الفصل السابع عشر
...............................اميري يعزف مقطوعاته
...............................ها هي بين أحضان والدها تذرف الدموع عن مفارقة كاثرين وسيمون لقد غادرا قبل خمس عشر دقيقة في الصالة كانت جالسة على الأريكة تدس وجههابين أحضان والدها وتبكي بحرقة فيما كان هو يربت على رأسها بخفة بينما قلبه يتمزق على حزن صغيرته الغالية قال مواسياً- يا حبيبتي سلين كفاك ذرفاً لدموع ..اجهشت بالبكاء و كأنها لا تسمع ما يقول فواصل بيأس- لو كنتُ اعرف أنك ستبكين هكذا عند عودتهما لما دعوتهما لزيارتنا..ابعدت رأسها عن صدر والدها فابتسم لها قالت بصوتها الباكي ...- لا استطيع التحكم بمشاعري ..تفوهت بتلك الكلمات ثم هبت تبكي مجدداً مسح دموعها قائلاً- فور أن ينتهي العام الدراسي وعداً مني لك بأن تزوريهما او يزورانك ..- حقاً ..؟ ..سألتهُ بشك فضحك و هو يقرص انفها المحمر قائل- أيتها الشقية .. فقط تفوقي بدراستك هذا العام و الباقي اتركيه علي ..هدأت قليلاً و هي تحدق به بحيرة و كأنها تريد أن تتـأكد من صحة كلامه قالت- لكن كاثرين و سيمون جزء من حياتي ..ابتسم لها بلطف ليقول- اعرف بل متأكد من ذلك .. كاثرين احبها كثيراً لأنها لم تترك فتاتي الصغيرة تعاني ..صمت ثم اكمل ..لكن أنا أيضاً والدك ألا أشكلمكانة كبيرة في حياتك ..؟ ..فكرت بكلامه لتوان و هي تحدق به بعينين تلمع دموعاً هزت رأسها بالايجاب ثم دفنت رأسها بصدر والدها مجدداً شعرت بيده تربت على ظهره ثمقال بحزم لطيف- إذن اتفقنا ..و الآن اصعدي لغرفتك و اغسلي وجهك بالماء البارد .. ابتعد عنه مؤيدة فكرته قبل أن تبتعد امسك بمعصمها نظرت له فقال مبتسماً- أين قبلتي ..؟أشار لخده مبتسماً فابتسمت رغماً عنها مالت تقبل خديه بحب .. ثم ركضت نحو غرفتها بهدوء رمت جسدها على السرير و انتقلت عينيها كعادتها نحوسطح الغرفة قفزت نحو الحمام تغسل وجهها بالماء البارد .. اخذت المنشفة الوردية الصغيرة بعد ان غسلت وجهها بالماء البارد جففت بشرتها بالمنشفةالصغيرة ثم جلست على الكرسي بقي اسبوعاً آخر على بداية الفصل الدراسي الثاني مر اسبوعاً من العطلة قضتها مع كاثرين و دوماً كانت تتحدث مع روك خلال ذاك الأسبوع ارتفعت عينيها تلقائياً نحو الساعة كانت في السادسة و الخامس عشر دقيقة ليلاً اتجهت لتجلس على الكرسي لكن شيء ما جعلها تنتفض تطلق شهقة كبيرة ضربت بكفها على رأسها .. اليوم هو الأربعاء .. كيف نسيت..صرخت بعنف كالمجانين دفعت الكرسي بقدمها ليهتز .. الحفلة الموسيقية لدانيال ... كيف نسيت ..بدأت في السادسة مساء تأخرت كثيراً ..