الفصل الثالث عشر

246 4 0
                                    

الفصل الثالث عشر........................................تحيرات .
................تسلسل النور الصباح إلى عينيها من النافدة الكبيرة المفتوحة ليضايق نومها قليلاً ..شي فشيء حتى فتحت عينيها ببطء اول ما نظرت إليه هو سقف الغرفة المختلف عن غرفتها في الفلا اغمضت عينيها ثم فتحتهما مجدداً .. الملاءة تغطي جسدها لتقيه من البرد فيما كانت ملابسها كملابس ليلة البارحة .. ما الذي يجري ..؟ لم تفكر كثيراً لأنها ببساطة تتذكرت كل شيء توسعت عينيها خوفاً لم تلاحظ ذاك الجسد الذي يرش العطر عليه أمام المرآة دفعت الملاءة عن جسدها ثم قفزت من السرير برعب .. بدت غبية جداً و هي تضع كفيها على وجهها من الاحراج لقد نامت بجانبه على السرير .. بحق الله ماذا فعلت ..؟ .. ماذا سيقول عنها الآنيبدو الأمر اكثر احراجاً بعد قبلة البارحة هي لا تستطيع رؤيته سهرت عليه لأنهُ كان نائماً ولا يمكن أن يرى تعابير وجهها بعد قبلته توقعت أنها ستتصل لسيد شارلي ليعيدها للفلا ..- هلا انزلتي كفيك عن وجهك ..؟ .. في الحقيقة لم اشعر بك إلا صباحاً ..انزلت كفيها ببطء ليظهر وجهها ..عينيها تحولت لنظرات استغراب ادركت الموقف حين حدقت بدانيال واقف بقميص من طبقات اللون البنفسجي على بنطال اسود فيما رائحة عطره كانت تنتشر بالغرفة .. بلعت ريقها بصعوبة .. فقال - صباح الخير سلين ..لم ترد عليه من هول الصدمة لكنهُ غادر الغرفة قبل أن يقول -اغراضك داخل الكيس الورقي على المنضدة .. استعدي لذهاب للجامعة ..تحولت عينيها تلقائياً نحو المنضدة ثم سارت تفتح الكيس الورقي دهشت حين وجدت اغراضها كاملة ليوم واحد ملابسها وملازم تحتاجها .. اتجهت عينيها نحو الساعة على الحائط فاطلقت شهقة حين تذكرت جامعتها لازال هناك وقت للاستعداد لكن لم يكن الوقت طويل كما تعتادضربت بكفها على رأسها بغضب قبل أن تهتف بصوت خافت .. حقاً أنا حمقاء ..بسرعة خرجت من الغرفة نحو الصالة فوجدته يرتدي ساعة يده الأنيقة هتفت باسمه بشجاعة- دانيال ..استدار لها ببرود نظر لها قليلاً ثم أعاد نظره ليكمل لبس ساعته بعد أن فهم نظرات عينيها قال- اخبرت السيد شارلي بكل شيء .. لم يكن هناك الكثير من الوقت فطلبت منه أن يحضر ملابسك لذهاب إلى الجامعة هو لا يسوء الظن بك الآن ...رغم أنها متضايقة لاسباب عدة إلا أنهُ أراحها بكلامه ..هتفت بتردد- شكراً لك ..لم ينظر لها لكنهُ قال ببرود أغاضها- لم افعل ذلك لأجلك فعلتهُ لي ..لا اريد أن اصاب بالصداع من خيالات السيد شارلي ..اذهبي وخذي حمام ستفوتك المحاضرة اليوم ..رمقته بنظرات غاضبة لم يراها لكنها استمعت لكلامه أخذت حماماً ساخنا وارتدت تنورة حريرية ناعمة سوداء تصل لركبتيها مع بلوزةحمراء ذات اكمام طويلة تزينها تشكيلات ناعمة ارتدت ملابسها بالحمام لم تجده بالغرفة فاستغلت الفرصة لتنظر لنفسها بالمرآة لفت شعرهاعلى شكر ذيل الحصان ثم رشت عطراً نسائياً برائحة الورد المنعش وارتدت ساعة ايطارها من الكرستال فيما كانت احزمتها من الجلد الاسودارتدت حذاء ذات كعب متوسط الطول احتارت بملابسها القديمة فوضعتهم بالكيس الورقي ستطلب من السائق بعدها أن يأتي ويأخذهم .. حملت أغراضها بإحدى يديها و وضعت حقيبتها الصغيرة على يدها الأخرى بهدوء سارت كي لا يلاحظها دانيال فعدم وجوده بالصالة كان امر رائع قبل أن تتم خطتها وتخرج من الجناح تذكرت بلحظة أنهُ كان مريض توقفت عن السير xxxxxة ماذا تفعل ..؟ هل تتبع نوايهاوتذهب إليه أم أن كبريائها لا يسمح بذلك ..؟ .. هزت رأسها بالنفي قررت بلحظة الهروب لكنها غيرت رأيها بلحظة أخرى ..سمعت اصوات خفيفة في المطبخ فسارت بتردد نحو المطبخ أطل جسدها من الباب المفتوح .. المطبخ كان يلمع نظافة بالتأكيد هو لا يطبخشيء به .. كأنهُ احس بها نظر خلفه ثم أعاد نظراته لثلاجة المفتوحة .. دام الصمت ثوان فقطعه قائل- أي عصير تفضلي ..؟لم تستوعب ما قاله هل يدعوها لشرب العصير بطريقته أم يسألها عن عصيرها المفضل ..؟ لم يسمح لها بالجواب فاكمل- يوجد هنا انواع من العصير .. اممم التفاح ستحبيه كثيراً ..اخرج عصير التفاح الطازج صب كأسان منه على الطاولة فيما كانت تنظر له بدهشة .. تفاح !! لم تكن من عشاق هذا العصير يوماً ..ياطالما أحبت الفراولة او البرتقال تذكرت بلحظات أنهُ يعشق شرب عصير التفاح ذاك حين ذهبت لزيارة العم برون أعطاه عصير التفاحوهو على علم بحب دانيال لذاك العصير .. انتبهت له يضع سندوتشان بالطبق في جهاز التسخين تذكرت سبب مجيئها للمطبخ بدا قد استعاد صحته ..- تناولي طعامك قبل الذهاب للجامعة أمرها كما يأمر شخص طفلاً .. لكنها بدون شعور تمتمت- أ أنت بخير ..؟رفع عينيه لها تمنت أن تجد نظرات مختلفة نظرات توضح لها قبلة البارحة لكنها لم تجد ذلك دانيال هو نفسه بارد .. غامض .. أعاد نظراته نحو جهاز التسخين الذي اصدر صوت دليل على انتهاء الوقت المحدد لتسخين فتحه و حمل الطبق ليضعه على الطاولة قال ..- أنا بخير .. البارحة سهرتي كثيراً تضعين الكمادات لي ..- متأكد ..؟تمتمت بشك فرد عليها- بخير لدرجة أني استطيع الذهاب للجامعة اليوم ..اعترضته بسرعة قائلة- لا يمكنك ذلك .. ... اخفت قلقها حين ظهر بشكل واضح حولت ملامحها لجدية لتكمل .. اقصد ستمرض مجدداً..بأمر قال متجاهل كلماتها- تعالي وتناولي طعامك .. جلس على كرسي أمام الطاولة تأملت طاولة الطعام الصغيرة التي غطت بشرشف أنيق بدا و كأنهُ ليس دانيال من اختاره ..شتمت غبائها وما ادراها بذوق دانيالثلاث كراسي خشبية كانت حول الطاولة سارت بتردد لتقترب من الطاولة مرت بلحظة ذكرى قبلته ليلة البارحة وجدت نفسها تتساءل أي قلب وطباع يمتلكها هذاالرجل ليبرر ما فعله البارحة .. هي لا تجرؤ على البقاء معه وقفت بجانب الكرسي تنظر للأرضية بتفكير ..اه لو يعرف كيف شتت أفكار عقلها رأساً على عقب - هل تعتقدي أن هذا الوقت مناسب لتفكيرك الاحمق ..؟رفعت عينيها لتلقي بعينيه بلعت ريقها بصعوبة .. ابتسم ساخراً قائل باستهزاء- إذن تأثير البارحة لازال قائماً عليك ..اشتدت عينيها بفعل سخريته .. فاكمل- كفاك حماقة رجاء .. فتلك لم تكن سوى قبلة عابرة لا تستحق الارتباك .. القبلة لا تعبر عن الحب سلين لم يعرف كيف أهان قلبها الأحمق .. دمر كل شيء بلحظة ..