الفصل التاسع .......................... حياتهُ ادهشتني !........................- أنها مخطوبتي ! ......تلك العينين الناريتن ذبلت فجأة شيء فشيء .. حتى تحولت لعينين مذهولتين غير مصدقة .. وجهت بجراءة نظرات كاذبة نحو دانيال .. فيما شعرت سلين بكم هو الموقف صعب .. أرادت إخباره بطريقة أخرى ليس كما فعل دانيال ..شحب وجهها عندما تحولت نظرات روك نحوها همس بعد سكوت- قولي أنهُ كاذب .. صمتت تحدق به .. فصرخ بغضب جعل المارة تنتبه... لم يحدث قولي أنهُ يكذب و أن هذا الشيء لم يحدث .. نزلت دمعتان حارة على خديها مما جعل روك يكاد يفقد عقله .. حركت رأسها بالنفي عاجزة عن قول شيء .. ثم أجهشت بنوبة بكاء كبيرة .. بتلك الاثناءكادت لا ترى شيء و بثوان كان دانيال قد قبض على ذراعها مستغل ضعفها .. ضغط على ذراعها بقوة و هو يقتادها خارج المجمع .. بينما ظل روك يحدقبظلها بدون تصديق .. أنها المرة الثانية تذهب عنه و هو يعجز عن فعل شيء .. لقد كلف نفسه بحمايتها مهما كانت الظروف و اليوم هي تزيحه عن هذا المنصب لتعطيه لعدوه ... لا يصدق سلين فتاة رقيقة لن تـتوافق مع دانيال بتاتاً ... هي ليست له .. ليست له بكل تأكيد .. سار يمشي بخطوات أشبه من الركض... ليست له .. مستحيل .. كرر تلك الكلمات بعقله فيما بدأ يركض خارج من المجمع لعله يلحقها .. بساحة المجمع المليئة بالسيارات أخذت عينيه تبحث عنها ..بسرعة رهيبة استقرت عينيه نحوها .. ركض بسرعة نحوها عندما لمحها ترفض ركوب السيارة وتبدو داخله بنقاش حاد مع دانيال .. - سلـــين هتف و هو يقترب نحوهما .. اكمل بثقة غاضبة .. قولي أنهُ يكذب لا تخافي من شيء ..ابتسمت بألم فور أن رأت روك .. كانت متأكدة أنهُ أكثر الأشخاص فهماً لها ... لكن أن تقول الحقيقة هو أصعب شيء .. ماذا تقول له ..؟ كانت واثقة أنهُ سيصدقهافوراً لكنها كانت خائفة بنتيجة ما ستقوله .. نسيت دانيال بجانبها وظلت تائهة تنظر لروك .. حركت رأسها بالنفي مجدداً ثم أجهشت بالبكاء بعد ان قال دانيال بجراءة- السكوت هو خير جواب لك سيد روك .. اشتعلت عينين روك ناراً وهب كالأعصار يقترب من دانيال ينوي معركة طاحنة فيما ظل دانيال بمكانه و كأنهُ لا يأبه نظرات روك النارية نحوه .. تيقنت أن معركة ستحصل .. بلحظات اعترضت طريق روك نحو دانيال وهي تجهش ببكاء مرير قالت برجاء- أرجوكما يكفي .. فليرحمني أحد .. لا أريد أي فضيحة في مكان عام .. رفعت عينيها نحو روك بألم فصعقت بالصدمة المطلة من عينين روك همس بخشونة - هل أنت سعيدة عندما يبعدك عني .. ؟ انفعل مكملاً لن يحميك هذا الرجل بتاتاً .. - هذا يكفي أرجوك .. لم أتعود على أن أراك غاضباً مني روك .. - دعيه يقترب .. لنحول المكان لحلبة قتال .. اشتقتُ حقاً لأيام المصارعة مع الفتيان ...قبضت على كفيها بقوة عندما تخلخل صوت دانيال إلى مسامعها التفت نحوه بوجوم همست- فلتخرس أنت.. تحركت من مكانها متقدمة نحو روك قائلة - الأمر ليس كما تتخيل روك .. أنــ..قطعها دانيال قائل بخبث .. - لا بل الأمر كما يتخيل .. فحفل الخطبة سيكون بعد أسبوع .. اكمل بسخرية وبكل تأكيد أتمنى حضورك به ...انقبضت كفه حول ذراعها مكمل - والآن لنرحل .. علي أن أريك ماذا اشتريت لك من المجمع ..تصنمت عاجزة عن الكلام بعد ما قاله دانيال فيما لمحت ثوران روك القاتل .. سارت معه نحو السيارة بدون شعور وهي تلتفت لروك بنظرات رجاء .. لم يحتمل التحديق بسلين وهي تذهب مع دانيال هتف بصدق لدانيال ..- أنت لا تستحق سلين .. سيأتي اليوم الذي تتذكر به كلامي .. صفق دانيال باب سيارته بعد أن دخلها .. ابتسم بسخرية هامساً بداخله .. و ما ادراك يا سيد روك .. ربما ما كنتُ أريدها حتى اتذكر كلامك ..قاد السيارة . . ثم نظر للوردة الحمراء في شعر سلين الصامتة .. لقد شهد ذاك المنظر من بدايته .. مر الطريق و الهدوء هو سيد المكان . . حتى اوقف السيارة أمام الفلا .. قبل ان يشير للحارس ان يفتح له الباب ليدخل السيارة .. أوقفته نظرة عينيها الرافضة لذلك .. بقسوة فتحت باب السيارة وصفعتهبقوة بعد أن خرجت مالت نحو النافدة لتقول بصوت غاضب مكبوح ..- لسنا مخطوبان أمام السيد شارلي ... لذلك نحنُ لا نملك رغبة باستضافتك أكثر في هذه الفلا الليلة ..رمقته بنظرات غاضبة قبل أن تهب كالأعصار داخلة حديقة الفلا بقدميها بعد أن فتح لها الحارس الباب .. سارت بخطوات غاضبة وهي لا ترى سوى النيران بعينيها .. ضايقها كعبها العالي مما جعلها تزفر بغضب وهي تجلس على الأرض خلعت حذائها بعنف و كأنهُ شيء قذر .. قبل أن تقف امتدت يداً تساعدها على الوقوف .. رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الساحرة .. ضيقت عينيها غضباً وبسرعة كانت تسدير لتواصل طريقها لكنهُ أعاقها كعادته بقبضته الفولاذية .. جذبها من الخلفنحو صدره ..