الفصل الخامس

331 4 0
                                    

لبـــارت الخـــــامس
..........................
لحـــظة غضب.
.......................
تنهدت براحة و هي تفكر باقتناع بما ستنجزه اليوم تتمنى فقط أن توفق بذلك .. رسمت ابتسامة هادية وهي تحدق بنفسها على المرآة .. ثوبها الأنيق الفيروزي يزينه وردة كبيرة وردية ..يصل لأسفل ركبتيها .. حملت المشط و بدأت بتسريح شعرها الأسود بمهارة .. وضعت ملمع الشفاة على شفتيها ثم رسمت الكحل على عيينها الجميلتنانزلت عينيها نحو المنضدة و حين لمحت صورتها على الطاولة برفقة كاثرين في الجامعة. . اختفت ابتسامتها وقد سيطر الضيق عليها .. كم اشتاقت لها.. مر اسبوع على مغادرتها المدينة ..تذكرت بأسى قبل يومين عندما عادت كاثرين مع سيمون إلى المدينة ظنت أنها قد عادت لتستقر مجدداً إلا أنها صدمت عندما عرفت أنها جاءت برفقة أخيها لتأخذ أغراضها المهمة لتنتقل للعيش لمدينة أخرى برفقة والدتها التي عادت من السفر .. قامت كاثرين بنقل جامعتها إلى جامعة أخرى في المدينة .. بينما حصل سيمونعلى وظيفة أجمل في إحدى شركات خاله الذي يعتبر بمكانة والدهما بعد وفاة ابوهما قبل أعوام كثيرة ...ابتسمت بألم و شوق لصديقتها التي كانت تبدو سعيدة لعودة والدتها التي اخيراً قررت الأنفصال عن زوجها ..صحيح أن الحزن غلب سلين إلا أنها كانت سعيدة بسعادة سيمون و كاثرين .. كم ذرفت من دموع عندماودعتهما .. فيما ظلت كاثرين تؤكد لها أن تبقى في منزلها بدل أن تستجر منزل آخر لكنها رفضت ذلك .. قائلة أنها قررت أن تبدأ حياة جديدة في منزل جديد قطع شرودها صوت الجرس معلناً عن وصول شخص ... ابتسمت بسرعة و هي تركض نحو الباب كانت تعرف من الطارق .. لقد تواعدا اليوم على الخروج لأتمام مهمة العثور على المنزل بعد أن بحثت في الأنترنت على بعض المنازل للإيجار .. فتحت الباب بشوق وهي تطلق ضحكة فرح عندما رأته يقف مستنداُ على الباب هتفت بترحيب- اهلا وسهلاً روك ..اطلق صفيراً و هو يقول باعجاب - ما كل هذه الاناقة .. ابتسمت و هي تسمح لهُ بدخول خلع حذائه و هو يتبعها نحو غرفة الجلوس أشارت لهُ نحو إحدى الأرائك - تفضل .. جلس فاكملت ما رأيك بكوب من القهوة ..أم أنك تفضل كأس من العصير ..؟- إذا كانت القهوة من صنع يديك غمز مكمل فأنا اتشوق لتذوقها ضحكت بمرح ثم قالت - ومن غيري سيعده .. دقيقتان فقطاتجهت نحو المطبخ .. و اخرجت مكونات القهوة .. أعدت كوب القهوة الساخن بسرعة ثم سارت نحو غرفة الجلوس وجدته واقفاً يسير متأمل المكان سارت لتضع كوب القهوة على الطاولة و هي تقول - هل أعجبك المكان .. ؟توقف عن السير و استدار ليقول - المنزل دافئ للغاية .. نعم كان دافئ لكنه ممل بعد سفر كاثرين و سيمون ..هذا ما دار بداخلها لكنها همست- اعتقد ذلك سار نحو الطاولة ليحمل كوب القهوة شرب القليل ثم قال بتلذذ- امم لذيذ ... ألم تعدي كوب لك ..؟