الفصل السادس

272 3 0
                                    


الــفصل السادس....................... ~ كذبة مؤقتة

~....................... توقفت الموسيقى الرنانة في الحديقة .. و أعيدت الأنوار كما كانت عليه .. فتوقف الجميع عن الرقص .. استمعت لتصفيقات حارة و هي تنزل يديها من كتفي روك ..فيما أبعد روك يديه عن خصرها .. وهو يمشي معها نحو الطاولة ..استوقفتهم ضحكات انجلكيتا القادمة نحوهما و هي تقول بفرح- كـان رقصاً رائع .. القت نظرة لسلين ثم قالت .. ادهشتيني بالرقص سلينبادلت انجلكيتا الابتسامة وهي تقول - لستُ امهر منك بكل تأكيد ... ضحكت ثم نظرت لروك بخبث قائلة - يا أخي العزيزي .. على معلوماتي أنك لا تجيد الرقص غمزت مكملة يبدو أن سلين غيرت بك أشياء كثيرة ..تلميحات انجلكيتا لم تعجب سلين بتاتاً بينما ظل روك يبتسم بهدوء و هو ينظر إلى سلين و بداخله يشتم تصرفات أخته الجريئة .. قالت سلين مخاطبة انجل- أريد الحمام .. سألقي نظرة على منظري ..ردت بجدية - تعالي معي .. سأدلك عليه ...-لا يا عزيزتي .. ابقي مع ضيوفك .. سأسأل إحدى الخدم ابتعدت عنهما متجهة نحو الفلا .. دخلت الفلا محدقة بروعتها .. الفلا تبدو خالية من المعازيم .. هذا ما لاحظته من الهدوء .. فقط الخدم من كان يتواجد فيها تقدمت نحو إحدى الخدم قائلة - المعذرة .. نظرت لها الخادمة قائلة- هل استطيع أن اخدمك بشيء يا آنسة ..؟ - أين الحمام ..؟ - تعالي سأدلك عليه .. .. لا بأس سأدلها أنا .. الصوت الرجولي القادم من الخلف اجبرها على التوقف وهي تستمع لصوت رجولي غريب .. قبل أن تتفوه الخادمة بكلمة تدخل الرجل ليقول بحزم- أذهبي لعملك .. نظر للخدم قائل .. أريد التحدث مع الآنسة ..اندهشت وهي تستمع لما يقول ذلك الرجل التي حتى الآن لم تكن تراها حيث كان ظهرها يقابل وجهه ربما يشبه بها بأحد.. ثوان حتى ابتعد الخدم عن المكان فاهمين مقصد الرجل .. توترت وهي تيقن أنهُ مخطئ بالشخص استدارت بثقة لتخبره بذلك .. - سيدي يـبــ....توقفت عن التكلم محدقة بالرجل بإمعان ..امسكت بإحدى التحف محاولة تمالك نفسها انزلت عينيها للأرض .وبلحظة تذكرت ..والدتها .. ضحكاتها .. بكائها.. ألمها .. حزنها .. وكل شيء .. تدفقت الذكريات كشلال المياه العذب .. لتيقض بداخلها شعور الحقد .. الكرهاية بأنواعها .. سالت دمعة حارة على خدها فيمارفعت عينيها لهُ بضعف .. أحست بتوازنها يختل من نظراته المتفحصة لها .. بعد تسع عشر عاماً كيف يحدق بها بتلك الطريقة .. قبل تفقد توازنها .. وتسقطعلى الأرضية .. لحقها بسرعة ليمسكها من ذراعيها .. همس بذعر- حبيبتي . .سلين .. هل انت بخير ..؟ لمسته اشعلت النيران بقلبها ..تمالكت قوتها وهي تدفعه عنها بعنف هامسة باضطراب- من أين أتيت .. ؟ ارتعبت عينيها اكثر وهي تكمل .. ابتعد ..اتيت لتقتل ما تبقى من روحي .!. سالت الدموع بعينيها و هي تقول من أعماق قلبها لا أريد رؤيتك تمزق قلبه أشلاء .. و عندما امتدت أناملها لتمسح دموعها انتفضت مبتعدة عنه بعنف ... وبصراخ قالت- ألا تفهم .. قلتُ لك ابتعد ..- سلين .... أنا والدك يا صغيرتي !والدك .. والدك .. والدك .. صدى صوته اقتحم عقلها بقوة شعرت بالاضطراب وهي تضع يديها على أذنيها لا تريد سماع شيء .. تمتمت - لستَ والدي .. أبي مات منذُ ان ولد .. مات بقلبي .. مات في تسع عشر عام .. عشتُ وتربيت من غير أب .. ذقتُ طعم الفقر و الألم مع أمي ..لم تكن معي .. انتظرت قدومك كثيراً لكنك لم تأتي لم تقبلني قبل أن أنام ولم تذهب معي يوماً لحفل في مدرستي .. ككل الطلاب .. لم تأتييوماً لتعطيني الحلوى ..كبقية الأطفال .. تعودت على فقداني لهذه الأشياء .. هل تعرف لماذا ..؟ لأن أبي مات ..مات بقلبي .. ختمت كلامها مع سيل من الدموع تتدفق من عينيها وهي لازلت تعاني من هول الصدمة .. التصقت بالجدار عندما اقترب نحوها وهو يقول بعطففيما عينيها كانت تترجاها لفهمه - لقد عدت .. أنا هنا .. بحثتُ عنك طويلاً .. سنوات مرت وأنا ابحث عنك هزت رأسها و هي تقول باستهزاء- بالطبع .. بعد أن اصبحت رجل أعمال غني تذكرت أن لديك ابنة ..ما كنت لتبحث عني بتاتاً إلا بعد أن حققت حلمك .. أناني ..لستَ أبيكنتُ لن أعرف ملامح وجههك .. لكن ظهورك الدائم على قنوات التلفاز اجبرني على رؤيتك .. لم افتخر يوماً بأنك تعتبر والد لي بل لم أخبرأحد بذلك .. لأنك لستَ أبي .. صرخت بعنف ولا اتمنى أن تكون أبياشتدت عينيه غضباً من كلامها .. فقال بغضب كبته بين اسنانه- كما سمعت .. لسانك طويل و سليط للغاية .. اكمل بحزم ..اذهبي وارتدي معطفك لنغادر الحفل ..تغيره المفاجئ لم يكن غريب عنها فهذا ما توقعته لكنها لم تأبه لذلك حيث تمتمت بدهشة - إلى اين.. ؟ !بثقة كان يرد عليها- لا تحتاجين الان للعيش بمفردك .. بعد أن عثرتُ عليك.. فتحت فمها بذهول غير مستوعبة لما يقول .. ثارت اعصابها وهي تحدق به وباسلوب متوحش دفعته عنها و هي تسير إلى منتصف الصالة الضخمة قائلة بجنون - هيه ..سيد شارلي .. لقد صدقت نفسك كثيراً ابحث عن ابنتك بمكان آخر أما أنا فلستُ ابنتك اكملت بحقد. .. اكرهــك..