حيث التصق صدره العريض بظهرها البارد .. شعرت بتيار كهربائي يسير بجسدها .. قبل أن تنتفض حوط بيديه ذراعيها و هو يميل برأسه نحو أذنيهاليقول بصوت بدا كفحيح الأفعى ..- ألم أحذرك من التجول مع الغرباء أيتها المشاكسة ...؟اطلقت صريخاً بعصبية مما جعله يندهش حقاُ هذه المرة دفعته كالقطط المفترسة حتى أنهُ كاد يفقد شيء من توازنه لقد فجائته هذه المرة ..بسرعة استدارات لتواجهبغضب بانفعال قالت - ماذا تفعل هنا ..؟ أشارت بيدها نحو الباب وهي تقول .. أخرج بسرعة لستُ مضطرة لتمثيل أيضاُ في هذه الفلا .. صمت متوتراً وهو يحدق بالحديقة جيداً . تنفس براحة عندما لم يكن هناك أثر للخدم ازعجه صريخها المجدد تطالبه بالرحيل ...ضيق عينيه غاضباً وهو يقول - إياك ان تثيري استفزازي سلين .. فالأمر ليس بصالحك .. زمجرت بانفعال قائلة بصراخ كسر كل حواجر الخوف- بحق الله اخبرني ما الذي يثير استفزازك ... ؟ !! .. اكملت بتحذير ثم إياك ولو للحظة أن تدعو روك بالغريب .. فلا يوجد غريب غيرك ..بلحظات كان يتقدم نحوها ليزيح الخطوات الفارقة بينهما .. امتدت أنامله لتزيح الوردة الحمراء من شعرها .. سقطت على الأرض باهمال .. حدق بها منتظر ان تقول شيء لكنها صمتت محدقة بالوردة .. ابتسم باستهزاء قائل- اوه .. حقاً معك حق .. لا يشبه الغرباء بتاتاً .. توترت لكنها رفعت ذقنها بشموخ لتقول - أنها محظ وردة حمراء .. ابتسم مستهزء ممثل البراءة الممزوجة بالسخرية ..- وردة حمراء فقط ! ضيقت عينيها ثم قالت بخشونة - و لو كانت غير ذلك .. فليس لك شأن .. اثارت استفزازه بتلك الكلمة .. وجه اصبعه نحوها وهو يقول بتحذير مبالغ- لن اسمح لك بتاتاً بتشويه سمعتي أمام الغفير من الناس ليكن بعلمك سلين فانتِ تجتازين الخطوط الحمراء دائما . . لتصبري قليلاً ثم افعلي ما شئتي معه ... اطلقت ضحكة استهزاء .. ثم وضعت يديها على خصريها لتقول - لا تقلق من هذه الناحية .. فلا أحد سيخطر على باله أنها خطبة مزيفة .. فلتهتم بمقطوعاتك وحسب وكل شيء سيسر على ما يرام بدل أن تكرس اهتمامك بعلاقتي مع الغير .. نظر لها بتبيه ثم حرك رأسه بالإيجاب قال- ساغادر .. أكمل محذراً .. كوني مطيعة أيتها المشاكسة ...بثوان استدار جسده الضخم ... بخطوات كبيرة مغادر الفلا .. فيما زمجرت هي بحنق صارخة خلفه- فلتذهب إلى الجحيم ...بترت كلمتها من اعماق قلبها الحاقد في تلك اللحظة ... وبثوان هبت كالأعصار تسدير نحو الفلا وهي تسير بغضب فائق .. دفعت باب الفلا لتدخله .. ولأول مرةلم تكن ترد على تحيات الخدم مما أثار استغرابهم .. احست بصوت حنون يناديها برفق - أخيراً عادت حبيبتي الصغيرة .. توقفت برهة ثم استدارت بوجوم تنظر لسيد شارلي ... مما جعله يعقد حاجبيه باستغراب .. تقدم نحوها بلطف عندما اقتربيضمها كأي أب يضم ابنته تراجعت إلى الوراء خطوتين ... لم تشعر في تلك اللحظة كما جرحت والدها .. لقد طعنته بالصميم .. كسا وجهه الحزن لكنهُ استطاع أن يخفيه و هو يقول بتردد.. - هل استمتعي ..؟رسمت ابتسامة ساخرة ثم قالت بسخرية- كثيراً .. استدارت عنه .. ثم اعتلت السلالم نحو غرفتها دفعت الباب و بدون تردد رمت نفسها على السرير المريح .. اطلقت تنهيدة ألم .. مررت أصابعها على شعرها وهي تغوص بالتفكير بروك .. أيعقل أنهُ صدق دانيال .. عضت على شفتيها وهي تهمس بقهر .. ذاك الحقير .. لو ابتعد روك عني فهو السبب ...لابد أن روكسيكون غاضباً مني .. لقد دمر صداقتنا بسهولة ..روك لم يكن صديق فحسب تشعر أن ما يربط روك بها رابطة أقوى من الصداقة بكثير ... طرقات البابايقضتها من تفكيرها هتفت - ادخـــل .....انفتح الباب ليطل من وجهه سيدرا السعيد .. رسمت ابتسامة جميلة محدقة بسيدرا قفزت من على السرير بفرح لتقول مبتسمة- سيدرا ! .. تفضلي ..دخلت سيدرا وهي تحمل كيساً .. بلحظات كانا يتعانقا بحب .. بعد ترحيب معتاد من قبل الفتاتان .. قالت سيدرا وهي تشير للكيس- تفضلي هذا .. لقد تركه السيد دانيال قبل مغادرته .. اضطربت وهي تحدق بالكيس المليئ بأدوات الجامعة والكتب ..مما جعل سيدرا تبتسم بخبث وهي تقول- لتخبريني حالاً بالتفصيل على ما يجري بينك وبين السيد دانيال .. غمزت مكملة هل تعشيتما بمطعم رومنسي .. وهل اخذ يغازلك بأجمل كلمات الحبفكرت بأحلام سيدرا المستحيلة ..و بلحظات كانت تضربها على كتفها قائلة - اي مطعم رومنسي .. أنهُ ... صمتت عندما لاحظت أنها كادت ان تكشف سر الخطبة أمام سيدرا .. لم يكن يعرف بأمر تلك الخطبة المزيفة سوى كاثرينحتى سيمون لم يكن يعلم بذلك ..