- لا أرغب بالقهوة حالاًأعاد شرب الكوب ثم ابعده عن فمه و هو يقول بجدية- التأخر ليس لصالحنا لنغادر للبحث عن منزل لك ..ردت بحماس مع جدية - لقد عثرت على بعض العناوين من الأنترنت اعتقد أنها منازل تناسبني - وأنا كذلك .. كلفت رجل بالبحث عن منزل مناسب لك ابتسمت بحرج على مساعدته الدائمة لها فاكمل ماذا ننتظر..؟.. لنغادر فوراً ..وضع كوب القهوة على الطاولة و هو يسير معها نحو الباب .. أرتدت حذائها و معطفها .حملت حقيبتها. ولحقته إلى الـخارج فتح لها باب المقعد الأمامي فصعدته بينما سار هو ليصعد مقعد السائق بدأ المشوار المتعب تنقلت مع روك من منزل لمنزل .. و من شقة لشقة أخرى لم تعثر على شيء مناسب .. كل تلك العناوينلم تكن تناسبها .. فإذا وجدت منزل جميل كان الأيجار باهض .. وإذا وجدت منزل بإيجار مناسب كان موقعه غير مناسب أو يحتاج للكثير من الترميمات ...ما تريده كان صعباً فالعثور على منزل بمبلغ متوسط صعب للغاية مر الوقت كالبرق .. وهي تنتقل معه من مكان لمكان .. اختفت الشمس و اقتحم الظلام المدينة شيء فشيء .. - لنعود للمنزل لقد يأست ..هتفت بضيق و يأس و هي تخرج من إحدى المنازل بيأس كل المبالغ باهضة جداً .. فتحت باب السيارة الأمامي و ركبته .. فيما لحقها روك وهو يشعر بضيقها لقد رفضت أخذ مساعدته في أن يساعدها على الأقل بالترميم .. اعتلى مقعد السائق وهو يشعر بخيبتها .. نظر لساعة يده كانت xxxxبها قد غادرت السابعة مساءمن الافضل أن يعودا اليوم ويبحث لها عن منزل في الغد .. قال بهدوء مواسياً لها- لا تفقدي الأمل نحنُ لم نبحث جيداً اليومابتسمت بداخلها على مواسته لها .. ثم قالت بهدوء- لا تقلق علي .. لقد توقعت ذلك من البداية ..حرك السيارة بغضب لأنهُ لم يستطع أن يساعدها كما وعد .. سار بالسيارة ثم أوقفها في إحدى الأماكن .. حدق بها قليلاً بينما كانت هي شاردة الذهن تحدقبالنافدة بكآبة .. همس - ساعود ..انتبهت له عندما خرج من سيارته مغادراً حاولت أن تمثل السعادة اليوم .. على الاقل من أجل روك عليها أن لا تشعره بكم تشعر باليأس هذا ما قررته بالوقتالتي غاب فيها روك عنها ثم عـاد و هو يحمل كيساً.. دخل السيارة فراقبته بفضول و هو يخرج علبتان من الصودا و سندوتشان ابتسم و هو يمد لها علبة الصدوامع الساندوتش وهو يقول - تفضلي .. بالتأكيد أنتِ جائعة لقد تعبتي اليوم لقد كانت حقاً كما قال .. متعبة جسدياً ونفسياً .. أخذت ما أعاطها و هي تقول - شكراً لك . . لستَ اقل مني تعباً يا روك .. لا أعرف كيف اشكرك - اهتمي بنفسك .. هذه افضل طريقة لشكري ابتسمت براحة من الأمان الذي يمدها روك وهي تفتح علبة الصوداء .. شربت القليل ثم قضمت ساندوتش الجبن والدجاج مع بعض السلطة بداخله قضمت قضمة أخرى وهي تأكل بهدوء عما الهدوء في السيارة ليستمع فقط اصوات