القبلة لا تعبر عن الحب ..؟ ! .. إذن ما الذي يعبر عن الحب بنظره ..اغضبها كثيراً بتهور قالت..- قبلتك لا تزيدني إلا اشمئزاز .. وفرها لكرستين بالمرة الأخرى ..ألقت ابتسامة سخرية وشعرت بالنصر حين أغاضه اسم كرستين .. بثقة تصنعتها غادرت المطبخ تنفست الصعداء حين خرجت من الجناح .. عدم وجود الخدمو بقية الاسرة كان امراً رائع لها .. نزلت السلالم براحة بهدوء لمحت الباب الفاصل بين الصالة والحديقة فاتجهت نحوه دفعته فكان مفتوحاً .. استنشقت رائحة الهواءالنقي المنبعث من الحديقة الكبيرة .. سارت نحو الأمام قبل أن تمسك بمعصمها قبضة يده ادارات رأسها للخلف لتجده واقفة خلفها لا تفصل بينهما سوى مسافة بسيطةبحزم قالت - اترك يدي ..- سيارتي هنا ..لمحت سيارته الرمادية لكنها عاندت قائلة - لن اذهب معك ساذهب بنفسي ...- وهل طلبت منك مرافقتي ..؟غضبت من الاحراج الذي تعرضت له .. فقالت بحنق- إذن اترك يديابتسم ابتسامة خافتة لم تنتبه لها قال- حسناً .. غيرت رأيي .. يبدو أنني أريد أن اوصلك الآن ..صرخت بعنف قائلة- لستُ دميتك دانيال ..اشار لها بعينيه بالسكوت - اششش .. سينتبه الحراس لنا .. رمقته بنظرات نارية ففهمت أنها بالنهاية ستركب معه مجبورة لذا رفعت ذقنها بشموخ وفضلت مسيارته اعتلت المقعد الأمامي بهدوء حين اعتلى مقعد السائقاشاحت بنظراتها نحو نافذة السيارة تتصنع النظر للخارج فيما عقلها كان مشغول .. اخيراً اوقف السيارة امام مبنى الحرم الجامعي .. دام الصمت ثوان كانتفيه سلين تاكد تموت من التوتر .. فضلت أن تقطع الصمت حين فتحت باب السيارة لكنها تذكرت شيء .. لو تركته يمشي بمفرده لظن الجميع أن مشكلة كبرىحصلت بينهما وخاصة أن أعين الطلاب قد بدأت تنظر لسيارة دانيال ومحتواها بفضول ادركت لو أنها فعلت لكانت اسعدت الفتيات كثيراً ... لكن بلحظةسألت نفسها .. لماذا تهتم ..؟ .. سهل لها الأمر فقال ليقطع الصمت ..- لننزل معاً ..فتحت باب السيارة لتخرج كما فعل هو ايضاً ذلك ..اشاح نظارته الشمسية ليظهر عينيه الرماديتين حرك حاجبيه بمعنى أن تسير معه فطاعته بهدوء ..مشت بجواره وهي تسترق نظرات نحو الفتيات اللاتي يحدقن بهما .. نظرت لساعة يدها حين لمحته يتجه نحو الكفتيريا قالت..- ستبدأ المحاضرة الآن .. توقف عن السير ليقابلها قائلاً - امم .. لا يوجد لدي الكثير من المحاضرات اليوم .. فور انتهائك وافيني إلى الكفتيريا ..ابتسمت بداخلها قليلاً .. إذن سينتظرها لم تعلم من أين جاءت بتلك الأفكار الحمقاء فربما قبلته اثرت بافكارها وشتتها كثيراً ..قالت ببرود- لا داعي لأن تنتظرني ..رد قائل- لا بأس .. سأعمل على جهاز الحاسوب هناك ما يجب علي أن اعمله ..خابت آمالها .. لكنها بثقة قالت- حسنا .. قبل أن تخطو أول خطوة لتبتعد عنها عادت لتقول بتوتر وكأنها تذكرت شيء ..- هل .. هل أنت متأكد..؟هز كتفيها باستفهام فاكملت- متأكد بأنك استعدت صحتك ..ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة قال - انظري لعينيك في المرآة .. لمح الشك والغرابة تطل من عينيها فاكمل .. امم حين تلمحين النعاس بهما ستدركين أني بخير فالكمادات على جبيني طوال الليل كانت تفيد كثيراً ..قال جملته ثم بادر بالمغادرة هو اولاً .. فيما تسآلت عن شيء واحد لماذا لم يختصر كل ذاك الكلام بكلمة واحدة .. شكراً .. تمنت أن تسمع كلمة شكراً لك منه نعم من دانيال لا تريد سماعها من احد سواه ..هل بهذا القدر يعجز عن التفوه بها ابتسمت ابتسامة باهتة .. هي لا تحتاج للمرآةحقا تشعر بنعاس فضيع .. سارت نحو قاعة المحاضرات لتلحق بمحاضرتها ..انتهت المحاضـرة أخيراً لم تكن بتركيز تام بما قاله الدكتور في القاعة .. لمت اغراضها بملل ثم كالعادة أخذت تتحدث مع الفتيات قليلاً و انصرفت بأسلوب جميل من مجموعة الفتيات الملتمة حتى نزلت إلى ساحة الجامعة ..سارت بتوتر نحو الكفتيريا هل لازال ينتظرها ...توقفتعن بعد تراقبه بدون تصديق ..جالساً على الكرسي بطريقة مريحة حيث أراح ظهره على ظهر الكرسي وبيديه كان يمسك كتاباً بينماكانت عينيه منسجمتان بالقراءة فيما حاسوبه النقال كان منطفئ على الطاولة .. أعادت خصلات شعرها إلى الوراء كوسيلة لكسب الثقةبخطوات واثقة تقدمت نحوه انتظرت أن ينظر لها لكنه كان كما يبدو منسجم بمحتوى الكتاب الموسيقي ..تمنت أن تعلم ما يحوي الكتابليجعل حواس دانيال تنسجم معه .. اصدرت صوت دليل على وجودها فاشاح الكتاب عنه ثم بطريقة سريعة اغلقه ليضعه على الطاولةرفع نظراته لها فجلست على الكرسي مقابلة له .. دام الصمت لدقيقة تقريباً ثم قطعته سلين تقول- ماذا تريد مني ..؟ ..لقد طلبتني- ها.!..قالها باستغراب فعقدت حاجبيها غير مقتنعة مرر كفه بشعره ليقول .. اممم نعم فعلت ..زمجرت بملل تقول- اعلم أنك فعلت ..لوت شفتيها بملل كبير حين أخذ يصمت و ينظر لها ببرود أحرقها هل يلعب معها أم ماذا ..؟ .. انزلت عينيها نحو الأرض بملل بينما علا صوت طرقات اصابعه على الطاولة لم تتجرأ أن ترفع عينيها لتراه احست به يعدل حركته على الكرسي تنحنح فرفعت عينيها بهدوء حين التقت عينيها بعينيه سمحتلعينيها أن تتأمله بهدوء ...بينما كان ينظر لها بدون مبالة فجأة اقتحم الموضوع قائل- تـتناولي معي طعام العشاء الليلة...؟- ها ..نطقت بغباء رافعة إحدى حاجبيه .. أتحلم ؟ لا تصدق دانيال يعرض عليها تناول طعام العشاء معه ! ..أشاحت نظراتها عنه تبعد التوتر قليلاً عنهاتمتم مجدداً برسمية وكأنها قبلت بالدعوة ..- سأمر على مشارف الساعة السابعة مساء ..لم تستطع أن تقول سوى - حسناً ..شتمت نفسها بداخلها على موافقتها السريعة لكنها لم تستطع الاعتراض تمتمت - إلى اللقاء ..بسرعة جرت قدميها مغادرة المكان فيما خفقات قلبها كانت تدق بقوة .. السائق كان في انتظارها ركبت بهدوء فور أن وصلت الفلاألقت تحية عابرة نحو السيد شارلي ثم صعدت إلى غرفتها ..أخذت حماماً ساخناً ثم رمت نفسها فوق السرير تعلقت عينيها بسقفالغرفة تأملته بشرود ..قبلت عرض العشاء .. الأمر لا يستحق كل ذاك التوتر صداع شديد سيطر عليهاهي حقاً لم تنام ليلة البارحة لذا استسلمت بدون شعور لنوم عميق ............................................