ابتسمت بتصنع مكملة .. اقصد لقد تعشينا مع اسرته .. فاليوم تعرفت على اسرته تعالت ابتسامة سيدرا .. ثم قالت- يبدو أنهُ يحبك كثيراً .. لا أعلم لماذا لم تخبريني بذلك من قبل ..مرة أخرى ابتسمت بتصنع قالت..- لم يكن هناك وقت مناسب لأخبارك ...ثم غمرتهما أحاديث طويلة .. حوالت بها سلين بقدر الأمكان تجنب سيرة دانيال .. لكنها لم تستطع إخفاء أن حفلة الخطوبة في الأسبوع القادم ..في الخميس ..مر الوقت سريعاً حتى سيطر النوم عليهما .. فناما منتظرين يوم جديد .. ............انتشر الضوء الصباح الباكر في المدينة ببطء .. فيما هبت العصافير تبحث عن طعامها منذُ الصباح .. و استمع صوت رنين المنبه ليوقظ سلين .. كاد النوم ان يغلبها عندما لمحت أن الساعة في الخامسة صباحاً فالوقت مبكراً جداً .. لكن للحظة تذكرت وعد دانيال .. قفزت من على السرير نحو الحمام الموجود بنفس الغرفة ..أخذت حماماً ساخناً بعد أن فرشت أسنانها .. ثم ارتدت روب الحمام و خرجت للغرفة .. اتجهت نحو خزانة ملابسها فتحتها لتجد ملابس فخمة جداً .. تذكرت أنها كانت تتعرف عن الفتاة الثرية من ملابسها لكنها لم تكن تتخيل أنها ستكون منهم .. استقرت عينيها على تنورةأنيقة فضية بدت تصل لأسفل ركبتيها .. بحثت عن بلوزة لاتقل جمالاً عنها .. بدلت ملابسها ثم أخذت تسرح شعرها بعناية ..لفت شعرها على شكلذيل الحصان ..و أخذت تحرص على منظرها الخارجي بعناية .. شعور كان يخبرها بان تبدو جميلة و واثقة من نفسها .. فكونها خطيبة لدانيال أو ابنةالسيد شارلي يعني أن تكون فتاة في قمة الجمال .. لن تجعل احد يضحك أو يسخر منها .. كانت تعشق الأحذية ذو الكعب العالي .. وخاصة الإيطالية ..و جدت المطلوب في هذه الغرفة العجيبة .. بعد أن وضعت مساحيق خفيفة و ناعمة على وجهها وبعض الاكسسوارات .. ارتدت حذاء فضي عاليضحكت عندما أخذت تتخيل نفسها سندريلا .. رتبت أغراضها جيداً .. ألقت نظرة خاطفة نحو المرآة فوجدت نفسها في أبهى حلة .. رشت عطرهاالمفضل الممزوج برائحة الياسمين المنعشة .. ثم حملت أغراضها وحقيبتها وخرجت من الغرفة .. تحولت نظرات الخدم نحوها بانبهار .. فادركت تلك اللحظةأن لقب الابنة الوحيدة لرجل الأعمال شارلي .. كان يليق بها .. نزلت السلالم نحو غرفة الطعام حيث يجلس السيد شارلي بها .. كما توقعت وجدت جالساًيقرأ الصحف بهدوء .. - صباح الخير سيد شارلي ..حاولت أن تكون هادئة بقدر الأمكان ولا تظهر له كرهه .. رفع عينيه بدون تصديق وجد ابنته انيقة كالأميرات .. هذا ما كان يحلم به طوال تلك السنوات التي مضت وهو يبحث عنها .. ابتسم بحنان وهو يرد التحية تقدمت برشاقة لتجلس أمامه على طاولة الإفطار .. بعد أن وضعت أغراضها على الكرسيحدق بها منبهر فقالت بملل- أشعر بالجوع .. ألن يجهز الطعام بعد ...حدق بها مستغرباً .. كانت تتكلم بمرح لم يصحب كلامها أي انزعاج أو غضب كما لم يصحبه الحب كانت عادية كأي فتاة مرحة .. في تلك اللحظة شعر بسعادةعميقة فهذا يكفيه .. لازل يعتقد و يصمم أنهُ في النهاية سيحوز على رضاها وحبها له .. ابتسم لها قائل - دقائق يا ابنتي .. سيكون الطعام جاهزاً .. - أخشى انني سأموت جوعاً من الانتظار ضحك ثم قال- أخبريني يا حلوتي .. ماذا تحبين أن تتناولي .؟.. فلتأمري بأي وجبة وستكون حالاً أمامك .. حركت رأسها بالنفي قائلة - لم اعتد بالعادة على اختيار كل ما اشتهي .. لكنني أفضل أن يرافقه كأس الحليب .. انزعح بداخله .. عندما ادرك أن ابنته لم تكن تحصل على كل ما تشتهي بلحظات كغيرها من الفتيات النبيلات .. لابد أنها عانت مع والدتها من الفقر ..وماذا كان يظن ...؟ هل ظن أنها كانت كالأميرة .. يصعب عليه أن يتخيل ان ابنته عانت يوماً وهو يملك كل هذه الاموال .. قال مؤكد بابتسامة متصنعة- بكل سرور ... لن تنسى أحدى الخدم ذلك ..انتظرت دقائق .. حتى قُدم الطعام الشهي ..و بكل تأكيد كانت صدمة أن يراها الخدم تشارك سيدهم بالطعام ..بدأت بتناول الطعام بشهية .. غير مستشعرة بنظراتالسيد شارلي السعيدة .. لم يأكل سوى القليل لازل لا يصدق عينيه .. ابنته تأكل الطعام معه .. حدق بطريقة أكلها الرقيقة ثم انتبه على زينتها قال بلطف- حبيبتي .. هل تنوين الخروج ..؟مضغت قطعت الخيار بفمها ثم قالت- إلى الجامعة .. لقد ظنيت أن دانيال قد أخبرك ..رد بسرعة قائل متذكراً- اه .. صحيح تذكرت ..أقضي وقتاً ممتعاً .. ابتسمت قائلة- شكراً لك .. صمتت ثم اكملت .. أعتقد أن دانيال أخبرك بأن حفل الخطوبة سيكون في يوم الخميس المقبل ..نظر لها بقلق .. رد بارتباك من غضبها المتوقع - نعم .. اقصد اخبرني البارحة ..حدق بها بذهول مستغرب هدوئها فشجع نفسه على أن يقول .. ستذهبين لشراء فستان الخطوبة في الوقت الذي تفضليه ..كان يخشى أن يقلب هذا الصباح الرائع إلى كابوس .. مسحت فمها بالمنديل ثم حدقت بالسيد شارلي بتفكير قائلة- امممم ... لم أقرر بعد .. كنتُ أنوي تصميمه .. لكن اعتقد أن الوقت ليس كافي .. ألستُ محقة ..؟ تكلمت بهدوء وبجدية .. لكنها لم تعرف أي نوع من حالات الذهول التي حلت على السيد شارلي .. أخذ يتفحصها بدون شعور .. أشاح وجهه عنها بهدوء كي لا تلحظ ذهوله حرك رأسه بالإيجاب ثم قال- صحيح .. اعتقد هذا ..وقفت من على الكرسي قائلة - حسناً إذن .. سأذهب الآن إلى الجامعة .. ينتظرني يوم جميل ..حملت حقائبها وهي تستمع لهُ يقول- سيكون هناك سائق خاص بك حتى تتعلمين القيادة بنفسك ..نظرت لهُ رافعة حاجبيها باستفهام على كلماته الأخيرة فقال بلطف موضحاً الأمر - بكل تأكيد سيكون لك سيارة خاصة سلين .. و النوع الذي تفضليه .. اكمل بصوت معتذر أنا لم أكن اقصد سلب حريتك بالأيام الماضية .. انتظر اجابتها فوجدها صامتة فاكمل بأمل.. سأبذل كل جهدي لأعوضك ولو بجزء بسيط عن الماضي .. صمت فقالت بجمود قبل أن تهب مغادرة المكان- و أتمنى أن لا يكون ذلك بمالك .. سيد شارلي ...خرجت بالحديقة تسير .. تشعر اليوم أنها سلين جديدة أشياء كثيرة تتغير في حياتها ولازلت تتغير .. دانيال .. السيد شارلي .. فقدان صديقتها .. الجامعة.. كل شيء .. لا يوجد شيء اسعدها كما اسعدها التعرف على روك .. منذُ ان رأته و هو يواعدها على أن يُطلعها على كتاباته التي لم تعرض على المجلات ..حقاً أن تأجيل الامور إلى الغــد يجعلها أشبه بالمستحيل .. استوقفها صوت رجل فرفعت رأسها لتنظر لرجل يرتدي ملابس رسمية قال برسمية مؤدبة - أنتِ الآنسة سلين .. لو لم أكن مخطئاًهزت راسها بالأيجاب فاكمل- أنا سائقك ..لتتفضلي معي يا آنسة ..تنهدت وهي تصعد السيارة .. ظلت تحدق بالطريق بشرود .. و فور أن لمحت مبنى الجامعة حتى تبسمت فرحة .. أوقف السائق السيارة وهو يسألها عن موعد عودته .. نزلت من السيارة أمام مبنى الجامعة .. و فور أن خطت الخطوة الأولى .. حتى تبسمت فرحة وهي تشعر بنفس الشعوريود دخولها الجامعة .. المرة الأولى كانت برفقة كاثرين كانت فتاة بسيطة .. هذه المرة بمفردها و كفتاة ثرية .. لحظات حتى توجهت الانظار نحوهابلعت ريقها بتوتر .. ليست معتادة على كل هذا الاهتمام .. نظرت لساعة يدها الفضية فوجدت أن الوقت لازال مبكراً .. توجهت للكفتريا جلست على إحدىالكراسي حول الطاولة بعد ان طلبت كوب من النسكافيه .. تقدمت نحوها مجموعة فتيات معها بالقسم .. بسرعة وقفت تضمهم بقوة و اشتياق علت ضحكات الفتيات بالكفتيريا ... ازداد تقدم الفتيات والشباب نحوها عندما علموا بعودتها .. فور أن سألوها عن سبب غيابها .. قالت متعذرةأن والدها عاد من السفر أخيراً لم تكن تخفي على أحد أن والدها هو السيد شارلي .. لكن لم تحكي لهم سرد حكايتها .. كانت تلاحظ استغراب الفتيات أنها لا تسكن مع والدها .. لكنها كانت تؤكد لهم أن والدها يزورها دائما و ينفق عليها الأموال .. لكنها هي من تحب البقاء في المنازل البسيطة أخبرتهم بعد وفاة والدتها أنهُ انفصل عن والدتها و لم يهجرها .. كذبت الكثير ليس من أجله بل من أجل نفسها ...عاتبتها الفتيات على اغلاق هاتفها فتعذرت أنها ستشتري هاتفاً آخر بعد أن ضاع هاتفها ...تعذرت أنها انشغلت مع والدها فلم تخرج لشراء هاتف آخر اطلق إحدى الشباب صفيراً وهو يقول بخبث- هل فقط من أجل والدك ..؟ أو بسبب شيء آخر ..حدقت به باستغراب قبل أن يكمل زميلها الآخر - أيتها الشقية .. لماذا اخفيتي عنا حبك لدانيال .. تذكرت أمر دانيال تلك اللحظة .. لابد أن الخبر انتشر كرائحة العطر في الجامعة .. بلحظات كانت تتلقى تعليقات جرئية من زميلاتها بالقاعة .. فيما لمحتنظرات الحسد تتوجه نحوها من مجموعة فتيات ..بالحقيقة وجدت الأمر بعد دقائق مسلياً .. بلحظات كانت تفتخر أن دانيال خاطبها .. وظلت تروي الأحاديث عن حبهما .. قالت إحدى زميلاتها - سلين .. سمعتُ أن حفل الخطبة الأسبوع المقبل .. اكملت ممازحة لو لم تقومي بدعوتي لن اقتلك أنت بل سأقتل دانيال .. اكملت كلماتها وهي تطلقضحكة خبيثة تليها ضحكات الشباب والفتيات .. فردت بجدية مبتسمة- بكل تأكيد .. الجميع مدعو لحظور الحفل الخطوبة .. اُطلقت تصفيرات عالية زادت الضوضاء في الكفتيريا .. كانت سعيدة عندما لمحت الفتيات النبيلات الشرار تبرق بأعينهم الحاقدة نحوها .. استمروا بالضحكبسعادة وكل الفتيات يكررن سؤالهن بفضول عن كيفية بداية تلك العلاقة ..عازف و وسيم الجامعة الشاب العبقري المتصف بصحاب القلب الجليدي يذوب أمام سلين ردت بغنج وهي تلعب بخصلات شعرها محدقة بالعيون الحاقدة .. - امم بالحقيقة لقد كنتُ رائعة ..كنتُ مميزة بعينيه .. منحني قلبه فمنحتهُ قلبي .. اطلقت تصفيقات حارة .. فيما اشتدت الضحك بالكفتيريا مصدراً ضوضاء .. بلحظات كانوا الشباب يطلقون صفيراً وهم يقولوا- أيها القوم ..حدقوا بمن جاءبلحظة كانت عينيها تتوجه نحو ما ينظر الشباب .. - لقد جاء العاشق أخيراً..بتر إحدى الشباب تلك الجملة مما جعل الدم يتوقف عن السيران في عروق سلين .. لقد حانت نهايتها بالتأكيد ستحكي الفتيات لهُ على ما قالت من أفلام وقصصغرامية .. نظرت لهُ مصدومة ..فوراً ابعدت تلك النظرات وهي تبتسم بتصنع ... لن تخسر أمام أحد هي خطيبته هي الوحيدة من استطاع تملكه حتى لو كان تمثيلاًدخل وألقى التحية على الجميع .. نست الفتيات القلب الجليدي الذي يمتلكه دانيال فور أن أذابته سلين .. حيث اخذت كل وحدة تمازحه وتحاوله إحراجه بكلمات جريئة على حبه لسين كادت أن تدخل الوقاحة .. - مرحباً سلين .. هتف وهو يقترب نحوها متوقفاً على مسافة مترا واحد تقريباً منها فعاتبته إحدى التفيات قائلة- سلين ! .. قل حبيبتي يا رجل .. فقناعك انكشف الآنضحكات عالية علت بالكفتيريا .. فيما احمر وجه سلين احراجاً .. لكنها أخفت احراج بسرعة كانت تريد أخبار الجميع أنها علاقتهم قوية جداً .. وهي تفتخربكونه خطيبها ... هذا الشعور الذي أصبح يداهما دائماً لكنها أقنعت نفسها بأنها على الأقل لن تخرج من اللعبة بهزيمة .. لن تجعله يفرح لو مثلت بالقوة سيسعد بتعذيبهالو كانت ضعيفة وهي لن تسمح لهُ بذلك .. ضحكت بصوتها العذب على تعليق الفتاة وبجراءة كانت تقترب نحوه بعشق لتفصل المسافة بضمة رقيقة لهُ .. كادت أن تفقدهتوازنه أمام الغفير من الطلاب المتحمس لمنظر المخطوبان الذي لم يتوقع أحد يوماً أن يرى دانيال مرتبط بفتاة .. اطلق مرة أخرى تصفير قوي .. وعلى صوت التعليقات في المكان...ضمته أكثر هامسة بأذنه- تمثيل فقط .. كانت تنوي الانتقام على ما فعله البارحة أمام روك فرد عليها- لا تلعبي بالنار جيداً .. ستحترقين !عندما لمح الأنظار نحوه .. ارتفعت يده بتردد لتضم ظهرها من الخلف .. قالت بعد أن ابتعدت عنه - حبيبي .. اشتقتُ إليك .. شعر بالانزعاج من تصرفها لم يكن يحب أن تمثل هذا الدور وهو معها .. أراد فقط أن تنسج القصص وتوهم الجميع بأمر الخطوبة كما كانت تفعل قبل دخوله الكفتيريا .. لقد أثارت الغرابة في هذه الجامعة فمحطم القلوب حولته بلحظة أمام أعين الجميع إلى عاشق ولهان ...عندما ينزعج لا يستطيع التمثيل ...في تلكاللحظة خشي أن يصرخ فوقها بسرعة همس- وأنا كذلك ..شعر بالانزعاج اكبر عندما قالت فتاة - يبدو السيد دانيال خجلاً سلين .. ردت بثقة وهي تعيد خصلات شعرها إلى الوراء- حبيبي .. لا يكون خجلاً عندما نكون منفردين .. بسرعة خطيرة تحولت عينيه نحوها .. هل هذه سلين .. ؟ مستحيل .. بابتسامتها الماكرة التي لم يلحظها سواه .. ادرك انها تنتقم .. تدرك جيداً كم سيزعجه كلامهاالجريء .. بلحظات كان يقول - تعالي معي .. أريد التحدث معك قليلا ..ارتبكت بداخلها مستشعرة بالندم .. أرادت أن تقص لسانها على ما قالت لكن لا ينفع بعد فوات الآوان .. نظرت لساعة يديها وبسرعة وجدت المفر قالت بلطف متعذرة - عزيزي ستفوتنا المحاضرة .. فلتذهب لمحاضرتك أيضاً ..بلحظات كانت تسير بخطوات سريعة مبتعدة عنه وقبل أن تختفي من عينيه.. هتفت بمرح وهي تلوح بيدها له مودعة- سأشتاق إليك كثيراً ...تنفست الهواء براحة .. عندما ادركت أنها فرت منه .. دخلت قاعة المحاضرات و بعد أن تمت المحاضرة ..أخذت تتناقش مع مجموعة من الشباب والفتياتمن الطلاب معها بالقسم .. ستنسخ كل ما فاتها وستذاكر بجد لتعويض.. هذا ما قررته بنفسها بعد ان توجهت للمدير وأخذت تعتذر بسبب غيابها .. فوجئتبه يتقبل الأمور بود و بسلام و لم ينسى بكل تأكيد تقديم التهاني لها .. ابتسمت باستهزاء فور أن خرجت من مكتبه متساءلة عن الغسيل الدماغي الذي فعله دانيال والسيد شارلي مع المدير لقد شكت حقاً أن دانيال دفع له ليجعل المدير ودوداً ولطيفاً معها لكنها رفضت تلك الفكرة فدانيال رغم بشاعته لن يجرؤ على الرشوة.. ابتسمت بسخرية على نفسها قائلة بداخلها .. كل شيء منهُ محتمل .. قاطعت حديثها زميلة تتقدم نحوها قالت - كيف حالك ..؟ - بأحسن حالردت بسخرية خفيفة - بكل تأكيد ... صمتت ثم اكملت بمَّ أنتِ شاردة ..؟سارت الفتاة بجوارها فردت سلين - افكر ببعض الأمورقالت بغيرة - بكل تأكيد تفكيرين بالوسيم دانيال.. أنا لا اعرف حقاً كيف وصل الأمر لأرتباطكما .. لا اصدق هذا ...كان يحطم اكثر من فتاة بيوم واحد ..حتى أننا كنا نوصفه بصاحب القلب الجليدي الذي لا ينصهر .. كيف انصهر جليده فجأة .. ماذا حدث فجأة ..؟ !قبضت على كفها بقوة كيف لتلك الفتاة أن تقول هذه الكلمات أمامها بكل هذه الوقاحة .. توقفت عن السير ثم وقفت بثبات تواجه الفتاة قائلة بحدة - ما حدث أن دانيال يحبني .. ولن اسمح لأحد بأن يشك بعلاقتنا .. أم عن طريقة حبهُ لي فليس لاحد شأن بذلك ..اكملت كلماتها بثقة حادة .. ثم استدارت بسرعة مغادرة الجامعة قبل ان تقابل دانيال يكفيها تمثيلاً اليوم .. لم تكن تعرف لماذا كانت غاضبة وتحترق بسببكلمات الفتيات .. شعرت أن كلماتها كانت صادقة وانها باتت تنسى أنها في كذبة مؤقتة .. كانت تلوح للفتيات بيدها .. وهي تبتسم بتصنع لقد تعكر مزاجها .. عندما لمحت سائقها .. ركبت السيارة فوراً .. شعرت بالراحة داخل السيارة المريحة ... لقد باتت تحب حياة الرفاهية .. لكنها حالياً لا تود العودة إلى الفلا.. تمتلك الكثير من المال في بطاقة الإتمان الذي أعطاها والدها منذُ فترة .. لكنها لا تريد التسوق .. وجدت نفسها تعود بذاكرتها نحو ذاك اليوم .. عندما تقابلتمع دانيال في منزلها .. يوم ذهبت لترى المشتري .. ذاك اليوم وعدها دانيال أن لا يحول منزلها مكان لعشيقاته .. تذكرت كلماته الواثقة ... أعدك أن هذا المنزل لن يكون ملاذ عشيقاتي سأجعله كما تحبين ..... سيسكن هذا المنزل شخصاً يستحقه سيعيد الحب إليه والدفئ سيزرع الورود فيه بابتسامته الحنونه ...كانت تلك كلماته رن صدى صوته بأذنيها .. همست .. ماذا فعل بمنزل والدتي .. ؟ ... هل نفذ وعده .. ماذا كان يقصد ..؟ .. كان يصمم على شراء المنزل بأعلى قيمةكان مستعداً أن يدفع الكثير من الاموال لو طلبت اضعاف القيمة .. كان مستعداً لشرائه .. لماذا ..؟ من الغريب أن يصمم رجلاً مثله على شراء منزل لا يسوي شيءأمام جناحه الضخمة لا بل يصمم على شرائه بأغلى الأثمان .. هناك أمراً لتصميم دانيال على شراء المنزل .. هتفت مخاطبة السائق- لا أريد العودة للفلا .. أخذني لهذا العنوان ...................................... - أمرك آنستي .. أخذت تحدق بزجاج السيارة كعادتها منذُ الطفولة .. فور أن بدأ السائق يدخل الحارات الضيقة والقديمة .. حتى جلست بعد ان كانت شبه ممدة على الكرسي و أخذتتحدق جيداً بالمكان .. اشتاقت كثيراً للعودة لهذه الحياة .. بلحظات كانت السيارة تنحرف نحو حارتهم قالت - توقف هنا .. سأواصل الطريق مشياً .. توقف مستجيب لطلبها .. فور أن خرجت وضعت أغراض الجامعة بالسيارة واكتفت بحمل حقيبتها قالت - أعد أغراضي للفلا .. أخبرهم بأن يتركوها بغرفتي و الآن يمكنك المغادرةنظرات غير مقنعة من السائق الذي قال- لكن آنستي السيد شارلي حثني على مرافقتك .. لا أريد مخالفة أوامره انا فــ ... قاطعته بحزم قائلة- لا عليك .. لن يغضب منك .. سأخبره أنا - لكن ..قطعته مجدداً بحزم أقوى..- قلتُ لك يمكنك الانصراف .. انزل عينيه باستسلام وحرك السيارة مغادراً المكان .. فيما سارت هي بثبات داخلة الحارة .. لم يكن الاطفال موجودين بذاك الوقت .. فلابد أنهم عادوا من المدرسةمتعبين .. توقعت أن يكونوا نائمين باحضان أمهاتهم بعد أن حكوا لأمهاتهم ما حصل معهم في اليوم المدرسي .. هذا ما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة .. توقفت أماممنزل والدتها السابق .. أخذت تحدق به بتردد توجهت بعدها نحو باب الحديقة الحديدي .. فوجدته مفتوحاً .. دخلت بتردد .. ارتجفت وهي تستمع لصدى ضحكات والدتها في هذه الحديقة .. و صورتها تتراء أمام عينيها بلحظات أرادت أن تهب مغادرة المكان .. لكن كلمات دانيال كانت اقوى أرادت معرفة ما الذي فعله بمنزلها القديم .. مرت عينيها على الحديقة فصعقت بها مزوعة بشتلات صغيرة لم تكبر بعد .. كانت الحديقة نظيفة و أتربه الأزهار تبدو مبللة بالمياه .. إذن هناك من اعتنى بهذه الحديقة .. هناك من يسكن هنا .. بتردد اتجهت للباب المنزل .. طرقت قليلاً .. لم تجد رداً توترت وهي تشعر أنها تسرعت قليلاً .. لم تجد رداً مرة أخرى .. قبل ان تسدير لتغادر فُتِحَ الباب فجأة .. على صوت انفتاح الباب كانت عينيها خائفتان مما ستراه .. عندما حل الهدوء رفعت عينيها ببطء .. تجمدت محدقةبرجل بدا كاهل .. بشعره الأبيض والتجاعيد التي حلت ببشرته .. بالإضافة إلى شاربه الأبيض .. بدا رجلاً عجوزاً بملابس بسيطة .. توترت وهي تنظر لهتبسم العجوز مما جعلها ترتاح قليلاً همس لها - مرحباً .. هل يمكنني أنا اساعدك ..؟صوته كان حنوناً .. أشعرها بالدفئ وغمرها بشعور غريب .. شعور فقدته احست أنهُ رجل طيب ..لكن ما الذي جاء به إلى هنا . تبسمت بصعوبة ..ثم قالت بتعذر- يبدو أنني مخطئة في المنزل .. آسفة سيدي على الازعاج استدارت مغادرة .. لكنهُ أوقفها بصوته قائل- لو كنتِ تقصدين أنهُ منزل السيد دانيال .. فنعم هذا منزله .. توقفت دون أن ترد فقال الرجل تفضلي إلى الداخل لنشرب العصير أو كوب من القهوة ..ترددت وهي تستمع لعرضه البسيط .. بلحظات كانت تستدير تنظر إليه .. لم تستطع الرفض لن تخسر شيء .. حركت رأسها بالإيجاب وتقدمت نحوه ابتعد عن الباب ليسمح لها بالدخول .. لم تكن تتخيل أن تزور هذا المنزل مجدداً قال لها - تفضلي يا ابنتي ..لحقته بخطوات هادئة .. كانت تتفحص الصالة جيداً ..توقعت أن ترى دانيال قد وضع فيها اغلى الأثاث لكنها دهشت من الأثاث الخشبية البسيطة .. التي زينت المنزلببساطة لكنهُ كان دافئاً للغاية .. خاصة عندما حدقت بعينين العجوز وجدت فيهما حنان الأب .. بابتسامته للطيفة أشار لها نحو الأريكة جلست بهدوء فيما قال - ماذا تشربين ..؟ - شكراً لك ..لا أريد شيء..- ليس من عادتي عدم أكرام ضيفي . إذا لم تفضلي القهوة سأقدم لك العصيرابتسمت بخجل ثم ردت - حسناً .. وقفت من مكانها وهي تكمل فلترتاح أنت سأحضر العصير بنفسي .وقفت تسير نحو المطبخ .. بعد أن لمحت ابتسامة رضا من ذاك السيد .. فتحت الثلاجة فوجدت أنواع كثيرة من العصائر ..هتفت وهي تصب العصير- هل تريد كأساً يا سيدي ..؟أتاه صوته من الصالة يقول - لا ..عادت ومعها كأس العصير ثم سارت لتجلس بالقرب منه .. وجدت نفسها فجأة تستغرب من تصرفها .. ماذا تفعل ..؟ هي في بيت غريب .. هل حقاً دفعهاالفضول لمعرفة حياة دانيال بدخول لهذا المنزل .. لم يعد هذا المنزل منزلها كيف تدخله ..؟ وتتحدث أيضاً مع رجل غريب وتشرب العصير في بيته ! .. انزلت عينيها تحدق بكأس العصير بين يديها شاردة .. لا لا هي لا تنوي معرفة أي شيء عن حياة دانيال فقط ابتسامة الرجل الدافئة هي من دفعها لدخول ..- بماذا أنتِ شاردة يا ابنتي .. ؟رفعت رأسها بتوتر .. بعد أن لاحظت شرودها ابتسمت باضطراب هزت رأسها بالنفي وهي تقول - لا تهتم .. هل هذا المنزل لك سيدي ..؟سألتهُ بتوتر فرد عليه بصوته الخشن الدافئ- أنهُ لابني ...لم تستطع كتم شهقة فلتت منها .. رفعت عينيها بذعر تحدق به ... قالت بصدمة - هل تقصد ان دانيال ابنك .. ؟ اعتدل العجوز بالجلسة فاهماً لتفكير سلين فقال- ابني الذي لم انجبه .. بلحظة هدأت فجأة بعد أن سرى تيار قوي بجسدها .. نظرت له بعدم اقتناع فتبسم لها مؤكد لإجابته فكرت بغبائها .. كيف لها أن تصدق لقد مات والده .. صمتت فقال العجوز باستفسار- إذن فأنتِ تعرفين دانيال .. صمتت فاكمل هل أنتِ صديقته .. ؟رفعت يديها تعيد خصلات شعرها إلى الوراء بتوتر ثم قالت- شيء كذلك .. - تبدين مهتمة لأمره كثيراً اضطربت من كلام الرجل فقالت رافضة لأمر - أنا ! .. حركت رأسها بالنفي وهي تقول .. تبالغ بعض الشيء ..اطلق ضحكة على اضطرابها .. لكنها تدري أن وراء هذه الضحكة تفكير خبيث .. قال بلطف- ألم تعرفيني على اسمك ..؟ هتفت بمرح وهي تشير باصبعها على نفسها- أنا سلين ... صمتت وهي ترى ابتسامته فاكملت متسائلة .. وأنت سيدي ..- اسمي برون ..قالت بلطف- تشرفتُ بمعرفتك سيدي .. - وأنا يا ابنتي .. كلمة ابنتي من فمه كانت تشعرها بالسعادة كثيراً .. لم تعرف كيف احبت ذاك الرجل إلا أن الحزن المطل من العينين كان واضحاً رغم محاولته إخفائه ..تفحصت عينيه سلين جيداً التي كانت تشرب العصير قال بشك .. - أنت المالكة القديمة لهذا المنزل صحيح ..؟ توسعت عينيها دهشة ..كادت أن تختنق بالعصير من سؤاله .. اضطربت وهي تقول- كيف عرفت ..؟ ضحك مطمئن إياها قائل- مال عقلي لهذا الاحتمال .. سالتهُ بشك- هل يبدو علي ذلك ..؟رد مؤكد- تصرفاتك واضحة .. سؤالك عن مالك المنزل بغرابة .. بالإضافة إلى ذهابك للمطبخ دون سؤالي عن مكانه .. أيضاً عينيك المشتاقة لهذا المنزل ..هل حقاً بدا عليها كل ذلك ولم تلاحظ .. ؟ ! .. انزلت عينيها بخجل تحدق بكأس العصير بين يديها فقال هو ..- هل اشتقتِ إلى هذا المنزل ..؟ هل تحبيه ..؟ رفعت عينيها ببطء ثم قالت بألم كبتته - كنتُ أحبه .. لكن بعد وفاة والدتي كرهته كثيراً .. لذلك فضلت بيعه .. شعرت بيده تربت على كتفها بلطف وهو يقول - لا تحزني يا صغيرتي ..سألتهُ بتردد فجأة- كيف يعرفك دانيال ..؟ .. توقف نظرها عن الصورة داخل الإيطار كانت لدانيال والسيد برون نفسه .. ثم صورة أخرى لسيد برون مع فتاة بدت متوسطة العمرعندما لاحظت سكوته قالت اعتذر سيدي ربما اكون فضوليه لأسألك شيء كذلك .. لست مضطر للإجابة .. صدمته إجابتها الواثقة حيث قال- بالعكس ..لقد جئتِ بوقت حساس .. ظهرتي في يوم وفاة حفيدتي الصغيرة ..توسعت عينيها حزن وهي تستمع له اكمل .. عندما رأيتك تقفين أمام منزليشعرتُ بأن حفيدتي عادت إلي .. وحينما دخلتي المنزل .. أحببتك كثيراً .. لا تعرفين كم أتمنى أن تكوني ابنة لي كما دانيال تماماً فانا حقاً احببتك من أول نظرة لعينيك البريئة .. تبدين فتاة بريئة و ظريفة . كما حفيدتي تماماً..تبسمت له .. وهي تشعر بالحزن على حاله .. قالت بعدها- شعور متبادل سيدي ..وقفت بلطف بعدها نحو المطبخ .. لتضع كأس العصير .. عادت وهي تلمحه تائهة بصورة الفتاة على الطاولة .. تقدمت نحوه وهي تقول - هل هذه هي حفيدتك ..؟ تنهد وهو يقول- لو لازلت حية ستكون الآن في الثامن عشر .. تقريباً في عمرك لو لم أكن مخطئ .. اقتربت لتجلس نحوه وتتأمل الصورة معه قالت مصححة - أنا في التاسع عشر . . منذُ متى ماتت ..؟- قبل أربع أعوام بالضبط .. لمح ملامحها الذي تريد معرفة المزيد فاكمل في حادث سير .. سألته بتردد مجازفة- هل لموتها رابطة بتعرفك على دانيال ..؟ أغمض عينيه وهو يقول - ربما ..انتابها شعور فجاة أن دانيال من قتلها ثم عادت بلحظة تشتم غبائها وتفكيرها الخيالي .. بفضول قالت- إذا لم يكن هناك مانع هل أخبرتني شيء عن ذلك ..؟بلحظات كانت تود معرفة حياة دانيال مع هذا العجوز .. تناست كل شيء وسألته لتروي فضولها فبدأ يسرد لها حاكيته - زوجتي ماتت بعد أن انجبت ولد تزوج ابني كذلك لينجب لي حفيدة جميلة رقيقة .. ريتا .. كان اسمها ريتا .. لكن الحياة كانت قاسية علي وعليها حيثسجن ابني بقضية اختلاس أما والدتها تخلت عنها بسهولة .. سلمتها لي في ليلة ممطرة وهبت مغادرة البلاد .. لمح كتمها لشهقة قوية فاكمل حملتها بذراعي و أنا اشتم رائحة ابني ..ابني الذي مات بعدها بالسجن ..كبرت بين يدين وتفتحت كالوردة و في ليلة مشئومة عندما بلغت الرابع عشر ركبنا حافلة .. وتعرضنا لحادثسير عنيف .. نجوت منهُ أنا لكن حفيدتي دخلت في غيبوبة .. لم أكن أملك المال .. فبعتُ منزلي و ورشة النجارة .. لأدفع تكاليف المشفى .. عملتُ بعدها معصديقي .. و بعد أشهر ماتت ريتا .. ديون المشفى كانت كبيرة جداُ . . لو عملت طوال حياتي لن استطيع أن اسد ربع المبلغ .. مرت الأيام وأنا أقطع الوعودلمدير المستشفى بأني سأدفع ما علي .. وفي يوم صرخ بوجهي مدير المستشفى قال أن قد مل من وعودي الكاذبة .. وطفح الكيل به .. بلحظات كان يتصل لشرطةخرجتُ من المكتب مهموم فقابلت دانيال بتلك اللحظة .. عندما جاءت الشرطة لتأخذني لسجن فكرت أني سأموت كولدي متعفن بالسجن .. لكن فوجئت بدانياليعترض الشرطة .. بلحظات وجدت رجال الشرطة تغادر المشفى .. ثم علمتُ أن دانيال قد دفع كل الديون علي ..نظر لها ثم قال تحدثُ كثيراً يا صغيرتي ..سألتهٌ بصدمة عن موقف دانيال النبيل فقالت- أكمل أرجوك .. ماذا فعل دانيال بعدها ..؟ - لم يتخلى عني .. كان يزورني دوماً لورشة النجارة مع صديقي .. كنتُ أنام هناك ..وهو كان سخياً معي بكل شيء تمنيت أن يكون لي ولداً شريفاً مثلهليس ولداً اتهم باختلاس اموال ضخمة .. عقدت حاجبيه تقول - شريفا !لازلت حتى الآن لا تفهم سبب تلقيبه بألقاب لا تناسبه كما ترى .. استمعت له يرد عليها- بل أكثر من ذلك .. - حسناً كيف وصلت إلى هنا ..؟ -رفضتُ الانتقال إلى أي مكان .. لكن مرة عاد دانيال ليجدني فاقد الوعي بتلك الورشة الصغيرة .. فنقلني لشقة ضخمة .. رفضتُ ذلك متعذراً بأنها بعيدة عن عملي .. فعرض علي ترك العمل .. اقسم أن يدفع لي الكثير من الأموال .. لكنني رفضت ..بالحقيقة يا ابنتي أنني كنتُ اعمل لأتسلى قليلاً ليس لكسب الرزق .. فأنا رجل عجوز لأملك سوى عملي يسليني طوال النهار .. لكن دانيال كان عنيداً .. لقد سد عذر المسافة التي تفصل بين عمليوالمنزل بانهُ اشترى لي منزل قريب من عملي .. لقد بحث طويلاً وكاد يفقد الأمل .. إلا أنهُ وجد هذا المنزل فجأة .. كادت أن تُقبل السيد برون على حله للغز الذي شغل فكرها طويلاً .. إذن هذا السبب لقد أصر على شراء المنزل هذا بالذات من أجل سلامة العجوز .. هل لهذه الدرجة يحبه ..لقد وعدها دانيال من قبل على ان يملاً البيت دفئاً وحناناً .. و الآن هي حقاً ليست نادمة .. شعرت بلحظة أنها تريد أن تضم دانيال لقد حفظ وعده بجداره .. تبسمت فجاةوهي تقول بدون شعور- شكراً لك سيدي .. تبسم لها قائل- كفي عن قول سيدي أرجوك .. لو وعدتيني بأنك ستزوريني دوماً فناديني بعمي .. ضحكت بسعادة وفرح وكم شعرت أنها تعرف هذا الرجل من سنوات قالت بابتسامة عريضة - بكل تأكيد أيها العم الطيباقتربت لتضمه إليها .. فتبسمت وهي تشعر بحنانه الأبوي قبل أن يداهما الصوت الرجولي الواثق أرى ان هناك من ينافسني على حبك عمي
أنت تقرأ
بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانيا
Romanceبسحر عينيه تاهت افكارها وبألحانه كاد قلبها ان يذوب على صدى ضحكاته ثم فتحتهما لامحه ظله مارأ بغرو من هو? من هى ؟ أهى كالخاتم باصبعه وجدت نفسها تصرخ بعنف حين وقعت بمخالب الذئب هرولت بين البحار تبحث عن اميرها لتجد أميرا فى البحر ينتظرها حدقت به جيدا...