الناس العابرة في ذاك الطريق شربت الصوداء ثم عادت لتقضم الساندوتشمن جديد في تلك اللحظة أدارت رأسها لروك فتوترت عندما رأت علبة الصوداء المغلقة والساندوتش بين يديه لم يأكل من إلا القليل توترت اكثر عندما اخذ ينظر لها بهدوء وهي تمضغ قطعة الدجاج بفمها بصعوبة تنظر له بغرابة حركت حاجبيها باستفهام من نظراته لقد بدأت تشك بمنظرها فقال بهيام هامس ليكسر الهدوء- طريقة طعامك تعجبني ..!صمتت لثوان و هي تشعر بيديها ترتجفان من التوتر لماذا تتوتر عندما يحدق بها بنظرات غريبة .؟. تنسى كل شيء وتحدق بالامان الذي يطل من عينيه الزيتية الجميلة .. أعادت نظراتها نحو النافدة بهدوء ثم قالت بتوتر- اه .. أنت تحرجني يبدو أنني آكل بشراهة كانت تعرف أنها لم تكن تأكل بشراهة لكنها أحبت تلطيف الجو فقال - لا .. أن كل شيء بك جميل ..دقات قلبها تسارعت من همساته العذبة المداعبة لها بلطف ..شعرت بتورد خديها .. فانقذها رنيين هاتفه النقال بنغمة هادئة ابتسمت بداخلها على تدخل المتصل أعادت نظراتها له فيما كان قد رد على المكالمة .. استغربت للفرح الذي اطل بوجهه و هو يستمع لطرف الآخر - اخبرني هل بجميع المواصفات كما طلبت؟ ...صمت مستمع لطرف الآخر ثم قال اوه يبدو مناسب اعطيني العنوان سأكون هناك التفت لسلين ليقول بحماسهل تمتلكين ورقة و قلم .. حركت رأسها بالأيجاب و هي تخرج قلم و دفتر ملاحظات صغير من حقيبتها وتمده لروك أخذ يكتب العنوان ثم قال- شكراً لك .. سنكون هناك الليلة إلى اللقاء ..اغلق الهاتف مبتسماً نظر لسلين وهو يقول - خبر رائع .. الرجل الذي كلفته بالبحث عن منزل وجد منزل مناسب جداً لك وليس بعيد عن الجامعةتغيرت ملامحها لسعادة و هي تقول بحماس- حقاً .. صمتت وملامحها بدأت بالتغير وهي تقول .. لكن كيف سعر إيجاره ؟رد بثقة-هذه المرة لا قلق .. المنزل ليس كبيراً و إيجاره بالثمن يناسبك جداً أنا متاكد بأننا سننجح - أتمنى ذلك حرك السيارة متجه نحو العنوان بحماس .. أوقف السيارة أمام العنوان المطلوب .. ونزل معها و هو ينظر لرجل الذي كلفه بالعمل و رجل آخر يبدو أنهُ مالك المنزلدخلا للمنزل الصغير المكون من صالة و غرفة أخرى متوسطة الحجم و مطبخ متواضع مع حمام .. سارت بالبيت متفحصة إياه كان في حارة متواضعة لكنهُ مناسبجداً فطريق الجامعة قريب من هذه الحارة .. رغم صغر المنزل إلا أنها لم تبالي فهي شخص واحد .. سيكفيها هذا المنزل .. إلا أنهُ يحتاج لبعض الترميات البسيطةلن تبالي لذلك .. ستتضطر لترميمه فهي متأكدة أنها لن تعثر على أي منزل بسعره .. - ماذا .. هل اعجبك .؟نظرت لروك و هي تبتسم براحة قائلة- أنهُ مناسب .. و يبدو دافئ ومريح - إذن لنتفق مع مالك المنزل اجتمعت مع مالك المنزل و هي سعيدة لأول خطوة اتمتها .. اتفقا على سعر يناسبها .. و خرجت من المنزل مع روك وهي تمتلأ سعادة .. اخيراً وجدت ما يرضيها حرك روك السيارة نحو منزلها عندما طلبت منهُ ذلك .. طوال الطريق كانت بمزاج رائع لم تتوقف عن الحديث مع روك الذي كان بدوره يبادلها الحكايات عنه وعنانجلكيتا اخته الصغرى و الوحيدة .. اوقف السيارة أمام منزل كاثرين قائل بخيبة أمل- لقد وصلنا .. كنتُ اتمنى أن يطول الطريق لكي احظى بوقت ممتع معكضحكت بخفة وهي تقول-يمكنك الدخول معي إذا شئت- كنتُ اتمنى ذلك .. لكن الوقت تأخر .. ابتسمت وهي تقول بشكر- أخذت الكثير من وقتك روك ..أنا حقاً أشـ....قطع كلامها ليقول بملل كلامها المعتاد- أنا حقاً أشكرك روك ..اكمل بضجر .. أرجوك كفي عن شكري ضمت حقيبتها وهي تقول - سنلتقي مجدداً أليس كذلك ..؟- سنلتقي كثيراً - وبالطبع لم تلقى مني سوى الازعاج قال بحنان - الازعاج منك يسعدني سلين ابتسمت له وهي تخرج من السيارة نحو المنزل .. اخرجت المفتاح من حقيبتها لتفتح الباب بينما كان هو ينتظر دخولها ..لوحت له بيدها مودعة فور ان دخلت للمنزلحتى حرك السيارة مغادراً الحارة فيما يتخلل شعور غريب لقلبه جعله ينسى تعب اليوم ويبتسم براحة كبيرة هامساً- مـاذا تفعلين بي يا صغيرتي الجميلة ..؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبعد مرور اسبوع في الصباح............فتحت عينيها السوداء و هي تحدق بالمكان التي هي فيه .. قفزت بسعادة و هي تشعر بانجاز كبير قد قدمته .. وهي تنظر لمنزلها الجديد الذي مضى يومانعلى مكوثها فيه .. تنهدت براحة وهي تذكر كما تعبت بتنظيف هذا المنزل الصغير .. واشترت أثاث بسيطة تناسبها للمنزل .. وهي ترفض ان تأخذقطعة واحدة من منزل والدتها السابق ..ضحكت بخفة وهي تحدق بنفسها بالمرآة ببجامة زهرية تتمتزج بلون الابيض .. وشعرها المبعثر باهمال أضافمن منظرها جذابية ..غسلت وجهها و فرشت اسنانها .. تخلل لمسامعها صوت الجرس الذي دوى صوته في المنزل ..اتجهت لتفتح راكضة نحو الباب فتحته وهي تتخيل أو زائر لها في هذا المنزل رسمت ابتسامة وهي تفترض أنهُ جار جاء يتعرف عليها بيوم العطلة جمدت بمكانها وهي تحدق بملامحه المبتسمة التي تحولت لضحك خفيف من ملابسها الطفولية .. توردت وجنتيها من منظرها المضحك فيما هتفت قائلة بحرج- مرحباً روك..- صباح الخير .. ابتعدت عن الباب لتسمح لهُ بالدخول ..بعد أن خلع حذائه .. دخل الصالة وجلس على إحدى الأرائك تأمل المنزل وهو يقول- مبارك لكي مرة أخرى سلين ..كانت لازلت محرجة من منظرها ..فقالت - الفضل يعود لك .. - تفضلي هذا ..لمحت الكيس الضخم الذي كان يحمله ترددت عندما مده لها فتناولته باستغراب وهي تقول- ما هذا ..؟- هدية بمناسبة حصولك على هذا المنزل .. ربما كانت متأخرة قليلاً .. اعذريني- ما كان عليك أن تكلف على نفسك بشيءبتواضع رد- انها محظ هدية بسيطة..اتجهت عينيها نحو الكيس الضخم .. وهي تفتحه اخرجت تحفة جميلة للغاية .. اطلقت شهقة اندهاش وهي تلتفت لروك قائلة- أنها حقاً جميلة روك..!