اكرهك كثيراُ سيد شارلي كلماتها الفظة و عدم نطقها بكلمة أبي أثارت جنونه .. وقبل أن تبتعد عنه .. تقدم نحوها بعنف ليعترض طريقها بقبضة يده التي امسكت ذراعها بقوة . .. قائل بعنف وهو يشدها إليه رافعاً إحدى اصابعه لها بتحذير مشدداً على كلامه قائل- ابنتي .. اعجبك أو لم يعجبك .. هذا الشيء حقيقي .. والان يا ذات اللسان السليط .. بأدب كبير ستذهبي معي و ستنسي العيش بمنازل متواضعة ستعيشين مع والدك كفتاة نبيلة .. سألبي لك أحلام كل فتاة بعمرك و أنتِ بالمقابل ستكونين ابنتي المهذبة التي افتخر بها أمام الجميعلم تستحمل كلماته القاسية .. كانت والدتها تحكي لها أن والدها رجل طيب لكنهُ عصبي بشكل مفزع وليس صبور .. ربما يدمرها بلحظة واحدة إذا استفزتهلكنها لم تبالي بكلامات والدتها فقالت بحقد - كنتُ أعلم مكانك جيداً سيد شارلي .. لو كنتُ أحلم بالحياة الرفاهية معك .. كنتُ قد اتيت لك منذُ زمن .. لكنني لا أريد قرشاً واحد منك دعني و شأني .. ليس لك أي حق بأن تجبرني على تقبلك ... أنت شخص أناني والدتي ماتت بسببك ثارت بذكرى والدتها قائلة بجنون وغضب بسببك أنت ماتت.. رفع يده بعنف ليصفعها بحركة مفاجأة فاغمضت عينيها تلقائياً قبل أن تتدخل يد أخرى لتمسك كفه.. فتحت عينيها ببطء .. ثم نظرت لدانيال الذي كان يمسككف السيد شارلي .. ارتجفت و هي تحدق بعينين السيد الشارلي النارية .. ينظر إليها بتملك ناسياً افعاله ..تمتمت- دعه .. دعه يضربني .. هو كذلك ما يفعله دائما تغطئة عيوبه بالهروب .. أو استعمال القوة ... تقدم السيد شارلي نحوها بغضب فيما تدخل دانيال مستشعر بغضب السيد شاري و هو يقول - علينا أن لا نثير المشاكل .. لا يجب أن نفسد الحفل .. هدأ قليلاً لكنهُ قال بعصبية - ألا تسمع ما تقول .. لسانها يحتاج تعديلات كبيرة .. ظلت تحدق بهما .. مستمعة لدانيال الذي قال بهدوء- وعدتني من قبل أنك لن تثير أي مشكلة بهذا الحفل لذا اخبرتكالسؤال الذي يحيرها كان قد جاوب عليه دانيال في تلك اللحظة .. هو من أخبر السيد شارلي عن مكانها .. كيف لم يخطر في بالها أن دانيال قد يعرف هذا الرجل ..فهما رجال أعمال ..هل كان يتصرف كل تلك التصرفات لأنها ابنة شارلي .. هل كان كل هذا الوقت يبحث ويتأكد ليصل بأنها حقاً ابنته .. ؟ .. تجمع الحقد في عينيها نحو دانيال .. وبخطوات واثقة سارت لتتجوازهما خارجة من الفلا .. استوقفها هذه المرة صوت دانيال قائل بحزم - نفدي طلب والدك .. اذهبِ حالاً وارتدي معطفك لنغادر الحفل بهدوء و إلا ......توقف عن الحديث فاكملت بسخرية - وإلا مـاذا ..؟اشتدت عينيه بفعل الانفعال وهو يقول بحزم - وإلا اجبرتك أنا على مرافقة والدك بالقوة ..تلك اللحظات دخلت إحدى الخدم و هي تشتم رائحة مشكلة جديدة .. ألقت الخادمة نظرات استفهام و تعجب .. فقطعها دانيال وهو يقول بحزم- من فضلك .. احضري معطف الآنسة سلين حالاًهزت رأسها الخادمة بالإيجاب و هي تتفحص سلين متذكرة بأنها رفيقة السيد روك بهذا الحفل .. ابتعد الخادمة فيما التفت سلين نحو دانيال بغضب جنونيتقدمت نحوه بعنف و هي تقول - لا تجبرني على فعل أي شيء .. لم اسمح لك بالتحكم بي بعد .. اصرت تقول ..حياتي وأنا حرة ..- أنا سمحتُ لهُ بذلك .. حولت نظراتها لسيد شارلي .. الذي تكلم عن دانيال ردت باستفزاز - وأنت من تكون بالأول لتسمح لهذا النذل أن يتدخل بي .. امسك بذراعها بقوة وهو يجرها نحو باب الفلا قائل - لستِ الوحيدة المسؤولة عن حياتك .. لديك أب في هذه الحياة شأتي أم أبيتي ..عضت على شفتيها بقهر .. و هي تصرخ بجنون - اتركني .. أفضل الموت على ان أعيش معك .. أنت لستَ أب .. قبل ان تمتد يده لتفتح باب الفلا .. افتتح الباب ليدخل روك بسرعة .. لحقتهُ الخادمة برعب و هي تنظر لأعين روك التي كادت أن تخرج من محلها و هو يحدقبسلين .. نظر لسيد شارلي المعروف .. ثم حول نظراته نحو دانيال الذي يقف ينظر لما يحدث بهدوء .. بسرعة تحولت نظراتهنحو سلين كانت تحدق به ضعف .. همست بين يدين السيد شارلي- روك .. ارتجفت شفتيها وهي تحدق به بضعف قائلة برجاء .. أرجوك .. لا ..لا تتركني ..نظر للخادمة التي هبت تناديه بسرعة فور ان رأت سلين بين يدين ذاك السيد ثم التفت لسلين قائل-ما الذي يحدث هنا ..؟ابتعدت الخادمة من المكان باضطراب فيما تدفقت الدموع من جديد من أعين سلين و هي تقول بارتجاف- هذا الرجل يريد أن يدمرني مجدداً..... ارجوك لا تدعه يأخذني للعيش معه ألقى نظرة خاطفة نحو السيد شارلي مستفهم الغضب الذي كان يطل من عينيه و هو يمسك سلين بعنف قال بجدية -ما هذا الكلام ..؟ تقدم نحوها ليحررها من يدين السيد شارلي لكنهُ فوجئ عندما ابعده السيد شارلي رافض تقدمه وهو يرمقه بنظرات غاضبة .. بدأ يشعربجدية الامر فقال بجدية- سلين برفقتي الليلة سيد شارلي .. - هذا كان في بداية الحفل .. حالياً سلين برفقة والدها - لست والدي ...صرخت بعنف فيما اشتدت عينين روك غرابة وهو يحدق بهما .. بلحظات عاد إلى الوراء ليتذكر لقائه مع سلين في أول يوم على الشاطئ .. عندما استمعلحديثها عن والدها مع كاثرين .. فهم أن والدها تخلى عنها و عن والدتها كذلك كلامها كان يدل على مكانة والدها الراقية .. بثوان تذكر حينما كان يسأل عناسمها الكامل كانت تغير سيرة الموضوع .. كان يظن بأنها لا تحب ذكر سيرة والدها ..لكن الان تأكد شيء آخر كانت تخشى أن يدرك أن والدها هو نفسه رجل الأعمال الشهير .. فهم الان كل شيء .. لقد دمرها بيده عندما احضرها لهذا الحفل .. حدق بها وهي تنظر له بتوسل .. تحرك السيد شارلي نحو باب الفلا ممسكاً بسلين صرخت بعنف و هي تقول- اتركني .. لن تدمرني أرجوك .. بدأت بإنشاء حياة جديدة منذُ يومين .. لا تدمر فرحتي كما فعلت من قبل .. تجاهل توسلاتها فنظرت لروك قائلةروك . . افعل شيء .. أرجوك .. روك لا تدعه يأخذني ... سيدمرني كما فعل بأمي .. صدقني أنا لا املك أب والدي مات .. مات استيقظ على صوتها الباكي وهي تترجيه وبتلك اللحظة شعر أنها أغلى ما يملك ..