ستجن لو لم تحضر يجب أن تراه يعزف على البيانو كان ذاكالحلم الذي تمنته منذُ أن رأته .. مجدداً ضربت رأسها كأنها تشتم ذاكرتها التي انستها كل شيء لسفر كاثرين و سيمون .. نظرت لملابسها فوجدت انها ترتدي تنورة قصيرة تصل لنصف فخديها لم تجدها ابداً مناسبة للخروج هرولت تفتح خزانة الملابس لتخرج الملابس بعشوائية و تبحث بعينيها عن شيء ترتديه بسرعةاول شيء لمحته هو ثوب من طبقات اللون الأحمر حيث كان داكن الأحمرار ألتقطته بسرعة ثم بدلت ملابسها بشكل جنوني فتحت ربطة شعرها ثم حررته على كتفيها اردت حذاء عالي بنفس لون ثوبها اخذت حقيبة يدها الصغيرة و دست هاتفها النقال بالداخل .. قبل أن تخرج تذكرت أمر مهم جداً لقد شب شجاراً عنيفاَ في ذاك اليوم بينها و بين دانيال فلو رآها الطلاب هناك ماذا سيقولون ..؟ !! .. تنهدت بقهر لكنها لم تأبه بتاتاً تمنت أن لا ترى نفس الطلابفي ذاك اليوم تذكرت أيضاً أنها لم تضع اي نوع من ادوات التجميل على وجهها و خاصة أنها كانت تحتاجها بسبب البكاء .. ادركت أن الحفل سيفوتها تماماً و بنفس الوقت أرادت أن تكون تليق بدانيال كخطيبة له .. اسهل خيار هو أنها دست ادوات التجميل والعطر بحقيبة يدها ثم نزلت بخطوات سريعةعلا صوت كعب الحذاء في السلالم مما جعل السيد شارلي يعترض سلين ليسألها و يحقق معها حقاً لم تكن بمزاج جيد لتحدث قالت بضيق- دعني اذهب ارجوك دون تحقيق سيفوتني حفل دانيال..لم تكن تعرف أن عينيها اللامعتان المليئة بالشغف لرؤية أداء دانيال كانت ايضاً به شيء من الشغف و الحب لاحظهما السيد شارلي .. ابتعد عن طريقهاليسمح لها بالذهاب ركضت نحو الحديقة و لحسن الحظ لمحت السائق موجوداً ركبت السيارة و بسرعة هتفت باسم المعهد ليذهب إليه اشعلت الضوءفي السيارة تضايقت أنهُ لم يكن قوياً لكنهُ كان يفيد بالغرض أخذت تضع قليل من أدوات التجميل لتخفي القليل من العيوب لبكائها الشديد وضعت ملمع الشفاه و لبست الاكسسوارات أخذت تمشط شعرها جيداً انشغلت بوضع الزينة و فور أن انتهت شهقت أن الطريق نحو المعهد لازال طويلاً .. اطلقتتزفيرة غاضبة و هي تقبض على يدها بقوة تأخرت كثيراً و هذا يزيد جنونها كانت تعرف أن دانيال لم يكن صاحبالدور الأخير بالحفل كان دوره بعد عازف الجيتار أخذت تعض على اطراف اصابعها لكنها حقاً فقدت صوابها و أخذت تصرخ على السائق حين اتجه السائق نحو محطة البنزين أخذت تتهمه بالاهمال فيما أخذ هو يعتذر فور أن تحركوا تحطمت يائسة حين اضيئت اشارة المرور الحمراءليعلقوا بعدها في زحمة السير تنهدت و هي تشعر بحرقة بعنقها كأن هناك من يخنقها بقوة لقد أنتهى كل شيء الآن .. فتحت حقيبتها لتخرج هاتفهاالنقال هل تتصل له ..لمحت الساعة في الهاتف على السابعة بقي قليلاً على انتهاء الحفل لابد أن دور دانيال انتهى لكنها لازلت تحتفظ بشيء من الأملالمبعثر و كأنها تكذب الحقيقة بدون شعور وجدت نفسها تضغط على اسمه لتتصل به رفعت الهاتف إلى أذنها ..دقات قلبها تدق كالطبول و هي تنتظر رده المتأخر- ألو ..اغمضت عينيها بألم من نبرة صوته الجامدة لم تكن تسمعه جيداً بسبب الازعاج المحيط به ثوان حتى ذهب لمكان أقل ازعاجاً تمتمت بضعف- دانيال..بصوت جنوني فاجأها حيث قال- حمـــقاء ..اغمضت عينيها بألم و هي تشعر بدمعة حارة تتدحرج على خدها قالت بغصه- لم يحل دورك بعد صحيح ..؟فاجأها رده الجامد يقول- لا تأتي .. ابقي فقط مع من هم من مستواك اكمل بسخرية ..ابحري معه في عالم النثر فهو افضل من عالميمسحت دمعتها قائلة بحزن- دانيــال ..انتظرني .. انتظرني فقط قليلاً ...لم تسمع رداً لأنه ببساطة كان قد قطع المكالمة .. اضيئت اشارة المرور الخضراء مما جعلها تستعيد قليلاً من الأمل قائلة بحزم لسائق- حرك السيارة بسرعة نحو المعهد دون توقف حتى لو اضطر الأمر لقطع مئات الاشارات الحمراء ..دقائق مرت و اعصابها تحترق توقفت السيارة أمام المعهد توسعت عينين سلين تحدق بالمكان بدون تصديق لا تصدق أنها وصلت اخيراً ..اندفعتتمشي بخطوات اشبه من الركض نحو المعهد تمالكت اعصابها من التفتيش الاعتيداي من قبل الأمن لم تكن بمزاج رايق لتلك الإجراءات سألت إحدى رجال الأمن عن مكان الحفل اشار لها نحو إحدى الصالات لم تعطه حتى كلمة شكر لأنها ركضت بتعب من حذائها العالي نحو قاعة الحفل كان الباب مفتوحاًفتوقفت تلتقط انفاسها و صوت مقدم الحفل يتخلخل لمسامعها في الحقيقة لم تكن تستمع إلا لضربات قلبها العنيفة لم تفهم كلمة واحدة أملها الوحيد أن تعرفأن دور دانيال لم يحل بعد ... دخلت الحفل بخطوات مرتجفة لترى الجميع جالساً على الكراسي محدقين بالمنصة رفعت نظرها للمنصة لتجد المقدم يغادرهامشت بخطوات مرتجفة ثم سألت إحدى الفتيات- معذرة ...رفعت الفتاة رأسها لتنظر لسلين فقالت سلين- الطلاب دانيال .. هل حل دوره بالعزف على البيانو ..؟رمقتها الفتاة بنظرات غريبة ثم قالت ..- تقصدين امهر العازفين بهذا المعهد .. كان دوره في المقدمة ..اغمضت سلين عينيها بقوة و بألم اطلقت تزفيرت قهر لكن الفتاة اكملت- لكن اعتقد أن هناك تغيرات حدثت حيث تم تأجيل دوره لنهاية ..لمعت عينين سلين بتلك اللحظة و كأنها وجدت منقذ لها ابتسمت من اعماق قلبها ثم تنهدت براحة قالت- لم يحل دوره بعد صحيح ..؟سألت الفتاة بشوق فردت - انظري للحشد الذي يحدق الآن بالمنصة بشوق أنهم بهذه الأثناء يستعدون للاستماع لعزفه حيث يعرف بالعازف الأجمل هنا .. لم تكمل الفتاة كلامها لأنها تركت سلين حين اطفئت الأنوار لتحدق بالمنصة بانسجام معضم الناس كانوا يتهامسون بخفة عليه .. حيث بدا بعضالفتيات يمدحون عزفه عند رفيقاتهم او والديهم حيث كانت الدعوة عامة .. انطفت الأضواء ليعم الظلام بالصالة الكبيرة و فجأة سلط الضوء البرتقاليعلى وسط الصالة تنفست بعمق و هي ترى أداة البيانو السوداء الضخمة تتوسط المنصة حيث سلط الضوء عليها فيما كان جالساً كالأمير على كرسيالبيانو عينيه مسلطتان على البيانو فيما لم تزين شفتيه إلا ابتسامة جانبية تخلخل لمسامعها صوت البيانو الرقيق لتدرك أن انامله قد بدأت بالمرور على البيانواشارت لها إحدى الفتيات بالجلوس لتتمكن من المشاهدة فمشت نحو الصفوف الأولى لتجلس على اول كرسي صادفته .. توجهت عينيها تلقائياً نحو دانيالحيث كانت عينيه مركزتان على البيانو تتغير تعابيرها على حسب اللحن ..