ابتسم بهدوء ثم رد- تستحقين أكثر من ذلك .. - شكراً لك روك .. قالت بمرح لا اعتقد أنك تناولت افطارك بعدضحك بلطف قائل- و هو كذلك .. ردت بمرح - إذن سأعد لك أجمل طاولة افطار وقف ليقول بحزم لطيف- لا ..أنا من سيدعوك اليوم لتناول الأفطار في إحدى المطاعم أنهُ يوم العطلةوضع انامله على شفتيها مانعاُ إيها من الاعتراض فهمست باستسلام- إذن لأبدل ملابسي ركضت نحو غرفتها .. اخذت ملابس مناسبة و اخذت حماماً سريعاً .. عدلت من شكلها بسرعة خارقة ثم التقطت حقيبتها بعد أن وضعت هاتفها به خرجتنحو الصالة قائلة - أنا جاهزة حدق بمنظرها الذي تغير كلياً وبشعرها التي ارتفع على شكل ذيل الحصان بأناقة .. بأدوات التجميل الخفيفة .. كانت فتاة رقيقة بجمالها لطيف .. توترت من نظراتها فقال بحزم - هيا أذن خرجت من المنزل برفقته واعتلت المقعد الامامي فيما حرك هو السيارة نحو إحدى المطاعم الراقية نزلت معه بعد أن صف السيارة في موقعها المناسب ثمسارا ليدخلا المطعم المطل على البحر .. طلبا طعاماً خفيفاً .. و عندما اقترب النادل ليعطيهم الطعام قال روك- كيف جامعتك ..؟تناولت الشوكة وبدأت بأكل السلطة .. ثم قالت - ممتاز .. فقط اشتاق لكاثرين و سيمون كثيراً نتواصل دائما عبر الأنترنت والهاتفمضغ قطعة الخبز - علاقتكما قويةقالت بأسف على فراقهما- كانا كالأسرة لي ..دار بعض الحوار الخفيف بينهما ثم تنحنح روك وكأنهُ يريد قول شيء فلمحت ذاك بعينيه قال ..- .. بصراحة يوجد لذي طلب سلين توقفت عن تناول الطعام وهي تحدق به بنظرات تطلب منه مواصلة الحديث فقال مكمل - هل تقبلي مرافقتي الليلة بحفل ..؟عقدت حاجبيها باستغراب من طلبه فاكمل- أنها حفلة بمناسبة مرور عام على زواج اختي أنجلكيتا ... ستحتفل به مع زوجها في فلتهما ..توترت وهي تقول - ولماذا انا اخترتني..؟رد بجدية - اصرت انجل على ان احضر رفيقة معي .. وأنتِ الفتاة التي أتمنى أن ترافقني .. حين لمح التردد بعينيها قال .. اعتذر على أخبارك بوقت متأخر إلا أنني لم أجد فرصة لأخبرك من قبلتغيرت ملامحها وهي تخشى المجازفة بالتأكيد ستقابل عائلته الضخمة .. ستبدو ضيفة غريبة همست - أنا .. فقط أخشى أن اسبب مشاكل لك مع عائلتك قد يظنوا بأني توترت وهي تقول حبيبتك .. و كما تعلم لستُ من الطبقات النبيلةتدخل ليقول بلؤم لها- لا تقولي ذلك .. إن انجل لا تفكر هكذا هي فتاة شقية تمتلك قلباً أبيض.. ابتسم بسخرية وهو يقول اما بالنسبة لأمي فهي امرأة تهتم بنفسها وبحفلاتها فلا تأهبي لرأيهابينما أبي شخص يعطي الحرية الكافة لأولاده بتسير حياتهم .. ربما عائلتي غريبة إلا انهُ يكفي أنني ... أحب وجودك بحـــياتي سلين هذا أهم شيء ..انحرجت من كلامه فقالت بتردد- موافقة ..لم تعرف لماذا انقبض قلبها من هذه الحفل إلا أنها ابتسمت بتصنع بينما رسم روك ابتسامة و هو يقول بثقة- سيكون حفل رائع ...تدخل رنين هاتف روك فاخرجه من جيبه ... ضغط على الزر الأخضر ثم وضع الهاتف في أذنه استمعت لكلامه عن العمل ثم ختم المكالمة بانزعاج نظر لسلين بأسف ثم قال باعتذار- انا اسف مضطر للمغادرة .. حتى في يوم العطلة الأعمال لا تتركني .. لمحت الانزعاج عليه فقالت - لا بأس .. - سنلتقي الليلة سلين .. هزت راسها بالأيجاب فقال- هل اوصلك ..؟حركت رأسها بالنفي قائلة- لا .. سأتمشى قليلاًابتعد عنها بعد أن دفع الحساب .. راقبته يختفي من بين اعينها .. ثم خرجت من المطعم .. لتوقف سيارة أجرى .. اعطت السائق عنوان لإحدى اكبر المجمعات شهرة في المدينة .. ستشتري اجمل فستان ستحرص على أن تكون بأجمل منظر أمام عائلة روك ..نزلت بعد أن اعطت السائق الاجرة أمام افخم المجمعات دخلت المجمعو سارت تــتنقل من محل لمحل آخر تبحث عن فستان مناسب لحفلة الليلة ..تعبت بالتفتل بالمحلات وأخيراً لفت انتباها فستان اسود قصير من زجاج إحدى المحلات الفخمة .دخلت المحل.و تأملت الفستان بانبهار لكنها دهشت من سعره الباهض .. لم تأبه لسعر كثيراً اهتمت بضخامة الثوب .. اقتربت نحوها إحدى الموظفات في المحل .. وهي تدعوها إلى تجريبه..هزت رأسها بالأيجاب ثم دخلت غرفة القياس لتجربه .. نظرت لنفسها بالمرآة بعد أن ارتدته .. اندهشت من جماله على جسدها ..وكأنهُصمم خصيصاً لجسدها .. تناسق لونه الاسود مع بشرتها البيضاء الناعمة .. فيما كان مفصل على جسدها بشكل رائع .. لم يعجبها أنهُ عارية بدون أكمام و طولهيصل لفوق ركبتيها .. رسمت ابتسامة جميلة و هي تراه مناسب لها منذُ مدة لم تشتري فستان بهذه الضخامة .. خلعته وعادت إلى ملابسها .. ثم ذهبت لتحاسبعليه .. حملت الكيس الورقي الأنيق من المحل .. لتتجه نحو بقية اللوازم اشترت حداء عال أسود .. واكسسوارات انيقة من الكرستال اللامع .. تفتلت في المجمع رافضةالعودة للمنزل .. دخلت محل حقائب فخمة.. واشترت حقيبة صغيرة تليق بالحفلات دفعت الحساب و مشت خارجة من المحل .. شد أنتباهه اصوات الفتيات التي تتعالى شيء فشيء .. نظرت لهم بفضول ثم اتجهت عينيها على ما يحدقون .. صعقت من المصادفة السيئة اشتدت عينيها قهراً عندما رأت دانيال برفقةكرستين يتجولون في المجمع .. كانت متعلقة بذراعه بشكل حميم و تسير معه بملابس انيقة .. شعرها المموج الأشقر يصل لحد كتفيها فيما عينيها الخضراءكانت تبرق فخراً وهي تمشي بجوار دانيال ..امتلأت قهراً و حقداً عليه .. يرفض الفتيات باهانات كبيرة .. بينما يتجول مع حبيبته بفخر بالسوق .. هرولت بغضب خارجة من المجمع بحنق ركبت أول سيارة أجرة صادفتها.. وهي تعطيه عنوان منزلها .. شتمت نفسها على غضبها ليذهب إلى الجحيم وما شأنها فيه..........................

بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن