الفصل الخامس عشر
..........................
حمقاء حين أحبتني
............................أخذت هاتفها النقال من حقيبتها سارت نحو المطبخ وهي تنتظر أن يرد عليها . .. ارتعبت من صوته الغاضب على الهاتف ... لسانها ارتبطت باضطراب قالت- تأخر الوقت .. متى ستأتي ..؟توقعت صراخ عنيف .. كان يتنفس بقوة شديدة ارعبتها .. تمنت أن لا يزعج يومها بجرح كبير هل سينهي الخطوبة الآن .؟ هذا ما جرى في بالها.. حاولت أن تكون هادئة ..ثم اغمضت عينيها للحظات .. فقط محاولة أن تسمع دقات قلبها العنيفة.. تمتمت باسمه باضطراب- دانيال ..انفاسه كانت متضاربة على الهاتفه ويبدو انهُ بذل كثيراً من الجهد صوته الحازم أتاها - مشغولاً الآن .. حاولي عشرون دقيقة وسآتي لآخذك..اغلق هاتفه دون أن يسمع ردها .. ارتفعت عينيه الغاضبة نحو الشخص الثائر ..تنفس بقوة و هو يقبض على كفه بتمالك اعصابه تمتم- عمي .. رفع السيد كاسبر نظراته بجنون صرخ عليه بعنف يمتزج بكل انواع الغضب- انهي حديثك معها انهي قالها بسخرية ثم اردف ... أيها الحقير ..! .. دمرت كل شيء ..ضرب دانيال بكلتا كفيه على مكتب عمه في الشركة بقوة جعلت المكتب يهتز ليصدر ضوضاء بسقوط الأقلام و اهتزاز صورتهم العائلية زفر و هو يبتعد من جانبالمكتب ليتقدم نحو عمه عينيه ثارت جنوناً و هو يقول بعصبية كبتها بصوته المتحكم بخلاف ملامح وجهه النارية- ليذهب السيد جوزيف إلى الجحيم .. و ما شأني به ..؟نظر له عمه بعينين حائرة ثم ابتسم بسخرية ليقول باندهاش ساخر- لديك جراءة لتحدث أيضاً .. صرخ منفعلاً .. ألن تكتفي بما فعلته حتى الآن دانيال. ... ؟ لم اعلم أن دلال شقيقي سيجعلك يوماً أناناي هكذا..! اردف راداً بتعصب- لا تتكلم عن أبي .. برقت عينيه ناراً مكملاً .. احذرك عمي تعرف أنهُ خط أحمــر ..تجاهل موضوع شقيقه المتوفي ليقول- كف عن التحدث بموضوع ليس وقته الآن ..يجب أن تتحمل كافة المسؤولية أنت السبب بكل شي ..بتحذير اكمل لن اسمح لك بتدمير علاقاتيمع السيد جوزيف ..- اووه .. زفر بغضب و هو يتحرك ليتجاوز عمه اردف بعصبية .. بحق الله ما شأني بعلاقاتك معه ..- تتصنع الغباء يا دانيال .. اتجه نحو مكتبه نظر للكرسي الضخم الجلدي قبل أن يضرب على المكتب بقوة اكمل بتعصب ... اخبرتك تزوج كرستين رفضت .. اتيت لي بسلين فلم أمانع ..- لقد قلتها .. لقد وافقت من البداية ..صرخ بجنون- لم اكن أعلم أن ردت فعل ردت فعل السيد جوزيف ستكون هكذا .. أيها الغبي .. كيف استطعت ترك كرستين في القصر لتخرج مع سلين في رحلة غراميةهل تعرف ماذا فعلت ..؟ صرخ مقاطعاً - لم اكن أعرف أنهُ سيفسخ العقود التي بيننا ببساطة ..- تعرف أنهُ من أجل ابنته الوحيدة يعمل أي شيء .. اخبرتني والدتك أن بعد رحيلك غادرت تبكي .. و بالتأكيد ذرفت الدموع بين احضان والدها .. بالأساس جوزيف كان غاضباً كثيراً لخطبتك الغير متوقعة من سلين ..باستفزاز قال - احذرتك انت و والدتي .. لم أكن أنا من يقطع الوعود بعلاقة بيني وبين كرستين .. على العموم نحنُ لم نفلس بعد فسخ العقود لا يؤثر بنا ..- لقد فقدت صوابك يا ابن اخي ..ابتسم بسخرية - هه ! .. لا تستطيع فعل شيء تعرف أن السيد شارلي من اكبر رجال الأعمال .. سمعته اشهر من المدعو جوزيف ..- حالياً نحنُ لا نتعاقد مع السيد شارلي .. هدأ و هو يقول هذه الجملة كأنهُ يفكر بشيء تمتم مكملاً ...لا تقل أنك تحب سلين .. اعرف انك كاذبقلبك يا دانيال اصبح اقوى من الفولاذ ..سألهُ مباشرة- ماذا تقصد ..؟مباشرة قال- انفصل عن سلين ..برقت عينيه ناراً ..قطع المسافات المتبقية بينه وبين عمه ليقابله مباشرة .. رفع ذقنه بشموخ قابضا كفه بقوة .. تشنج صوته دليل على الرفض القوي قال- أنا لن افعل ذلك .. - ستــفعل ثم لا عليك لـ...قطعه بعنف صارخاً- أنا لن انفصل عن سلين فقط لحماية أموال لا تهمني ..اكمل جملته هو يستعد ليغادر مكتب عمه .. اعترض السيد كاسبر طريقه بغضب استوقفه قائل- إلى أين ستذهب ..؟ لخطبيتك الصغيرة .. أم أنك ذاهب لتدرب على معزوفات موسيقية لحفل المعهد ..- افعل ما اريد .. و اذهب إلى أين ما أشاء .. فلا تتدخل ..قبل أن يتجاوزه امسك السيد كاسبر بكتفه ليمنعه من الخروج تراجع لينظر لعمه الذي قال بتحذير- أنت بكل تأكيد لن تشارك بحفل موسيقي تافة يسيئ لسمعتك اترك العبث بأداة موسيقية و عد إلى رشدك ..- البيانو كان رفيقي ... لن يأتي اليوم الذي اتخلى عنه لأجلك .. تجاوزه هذه المرة نحو الباب توقف على صوت عمه - دانيال .. ركز معي في العمل .. - خطأ حياتي حين تخليت عن كلية الموسيقى .. هذه المرة لن اتخلى عن البيانو أيضاً ..اكمل جملته ثم صفع باب المكتب معلنا عن مغادرته حوار حاد دار مع عمه كل شيء ينقلب ضده الآن . .و السيد جوزيف زاد الطين بله لقد اشعل غضب عمهعليه .. ابتسم بسخرية و هو يعتلي سيارته حين تذكر كرستين .. فكر كم الفتيات حمقاوات حين يركضن خلف الفتيان باصرار ..واصل الطريق نحو السيد برونليحضر سلين ...جسدها كان يرتجف و هي واقفة بخارج البيت بعد أن ودعت السيد برون وجهها كان مائلاً نحو الطريق التي ستدخل به سيارة دانيال ..يرفض الوقت العبوربسرعة متوترة جداً .. رفعت رأسها نحو السماء لتجد الشمس قد غابت .. كل من يمر من سكان الحي كان يلقي عليها السلام و يمر ترد بتهذيب و هكذا انتفضت حين لمحتسيارتها الحمراء تقترب نحو البيت شيء فشيء ... بلعت ريقها حين توقفت السيارة بجانبها انزل زجاج السيارة ثم أشار لها بعينيه بالصعود أطاعته بتهذيبو اعتلت المقعد الأمامي لسيارة ..ابتعدت السيارة عن تلك الحارات للحظة استرقت النظر نحوه يديه كانت تنقبض على المقود بقوة كأنهُ يريد تفريغ غضبه فيهبلعت ريقها بصعوبة و هي تفضل الصموت ..تحركت السيارة دقائق هاهما الآن في الطريق العام حيث تتوزع أشارات المرور و رجال المرور أيضاً ..ظنت أن مشوارها معه انتهى لكنها ادركت خطأها حين انحرفت السيارة نحو القصر .. قبل أن تقول شيء تمتم- والدتي تريد التحدث إليك ..عقدت حاجبيها باستفهام ثم قالت..- لم تخبرني بذلك .. حسناً أهناك أمر مهم ..؟ببرود و بدون اكثرات رد- لا اعرف تقول أنها تريدك ..إياك أن تفشي بالسر الذي بيننا كوني حريصة ..تنهدت و هي تحرك رأسها بالإيجاب ..زفرت بملل بسبب الهدوء الذي يعم المكان ..انتبهت على صوت قطرات المياه التي تضرب زجاج نوافذ السيارة بخفة- مطر ! ..تمتمت وعليها ابتسامة شاسعة .. رشاشات من الماء الخفيفة كانت تتساقط .. انتبهت لسيارة تتدخل بوابة القصر .. نظرت لدانيال ثم قالت- هل ستدخل ..؟- سألحقك بعد دقائق ..هزت رأسها بالأيجاب .. فور أن خرجت من السيارة حتى لسعتها قطرات الماء تذكرت أنها لا تمتلك مظلة .. اطلقت صرخات تليها ضحكات سعيدة و هي تركضبسرعة نحو الداخل لم تلمح بعدها إلى أين ذهب دانيال .. استقبلوها الخدم على صالة القصر .. مررت أصابعها بين شعرها المبلل قليلاً نظراً لرشات المياه الخفيفةلم تمر دقيقة حتى شعرت بالسيدة رابينا تنزل من السلالم مرحبة بسلين ألقت التحية بأدب ثم ضمت السيدة رابينا بحب ..ألتما بالصالة حول المدفئة التي بدت قديمةالطراز بحيث تجذب الأنتباه في البداية الامر هنت السيدة رابينا سلين على السيارة الجديدة التي كما قالت أن دانيال أخبرها بأمر السيارة .. ثم بدأت سلين تستجوبهاعن الرحلة التي لم تدم لمرض دانيال المفاجئ ..من كلام السيدة رابينا فهمت أن والد كرستين لديه ارتباطات مع السيد كاسبر في العمل ..عمت الأحاديث طويلاًفيها المطر لم يتوقف بل استر على شكل رشاشات خفيفة..لم تكن تعرف بعد سبب طلب السيدة رابينا لها ..أخيراً وقفت السيدة رابينا ثم طلبت من كرستين اللحاق بها .. طاعتها بهدوءصعدت السلم الكهربائي ثم خرجت منه لتدخل لجناح بدا ليس جناح دانيال .. قالت لها السيدة رابينا بأنهُ لها و لسيد كاسبر لم تفهم سبب دخولها لهذا الجناح لكنهادخلت دون استجواب ..اندهشت من الجناح الضخم المعد بكل وسائل الراحة اراحها المكان حيث كان دافئاً للغاية بعكس جناح دانيال البارد ..جلست على الأريكةبالغرفة التابعة لغرفة النوم .. كانت غرفة كبيرة ديكورها امتزج بلون البني مع الأبيض فيما كانت اثاتها في غاية الروعة ...غابت السيدة رابينا لدقائقثم عادت تحمل علبة فضية حاولت سلين فهمها لكنها لم تستطع ذلك .. جلست بجانب سلين مبتسمة بحب لها ربتت على كتفها بحنان تمتم سلين- قال دانيال بأنك تريدينني ..هزت رأسها بالإيجاب قائلة- صحيح ...صمت عما المكان قليلاً قطعته السيدة رابينا تقول فجأة .. كيف هي أحوالك مع دانيال ...؟اخفت ارتباكها قائلة- كل شيء بخير ..- ألم تحددا ليلة زفافكما بعد ..؟- ماذا ماذا ..؟ !! .. ادركت تهورها برعبها الواضح حاولت تصحيح الأمور ثم قالت .. اهاا اقصد لازلت صغيرة .. ارتبكت تكمل لا لا بل .. ارتبطت لسانها ثم قالت .. اقصد افضل أن نتزوج بعد اتمامي للجامعة ..- هذا يعني بعد اربع سنوات على الأقل أو اكثر حسب معلوماتي.... ألا تريها مدة طويلة ...؟- لقد اتفقنا أنا و دانيال على ذلك ..صدمتها حين ردت- دانيال لم يقل ذلك ..قال أن حفل الزفاف سيكون باقرب فرصة ..شتمت دانيال على هذا الموقف السخيف الذي وضعها به .. قالت - اه .. صحيح لم نصل لاتفاق بعد ..- ألا ترين أن كلامك متناقض قليلاً ..؟- ها .. خشيت من أن تكشف أمام السيدة رابينا ..أخذت تقول .. عمتي لا اعرف سبب الاستجواب ..تنهدت بألم ثم قالت باعتذار- حبيبتي .. لتعذريني لكن ..لكنني لازلت غير مصدقة لما يحدث لم اتخيل أن يأتي لي دانيال يوماً بفتاة كالوردة توقعت أنهُ سيبقى رجلاً يحب البيانو فقط ..لكن حين أتيتي سلين فتحتي قلبي كالزهر.. أرجوك وافقي ..- أوافق على ماذا ..؟سألتها بغرابة فردت- اخبرني دانيال أنهُ طلب منك الاسراع في الزواج منه .. وافقي على ذلك ستكملين جامعتك و أنتِ زوجته هو لن يمنعك حبيبتي ..تخيلت أنها ترتدي ثوب أبيض أنيق تاج من الأزهار على شعرها و حذاء عالي كأي عروس بزفافها لا بل مع دانيال .. صورة دانيال عريسها نفضت افكارها لتعود لأرض الواقع - حسناً سأتحدث مع دانيال مجدداً بالموضوع ..سألتها فجأة بصدق- سلين هل تحبيه ..؟رفعت عينيها لتلتقي بعينين السيدة رابينا ..انزلت عينيها لكفيها بشرود تفكر بالسؤال .. هزت رأسها بالإيجاب بهدوء ..رفعت عينيها لتنتظر لسيدة رابينامبتسمة بفرح .. قالت لسلين بفرح - أنتِ جميلة جداً .. أنتِ الفراشة التي ستفتح دانيال..سلين لا تبتعدي عنه أنتِ من سيعيد بسمة دانيال ..مر دانيال بظروف صعبة و يصعب لو اخبرتك أننيكنتُ أول من دمره بدون قصد ..تأثرت و هي تكمل .. دانيال كان فرحتنا الكبرى لي و لزوجي السابق .. جاء بظروف صعبة حياتنا كانت صعبة بسبب المشاكلبين زوجي و اسرته لكن قدوم دانيال انسانا كل شيء .. خاصة زوجي لقد أحب دانيال كما لم يحب أحد من قبل حتى أنهُ شجعه ليصبح موسيقار عالمي .. رغم أنهُ كان يدرك أنهُ الولد الوحيد الذي سيحضى به .. تلك الأيام لم يكن يقول أريد ابني يصبح رجل اعمال ليرث أعمالي .. لم اسمعهُ يوماً يقول ذلككنتُ كلما استيقظت الصباح رأيت دانيال مع والده أما يستمع لدانيال و هو يعزف البيانو أو يراقب واجباته المدرسية ..يسألهُ عن حياته كان يعرف كل خطوةيفعلها دانيال بحياته حتى أنهُ كان يسأله لو كان يمتلك رفيقة له ضحكت من بين تأثرها لتلك الذكرى لو تعرفين أن دانيال اجاب انهُ لا يمتلك صديقة لقد ظن والده عندها أنهُ كان يكذب عليه لكن حين أرى دانيال الآن لا اعتقد أنهُ كان يكذب على والده بأيام ثانويته..زوجي المتوفي كان يعرف كل شيء عن دانيال استغل كل فرصة قضاها مع دانيال بعكسي بتاتاً .. لم أكن تلك الأم المهتمة لابنها كثيراً أشعر بالأسف حين يشتاق دانيال لوالده ولا يأتي لي اشعر أنهُ لا يحبني ولا يشتاق لي كما يشتاق لوالده ..حزنت لكلام السيدة رابينا حيث بدت متحسرة عن تلك الأيام قالت محاولة مساندتها- دانيال يحبك كثيراً ..ابتسمت من بين ضيقها لتقول- اعرف حبيبتي .. ابتسمت بحيرة ثم قالت .. غريب أمرك يا سلين لم تسأليني يوماً عن حياة دانيال منذُ صغره ...مثلاً عن حياته في الثانوية اطلقت ضحكةمكملة الثانوية لم يكن أحد يعلم جيداً بطبعه حيث كانت الفتيات تركض خلفه دون تردد أما في الجامعة أراهن أن من تفعل ذلك ذات قلب لا يخاف .. !استغربت من الكلمات الأخيرة لسيدة رابينا لكنها ضحكت بمرح محاولة أن تجعل الأمر يبدو عادياً .. قالت - حسناً يا عمتي اخبريني عن كل شيء حتى عن ابسط اعماله المشاكسة ..ضحكا مجدداً معاً ..قالت السيدة رابينا بسعادة- لم يكن ولداً مشاكساً .. كان طفلاً مختلفاً يهتم بدروسه جيداً قلبهُ كان حنوناً حيث يندفع لمساعدة الغير دوماً ..لو تعرفين كما كان يهتم بالأناقة يمتلكهاجس النظافة الزائدة ..كل المعلمين في المدرسة كانوا يثنوا على دانيال ..أما عن قصصه مع الفتيات فهي لا تعد فالفتيات يعشقن اسم دانيال..امم اتذكر فتاة كانت تسكن بالقرب منا كانت متيمة به نظرت لسلين فلم تجد الرضا بعينيها قرصتها بخدها بخفة لتقول غامزة .. حب مراهقة لا داعي للغيرة ..ادعت سلين عدم المبالة فاكملت السيدة رابينا ..كان ناكر جميل يصدها دوماً كانت فتاة جميلة تدرس بصفه بالثانوية تأتي صباحاً للقصر لتذهب معه لثانوية كان يرفضها لكن والده رحم الفتاة خاصة أنهُ كان يعلم أن دانيال سيرفضها بطريقة قاسية .. لكن ..ضحكت و هي تكمل حين كررتها مرات عدةاصبح يغادر إلى الثانوية بوقت مبكر خشية بكل تأكيد أن يصر عليه والده باصطحاب الفتاة معه لثانوية ..اشتعلت عينين سلين غيرة وحشية فكرت كم هيغبية و ما شأنها .. ضحكت السيدة رابينا على الغيرة بعينين سلين اكملت .. لا تخافي حبيبتي لم يكن يحبها .. كنت دوماً اضحك مع زوجي على تزفيردانيال بسبب المكالمات التي تلاحقه و تملله حين تأتي بعض الفتيات لزيارته بحجة أن يشرح لهن درساً .. كانت أيام .. صمتت عاجزة عن التعبير حقاً أشفقت سلين عليها عينين السيدة رابينا التي كانت تلمع لهفة و شوق كلما ذكرت سيرة زوجها المتوفي اظهرت حقاً حبها له ..بدت لازلت تحبهرغم وفاته حاولت اضافة شيء من الحيرة للجو الهادئ الذي بينهما قالت سلين ..- اممم من يشبه خطيبي ..؟ ابتسمت له لتقول بثقة- أخذ عينين والده الساحرتان إلا أن عينين دانيال أشد سحراً .. اغمضت عينيها لتتذكر ثم اكملت اممم نفس الثقة العزيمة و الاصرار .. لكن زوجي لم يكن يوماًشخص هادئ كان رومنسياً للغاية .. دانيال كلما رأيته لمحت شبه والده يمر بجانبي .. ختمت كلامها بابتسامة تلك اللحظة تذكرت سلين شيء .. أمر ما لم تتجرأ على أن تسأل دانيال عنه .. نعم .. تذكرت الآن ليلة مرضه .. قالت محاولة أن تجعل الأمر عادياً ..- هل ورث شيء ما عن والده ..؟ عقدت السيدة رابينا حاجبيها باستغراب وضحت سلين ... من والده أو منك .. اقصد مرض كالربو .. - الربو ! .. عادت الكلمة ثم واصلت متذكرة ... آه فهمت ظنيت أن دانيال أخبرك من قبل ..قالت بقلق- الربو هل حقاً يعاني من هذا المرض .. حسناً و منذُ متى ..؟ابتسمت مطمئنة- منذُ صغره ..! لكن حالته تحسنت ..حتى أنني لم أعد قلقة عليه من هذا المرض مرت أكثر من سنوات لم يدخل به بنوبة حادة من السعال ..اندمجت معه و برجاء قالت..- وضحي أرجوك ..ربتت على كتفها تطمئنها ثم قالت - انتابته حالة سعال بصغره نتيجة لمشاركته بمسابقة الجري في المدرسة .. أتذكر جيداً أننا عرضناه لأكبر الأطباء شهرة لقد نقله والده من طبيب إلى طبيب آخر ..جميعهم صرحوا بأن حالته ليس خطيرة قالوا أنهُ مع مرور السنوات ستخف حالات السعال .. و حقاً لم تكن تنتابه حالات حادةمن السعال إلا نادراً خاصة حين يغضب .. اتذكر أن الحالة عادة إليه حين خرج من كلية الموسيقى .. حين تلقى خبر زواجي من عمه ..بما أن دانيال هادئ وبارد الأعصاب لم أكن أخاف عليه من تعرضه لإصابات كهذه .. لكن سلين هل أخبرك شيء غير ذلك ..؟لم تكن حقاً مع السيدة رابينا .. كل ما تتذكره صوت سعاله الحاد في تلك الليلة إذن كان غاضباً تعرض لشيء ليجعله بتلك الحالة ..سلين .. استيقضت على الصوتالسيدة رابينا ابتسمت بتوتر ثم قالت .. - اه .. ماذا ..؟- بماذا شردتي ..؟حركت رأسها بالنفي ثم قالت - ليس بشيء .. حاولت تغيير الموضوع قائلة .. امم لماذا نحنُ هنا عمتي ..؟ابتسمت ثم اردفت - لأعطيك هذه .. فتحت العلبة الضخمة لتخرج شيء مغطى بمنديل انيق ..اكملت .. هذه لك ..راقبت سلين يدين السيدة رابينا التي تحركت لتزيح المنديلبمهارة كبتت شهقة اعجاب.. تأملت جيداً الشيء الموضوع في المنديل .. عينيها تعلقت بالمآسة اللامعة تبرق كأنها نجم بالحقيقة كانت قلادة تبرق لمعان من الآلماسالمرصع على جوانبها أما في قلبها فقد وضع صورة لها مع دانيال ادهشت الصورة سلين حيث كانت ليلة خطوبتهما حقاً لم تهتم لصور التي ألتقطتها في تلك الليلة - خذيها ..
أنت تقرأ
بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانيا
Romanceبسحر عينيه تاهت افكارها وبألحانه كاد قلبها ان يذوب على صدى ضحكاته ثم فتحتهما لامحه ظله مارأ بغرو من هو? من هى ؟ أهى كالخاتم باصبعه وجدت نفسها تصرخ بعنف حين وقعت بمخالب الذئب هرولت بين البحار تبحث عن اميرها لتجد أميرا فى البحر ينتظرها حدقت به جيدا...