ابتسمت من اعماق قلبها حين أخذت تتذكر هذه المقطوعة لقد كانت نفسها التي استمعت إليها من قبل في اول يوم رأته حين قاطع صوت رنين هاتفها عزفه عندها غضب كثيراً لمقاطعتها معزوفته و شب شجاركبير بسبب هذه المعزوفة ..هذه المعزوفة لها هي وحدها فقط .. لقد سألت دانيال عنها من قبل فاخبرها أنهُ لم يكملها لتدخلها المزعج لكن الآنترى العكس لقد اكملها لا بل طورها لتصبح أجمل معزوفة سمعتها أذنيها زادت الموسيقة قوة على عكس بدايتها شعرت أنها تستمع لموسيقى كلاسيكيةو انسجامها معه كما انسجم جميع الحضور جعلها تشعر أن تستمع لمعزوفة ضوء القمر للموسيقار الشهير لودفيج فان بيتهوفن لقد سرق اليوم عقول الناس في الصالة حيث كان كل واحداً منهم لا يتمنى أن تقف هذه الانامل عن المرور عن البيانو بتاتاً .. نعم اليوم استطاع أن يأخذ سلين إلى عالم آخرمن يراه الآن بقميص أبيضاً لامع ذو ازرار سوداء و بنطال اسود و شعره الكثيف الأسود يستحيل أن يصدق أن هذا الشاب حطم قلوب فتيات عدة دون اكتراث ..حتى سلين المنسجمة معه لم تكن تصدق بتلك الأثناء أنهُ نفسه الذي يستغل كل فرصة لتدميرها ..لكنها في تلك اللحظات لم تلم أي فتاة وقعت في غرامههي حقاً تحبه الآن ... حين عادت لأول لقاء تذكرت تغيره الشامل حين أنهى العزف لكن الليلة مختلفة عن سابقها.. لم تهتم كثيراً لما سيحدث اهتمت فقطبمراقبته .. راقبت كل حركاته على المسرح راقبت ثقته بإدائه حركات شفتيه التي تشتد و تتغير مع طبقات المعزوفة ..ثم شيء فشيء حتى أنهى المعزوفبطريقة ساحرة تتناسب مع بدايتها الهادئة و ضخامتها في الوسط .. وقف كل الحضور بتلك الأثناء يصفقون بحرارة وقفت سلين وهي تراه يقف يحيي الحضوربتهذيب عينيه كانت تبحث عن شيء ماء بين الحضور فرفعت عينيها تحدق به و كأنها تتمنى منه أن ينظر لها ابتسمت حين استقرت عينيه عليها لوحت لهُ بيدها و هي تبتسم لهُ علا صوت تصفيقات قوية من الحضور و تصفيرات عالية من بعض الشباب حيث ظنت سلين أنهم اصدقائه حيث أخذ كل واحد يصرخ باسمه و يشجعونه بهتافات عالية ..فيما تهامست الفتيات باعجاب على عزفه شعرت سلين بالغيرة و هي تسمع الفتيات يمدحونه و يمدحون وسامته الطاغيةفي المسرح .. ثم رأتهُ ينسحب بهدوء. فور أن انسحب من المنصة حتى تحرك الحضور خارجين من الصالة بعد انتهاء الحفل وقفت بهدوء و عدلت ثوبها قليلاً جرت قدميها بهدوء و هي تحمل حقيبة يدها الأنيقة احست بألم في قدميها لركضها بالكعب العالي لكن فرحتها كانت اكبرلقد استطاعت الاستماع إليه و رؤيته يعزف بالبيانو .. لا بل حلمها بأن تستمع لتلك المقطوعة في أول لقاء لهم قد تحقق .. ابتسمت بدون تصديق و هي تمشي بشرود استيقظت حين تذكرت دانيال استوقفت إحدى الشباب الذي كان يصرخ مشجعاً دانيال قائلة - معذرة .. هل لك أن تخبرني أين دانيال ...؟ ثم اكملت موضحة .. ذاك الشاب الذي كان يعزف على البيانو قبل قليل حرك الشاب رأسهُ بالإيجاب و كأنهُ فهم مقصدها فقال بفضول- هل أنت مخطوبته ..؟حركت رأسها بالإيجاب فابتسم الشاب قائلاً- دانيال في غرفة الاستعداد .. تعالي معي ..لحقته بخطوات هادئة نحو تلك الغرفة طرق الشاب الغرفة ثم فتحها و اطل برأسه لداخل الغرفة قائل- دانيال .. لديك ضيفة ..هتف الشاب قائلاً لسلين- تفضلي يا آنسة ..هزت رأسها بالإيجاب و هي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها جرت خطواتها بصعوبة لتدخل الغرفة كانت متطأطأت الرأس تحدق بالأرضية بتوتر رفعت عينيها بصعوبة نحوه ارتجف قلبها حين رأتهُ جالساً على الكرسي ينظر لها بطرف عين ..جو الهدوء الذي خيم بينهما اشعرها بالتوتر فقالت بارتباك ..- دانيال. .. كيف ... كيف حالك ..؟نطقت بهذا السؤال بغباء و كأنها تبحث عن شيء يبعد الجو الهادئ عدل حركته في الكرسي و كأنه يريد التركيز بملامح وجهها ربع ساعديه امام صدره ثم قال - تعتقدين أن هذا السؤال مناسباً في وقت كهذا ..احمرت وجنتيها احراجاً ..فقالت بأحراج- حسناً .. ربما كان يجب علي ان أقول أنك الليلة كنتُ مذهلاً ..- ليس هذا ما أردته ...عقدت حاجبيها فوقف من الكرسي و حمل معطفه و ارتداه.. تراجعت للوراء بتوتر حين اقترب نحوها لم ينظر لها لكن يده استقرت على معصمها امسك بمعصمهاثم اقتادها خارجاً من الغرفة سارت مستجيبة له شعرت بتوتر كبير حين لمحت الفتيات دانيال يمسك بفتاة كأن كارثة حدثت حيث اخذت الفتيات يتهامسن بخفة و كأن الأمر غير طبيعي .. مما جعل سلين تقول بداخلها ~يبدو أنهُ لم ينظر لفتاة من قبل كي يندهشن الفتيات هكذا ~ لم تشعر بنفسها إلا و هي تسير معه في الحديقة أزاح يده عن معصمها فسارت بجانبه بهدوء اعطى نظرة خاطفة لها مما جعلها ترتبك و تنظر لثوبها التي ركزت عليه الآن كانت مسرعة جداً و ارتدت اول ثوباً رأته .. الثوب كان ضيقاً عليها ليبرز منحنيات جسدها فيما كان يصل لركبتيها مظهراً كلتا ساقيها مرة أخرى اعطى نظراتخاطفة نحوها و اعاد نظره نحو الأمام مما جعلها تقول- ليس من عادتك النظر لي ..واصل سيره بهدوء فقالت- ألا زلت غاضباً مني ...؟ لم يرد عليها فأكملت بصدق .. لم أكن مع روك فقط فاتني الموعد .. - لا يجب عليك قول كل تلك التبريرات ..عقدت حاجبيها بانزعاج لكنها صمتت ..و واصلت سيرها و هي تدفع الحجيرات الصغيرة في الطريق بقدمها ملت من الصمت الذي لم يدم اكثر من دقيقة ثم قالت -اليوم شاهدت عزف لموسيقار عالمي .. أنت الافضل دانيال ..وجه نظراته نحوها قائلاً..- كلماتك لطيفة جداً لا اعرف كيف تستطيعين صيغ كلمات لطيفة .. لأني حقاً اعجز عن ذلك .. ها !! ... عقدت حاجبيها باستغراب بحق الله ماذا يقول ..؟ !! .. لا يستطيع التفوه بكلمات لطيفة ارتبكت لكنها رفعت رأسها لتحدق بالنجوم السوداءواصلت سيرها قائلة- اممم .. اغمضت عينيها و فتحتهما لتكمل .. انظر لهذا القمر ..توقفت عن السير و هي تشير باصبعها نحو السماء توقف معها ليرفع رأسه نحو السماءتمتمت مكملة .. فقط حدق به تعمقت لتقول من بين أعماق قلبها .. كلما شعرت بالضيق .. الوحدة .. أو ربما الحزن .. حين تحدق بالقمر ستجد نفسك ترتاحستحب العالم ايضاً .. ستجد نفسك ابيضاً كالقمر عندها ستصيغ الكلمات اللطيفة دون تردد فقط لو كنت كالقمر بنقاء قلبك ..انزل عينيه من السماء نحوها فابتسمت له برقة تقدم خطوتين نحوها فتراجعت إلى الوراء تقدم اكثر فتراجعت اكثر .. اه .. اطلقت تأوه حين ضرب رأسها بالحائط .. اغمضت عينيها و فتحتهما لتصدم بوجهه مائلاً نحو وجهها و ضع كلتا يديهعلى الجدار محاصراً جسدها ألتقت عينيه بعينيها لتذوب كالشمعة بسحر عينيه ..تمتم بخفة-القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ ..لمح الدهشة بعينيها و كأنها تتذكر هذه العبارة .. اكمل- أليس هذا ما قصدته ..؟ ..ازدادت الدهشة بعينيها قالت بتلعثم - لقد رددت هذه العبارة مسبقاً ..حين ..كانت تود أن تخبره أنهُ ردد هذه العبارة حين قضت الليلة معهُ بغرفته حين كان مريضاً ..قطع كلامها حين وضع ابهامه على شفتيها يمنعها من الحديثقال و عينيه تمر على ملامح وجهها - رددتها من قبل .. لكن أليس من غريب أن أردد أنا عبارة كتلك ..بلعت ريقها و هي ترمش باضطراب ثم قالت - إذن من أين أخذتها ..؟ ..! ..مرت اصبعه لتضرب عقلها بخفة قائل- لديك ذاكرة كمحتوى الكتاب الفارغ ..عقدت حاجبيها لا تفهمه لفحتها لسعة هواء باردة فمررت يديها على انحاء جسدها تحتمي من البرد .. تمتمت- دانيال .. ابتعد من غير اللائق أن يراك الطلاب و أنت تحاصرني هكذا ...مرت عينيه على الحديقة ثم قال- و ماذا سيفعل الطلاب في الحديقة الخلفية للمعهد ..؟ غمز بخبث ارعبها مكملاً.. لا تقلقي المكان لنا فقط .. فالجميع منشغلاً داخل المعهد ..كلامه زادها برودة مما جعله تنكمش برداً انزل يده اليسرى من على الحائط لتستقر خلف ظهرها ..فرفعت عينيها ببطء نحو وجهه ابتسملها ابتسامة اطارت عقلها قائل-؟ تشعرين بالبرد .. بحركات آلية هزت رأسها بالإيجاب غمز لتشتد جاذبيته اكثر- تعالي لتدفئتك إذن ..لم تكن تفهم مقصده لكنها فهمت حين جذبها نحوه داساً جسدها الصغير بين أحضانه .. شيء فشيء حتى شعرت بكلتا يديه تحوطها و تضمها بتملكاكثر نحوه احست برأسه يندس بين شعرها الكثيف أخيراً استطاعت أن تبتعد عنه فحوط خدها بين كفيه عينيه كانت تلمع ببريق خاصاً قال- تلك المعزوفة لك فقط .. تلك السبب الذي جمعنا .. فتاتي لن اسمح لأحد بأخذك أنت من دوني ليلاً بلا قمر .. شجر من دون ثمر ..ردد كلماته بطريقة شدت سلين لتتوه معه قالت باضطراب- يبدو أنك حفظت ما كتبت في ليلة مرضك جيداً ..تغيرت ملامح عيناه لتندمج معها حيث قال- تلك الكلمات كانت كافية لتشعرني بكم أني شخص سيء ..عقدت حاجبيها تقول باستغراب- سيء ! ..حرك رأسه بالإيجاب قائل- تلك الكلمات امتزجت بحب اقتحم قلبك دون سابق انذار ربما لم تلحظي أنك ذكرت معظم صفاتي السيئة لأنك قصدتي الكتابة لمحبوبك ..تعرفين ما قرأتهُ كان لفتاة عاشقة تريد مدح حبيبها الغريب فلم تجد شيء جميل به سوى مظهراً خارجي فقط لذا تحيرت عن حبها الغريب و أخذت تكتب السمات السيئة بدلاً عن المدح .. كتبت ساجني بدلاً من منقذي .. بدل راسم ابتسامتي محيت ابتسامتي .. كتبت الكثير لتشعر حبـيبها أنهُ شخص سيء ..كلماته كانت غريبة لأول مرة دانيال يتكلم بتواصل دائما يرمي عبارة او كلمتان .. لكن هذه المرة عبر عن ما قرأ ..بل بدا حافظاً لكل كلمة خطتها ...قالت بغرابة- لا يحريني سوى ثقتك العمياء بكوني أحبك...ازاح كفيه عن الجدار و حرك رأسه قائلاً بثقة ..-كل عضو بك ينطق بحبك لي عدا لسانك فهو يقف عاجزاً عن نطقها ..بحركة سريعة ابعدته لتواصل سيرها إلى الأمام متحاشية النظر إليه و هي تتذكر أن لسانها من قبل نطقها .. لحقها بطيف ابتسامة ثم قال- دعيني اوصلك للفلا ..أومأت برأسها بهدوء بالإيجاب ثم لحقته نحو سيارته صرف سائقها و اعتلى مقعد السائق و أيضاً الهدوء كان سيد المكان بالسيارة حتى اوقف السيارة أمام الفلا ..لثوان ظلت بمكانها و كأنها تنتظر منهُ أن يقول شيء ..لكنها فتحت بابها لتخرج من السيارة استمعت لصوت بابه ينفتحثم ترجل خارجاً من السيارة امسك بإحدى يده باب سيارته المفتوح و هو يطيل النظر نحوها ..قالت بهدوء- هل ستدخل ..؟حرك رأسه بالنفي و اغلق باب السيارة ليتجه نحوها ..توقف أمامها فقالت- حسناً .. إلى اللقاء شكراً لك دانيال لقد استمتعت بعزفك ..استدارت لترحل فصدمت بكفه تنطبق على معصمها بخفة أدارت رأسها نحوه ثم استدارت بعينين حائرة صمت قليلاً ثم قال - بدأت العزف في العاشرة من عمري .. حدقت به باستفهام و كأنها تستغرب سبب اعطائه لها هذه المعلومة فقال مواصلاً- منذُ تلك الفترة لم يحضر أحد من اسرتي لأي حفل شاركت به عدا والدي و بعد وفاته لا أحد تقريباً سبعة أعوام او اكثر مرت على وفاته فيها لم يشاركني أحداً أي حفل ..الليلة كنتِ اول من يشاركني حفلاً موسيقي بعد كل تلك المدة ..توقف عن الكلام حيث لاحظت سلين أنهُ كان يجاهد ليخرج الحروف من فمه أنهُ يعجز عن التعبير في كلامه .. ابتسمت بلطف لهُثم قالت - يمكنك تسهيل كل هذا الكلام بكلمة لطيفة تسعدني .. بدلال ممزوج بالأمر اكملت .. قل .." شكراً لك " عقد حاجبيه و كأن الأمر لم يعجبه فيما ارتسمت على شفتين سلين اجمل ابتسامة فرك بيده شعره ثم قال- ألم أخبرك بأني أعجز عن صياغة الكلمات البسيطة ..؟اقتربت نحو اكثر لتقول بدلال عفوي و هي ترفع كلتا كفيها نظراً لطوله و تضعهما براحة على كتفيه قائلة بعفوية لطيفة ..- حين تعجز تذكر هذه الكلمات ..اكملت مبتسمة بتعابير رائعة .." .. القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ .."اه .. اطلقت تأوه بسيط و هي تغمض عينيها حين مال برأسه ليضرب جبينه في جبينه بقوة ثم مال نحو أذنيها ليقول - اعرفي من قائلها اولاً ..ثم أعاد رأسه إلى الوراء ليفاجئ بسلين تقول بفضول- من هي هذه الفتاة ..؟اجابها غامزاً ..- فتاة تعيش في الأرضعقدت حاجبيها بانزعاج منه ثم قالت- هل تحبك ..؟غمز أيضاً ليغيظها ..- تعشقني ..ضربته على كتفه ثم قالت بغيض- تبدو سعيداً ..- اكره الفتيات الغيورات ..رفعت ذقنها لتقول بكبرياء ..- و من قال بأني أغار ..اطلق ضحكة فجأة مما جعلها تتراجع إلى الوراء و كأنها تحاول تمالك نفسها من ضحكته العذبة ..ثم قالت بتلعثم- اعتقد أني تأخرت في الخارج أكاد اتجمد برداً .. لوحت بيدها لهُ تودعه قبل أن تنصرف هتف باسمها فتوقفت تنظر لملامحه التي تحولت لجدية ثم قال ليرمي سهماً عليها- غداً سأسافر ..توقفت لهول الصدمة لثوان رمشت بعينيها بصدمة- مـاذا .. مــ...اذا قلت ..؟كرر و كأنهُ يستمتع بتعذيبها- غداً سأسافر لإحدى البلدان .. لدينا اعمال كبيرة مع السيد جوزيف ..اكمل قائلاً .. عمي لم يصدق أن السيد جوزيف قد عاد لتعامل معنا و بطريقة اوسع هذه المرة العمل يستجوبني أنا ...حركت رأسها بالنفي و هي تقول بداخلها .. لا يجب أن ابكي .. لا يجب أن اكذب الكذبة و اصدقها .. لستُ خطيبته ..لستُ خطيبته ..صوتها ارتجف و هي تقول- و أي سبب يجعل السيد جوزيف ينشرح صدره مجدداً ليتعامل معكم بطريقة اوسع ..؟ .. هل هذه المرة الأمر يتعلق بك و بابنته ..؟انزل عينيه للأرض كانهُ يرفض قول أي شيء ... أو بمعنى فهمتهُ سلين أنهُ يؤكد ما قالته لذا واصلت و صوتها يزداد اضطراباً ...- ماذا عنا ..؟ ارتباطنا تحت ما يسمى خطبة ..ماذا عنه ..؟ انفعلت تكمل لا تذهب تاركاً الحمل علي ..رفع عينيه ليثبتهما بحدقتي عينيها ثم قال بحزم- حين أعود سنضع النقاط على الأحرف ..
أنت تقرأ
بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانيا
Romanceبسحر عينيه تاهت افكارها وبألحانه كاد قلبها ان يذوب على صدى ضحكاته ثم فتحتهما لامحه ظله مارأ بغرو من هو? من هى ؟ أهى كالخاتم باصبعه وجدت نفسها تصرخ بعنف حين وقعت بمخالب الذئب هرولت بين البحار تبحث عن اميرها لتجد أميرا فى البحر ينتظرها حدقت به جيدا...