الفصل السابع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لــماذا أنـــا..؟. !اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكن كأن كلمتهُ لا تعاد . .صرخت بعنف هز المكتب الضخم و هي تقول - لستُ دمية يتحكم بها الجميع ... حدقت بالسيد شارلي بحقد و هي تكمل ..أنا لن اسمح لك بأن تجعلني وسيلة لتقوية علاقتك العملية بهقبض كفه بقوة .. يبدو أن ابنته فتاة تستطيع حرق اعصابه بسهولة .. و هو إذا غضب ينسى كل شيء .. اقترب نحوها و هو يقول بنفاد صبر بأمر- حالاً إلى غرفتك .. فتحت فمها للتكلم لكنهُ قطعها بصراخ عنيف جعلها ترتجف رعباً من نظراته الغاضبة و صوته القوي الصارخ - اخــرسي .. اكمل بحزم ممزوج بالغضب .. قلتُ لك إلى غرفتك حالاً .. ليس من الأدب اقتحام المكتب بهذا الشكل رفعت ذقنها لتقول بتحدي مع بعض الشموخ و الكبرياء- و هل ستعلمني أنت الأدب ..؟ أين كنت منذُ تسع عشر عاماً .. ماتت والدتي وأنت بعيداً عني - يكــــــفـــــي .. صراخه الجنوني كان كافياً ليوقفها على حدها .. لم يستطع تحمل كلامها .. جرها بعنف نحو غرفتها صاعداً بها السلالم .. دفعها داخل الغرفة و دخل هو الآخر .. استقامت بألم من دفعته و حدقت به بنظرات ثابته و هي تقول بصراخ هستريري - اخرج .. لا أريد رؤيتك .. أعدني لمنزلي .. أريد منزلي سيد شارلي..أغمض عينيه بقوة ثم فتحمها وهو يمرر كفيه على شعره الاسود محاول تمالك نفسه ... قال بنفاد صبر - لتحترميني سلين .. أنا أبقى والدك .. فتحت عينيها وهي تقول مستهزئة- احترمك ! .. الاحترام يعني لك هو الموافقة على ما يقوله ذاك الغبي .. المدعو دانيال .. جذبها نحوه بقوة فيما احكمت اصابعه يده القاسية على معصمها و هو يضغط عليه بقوة قال بغضب - حسني ألفاظك عند ذكر دانيـال .. أنتِ لا تستحقينهُ بتاتاً .. هو أرقى منك بكثير .. لكنك ستقبلين عرضه شئتِ ام أبيت دفعها لتسقط على سريرها الضخم .. وقفت كالقطة غير مبالية لشيء.. وهي تقول - لن افعل ذلك .. قلتُ لن افعل ..آخر شيء سأفكر به هو الارتباط بدانيال .. مع جملتها الاخيرة فُتِح باب غرفتها ليطل دانيال بهدوء مررت عينيه على جسد سلين ببرود و مثل ما نظر لها ببرود أبعد نظره عنها ببرود .. ثم حدق بالسيد شارلي الذي كان يخاطب سلين قائل محاول أن يكون أشد هدوء ..- سلين ..أنها خطوبة مزيفة .. لن تخصري شيء لو سرتي معنا في كذبة .. كل شيء سيعود لمحله فور خلاص دانيال من الآنسة كرستين .. ضربت بقدمها في الأرض وهي تقول بعناد - و ما ذنبي أنا ..؟. ليحل مشكلته بعيداً عني ..رد بعناد أكبر وبعنف قائل- بل ستساعديه و إلا اقسم ان أفعل المستحيل يا سلين .. تدفقت الدموع من عينيها كالسيلان .. وهي تقول ببكاء .. - أنت لستَ أباً ..ألم تفكر بأنهُ من الممكن أن أكون أحب فتى آخر .. ألم تفكر بأنك ستدمرني بهذا العلاقة الكاذبة .. ؟ قالت بسخرية وهي تمسح دموعهاتتساءل ببساطة ماذا أخســر ..؟ قول لي بحق الله أي فتاة ترضى بشيء كذلك هل نحنُ في فلم درامي ..؟ !تنفس بصعوبة بفعل عصبيته و قد بدأ صوتها يلين قليلاً بدأ يتحول لصوت بـاكي .. شعر بالحيرة بتلك اللحظة إذا تعامل معها بالاحترام و العطف قابلته بالصدو الصراخ لا يفيد معها اللين بتاتاً .. قال بحزم - اسمعيني يا صغيرتي .. هذه الخطوبة ستتم .. اقترب ليمسك بيده الضخمة ذقنها و هو يكمل بحزم أكبر .. و ستمثلين بشكل مبهر .. منذً أول لحظة رأيتكبها أصبحتِ فتاة نبيلة اسمك مرتبط باسمي .. دفعتهُ عنها بعنف سـارت بالغرفة كالنمر المفترس غير منتبهة لمن يقف أمام باب غرفتها قالت بعناد- آخر شيء سافعله هو مساعدة الأشباح .. لتخبره بذلك ..انطبق باب الغرفة مصدراً صوت .. فالتفت نحو باب الغرفة .. أحست بالدم يتوقف عن السيران عندما لمحت جسده الضخم يقف مستنداً على الباب ..و كفيه مندسان في جيوب سرواله الجنيز الامع .. توقفت ثم نظرت لسيد شارلي قائلة بحزم- اطلب منهُ المغادرة قبل أن أفعل أنا ..ختمت كلماتها فتقدم دانيال خطوتين إلى الأمام كأنهُ لا يسمع ما تقول .. نظر لسيد شارلي بنظرات فهمها نظرات حازمة .. وكأن وقت اللعب قد أنتهى ..برقت عينين السيد شارلي شراراً و هو يحدث سلين قائل بحزم- سأتركك مع دانيال لتتفقا ..قبل أن يغادر صرخت بعنف - سأفضحكم جميعاً .. اقسم بأني سأفعل ذلك .. توقف السيد شارلي عن مغادرة الغرفة .. نفد صبر وهو يلعب معها .. تقدم بعنف مما أفزعها .. و جذبها نحو بالقوة ضغطت أصابعه على معصمها ..فيما قال بغضب- سئمت من اللعب معك .. رفعت حاجبيها بتحدي قائلة- ماذا ستفعل ..؟ قطب حاجبيه باستنكار من التحدي المرسوم بملامحها ثم قال بمكر- جامعتك ..! ستعودين إليها ابتسمت بفرح لكنهُ اكمل بالطبع إذا لم تخرج كلمة واحدة من هذا اللسان السليط ..سرعان ما تلاشت ابتسامتها من صوته الماكر ثم قالت بعدم اطمئنان- بالطبع كنتُ سأعود لجامعتي .. شئت أم أبيت !اطلق ضحكة ماكرة خفيفة ثم قال- يا صغيرتي إذا كنتِ تحت رعايتي .. فحلمك بأن تكون كاتبة يجب أن تنسيه ..إلا إذا وافقتي على عرض دانيالسيدي توقف ...في تلك اللحضة تدخل دانيال .. ربما سيرضى بكل شيء إلا أن تحرم من حلمها .. يتذكر حواره مع عمه و والدته عندما أجبر على التخلي عن كلية الموسيقى.. توقف عن التكلم عندما استدار السيد شارلي ليرمقه بنظرات فهمها .. هي اللعبة إذن مع تلك الصغيرة .. هذا ما فهمه من نظرات السيد شارلي .. فهم أن السيدشارلي ليس جاداً بل هي وسيلة لإجبراها على الموافقة .. وهو يدرك أن سلين لن تقاوم أن تحرم من حلمها صرخات باكية قاطعت تفكيره و هي تقول- لن تفعل ذلك .. ارتجفت شفتيها فيما كتمت شهقة بكاء مكملة بارتجاف .. أنت بالتأكيد لن تفعل ذلك ..برقت عينيه بالنصر مدرك أتمام المهمة اكمل بنذالة- كاتبة ! .. أهذا ما تحلمين فيه .. ؟ .. عقد حاجبيه و هو يقول لم اتمنى يوماً أن تكون ابنتي الوحيدة تنتظر مستقبل كاتبة .. سافعل ذلك يا صغيرتي لأني اعشق أن تدخل ابنتي مجال يجعلها تتحكم بكافة شركاتي عند غيابي أشاحت وجهها عنه .. ثم مررت نظراتها لدانيال أنها تذوق نفس الكأس .. السيد شارلي .. رجل قاسي سيفعل ما يريده تخلخل صوته السيد شارليالرجولي الأجش و هو يقول - اتصال واحد فقط لمدير كلية الآداب يكفي لفصلك عن الكلية نهائياً .. ارتخت قبضته عن ذراعها .. وهب كالأعصار مغادراً الغرفة .. فيما بقيت هي تتأمل صورة والدتها على سريرها بعد أن سقطت فوق السرير بفعل عصبية السيد شارلي ..اهم شيء أنها لم تتحطم فهي لم تسقط على الأرض .. أنهارت تبكي فوق السرير .. دافنة رأسها في الوسادة .. بللت دموعهاالوسادة .. فيما شعرت بأنامل تتخلل شعرها الناعم مبعثرة أياه بإهمال .. رفعت رأسها عن الوسادة لتصدم به جالساً على السرير بجوارها يتأملها بهدوءحركت رأسها فابعد أنامله عنها .. ظل يحدق بها صامتاً يتأمل الدموع المتجمعة بعينيها المحمرتين .. تمتمت - لــماذا أنا ..؟حرك حاجبيه على سؤالها الهادئ .. لأول مرة تتحدث معهُ بهدوء ..ابتسم ابتسامة باهتة مما زاد دهشتها .. قال- أنتِ الوحيدة من سيقبل بها عمي ..اول مرة كان يرد على سؤالها دون لف ودروان دون نرفزتها .. نظرت له فتوقعت نظرات حاقدة لكنها لم ترى ذلك اشاحت وجهها عنه و بتلك اللحظة تداركت ساقيها المكشوفتين بفعل تنورتها القصيرة .. لمحت اللحاف على السرير وبسرعة ألتقطته لتغطي جسدها باكمله .. ابتسم باستهزاء لكنها لم تعره اهتماماً وجهتظهرها له و هي تمثل أنها تود النوم لم تكن بمزاج جيد لشجار .. تمتمت بحزم- اخرج ..حرك رأسه ببطء ثم فرك بأصابعه شعره وهو يقول بهدوء - يجب أن تتعودي على مكوثي معك بنفس الغرفة تعدلت لتجلس على السرير قائلة بتذمر- لن تقبل بفتاة تكرهك دانيال اكملت بحزم . . الباب من هنا اشارت لها بيدها نحو الباب فما كان منهُ إلا ان يبتسم باستهزاء وهو يقول- أيتها العنيدة .. اقبل بك ! هي ليست إلا خطبة مزيفة .. أشاحت وجهه عنه بعنف ثم قالت بصوت أجش- ارفض أن اكون شريكتك حتى لو كان تمثيلاً - حسناً يا صغيرتي حسناً ..ابتسمت بداخلها بنصر مستغربة من كلامه الهادئ والمسالم ظنت انها اقنعته لكنها فوجئت عندما اكمل بمكر و هو يقف من على السرير .. اظن أن بعد اليوم لا حاجة لتفكير بمستقبلك ككاتبة .. اكمل بخبث سابلغ السيد شارلي بقرارك .. سـار بخطوات ثابته نحو باب غرفتها .. مستشعر بقنبلته جيداً قبل أن تمتد يده نحو معصم الباب توقف على صوتها المرتجف .. لا تفعل .. ارجــ .... وكاستدار لينظر لها بعينين باردة لوى شفتيه و هو يلمح عينيها المتلألأتين بالدموع .. بقي ثوان ينتظر ما ستقوله .. لكنهُ قرر اخيراً مغاردة الغرفة .. خرج من الباب سائر بالطابق العلوي للفلا .. تقدم بخوات ثابته نحو السلالم لينزل ببطء.. قبل أن تمتد يدين صغيرة لتمسك بذراعه بضعف .. تنهد بوسط السلالم وهو يستدير لينظر لها بملل .. هتف ملاحظاً عجزها عن الكلام - مــاذا الان .سلين.؟ .. رفعت عينيها لتقابل عينيه الرمادية .. كانت كالجليد البارد.. أيعقل أن يكون صاحبها مثلها تماماً .. أم أنهُ يتصنع الجليد ..اطلقت شهقة بكاء و هي تتمسك بذراعهبشكل أقوى .. خاصة عندما لمحت السيد شارلي يحدق بهما من اسفل الدرج .. حركت راسها بالنفي تترجيه أن لا يحطم ما تبقي من حلم لها .. رسم ابتسامة جانبيةعندما لاحظ عينيها المذعورة من السيد شارلي .. امسكت كفيه ذراعيهاا لكن هذه المرة لم تكن بعنف .. تأمل وجهها ثم مال بانتصار ليهمس بأذنها بخفة - بعد ثلاث أيام سأمر إليك حتى اعرفك على أسرتي ... كوني مستعدةصمت مستمعاً لبكائها المكتوم .. همس برقة تبرق استهزاز بأذنها - إلى اللقاء ..خطيبتي الغالية.. !نزلت دمعة حارة على خديها بضعف .. و بلحظات كانت تستمع لصرخات قوية .. صرخات رجولية لم تكن من السيد شارلي أو من دانيال .. دارت الدنيا بها ..شاعرة بصداع مزمن يسيطر على قواه ..فيما استدار دانيال نحو ذاك الازعاج الغريب .. امسكت بذراع دانيال بخفه وهي تعي بأنها غير قادرة على السير ..تنفست بصعوبة .. مع صوت ارتطام باب الفلا القوي .. خطوات جنونية اقتحمت الفلا .. فيما تعالى صوت الحرس يحاولون منع العدو من الدخول .. فتحت عينيها محاولة تمالك نفسها و هي تلهت بقوة .. سلـــــــــــــــــــــــــــــين ...لمعت عينيها فرحاً لكن التعب كان يغطي عليها بشكل واضح ..رسمت ابتسامة باهتة وهيتحدق به وبالحرس الذي لازلون يمنعونه عن الدخول انصرف الحرس فور أن طلب منهم السيد شارلي المغادرة بعينين غاضبتين .. نسيت من يقف معها بغضب شديد .. هتفت بصعوبة طالبة النجاة .. روك... تلاشت ابتسامتها الباهتة فور أن فقدت توازنها لسيطر الظلام عليها و بلحظات كانت على سرير غرفتها .. فتحت عينيها ببطء .. ليتسلسل قليلاً من الضوء لمخيلاتها .. اه اطلقت تأوه ثم نظرت برعب للحقنة المغروسة على يدها الموصلة بأنبوب ليصل المغذي إلى جسدهافتحت عينيها اكثر بتعب شديد .. وبسرعة جنونية امتدت يدها الثانية لتبعد الحقنة المغروسة بيدها .. قبل أن تمتد أنامل رقيقة تمنعها عن ذلك .. لا تفعلي .. ..تجمعت الدموع بعينيها ثم اجهشت فجأة بالبكاء .. ألم .. وحزن .. ضعف .. و تعب .. عبرت عن كل شيء بداخلها و هي تنظر للأمان المطل من عينين روك .. امتدت انامله الرقيقة لتمسح دموعها بخفه و هو يقول - آسف يا صغيرتي .. صمت ثم اكمل بأسف لم أكن بقادر على حمايتك .. ازدادت شهقات بكائها .. فقال مكملاً برقه وهو يحوط بكفيه وجهها - اهدئي قليلاً .. تحتاجين لراحة .. ستضرين صحتك ..صمتت قليلاً محدقة به.. اه كم اشتاقت لنظراته من أين جاء لها هذا الرجل .. ؟ ! . أجاء ليحميها .. أهو من أرض الامنيات .!. أدخل حياتها من أجل حمايتها .. ؟!كان يجلس على الأرض بجانب سريرها .. تحركت كفيه من وجهها برقة لترتفع على شعرها مرر اناملها ليحرك شعرها ببطء .. لم يكن أحد موجود بالغرفة غيره ..هذا ما أمره الطبيب .. لا يجب أن أول ما تراه بعد استعادة وعيها شخص لا تطيقه .. تذكر بلحظات اصراره على البقاء .. تذكر غضب السيد دانيال . . كم عانىخلال تلك الأيام في العثور على مكانها .. أخيراً هي بين يديه لكن أحقاً سيستطيع اخراجها من هذه الفلا .؟.حاولت أن تستقيم من تمددها على السرير فساعدها بلطف و هو يضع الوسادة خلف ظهرها .. هكذا أفضــل .. هتف بعد أن جلست على السرير .. فجلس بجانبها ألقتطت نظراتهما قليلا .. لمح الارتباك بعينيها السوداء اللامعة . . امتدت كفه لتضم كفها الغير مغروسة بالحقنةثوان حتى اصبح يداعب بأنامله أناملها ..هتف بجدية - كيف حالك ..؟تجمدت عينيها مستغربة من سؤالها .. هل يسأل عن حالها .. أهو أعمى ..؟ ! .. كل ما تعرفه الان أنها بحالة افضل لأنها معه .. معه حتى لو لدقائق .. شعرت برغبةبالبكاء .. قبل أن تفعل ذلك همست برتجاف .- روك ..رفع نظره نحوها منتظر ما تقوله فما كان منها إلا أن تهتف من أعماق قلبها - اشتقتُ إليك .. كأن تلك الكلمة دمرت الحواجر بينهما .. شعرت بجسدها ينجذب نحوه بفعله ذراعه التي امتدت لتجذب جسدها إليه .. ضمها بحنان و هو يفرك بيده على ظهرها ... صوت بكائها كان يمزقه تمزيقاً .. لكنهُ يشعر بالكثير من السعادة .. فصغيرته اشتاقت إليه .. ...اشتاقت إليه كما اشتاق لها .. وضعت كفيها على كتفيه براحة ثم ضغطت عليهما بلطف ليبتعد عنها .. أبعدها بلطف عنه ثم رسم ابتسامة هادئة مطمئناً إياها - لا تقلقي .. ستكونيني بخير ..- السيد شارلي واتباعه يقتلونني .. هتفت ثم انهارت مجدداً باكية .. تلاشت حصونها أمام روك .. الذي أخذ يمسح بأنامله دموعها بلطف .. غير ملاحظ لعينين التي تراقبهما .. - ألم تكتفي بكاء بعد ..؟ ضحك بخفه على وجهها الأحمر بفعل البكاء .. ابتسمت ابتسامه باهتة ثم هتفت بنعومة غير مقصودة ..- لا تبتعد عني .. وجودك معي هو أجمل ما امتلك ..اطلق ضحكة رنانة ثم اخرج منديل من جيبه و أخذ يمسح دموعها قائل - ابتسامتك رائعة .. ابتسمي دائماً سلين .. يكفيك بكاء أنهُ حقاً لا يليق بك ..ضحكت بخفه عندما اخذ يداعب بأصبعه أنفها المحمر .. خطوات أقدام بغرفتها .. قاطعت ضحكتها الصغيرة .. حولت نظراتها لتلمح ظل دانيال .. أعادت نظراتها نحو روك الذي ظل صامتاً و كأن الوضع لم يعجبه بتاتاً .. وقفت بتعب من على السرير ثم ابعدت انبوبة المغذي عن كفها .. سارت خارجة من الغرفةكأن تلك اللحظة انتبه روك لما تفعله .. وقف بسرعة سائراً نحوها .. فيما ظل دانيال يحدق بهما باستهزاء .. هتف روك قائل- سلين .. ماذا تفعلين ..؟ أنتِ متعبة ..لم تستدير له قالت بصوت أجش - لا اعتقد ذلك ... خرجت من الغرفة بسرعة .. الاكتئاب اصابها فور أن رأت دانيال تذكرت خطة الخطوبة الكاذبة .. لقد قبلت .. وكيف لها أن تقول لا .. وهي مجبرة على ذلك ..نزلت السلالم متناسية كل شيء .. ما يسمع لها صوت صدى عقلها .. نزلت برشاقة لطابق السفلي .. ثم هرولت خارجة نحو الحديقة قبل ان تستوقفها إحدى الخدمقائلة لها بلطف - صباح الخير يا آنستي .. حمدلله على سلامتك .. صباح ..! ..بسرعة خرجت نحو الحديقة .. و حقاً كان كما قالت الخادمة .. كانت نائمة طوال الليل .. هذا ما يدل فالضوء كان يعم المكان .. بلحظات نظرت لما كانتتلبسه ملابس نوم .. هل بدلت لي إحدى الخدم ملابسي ..؟ .. جلست على العشب الأخضر في إحدى جوانب الحديقة .. استلقت على العشب الأخضر و هي تتمنىالراحة ..تتمنى أن تتذوقها .. أين أنتِ يا أمي ..؟ .. في تلك اللحظات تيقنت كم هي غبية لا بل كم تمتلك حجم من السذاجة .. من المستحيل أن تبقى طويلاً على هذاالحال .. انها تذرف الدموع يومياً دون فائدة .. لا جدوى لمحاربة السيد شارلي بالبكاء .. ربما يفيد الذكاء معهُ قليلاً .. هي مجبرة على تحمل كذبة دانيال .. و كذلكمجبرة على العيش هنا .. أرادت أو أبت .. مصيرها محدد .. البكاء لن يفيدها إلا ذلاً و خسارة .. الطريقة الوحيدة للخلاص من المشكلة وهو أن تلعب مع القطط بالمثل .. حدقت بالملابس التي ترتديها بعدم اقتناع أيعقل أن ترتدي آنسة الفلا ملابس نوم و تتجول فيها بالفلا .. لا ... من هذه اللحظة ستمثل حقاً أنها الفتاة النبيلة ستقتحم حياة دانيال من أجل دراستها ستكون الفتاة الذكية بالنسبة لسيد شارلي .. ادركت أنها الطريقة الوحيدة للخلاص منه .. ربما تكون النتائج عسيرة إلا أنهامرغمة على ذلك .. كل ما ستفعله أنها لن تسمح لدانيال أن يرى ضعفها .. قفزت من على العشب بسرعة عندما اتاها صوت روك .. - سلين .. ابتسمت برقة .. ماحية الدموع بأجمل ابتسامة .. تقدمت نحوه ثم قالت - اسفة .. تأملته جيداً مما زاد استغرابه بالحقيقة كانت تغيض من يقف خلفه كانت تحدق بدانيال بعينين نارية وبلحظات كانت تتقدم لتضم روك بكل قواه .. اخبرته بتلك الحركة أنها خطوبة مزيفة.. ابتعدت عن روك قليلاً وهي تقول -لقد حل الصباح .. فلتذهب لعملك .. قبل أن يفتح فمه للحديث قالت سأكون بخير أرجوك فلا تقلق ابتسم بعدم استيعاب .. ثم ودعها و هو يوصيها بالاتصال إليه .. كانت تدرك أنها ستتاقبل معه كما تشاء بعد اليوم .. إذا كانت ذكية بالتعامل مع السيد شاري ..سبق و أن أخبرتها سيدرا .. أن السيد شارلي سيعطيها كافة حريتها لو احترمته .. هي فقط ستلبي ما يريد و بالمقابل ستأخذ حريتها .. لمحت دانيال الواقفيحدق بها .. مرت لتتجاوزه فاعترض طريقها قابض بيده على ذراعها أعادها لتقابله .. عقدت حاجبيها بتساؤل بنظرات استنكار وجهتها له قال بصوت أجشمما أثار استغرابها ..- عبري عن اشياقك له في مكان آخر .. فأنا لن اصمت على ان تهان كرامتي أمام الخدم استوقفتها قبضة يده فنظرت له بأشد نظرات الغضب ثم حولت نظراتها نحو قبضة يده الفولاذية على ذراعها .. نفضت قبضة يده عن ذراعها بقوة .. حولت نظراتها إلى استنكار و هي ترمقه بنظرات قوية جعلته يبدو يتسلى أكثر بقوتها .. قالت بحسم - خطبة مزيفة .. ليست إلا .. رفعت ذقنها بكبرياء مكملة و إن أموري الخاصة لا تعنيك ..سارت متجاوزة إياه و هي تشك أن قوتها كانت في محلها فور أن ابتعدت عنهُ قليلاً حتى هتف فتوقفت عن السير مستمعه لهُ يقول بسخرية - القوة التي تتصنعينها أمر رائع .. ولمعلوماتك يا ذات اللسان الطويل خطبتنا مزيفة عندما لا يراك أحد من معارفي الكثر ..قبضت على يديها بقوة لتتمالك شيء من أعصابها فالهدوء هو أهم عنصر في خطتها .. قالت باستفزاز فجأة- لست الوحيد من يقيم الشروط .. فأنا عنصر أيضاً بالمعادلة الغير الموزونة .. لذلك علينا اتمام المعادلة جيداً بين الطرفين وإلا ...صمتت متعمدة فقال بسخرية - و إلا مــاذا ..؟ ابتسمت بسخرية و هي تكمل سيرها نحو الفلا قائلة - و إلا لن أكون وسيلة للخلاص من عشيقاتك دانيال .. نعم .. حقا امتلكت القوة والجراءة في آن واحد .. هرولت فور ان دخلت الفلا .. صاعدة نحو السلالم و هي تخشى أن يتبعها ذاك الشبح في الحديقة .. لم تأبهلصوت السيد شارلي .. دخلت غرفتها بسرعة و هي تلهت من الركض .. احكمت اغلاق الباب بعد ان أكدت على نفسها أن لا تفتحه إلا بسلين الذكية .. لقد ملتمن دور الضحية دوما .. تمايلت بسيرها نحو المرآة تأملت نفسها لثوان .. حدقت بالتسريحة جيداً ثم فتحت إحدى ادراجها لتصدم بالعدد الهائل من أدوات التجميلالثمينة .. أنواع الكريمات باسماء ماركات لم تكن تحلم باستعمالها يوماً.. لم تكن تعرف أن السيد شارلي اعد لها ذلك .. ابتسمت بنصر بعد أن علمت أنها لن تحتاج بان تطلب شيء كذلك .. اتجهت نحو خازنة ملابسها لتحدق بشكل أفضل بالملابس الموجودة .. اغلقت باب الخزانة بانتصار بعد أن تأملت جيداً أنواع الفساتين التي لم تكن أيضاً تحلم بإرتدائها ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم التالي ..خرج من الجامعة تاركاً إحدى محاضراته بسبب اتصال عمه له .. لقد مل من اتصالات السيد كاسبر المتكررة له .. أنهُ حتى لا يراعي كونه في الكلية .. اعتلى سيارته و قادها بسرعة جنونية نحو الشركة .. أرتدى نظارته السوداء و ترجل من سيارته فور وصوله لشركة .. سار داخلاً الشركة بخطوات ثابته .. واثقة .. أجبرت الجميع على النظر إليه .. كالمغناطيس تحولت الانظار نحو الوريث المستقبلي لجميع املاك هذه الشركات الضخمة .. الجميع عندما يروه يتذكرون والده المتوفي .. الرجل الفولاذي الذي أسس نفسه من الصفر .. الرجل الذي أحبه الجميع بأخلاقه العاليه مع جميع الموظفين ..بجوده وطيبته مالك القلب الحنون .. ربما يختلف عن ابنه تماماً فكافة الفتيات يحلمن بابتسامة لطيفة من عازف البيانو ورجل الأعمال أيضاُ.. توقف عن سكرتيرة عمه التي سمحت لهُ بالدخول وهي تنشر أجمل الابتسامات لكنهُ لم يعيرها اهتماماً او حتى نظرة واحدة .. دخل مكتب عمه الضخمو هو يرفع نظارته السوداء ليسمح لعينيه الرمادية بالظهور .. رفع السيد كاسبر عينيه محدق بفخر بابن أخيه شبك أصابع يده ببعضها و هو يستند على كرسيه براحة أمام المكتب الضخم ثم قال بجدية - تفضـل تلك النظرات كان يفهما جيداً .. علم أنهُ سيدخل في تحقيق لكنهُ هذه المرة لن يأتي بأي عذر .. ابتسم ابتسامة جانبية و هو يسير ليجلس على الكرسي مقابلاًلعمه .. هتف بصوته الاجش- مرحباً سيد كاسبر .. لقد طلبتني ..عقد السيد كاسبر حاجبيه و أخذ ينظر لدانيال بجدية صمت لثوان قبل أن يقول - تعرف جيداً لماذا طلبتك .. اكمل بمكر و هو يفرك بيده دقنه مـاذا عــ ... قاطعهُ دانيال بصرامة نظر لعمه بانتصار ثم قال مقاطعاً إياه - غداً ستتعرف عن زوجتي المستقبلية يا عمي .. لذلك لا تقلق .. صمت محدقاً بابن اخيه الأصغر أيعقل أن ما يقولهُ هذا الشاب صحيحاً تجولت عينيه على وجهه دانيال .. لعلهُ يكشف لعبته لم يظهر الأطمئنان بتاتاًعلى السيد كاسبر الذي شرد بعالمه يبحث من بين ملايين الفتيات عن فتاة تناسب دانيال .. حقاً شعر بالشفقة نحو تلك الفتاة التي ستأسر بسجن دانيالأنهُ كالوحش عند غضبه .. لا يعرف التفاهم .. لم يفكر يوماً بأن ابن اخيه سيختار زوجة له بنفسه لا بل يقول أنهُ يحبها أليس هذا أشبه بالمستحيل ..أيعقل أن يوجد قلباً ينبض داخل أضلاعه أم أنهُ لا يمتلك قلباً .. مرت دقيقة و هو شارد يحدق بدانيال لم يجد سوى الثقة العمياء في وجهه تنحنح ثم قال- واثق يا دانيال .. لتخبرني إذن من هي الضحية اطلق ضحكة خبيثة ثم قال - لا تكن مستعجلاً غداً ستراها بكلتا عينيك .. وقف من الكرسي مكملاً على السابعة مساء .. قبل أن يهب مغادرا المكان دوى صوت عمه في المكتب قائل بحزم- أهي التي كانت معك في البحر ..؟ توقف عن السير متذكراً تلك الليلة كتم تزفيرة قوية قبل أن يقول - و ماذا إذا كانت هي .. ؟ أيهمك ذلك ..؟ أنت لم ترى صورتها بعد ..؟أتاه صوت عمه الحازم مكمل - لا بأس إذا كانت هي .. لكن اتمنى أن لا تنسى الوعد دانيال .. فتاة من طبقة راقيةاطلق تزفيرة ملل و هو يسير خارجاً من المكتب دون أن يرد على عمه .. هب أعصاره مغادر المكان تارك عمه في ورطة حقيقة .. ما ردت فعل السيد جوزيف .. . وابنته كرستين .؟ .. لن يهتم بشيء أهم شيء مستوى مادي راقي ...................
أنت تقرأ
بسحر عينيه تاهت افكارى وعلى الحانه ذاب قلبى لكاتبة سمايل رانيا
Romanceبسحر عينيه تاهت افكارها وبألحانه كاد قلبها ان يذوب على صدى ضحكاته ثم فتحتهما لامحه ظله مارأ بغرو من هو? من هى ؟ أهى كالخاتم باصبعه وجدت نفسها تصرخ بعنف حين وقعت بمخالب الذئب هرولت بين البحار تبحث عن اميرها لتجد أميرا فى البحر ينتظرها حدقت به جيدا...