اعترض طريق السيد الشارلي بخطوتين قال بحزم- افعل ما طلبت ابنتك .. بتصرفك هذا لن تكسب حبها .. أن تزيد الطين بله .. اتمنى أن لا تحشر انفك بأمور الآخرين يا سيد روك ..لم تكن تلك الكلمات من السيد شارلي .. بل كانت من الشيطان الذي يقف محدق بما يحدث بهدوء تحرك من أمامه وهو يرمق روك بنظرات حادة .. ثم اتجه لسيد شارلي قائل - لنغادر .. اشتد غضب روك بفعل تصرفات دانيال المستفزة صرخ بعنف قائل - سيد دانيال .. أنتم لن تغادروا هذا المكان برفقة سلين .. سلين تحت رعايتي اليوم ... لن اسمح بأحد بإيذائها .. ساحميها لنهاية رسم ابتسامة سخرية وهو يقول - هل ستحميها من والدها .. ؟ عجيب امرك أيها الرجل ! فُتِحَ باب الفلا ليدخل السيد مارتن بسرعة .. ثوان حتى دخلت بعدها أنجلكيتا محدقة بشقيقها ثم لرجلين وبسلين باندهاش .. تجولت عينيها بهما ثم نظرت لزوجها الذي قال - ما الذي يجري يا شباب ..؟ نحنُ في حفل .. رجاء ألتزموا الهدوء .. لن نختم الليلة بالشتائم أو قتال.. رد دانيال بثقة بعد أن ألقى نظرة خاطفة نحو روك ثم حولها لسيد مارتن وهو يقول- فلتخبر صهرك بهذا الامر .أخبره بأن لا يتدخل بين الأب وابنته . وجه نظراته لسيد شارلي ثم قال مجدداً.. لنغادر المكان .. هذه المرة لن يعطي السيد شارلي اي فرصة لأحد ثوان حتى هب مغادرا المكان فيما توقفت سلين عن الصراخ بسبب نظرات الناس الموجهه لهم في حديقة الفلا وهي تتوعده بليلة سوداء لوالدها ..صوت تكسير قطعة من التحف الجميلة صدى بالفلا ... مما جعل انجلكيتا تنتفض رعباً من منظر اخاها التي كان يصرخ بجنون فوق السيد مارتن قائل- لماذا تركتها تذهب ..؟ على الأقل كنتَ توقفت عن منعي من اللحاق بها رد بتذمر قائل - اوه .. كف يا روك عن هذا الصراخ ..اكمل بحزم ليكن بعلمك لن اسمح بأحد أن يخرب هذه الليلة .. وكما قال رفيقي دانيال ليس عليك التدخل بين الاب وابنتههذا كان ما ينقصه حقاً .. تأنيب مارتن له الذي يتحدث وهو لا يعرف ما الذي يجري .جلس على إحدى الارائك وهو يمرر أصابعه على شعره بغضب قائل - أنت لا تعرف .. لا تعرف شيء يا مارتن .. فلتذهب لضيوفك ليس عليك التحدث بشيء لا تعرفه ابتعد السيد مارتن خارج للحديقة .. بينما اقتربت أنجل نحو شقيقها .. انحنت لمستواه و هي تقول - آســفة .. - كنتِ تعرفين بأني لا اطيق المدعو دانيال ...- مارتن من دعاه .. صمتت ثم قالت لكن ماذا يحدث أخي ..؟ وقف فجأة من على الأريكة بعنف .. و كأنهُ بدأ يستوعب ما جرى معه .. صرخ بعنف فانتفضت انجل واقفة تستمع لصراخه الجنوني- لقد ذهبت ..؟ ترجتني و لم افعل لها شيء .. وقفت كالأحمق انظر لها تغادر مع ما يدعى والدها .. ارتجفت تحدق بأخاها بدهشة رمى تحفة أخرى بعنف على الأرض .. قائل بجنون .. دمرتها بيدي .. احضرتها للحفل بيدي وعدتها بليلة رائعة لكنها اصبحت ليلة سوداء ..ألقى العديد من الشتائم ثم غادر المكان كالأعصار بجنون ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت السيارة السوداء إحدى أضخم الفلل جمالاً وتنسيقاً .. فيما كانت الصرخات الفوضوية داخل السيارة مزعجة بشكل فظيع لم تتوقف ثانية واحدة عنالبكاء والصراخ بالشتائم المختلفة .. قلتُ لكم اتركوني .. أعيدوني لمنزلي ..صرخت منادية بجنون روك أين أنت ..؟ انقذني .. روك ..- الصراخ لن ينفعك ..نظرت لسيد شارلي بحقد .. هو ينزل من السيارة بعد أن أوقفها السائق داخل حديقة الفلا .. فتح الباب الخلفي لسيارة ثم امسك بسلين بلطف .. ألقت عليه نظرةحاقدة .. وهي تلقي عليه أشد نظرات الكراهية .. فهم ان اللطف لا يفيد معها .. جرها بقوة متناسي صرخاتها .. جرها صاعداً بها السلالم وكأنهُ لا يسمع شيءمن كلامها المفتز .. اعترض طريقهم فتاة تبدو بعمر سلين كانت تحدق بهما بغرابة و بدهشة ماذا يفعل سيدها .. ؟ شفقت على حال الفتاة بين يدين السيد شارليالمعروف بعصبيته .. ظلت تحدق بهما حتى صعدا السلالم لحقتهما ببطء .. و هي تراقب السيد شارلي الذي ادخل الفتاة إحدى الغرف ثم خرج بعد دقائق بعد أن احكم اغلاق الباب بالمفتاح.. شعرت بالعطف نحو الفتاة التي كانت تصرخ في الغرفة طالبة منه أن يدعها في سبيلها ..كانت تعرف أن لا حياة لمن تنادي مع السيدشارلي ..- سيدرا ماذا تفعلين ..؟انتفضت من صوت السيد شارلي الحازم .. استدارت لتقابله بارتباك بلعت ريقها من عصبيته الواضح قالت بتوتر- جئتُ لزيارة أمي ..قال بحزم و شرار الغضب يبرق بعينيه - اطلبي والدتك حالاً هزت رأسها بالإيجاب وهي تنزل للمطبخ لتنادي والدتها .. التي كانت تعمل هنا كرئيسة الخدم .. دخلت المطبخ مبتسمة للخدم ثم نظرت لوالدتها قائلة - السيد شارلي يطلبك .. و يبدو في حالة مخيفة من الغضب لذلك اتمنى أن لا تلبي طلبه بالذهاب إليه الآنابتسمت السيدة الكبيرة صوفيا و هي تقف من على الكرسي قائلة - لقد تعودنا على غضب السيد شارلي .. فلا تقلقي يا صغيرتي .. سأوافيه حالاً.. خرجت السيدة صوفيا .. فيما دخلت سيدرا المطبخ لتجلس بمكان والدتها .. وهي تشعر بالفضول نحو تلك الفتاة التي كانت برفقة السيد شارلي ..تقدمت السيدة صوفيا نحو سيد شارلي الذي كان يجلس على الأريكة بالصالة ينفث دخان السجارة بغضب .. انحنت بتهذيب قائلة- لقد طلبتني يا سيدي عدل من جلسته ثو رفع نظراته نحوها .. هتف بحزم- نعم ... عثرتُ على ابنتي اليوم اطلقت شهقة خفيفة فيما اشتدت عيناها صدمة .. قالت - حقا ..! .. أين هي الآن ..؟ - في غرفتها. سيدة صوفيا .. أتمنى أن تعتني بها .. تنهد ثم أكمل .. أنها ترفضني بشدة .. أخشى أن تصاب بحالة نفسية إذا بقيت علىهذا الحال .. ردت مندفعة بتأكيد- لا تقلق يا سيدي سأعتني بها جيداً - تفضلي هذا ..نظرت للمفتاح الذي بين يديه ففهمت أنهُ مفتاح غرفتها التقطته من بين يديه وهي تقول- عن أذنك يا سيدي .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمنهارة على الأرض .. تضم ركبتيها إليها تبكي بألم كبير .. تشعر أنها منعزلة عن العالم ... بعد أن أخذ السيد شارلي هاتفها النقال عجزت عن الاتصالبروك الذي كان يستطيع انقاذها من هذا المكان .. مسحت الدموع السوداء بفعل اندماجها مع الكحل .. وبتلك الأثناء فتح باب غرفتها بعد مكوثها لأكثر من ساعة تقريباًانتفضت من مكانها و هي تتوقع دخول السيد شارلي.. إلا انها هدأت محدقة بالمرأة الكبيرة التي دخلت غرفتها بابتسامة دافئة ثم لحقتها نفس الفتاة التي قابلتها بسلالم .. لم تستطعأن تبتسم لهما و هي بتلك الحالة .. بل ظلت تحدق بهما بغرابة .. - مرحبا يا آنسة سلين ..تكلمت الفتاة بمرح .. فلمحت نظرات عادية من سلين موجهه لها تقدمت السيدة صوفيا وهي تقول - يا صغيرتي .. نحنُ لا نريد سوى مساعدتك فقط ظلت تحدق بهما بغرابة لكنها هزت رأسها بالنهاية بلطف .. مر يومين بحالة سيئة على سلين .. كانت كالمآساة .. يومين تحلم بالكوابيس .. يومين كانت تحلم بوالدتها بأحلام مرعبة لا تجعلها تذوق طعم النوم .. لم يكنيخفف عنها سوى سيدرا الفتاة المرحة ذات العشرون عاماً .... التي كلما بقيت في هذه الفلا يومين من أجل سلين .. هذا هو اليوم الثالث يأتي .. و هي حتىالان ترفض رؤية السيد شارلي بعنف .كانت تأكل في غرفتها ترفض أن تقابله . لم يكن يعجبها أي شيء في هذا المكان .. حتى غرفتها التي لم تكن تتخيل أنها ستملك يوماً غرفة بجمالها .. بكل شيء كانت معدة .. الديكور المبهر بألوان جذابة .. الأغراض المبهرة .. الدولاب المليئ بافخم الملابس الجميلة .. ملابس لم تتخيل أن ترتديها يوماً .. الحاسوب .. بطاقة مالية .. كما قال والدها وفر لها حلم كل فتاة .. عدا الهاتف النقال .. الذي رفض أن يعطيها إياه .. هذا كله لم يكن يعجبها .. كانت تتمنى أن تعود لمنزلها الدافئ التي لم تكمل فرحتها بعد في إعداده .. ابتعدت عن النافدة .. وهي تستمع لطرقات على باب غرفتها هتفت - تفضل كانت تعرف أنها سيدرا .. أطل وجه سيدرا المبتسم في الغرفة ثم دخلت الغرفة وهي تحمل طعام العشاء وضعت الطعام على الطاولة .. فيما ابتسمت سلينوهي تقول - تأخرتِ اليوم .. لقد اشتقتُ إليكقالت بأسف- لقد جئت لأودعك ..اشتدت عينين سلين غير مستوعبة لما قالت سيدرا ربما لم تتعرف عليها كثيراً بعد لكنها الوحيدة التي تستطيع التحدث معها في هذه الفلا الكئيبة ..قبل أن تتجمع الدموع بعينيها قالت سيدرا بأسف- يجب ان أعود لسكن الجامعي من أجل دراستي على كل حال لقد بقيت هذه الأيام هنا من أجلك .. أنا لا أعيش مع والدتي أنا آتي لزيارتها دوماًابتسمت حين لمحت الوحدة بعينين سلين ثم اكملت مربته على كتفيها ..أعدك بأني سأزورك دوماً لا تقلقي سلينشعرت بالهواء يختفي ... من كلمات سيدرا .. جلست على سريرها بخيبة أمل قائلة- متى ستغادرين ..؟ - الان ..ردت بكآبة- وهل يجب علي البقاء في منزل رجل يدعي بأنهُ أبي ..؟-لكنهُ والدكصرخت و قد بدأت الدموع تتلأ بعينيها قائلة - ليس أبي .. والدي مات .. مات لماذا لا تصدقوني ..؟شعرت بالشفقة نحو سلين توهم نفسها بموت والدها بالقوة.. انحنت لمستواها وهي تقول - كيف يمكنني أن أساعدك..؟ رفعت رأسها ببطئ نحو سيدرا وهي تقول بصوت باكي و بشك واضح - هل حقاً ستساعديني ..؟ردت مؤكدة- بكل تأكيد ..- لتساعديني على الهرب إذن .. شهقت سيدرا قائلة - مستحيل .. ستطرد والدتي فوراً - سأعود .. فقط لساعات .. لن يلاحظ السيد شارلي غيابي قالت بشك- ساعات !..ارجوك سلين كوني واقعية .. إذا اردتِ أن تكوني فتاة حرة فاكسبي السيد شارلي .. لو تقبلتيه كأب لك سيجعلك حرة .. - يستحيل ان أتقبله أب لي اكملت برجاء .. ارجوك سيدرا .. فقط ساعات ساعود .. أنا لا أكذب سأعود .. يستحيل ان اتسبب بضياع عمل السيدة صوفيا نظرت لها سيدرا بعدم اطمئنان فاكملت ساعديني أرجوك .. لانت ملامح سيدرا ثم صمتت قليلاً قالت بعد ذلك بنظرات شك- ستعودي ؟ هزت رأسها قائلة - اعدك .. فقط ساعات .. - حسنا اسمعيني .. لا اعتقد أن أحد من الحراس يعرف ملامح وجهك .. سأدعي بأنك صديقة لي .. أما عن النزول من غرفتك فالسيد شارليقد بدأ منذُ ثوان اجتماع مع إحدى الرجال في مكتبه ..سنخرج من باب الخدم قالت بتحمس للفكرة- وماذا عن الخدم ..؟ ألن يبلغوا السيد شارلي ...- في هذا الوقت يذهبون لنوم .. و والدتي قد خرجت قبل قليل لتشتري بعض الاغراض لذلك لا تهتمي ..لكن التأخر ليس بصالحنا لنسرع سلينقفزت من على السرير بسرعة .. ألقت نظرة حول نفسها كانت ترتدي ملابس أنيقة من الملابس الذي احضرها السيد شارلي .. لم تهتم أنها كانت ترتدي تنورة قصيرة لنصف فخذيها ..اهتمت بحقيبتها الصغيرة التي يوجد بها شيء مهم .. ارتدت الحذاء و معطف يصل لأعلى ركبتيها .. تسللت مع سيدرابخفة في الفلا الكبيرة ...سارت الخطة جيداً رغم ارتجافها و خوفها إلا أنها نجحت في النهاية بالتسلل خارج الفلا ..ألقت وعوداً على سيدرا بأنها ستعودوبالمال التي اعطتها سيدرا ركبت اول سيارة أجرى صادفتها .. سالت دموعها بألم .. و هي تحدق بظلمة الليل من نافدة السيارة .. - إلى أين يا آنسة ..؟ كان صوت سائق الأجرة ظلت صامتة .. إلا انها هتفت عندما رأت تلك الحديقة صغيرة تمتلأ بضجيج الأطفال .. منذُ زمن لم تزورها - لتتوقف هنا.. نزلت من السيارة بتعب بعد أن اعطت السائق أجرته .. تأملت الحديقة الصغيرة جيداً .. أحلى الذكريات قضتها هنا .. سارت داخلة الحديقة بهدوء .. جلست علىإحدى المقاعد.. و هي تستمع لأصوات الأطفال .. الأمهات والأباء يلعبون مع أطفالهم بفرح .. نزلت دموع حارة مبللة خديها .. و هي تتذكر الماضي .. كانت تأتيفي السابق مع والدتها لهذه الحديقة كثيراً .. كانت حديقة بسيطة مكونة من ألعاب قليلة إلا أنها كانت ممتعة .. ربما تغير منظر الحديقة الان بسبب إضافة ألعابأشد جمالاً و روعة عما كانت عليه سابقاً .. ذكريات الماضي كسرت قوتها فأخذت تجهش بالبكاء متجاهلة نظرات الناس لها .. .. أين أنتِ يا أمي .. ؟ .. تعالي و انظري لحال ابنتك المدللة ..انظري لزوجك القاسي .. عاد ليدمر ابنتك .. لم يكتفي بتدميرك فقط .. اجهشت بنوبة من البكاء الحاد .. لــماذا عــاد الان بعد تسع عشر عاماً .. لماذا عــاد ..؟ تساؤلات وتحيرات جرت بثوان في عقلها .. وقفت بضعف و هي تسير منتقلة من شارع لشـارع و أخيراً توقفت أمام حارتها السابقة .. نظرت لمنزل والدتها السابق .. عن بعد تشجعت لتخطو خطواتها نحو الأمام داخلة الحارة .. .................كان يشاهد التلفاز في جـناحه .. و يشرب كوب القهوة الساخن .. يبحث بين القنوات بملل .. رمى جهاز التحكم على الأريكة باهمال .. ثم وقف شاعراًبالملل .. اتجه لغرفة أخرى غرفة لـحلمه الضائع .. فتح باب الغرفة و سار بخطوات بطيئة ليدخلها .. تنهد و هو يحدق بالغرفة المليئة بكتبالموسيقى .. و أداة البيانو الفخمة تتوسطها .. تقدم بشغف نحو أداة البيانو ..مرر أنامله بأهمال و هو واقفاً بجانبها .. فاصدر صوت موسيقي غير جميل.. ابعد أنامله عن البيانو ثم ذهب نحو المكتبة .. أخذ يبحث بين دفاتره عن مقطوعات قام بتأليفها .. بحث عن مقطوعة نادرة بين الدفاتر .. التقط إحدى الدفاتر و امتدت انامله لتفتح الدفتر .. سقطت ورقة صغير على الأرض .. فانحنى ليرفعها .. امسك بها بين يده و أخذ يحدق بما يحويها .. مقطوعة نادرة .. هل لازلت معه ..؟ .. لقد ظن أنهُ رماها بعد ذاك اليوم .. لم تكن كاملة .. رسم ابتسامة جانبية عندما تذكر السبب الذي لم يجعله يكملها .. تلك الفتاة المشاكسةالتي قطعت عزفه برنين هاتفها المزعج .. لقد اغضبتهُ كثيراً .. تذكر أنهُ سهر الليل باكمله و هو يكتب القليل من هذه المقطوعة العذبة .. كان سعيداً بها..و متأكد أنها ستكون أجمل مقطوعة قد عزفها بحياتها.. لكن عندما باشر اليوم الثاني إلى المعهد قطعته سلين .. و هو يكره أن يقاطعه أحد بعزفه .. تذكرعندما عاد إلى القصر بغضب .. ثم توقف عن إكمال كتابتها .. لقد نسي امرها تماماً . أيمزقها ..؟ فضل تلك الأثناء أن يعيدها لمحلها .. رفعها ليوضعهابالدفتر .. ثم تقدم من البيانو وجلس على كرسي البيانو مستعداً للعزف إحدى المقطوعات التي يحفظها ..مرت أنامله بشوق على أداة البيانو .. عزف أجملالمقطوعات بروح صافية .. شعر بالحب لهذه الأداة الموسيقية .. . هي الوحيدة التي تفهمه .. يشعر أن أداة البيانو هي قلبه هي لسانه التي يتكلم عنه بلغة الألحان ... ربما تكون مقطوعاته مميزة لانها تحوي ما بداخله .. لأنها تتكلم عن دانيــــال ذاته .. توقفت أنامله عن الحركة فتوقفت الموسيقى بذلك .. ثوان حتى رن هاتفه .. اخرج الهاتف و هو ينظر للاسم على الشاشة مليا .. السيد شـارلي .. أجاب على الهاتف بسرعة قبل أن يتكلم فوجئ بصوت السيد الشارلي الغاضب والمتوتر .. و هو يقول - دانيال .. لقد هربت ...قبض على يده بقوة .. فيما اشتدت عينيه و هو يقول - كيف حصل ذلك ..؟ ثار السيد شارلي قائل- تعاونت مع ابنة السيدة صوفيا و هربت وقف من مقعده وهو يقول - فلتهدأ قليل ... كل شيء سيكون على ما يرام صرخ بعنف قائل- كيف أهدئ ..؟ لم اكن اتوقع أن الامر سيصل للهروب . . ابنة السيدة صوفيا تقول أنها وعدتها بالعودة لكنها لم تعد مرت أكثر من ساعتـين على غيابها دانيال .. أنا لا أملك غيرك .. أرجوك ابحث عنها ... إن رجالي لا يعرفون شكلها ثم أنني لا امتلك لها صورة .. لا امتلك غير صورة واحدة عندما كانت طفلة تنهدت بعدم راحة فقال السيد شارلي- دانيال أرجوك .. سبق أن وعدتك بأن لو عثرت عن ابنتي لأعطيك ما تشاء و الآن كذلك اعثر عليها مجدداً أعدك بأن اعطيك ما تشاء دون تردد ............مر الكثير من الوقت و هي واقفة أمام منزل والدتها .. تحدق بذكرياتها وتبكي بجنون .. أول مرة ترغب بالدخول به .. لشيء واحد .. كم اشتاقت لرؤية ملامح وجه والدتها .. تقدمت خطوتين إلى الأمام نحو الباب أخذت تبحث عن المفتاح في حقيبتها .. تمنت أن دانيال لم يبدل المفتاح بعد .. ابتسمت عندمافُتِحَ باب الحديقة .. فعلمت أن دانيال لم يغير المفتاح ... دخلت و هي تنظر للحديقة جيداً .. لقد تغيرت كلياً .. يبدو أن هناك بعض الترميمات فيها .. سارت ببطء نحو باب الرئيسي وفتحته .. الظلام كان يعم المنزل .. لا أحد يعيش فيه .. امتدت أناملها لتشغل النور .. تلاشى الظلام ليسمح لها برؤية المنزل جيداًالصالة كانت قد بُدلت أثاثها .. لكن ما أثار استغرابها أنها بدلت بأثاث خشبية ليست أثاثت من مستوى دانيال المادي بتاتاً .. بل عكس ذلك .. أثاثت متواضعة توقفت عينيها أمام غرفة والدتها .. وبلحظة تذكرت شيء .. صحيح كيف لها أن تنسى ذلك .. هرولت راكضة نحو غرفة والدتها .. فتحت الباب .. فوجدتبعض أثاثت والدتها كما هي إلا انها كانت خالية من الغبار .. تجولت عينيها على الأرض .. سالت الدموع من عينيها عندما لم ترى اي أثر لها .. اطلقت شهقة..بكاء عندما ادركت أنها فقدت ذاك الشيء .. هرولت نحو دولاب والدتها و فتحته أخذت تبحث بين أغراض والدتها بجنون .. أين هي ..؟ هل رماها دانيال .. لا بأس حتى لو كانت محطمة أنا أريدها لن استغنى عنها .. عندما فقدت الأمل توجهت لتبحث بين الطاولة .. خلف الدولاب .. بحثت تحت السرير .. في كل مكان .. عندما فقدت الامل جلست على أرضية المنزل الباردة بيأس .. ضمت ركبتيها الباردتين بفعل تنورتها القصيرة .. و اسندت رأسها على ركبتيها.. ظلت تبكي وهي تتمتم بوالدتها ..ارتجفت وهي تشعر ان موتها قد قدم .. مستشعرة بالظل الذي يقف أمام باب الغرفة . . تكورت على نفسها وهي تتخيل قدوم شبح يقتلها .. كما يحدث في أفلام الرعب .. رفعت رأسها لتنظر لقاتلها .. سرت قشعريرة بجسدها عندما رأته مستند على باب الغرفة .. بلعت ريقها متمتة - د .دا نــ.....يـــ...ـال ... تقدم خطوتين إلى الامام فقالت- لا تقترب .. لقد قتلتني عندما سلمتني لسيد شارلي .. اجهشت بالبكاء وهي تكمل شاركت بقتلي و هو قتل أمي .. توقعت ان يرد على كلامها لكنهُ قال بصوت أجش لم تفهم مغزى كلامه - هل كنتِ تبحثين عن هذه ..؟رفعت عينيها .. تنظر له .. تأملت ما بين يديه..مررت أناملها على خديها تمسح الدموع .. وهي تقف ببطء .. سارت نحوه .. لتأخذ تلك الصورة التي دمرت في ذاك اليوم بسببه .. كانت تبدو أجمل بالإيطار الجديد بدل عن ذاك القديم المتهالك .. ابتسمت بحزن و هي تمرر أناملها فـي صورة والدتها . . ثم ضمت الصورة لصدرها بحنان وهي تبكي بشدة .. تخلخل صوته الرجولي القائل بهدوء- أردتُ إصلاح ما افسدته في تلك الليلة .. كان يقصد الصورة التي سقطتت من يديه فتحطم إيطارها .. ذاك اليوم كرهته لانهُ حتى لم يقل كلمة آسف لها ... لكن ما ادركتهُ اليوم .. بأن دانيال يعتذر بطريقة أخرى ربما بطريقة غريبة .. إذن لقد حمل الصورة معه ليصلحها في ذاك اليوم .. ضمت الصورة أكثر إليها وهي تهمس- اشتقتُ إليها .. كثيراً .. اود الذهاب لرؤيتها .. حدقت به قائلة كالأطفال هل إذا مت سآرها .. ؟ .. لو كان ذلك صحيحاً فأنا أود الموت -اشششتمتم بصوت أجش . . فيما امتدت أنامله لتمسح دموعها بلطف... ضم بكفيه و جهها فتوقفت عن البكاء وهي تحدق به .. همس قائل- يجب أن لا تتمني الموت .. سلين .. حققي حلمك من أجلك ومن أجل والدتك .. اجعليها تفتخر بك .. حتى لو لم تكن على قيد الحياة .. ارتعش قلبها .. من لمسة يده الدفائة في ذاك الجـو البــارد.. تاهت بعينيه كـاره ضعفها الذي يمنعها من ابعاد كفيه عنها .. في تلك اللحظة رغبت بلمسته كثيراً..إلا أن الحقد بدأ يتولد بقلبها .. فور تذكرها أنهُ من أخبر السيد شارلي بوجودها بالحفل .. أشاحت نظراتها عنه .. ثم تحركت مبتعدة عنه قائلة ..- سأغادر .. أعتذر على دخولي منزلك دون إذن ..مشت لتتجاوزه .. لكنه امسك ذراعها .. ليعيدها مقابلة لجسده ..نظرت له بحقد و غضب على اعتراضه طريقها لكنه قال بصوت أجش هزها - لمـاذا تكرهين والدك ..؟ .. عقدت إحدى حاجبيها .. و هي تعض على شفتيها بقهر قالت بضجر- و ما شأنك بي ..؟ .. ألن تكتفي بما فعلته قبل أيام في الحفلة .. ؟ صرخت بعنف .. لتقل شيء لا تقف أمامي كالأصم ..رسم ابتسامة جانبية فزادت من ثورانها قال بعينين مستفزة بخلاف صوته الأجش المليئ بالتسلية -لأنك لي يا صغيرتي .. ! .. فعلتُ ذلك لأنك قريباً ستمثيلني .. ! .. لذلك أنا لا أحب أن يرى احد ممثلتي و هي كاللقيطة مع المدعو روك ابتسم ابتسامة صفراء على وجهها المذهول .. احمرت وجنتيها غضب .. غير مستوعبة لما تقول اطلقت ضحكة استهزاء و هي تجر قدميها خارجة منالمكان بعد أن هتفت بضحك- تبدو فقدت عقلك أيها العازف الشهير ... ســارت تجر قدميها نحو باب المنزل .. فيما شعرت بجسدها يتجمد برداً .. بفعل الملابس القصيرة التي كانت ترتديها .. وصلت للباب مدت كفها نحو معصم البابففوجئت به مغلقاً .. فتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح .. كتمت شهقة عندما تذكرت أنها وضعت في مكانه بخارج الباب.. هل انغلق الباب عليها ..؟ في تلك الأثناء خرج دانيال من غرفة والدتها .. ألقى نظرة لها .. و كأنهُ يدرك عدم خروجها .. و يبدو يتحدث على الهاتف ابتسم لها بتسلية .. فيما ظلت تحدق به بصدمة .. لقد أغلق الباب عندما دخل و هو يدري أن مفتاحها معلق فيه .. نظرت لهُ باستنكار .. قائلة بنفاد صبر - افتح الباب .. مرر أنامله على شعره و هو يفركه بحيرة عقد حاجبيه باستنكار مما اظهر تجاعيد على جبهته اقترب نحوها .. ثم اخرج مفتاحها من جيبه .. فاقتربت بغضب لتأخذ المفتاح .. رفع المفتاح بسرعة بيده إلى الأعلى فعجزت على الوصول إليه .. هتفت بانزعاج- كف عن تصرفات الأطفال .. اعطني مفتاحي - مفتــاحك ! .. عفوا يا آنسة هذا المنزل لي .. مخطئة في العنوان .. صرخت بانفعال - حسناً لا أريده .. فقط افتح لي الباب .. قال ببرود ازعجها- اممم .. و إلى أين ستذهبين .. ؟قالت بحنق - هذا الشيء لا يعنيك .. - إذن لا باس .. لنقضي الليل كله هنا .. قال كلماته ببرود .. فيما راح يجلس براحة على إحدى الكراسي .. وقد أخذ يلعب بهاتفه ببرود .. تقدمت نحو ثائرة قائلة- ماذا تظن نفسك فاعلاً .. ؟ ابعد نظره عن هاتفه النقال .. ثم رفعه عينيه لها قائل .. - لم افعل شيء ..أعاد نظراته نحو شاشة هاتفه المطور .. يعرف جيداً كيف يستفزها .. وحقاً نجح في ذلك عندما صرخت بغضب -حسناً ..سأذهب لمنزلي .. ابعد نظراته عن الهاتف لينظر لها غير من موضعه ليضع ساقاً فوق ساق .. ثم قال وهو يفرك دقنه بهدوء- أي منزل .. ؟ هل تقصدين منزل والدكتدري أنهُ يتصنع الغباء زفرت باستياء قائلة- للمرة المليون .. أقولها لكم .. ليس والدي .. منذُ متى ذاك المنزل اصبح منزلي .. وقف من على مكانه فجأة فتراجعت للوراء خطوتين فقال - وماذا عن سيدرا ..؟ ألم تعديها بالعودة تذكرت أمر سيدرا لكنها أبت العودة لتلك الفلا فقال مكملاً سيطرد السيد شارلي والدتها و ستمنع من جامعتها .. هل تعرفين أن السيد شارلي من يدفع تكاليف جامعتها .. !و بسيرة الجامعة تذكرت امر جامعتها .. منذُ ذاك اليوم و هي لم تذهب لا تعرف كيف الأوضاع .. ؟ فقط كاثرين من يعرف بكل شيء .. تذكر أنها اعطت رقم كاثرين لسيدراالتي اتصلت لكاثرين واخبرتها بكل شيء.. لم تستغرب عندما قالت سيدرا أن كاثرين تدعوها لكسب والدها .. صحيح دائما كانت كاثرين أول من يدعوها لتوثيق علاقة جديدة مع السيد شارلي .. لكنها لا تستطيع ذلك .. هزت رأسها بالنفي و هي تتذكر روك .. كم اشتاقت إليه .. قالت بغصة- لن أعود ..هتف بحزم -لا تكوني انانية .. أنتِ لا تقبلي بكل تأكيد أن يضيع مستقبل سيدرا في جامعتها .. لو تعلمين كم هي تبكي الآن وكم وبخها السيد شارلي بسببك ..نزلت دمعة حارة ..و هي محيرة .. لكن عليها أن تعود .. من أجل أن تحقيق وعدها .. هي متأكدة أنها ستتحرر يوماً من تلك الفلا .. بالتأكيد روك لن يدعها هو الأمل الوحيد لها .. هزت رأسها بضعف وهي تشعر بالخزي مما فعلتهُ بسيدرا .. ولم تكن سوى دقائق حتى ركبت السيارة مع دانيال بهدوء .. ليعيدها للفلا .... طوال الطريق كان الهدوء هو سيد المكان .. ادركت أنها وصلت لسجنها عندما ادخل دانيال سيارته في حديقة الفلا .. كرهت نفسها و كرهت والدها كثيراً ..نزلت من السيارة بهدوء .. - ســـــــلين ..... توقفت على صوت السيد شارلي .. صدمت عندما رأت ملامح وجهه الخائفة .. تنهد براحة عندما رآها .. اقترب نحوها فوراً ليضمها .. لكنها دفعته بسرعة ثم قالت - لم آت إلا من أجل سيدرا .. أتمنى ان لا تعاقب أحد بسببي .. زفر بغضب ثم قال لها بحزم..- إن لم تعودي .. كنتُ سأتسلى بعقابها .. هذه المرة سأنسى الأمر .. قال بصوت أجش لكن إذا تكرر الأمر اقسم بأني لن اسكت انزلت رأسها إلى الأسفل .. ثم رفعت نظراتها نحو سيدرا التي عندما رأت سلين ركضت للحديقة .. انزلت رأسها سلين بخجل وهي تقول- اسفة .. لم اقصد تسبب المشاكل لكي .. قالت باضطراب- لا عليك سلين اهم شيء أنك عدتي و إلا كانت والدتي من سيدفع الثمن.. هتفت باعتذار - أنا حقاً آسفة ردت مبتسمة- لا عليك .. يجب ان أغادر الان سأزورك في وقت الفراغ .. ابتعدت عن سلين بعد أن ضمتها .. وهبت مغادرة الفلا .. نظر لها السيد شارلي وهو يقول بحزم - اسمعيني أيتها الشقية .. لن اغلق الباب عليك بالمفتاح مجدداً .. تجولي بالفلا كما شئت .. و إن فكرتِ بالهروب ستجدي الحراس ينتظرونك أمام البابكتمت تزفيرة غضب .. حدقت بالسيد شارلي الذي وجهه نظره لدانيال الواقف يحدق بما يجري امامه ثم قال- دانيال .. تعال معي أريد التحدث معك في مكتبي ..هز رأسه بالإيجاب ثم سار يتبع السيد شارلي بخطوات واثقة .. زفرت هي بحنق وهي تدخل الفلا بعد أن غابا عن نظرها .. سـار خلف السيد شارلي بخطواتواثقة و هو يعتلي السلالم بهدوء .. لحق السيد شـارلي ليدخل مكتبه .. هتف السيد شارلي مشيراُ نحو الكرسي المقابل لمكتبه - تفــضل دانيال ....سـارت في الفلا تتأملها جيداً .. وعينتاها مذهولتان من جمال الفلا .. أكل هذا لسيد شارلي .. يا طالما رأته في التلفاز و على صحف والمجلات لكنها لم تتخيل أنهُ غني بهذا الـحد .. من غرفة لغرفة كانت تتنقل .. خلعت معطفها الأسود و هي تدخل غرفتها رمته على الكرسي.. زفرت بضخر ماذا ستفعل الآن ملت من الروتين .. يبدو أن الخروج من هذه الفلا أمر صعب .. لكن لن تبقى حبيسة هذه الغرفة .. خلعت حذائها المتسخ .. و ارتدت حذاء جديد ذو كعب عال .. ألقت نظرة خاطفة على نفسها بالمرآة .. لم تهتم بملابسها الغير محتشمة بل اهتمت بإعادت تسريح شعرها .. رتبته بعناية ثم وضعت القليل من أدوات التجميل ..لتخفي أثار البكاء و عينيها الحمراء .. عليها أن تكون قوية أمام السيد شارلي .. لن تظهر ضعفها لن تسمح لهُ باستغلالها .. خرجت من غرفتها بثقة ..فيما تنقلت عينين الخدم حولها بانبهار .. ابتسمت بداخلها باستهزاء لم يتعودوا بعد على وجود ابنة لسيد شارلي بهذه الفلا.. نزلت من السلالم ثم خرجت نحوالحديقة .. اتجهت نحو إحدى المراجيح المريحة .. جلست عليها و أخذت تهزها بهدوء .. داعبت نسمات الهواء شعرها الناعم .. فتبسمت لأول مرة براحة ..اغمضت عينيها متمتعة بصوت حفيف الأشجار الذي تخلخل مسامعها .كانت كل ثانية تضم صورة والدتها لصدرها تريد قربها..فتحت عينيها على صوت خادمة تقدمت نحوها تحمل كأس من العصير ابتسمت الخادمة بتهذيب وهي تقول مرحبه- مرحباً بك يا آنسة ..رفعت رأسها برفق نحو الخادمة التي تقدمت بدورها تقدم العصير لسلين قائلة- تفضلي .. عصير الفراولة الطازج سيقويك .. ابتسمت بلطف وهي تاخد كأس الفروالة وتشرب منهُ بلذة قالت - شكراً لك .. مذاقهُ لذيذ قالت بفرح - اعرف انك لم تتناولي الطعام جيداً خلال ثلاث ايام .. اطلقت ضحكة خفيفة .. فيما قالت الخادمة بجدية- آنستي .. هل تعرفين أن السيد شارلي نقل أعماله لهذه المدينة من اجل العثور عليك .. ابعد كأس الفروالة من فمها ثم نظرت للخادمة بملامح جامدة - ماذا قلتي ..؟توترت الخادمة وهي تقول- استمعت مرة لحوار له دون قصد كان قد علم أن والدتك بعد انجابك انتقلت لمدينة أخرى .. بعدها بذل قصاة جهده لينتقل لهذه المدينة و بما اني لا املكمكاناً أعمل به انتقلت معه إلى هنا .. وليس أنا فقط كذلك السيدة صوفيا .. مدبرة المنزل .. اكملت برفق ..صدقيني يا صغيرتي السيد شارلي يحبك كثيراً إلا أنهُيمتلك عصبية فائقة ...أشاحت بوجهها عن الخادمة وقد بدا الضيق يقتلها .. قدمت كأس العصير بعد ان شربت نصفه ثم قالت بهدوء-شكراً لك .. لقد شبعت .. نزلت من على المرجوحة و سـارت تتمشى بملل .. لمحت سيارة دانيال السوداء .. فاشتدت عينيها عندما ادركت أنهُ لازال مع السيد شارلي .. توجهت للفلا بسرعةوالفضول يقتلها عن الحديث الذي يدور بين دانيال و السيد شارلي في ذاك المكتب وجدت نفسها تسأل إحدى الخدم عن مكتب السيد شارلي .. و بثوان سارت وجدتنفسها تقف أمام باب المكتب بفضول .. تقدمت نحوه بتردد واقتربت من الباب لتضع أذنيها عليه بفضول.. عدل من حركته ليستقيم ظهره على ظهر الكرسي .. بعد أن تكلم بنقاش بعض الأعمال .. أخذ يشرب القليل من كوب القهوة و هو يحدق بالسيد شارلي بهدوء .. بدأتنظراتهما تشتد جدية فتح الامر السيد شارلي قائل- أنا لا أعرف ماذا أقول لك يا دانيال .. للمرة ثانية تعثر على ابنتي .. ابتسم براحة وشكر و هو يكمل لو تعرف كيف ساعدتني أنت ..لقد أعدت روحي إلييا دانيال بعد أن خمدت سنوات عدة بعد أن يأست و أنا انتقل من بلد لبلد آخر ابحث عن سلين ...لم يسمح لي الوقت بالتحدث معك بهذا الأمر .. لكن أظن أن الآن هو الوقت المناسب ... كيف عثرت على سلين يا دانيال ..؟ تبسم بثقة و هو يقول - و من لا يعرف ابنتك يا سيد شارلي .. تمتلك لسان يستطيع الدفاع على كل فتيات المدينة .. لأخبرك خلاصة الموضوع عندما طلبت مني المساعدة .. لم تخبرنيمعلومة كاملة عنها .. لكن بالمصادفة كانت سلين تدرس بنفس جامعتي .. و بالمصادفة أيضاً عرفت اسمها الكامل الذي كان يطابق اسمك تماماً .. و تيقنت أنها هينفسها ابنتك عندما اعطيتك صورتها مع والدتها .. لقد تعرفت على زوجتك السابقة و ذاك اليوم كدت تقتلني لمعرفة ابنتك .. هل تذكر ..؟هز رأسه بالإيجاب فاكمل دانيال بمكر- واعتقد أنك تذكر أنك عرضت علي أي شيء مقابل رؤية ابنتك .. هز رأسه أيضا بالإيجاب ثم اكمل- و وعدتك اليوم أيضاً بالكثير .. رفع رأسه ليحدق بدانيال ثم قال بشك - لكن دانيال ماذا تريد ..؟ لا اعتقد أنك تطلب المال .. اطلق ضحكة خفيفة هادئة بدت قبل العاصفة ثم قال - أنت محق .. كيف أطلب منك المال وأنا من قدم المساعدة لشركاتك قبل ان تفلس تماماَ وإلا نسيت ذلك يا سيدي..حين ذكره بتلك المساعدة فهم أنهُ يلمح لطلب مجهول فرد بتأكيد - يستحيل أن انسى أنت كالابن لي يا دانيال و وقوفك معي دوما لم ولن انساه ظهرت ابتسامته الماكرة وهو يقول - افهم أنك ستساعدني .. و المساعدة ليس مادية هذه المرة .. لمح علامات الاستفهام بملامح السيد شارلي فاكمل كما تعلم عمي و والدتي يصران على أن اتزوج بابنة السيد جوزيف .. رد منبهراً- اوه .. تقصد الجميلة كرستين .. مبارك لكما ..لوى شفتيه بعدم اقتناع ثم قال- المشكلة بأني وعدت عمي بذلك وتراجعت .. صمت ثم اكمل بصراحة يا سيدي الآنسة كرستين ليست تناسبني لكن عمي يصر على زواجي بها عقد حاجبيه باستنكار و هو يقول - و كيف اساعد يا دانيال ..؟- بصراحة الحل هي ابنتك .. رفع عينيه بدهشة ليحدق بدانيال تلاقت عينيهما لثوان نظرات السيد شارلي المتعجبة و المتسائلة اختلطت مع نظرات دانيال الواثقة قال بثقة- أتمنى أن تقبل ان تمثلني ابنتك ..كخطيبة لي .. لم يكن يشعر بالفتاة التي تتنصت عليهما بالخارج .. كتمت شهقة كبيرة وهي تتيقن أن السيد شارلي لن يقبل بذلك استمعت لهما بارتجاف أو أن كل ذلك مجرد مزحة ثقيلة فدانيال يستحيل أن يطلب طلباً كهذا قال السيد شارلي باندهاش - دانيال .. لتوضح الأمر رد بثقه بعينين واثقة تحدق به قائل- هي الطريقة الوحيدة للخلاص من كرستين .. ان أحضر فتاة امثل باني أحبها .. عندما يقتنع والدي بامر خطوبتنا سنفسخ الخطوبة و كأن شيء لم يكن سنقول بأننا لم نناسب بعض ... هذا بعد ان أرى أن فكرة زواجي من كرستين قد زالت من عقل عمي و أمي ..رسم ابتسامة هادئة منتظر جواب السيد شـارلي الذي بدا منصدماً بما يقول دانيال اكمل دانيال و بالتأكيد سنقوي علاقتنا بالعمل ..تأمل السيد شارلي ملامح دانيال كان حقاً يبدو جاداً في كلامه .. بلع ريقه بصعوبة ثم تبسم بتوتر و هو يقول - تعرف أن من المستحيل أن أرفض طلبك دانيال .. رسم ابتسامة هادئة ثم قال بتأكيد- ليكن بعلمك هي خطوبة مزيفة لا أكثر .. ! اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكأن كأن كلمتهُ لا تعاد . . صمم على التخلص من مشكلته بدماء الآخرين فهل سينجح بروده بإطفاء نيران سلين الملتهبة حتى هذه المرة .؟. ! ^ ــ ^ ...

تم قراءة ممتعة

بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن