حتى صعق بخبر وفاة والده على شاشات التلفاز و الصحف اليومية والمجلات بعد صراع مع المرض كانت
نكسة كبيرة لهُ و لأنهُ لم يكن في ذاك الأثناء إلا مراهق تولى إدارة تلك الشركات عمه شقيق والده الأكبر ... التحق بكلية الموسيقى ليواصل الحلم يقال أنهُ تلقى اعتراض كبير
من قبل عمه بحجة انهُ الوريث الوحيد لوالده لكنهُ درس عامين في كلية الموسيقى وانتشرت الأخبار تقول أن عمه و والدته اقنعوه بكل الطرق بأن يتخلى عن كلية الموسيقى
حيث اخبره عمه بأنهُ سيموت في النهاية وإذا حصل هذا الشيء فالنهاية ستكون سيئة للعائلة النبيلة ولشركاتهم الضخمة فتخلى عن كلية الموسيقى ليلتحق بإدارة الأعمال و هذه
سنته الأخيرة يا غاليتي لكن يقال أن طباعه تغيرت كثيراً بعد وفاة والدته و ازدادت سؤاً عندما ترك كلية الموسيقى
أنت تقرأ
بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانيا
Romanceبسحر عينيه تاهت افكارها وبألحانه كاد قلبها ان يذوب على صدى ضحكاته ثم فتحتهما لامحه ظله مارأ بغرو من هو? من هى ؟ أهى كالخاتم باصبعه وجدت نفسها تصرخ بعنف حين وقعت بمخالب الذئب هرولت بين البحار تبحث عن اميرها لتجد أميرا فى البحر ينتظرها حدقت به جيدا...