رمى الهاتف على السرير بقوة .. لماذا لا ترد عليه ..؟ زفر بغضب وهو يدور في الغرفة كالأسد في السجن ..لا يستطيع أن يرتاح قبلأن يسمع صوتها يطمئن أنها بخير ..تبهج حين رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة التقطت هاتفه يفتح الرسالة بشوق خاب ظنه حين قرأ- روك .. لماذا لا ترد علي يا صديقي ..؟كان المرسل صديقه مايكل رمى الهاتف مجدداً على السرير ثم جلس باحباط واضع كفيه على وجهه محاول تمالك أعصابه ..تفاصيل ليلة البارحة تسيطر على عقله .. بكائها وهي بين أحضان دانيال يشعل النيران في قلبه ..ماذا يفعل ..؟ يستحيل ان يتركها في شباك الصياد سينقذها ..لكن كل ما يخفيه أنها قد تكون واقعة بغرامه .. متأكد أن علاقته بسلين أكبر من الصداقةربما تحبه يوماً ..سينهي عهد صداقتهما لن يخبرها بتاتاً أنهُ يحبها كصديق هو روك الذي احبته الفتيات لرومنسيته الظريفةيا طالما كان تصرفاته تـثير اعجاب الفتيات لا يتصنع الرومنسية لكن طباعه هكذا و هذا ما يخجل سلين دوماً معه رومنسيتهالمعتادة كانت تحرجها كثيراً ..رفع هاتفه مرة اخرى يعاود الاتصال ...حدقت بشاشة الهاتف كثيراً ...هل ترد عليه ..؟ كانت جالسة في الصالة مع السيد شارلي و دانيال الذي قدم لاصطحابها للمطعمفيما هاتفها كان على وضع الصامت لكن ضوء الشاشة كان يضيء باسم روك .. فكرت بأنهُ فعل لها الكثير ومعاقبته بهذه الطريقةربما تكون قاسية يتصل لها من بين لحظة إلى لحظة لكنها لا تملك الجراءة لتحدثه ...رفعت عينيها وهي تدس الهاتف بحقيبتهاالصغيرة بخفة - ماذا قلت ..؟وجهت سؤالها لدانيال الذي سمعته يحدثها لكنها لم تنتبه له .. لوى شفتيه بسخرية أخافتها لكنه عاود يقول - لو حدقت بهاتفك كثيراً سنتأخر على العشاء .. بأمر اكمل دعينا نذهب الآن ..بهدوء طاعته مغادرة الفلا معه فور أن حرك سيارته ليقودها نحو المطعم حتى بدأ التوتر يقتحمها بين لحظة و أخرى كانت تسترق النظر إليهبينما كان هو مركز بالقيادة شعرت بالتوتر و الخوف .. ذاك العشاء ورائه شيء هي تعرف دانيال هو ليس لطيف ليدعوها بنية صافية إلى العشاء- من يتصل لك ..؟ارتجفت من سؤاله الغريب تـتمنى يوماً أن تراه يسألها بحماس دائماً يسألها ببرود و بطريقة لا تعجبها بتاتاً .. اشاحت نظراتها عنه قائلة بجدية متصنعة- لا اسمع صوت هاتف ..- هه .. قالها بسخرية وهو يرسم ابتسامة استهزاء اكمل .. لستُ احمق مثلك هل تعرفين كما حدقتي بشاشة هاتفك ..؟ ! .. هل حبيبك يتصل إليك ..؟ ..صمتت وهي تعيد نظراتها نحوه حدقت به بذهول فاكمل و هو لازال مركز بالقيادة ..ردي عليهسيطلب منك العفو على ما ارتكبه البارحة .. بصوت خشن قالت- لو كان هذا الموضوع سبب دعوتك لي للعشاء فاعدني للفلا حالاً ..وجه نظراته نحوها لثانية ثم أعاد نظره نحو الطريق .. اكملت - روك و أنا علاقتنا لا تخصك .. - لا اعتقد ذلك ..هتف ثم واصل الطريق ..اوقف سيارته نزل فلحقته حدقت بالمكان جيداً باللوحة التي اشارت إلى اسم اكبر المطاعم فخامة في البلاد .. أعطى مفتاح سيارته لإحدى الموضفين ليقودها لمكانها المناسب ثم سارت معه لتدخل المطعم خلعت معطفها لتعطيه للموظفة التي استقبلتهما بترحيب اشارت لهما نحو طاولة بدت محجوزة لهما منقبل سارت بحذاء عال اسود فيما غطا جسدها ثوب اصفر ناعم تزينه ربطة حمراء وحزام احمر .. جلست على الكرسي بهدوء كان المطعم للوجبات الفرنسيةفلم تفهم كلمة من لائحة أنواع الطعام المكتوبة باللغة الفرنسية قالت بحيرة- لا افهم ..! أيوجد من يترجم لنا دانيال ..؟أخذ اللائحة منها مرت عينيه على اللائحة قائل بثقة- لا نحتاج لمترجم .. دعيني اقرأ لك لو كنتِ لا تجيدين اللغة الفرنسية ..صدمت به يقرأ لها بطلاقة و كأنه شاب فرنسي .. أخذ يصف لها الوجبات لكنها لم تفهم شيء لم تذق يوماً طعام فرنسي لذلك تركت لهُ الخيار اختار وجبات لم تعرفها قلبها كان يدق بقوة بينما ظل دانيال صامت .. متأكدة مائة في المائة أنهُ لم يدعوها للأكل فقط وراء هذه الدعوة مصيبة منه لكن ما يحيرها أنهُ هادئ ولا ينطق بشيء فيما كرامتها كانت أكبر لم تتفوه بأي كلمة... حين قدم النادل يحمل الطعام تناولا الطعام بسكوتكان يسمع فقط صوت حركات الشوكة على الأطباق انتهى الطعام فصدمت به يريح جسده على ظهر الكرسي ..كأنهُ لا ينوي المغادرةماذا بقي الآن ..؟ سؤال حيرها تناولا العشاء و ماذا الآن ..؟..شيء فشيء حتى استمعت لطرقات اصابعه على الطاولة تمنت أن يتأملها كما تفعل لكن بالحقيقة كان شارد الذهن عيناه باردتان لا يبدو مستمتع بصحبتها بتاتاً .. تاففت بصوت خافت ثم زمجرت بملل قائلة- ألن نعود ..؟رفع إحدى حاجبيه باستنكار قائل- متأكدة ..؟اطلقت ابتسامة استهزاء وهي تراه يعدل حركته ليبعد ظهره من ظهر الكرسي و ينتصب بثقة فيما كفيه كانت على الطاولة ..قالت- متأكدة ! .. بحق الله راقب ما تقول بت اشعر أني مع رجل آلي وليس بشر ..لوى شفتيه بطريقة استفهام غريبة ثم لمعت عيناها ببريق خبيث ليقول متصنع الغباء بنبرة خبيثة ادخلت الشك في عقل سلين ..- اممم .. احببت أن أريحك قليلاً .. اظن أن وجودي يسعدك سلين ..ظهر في عينيها لمحة غير مطمئنة حدقت به بعدم اقتناع وكأنها تبحث عن ما سيقوله في ملامحه لكنهُ كان غامض بطريقة لم تسمح لها بالتفكير..قالت بكبرياء مقتحمة الموضوع- اعرف انك لم تدعوني لحسن نية دانيال ..فرجاء ادخل بقلب الموضوع مباشرة ..-هه .. بسخرية قالها لمعت عيناها الرمادية كالذئاب اسند كفيه براحة على ظهر الطاولة ثم قرب جسده كوسيلة لتركيز معها وحقاً بلعت ريقهابصعوبة محدقة بعينيه التي استقرت على عينيها بقوة ..بصوت رجولي امتزج بخشونة جذابة مغلفة بالخبث- أنا لك وقلبك لي ..قالها ثم تراجع ليريح جسده على ظهر الكرسي لمح عينيها المبهورتان شفتاها المترجفتان غير مستوعبة لما قال ابتسمت ابتسامة استهزاءثم قالت بصوت مرتجف - احذر أن تصدق نفسك .. اكملت بحقد حيث خشيت أن يسمع ضربات قلبها المتضاربة ..لازلت انتظر لحظة خلاصي منك سأرمي خاتمك بعنف بانفعال اكملت .... ساتخلص منه وكأنهُ شيء قذر ..اطلت ابتسامة ثقة خبيثة منهُ شبك كفيه خلف عنقه قائل- ساكون حذر التصديق لو اخبرتني بأنك تنتظريني هذه اللحظة ..هز رأسه ليقول .. سافعل ما اردتي ..بلحظة ذبلت عيناها .. شيء فشيء أخذت تعود لليلة البارحة قاطع تفكيرها يقول بصوت هادئ يثير الاعصاب- أنت لي وقلبي لك ... ألم تخطي هذه الجملة ..؟ ..امنيتك مستيحلة أيتها الصغيرة ..!كتمت شهقة حين بدت تتذكر ما كتبت .. كلاماته تقارب ما خطته البارحة .. أنت لي وقلبي لك .. فاحذر ان تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ..نعم لقد خطت هذه الكلمات هي .. و وجدت الورقة مرمية بجانب السرير لقد نامت فجأة لذا سقطتت تتذكر أنها دستها الصباح في حقيبة يدها .. رفعت رأسها بعدم تصديق اختفت الكلمات من فمها حلت الصدمة عليها يستمتع باهانتها كثيراً .. قال- حمقاء .. حتى الورقة المعبرة عن قلبك قد رميتها باهمال .. نعم تأكدت لقد قرأها استيقظ قبلها ثم قرأها و أعادها مكانها .. وكأن شيء لم يكن حدثها الصباح و اوصلها للجامعة و حتى المساء جاءيصفي حسابه .. تجمعت الشجاعة بعينيها تقول- تلك الورقة لا تعنيك بتاتاً ... بقسوة قال- بسهولة وقعتي بشباكي .. ظنيتك أقوى ..كانت تود الصراخ لكنها خافت أن تلفت انتباه الناس ..اندفعت تقول باصرار- لا .. لم احبك ..عقد حاجبيه بغضب قائل بصوت بدا اشبح بصوت فحيح الأفعى- لذا احذري أن تحبيني و إلا ..صمت قابضاً على كفه .. لمح الدموع المتجمعة بعينيها فيما قبضت على كفها بقوة لتقول بصوت حاد- و إلا ماذا .. اكمل .. بتهكم اكملت هل ستهينني كبقية الفتيات ..؟ ستفسخ خطوبتنا الغبية .. ؟ أم هناك أساليب وحشية لم اتعرف عنها بعداكملت تقول باستهزاء .. أرني دعني أرى بقية صفات الشراسة بك .. بسخرية قال- لازالت الشجاعة تحوطك .. انتظري قليلاً ساتخلص منك ..بتي كابوساً علي ..كلامه كان جارح جداً شعرت بقلبها يتمزق سالت الدموع على عينيها ولحسن الحظ لم يكن أحد منتبه لهما فصوت الموسيقى كان يعم المطعم..باندفاع قالت- اكرهك .. حقاً تلك اللحظة كانت تكرهه تكره كثيراً باندفاع اكملت .. أنت شخص حقير اكرهك كثير.. اكرهك دانيال .. أناني .. متوحش ..متسلط .. هذا أنت ..هدأت تكمل .. كنتُ حمقاء حين عاقبت روك هو افضل منك أنا احبه هو ..لم تعد تحتمل أكثر أخذت حقيبتها الصغيرة قائلة بحزم- لا تلحقني .. سأذهب لدورة المياه ..جرت اقدامها نحو دورة المياه لسيدات رفعت رأسها نحو المرآة تتأمل الكحل الممزوج مع دموعها ..فتحت حقيبتها لتخرج مناديل خاصة بإزالةالكحل لمحت بتلك اللحظة ضوء هاتفها لازل الهاتف بالوضع الصامت .. روك .. اسم روك زين الشاشة ..حدقت بالمكان الذي هي فيه لم تلمح أحدثم نظرت لشاشة الهاتف بحيرة .. لقد اشتاقت إليه لم تعد تحب دانيال بعد اهانته لها الليلة هي تريد روك .. اغمضت عينيها بألم ما الذي تريده..؟من تحب ..؟ .. لقد اصبحت عاجزة على فهم نفسها مستحيل أن تعاقب روك أكثر ..قررت أن ترد ضغطت على الزر الأخضر ثم رفعت الهاتفبيد مرتعشة نحو أذنها .. صمتت تستمع لصوته الحنون بلهفة يقول- سلين .. مرحبا سلين .. اكمل بتوسل سلين أرجوك ردي علي لا تعذبيني حبيبتي .....حبيبتي شعرت بضربات قلبها تضطرب نطقها بحب و عاطفة استمعت له يكمل
يتبع

بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن