وكانت المفاجأة ،ان محتوى الرسالة كان كالتالي
"أبنتي العزيزة الغاليه اعلم بأنك لازلتِ تتسألين اين انا وماذا افعل ولماذا غِبتُ عنك كل تلك الايام والأشهر وهاقد مضى على غيابي ستة أشهر ، اتمنى ان تُسامحيني أنتِ تعلمين ان والدك لن يتخلى عنكِ مهما حدث وكوني واثقة ان والدك قريبٌ منكِ دائماً ، سأعود صدقيني سأعود ولكن لدي بعض الاسباب للاختفاء الان ستعلمين بها حين اعود إليك قريباً ان شاء الله
ارجو ان تُقدري هذا ، واتمنى ان تجتهدي لتصبحِ اكبر محامية ، سأرسل لكِ بعض الرسائل، إن كانت بغلافً احمر فلا تفتحيها الا وانتِ بعمر العشرون ، اوعديني بذلك يا فتاتي الصغيرة اوعديني ان لا تقرأي رسائلي ذات الظرف الاحمر الا بعمر العشرون ،انا اثق بك
وان جاءت لك رسائل بظروف بيضاء افتحيها و اقرأيها
واعلمي دائمًا ان والدك يحبك اكثر من اي شي وانه لن يتخلى عنك مهما حصل و سأضل اشعر بكِ بكل وقتً وحين ان كُنتِ قريبةً مني ام بعيدة ، وأخيرًا أستودعك الله ، وجعلكِ في حفظه ورعايته "خارت قواي في تلك اللحظة ، لم استطع التحمل
لم استطع ان افعل اي شيء يالله حقاً ماهذا الحال
لمَ؟ يفعل بي والدي هكذا ؟ وماهذا السر الذي يُخبئه عني ؟ ولماذا يُخبئه عني ؟ ألستُ أبنته الوحيدة ألستُ تلك الفتاة التي رباها وتعب لأجلها ويُخبرها بكل شيء ! ألستُ كذلك ام ماذا؟! حقاً انا لا افهم رسالته وكلامه وكل شيء ، اصبحت الاسئلة تتجول في عقلي وكأن الاسئله أشخاص يتجولون في منزلهم ويبحثون عن شيء ضائع في المنزل .
ولكن أيضا ًفي تلك اللحظة شعرتُ ببعض الامل ، يملأ حياتي ، نعم أنه شعور متناقض ، أعلم هذا ، ولكن لا اُريد أن ابدو ضعيفه حتى وإن كُنت وحيده ، رغم الاسئلة في جعبة افكاري الا اني علمتُ ان ابي لازال حياً ، وهذا أكبر سبب لأن أكون سعيده ، وها انا الان
سأبدا حياتي من جديد و سأثبتُ لأبي أنني طفله صغيره واستطيع الوقوف رغم انني وحيده الان و بأمكاني التحمل والصبر
و سأثبت أنني لستُ مثل أحد ...
بعد مرور اسبوع على تلك الرسالة ومن بعد ما قطعت الوعد على نفسي أصبحتُ كالطير الحُر الذي يُريد الحرية والعيش والاستمتاع بالحياة
أصبحتُ أريد أن اتحدى نفسي ، الى اي مدى سأستطيع التحمل والوقوف والصمود في وجهه المجهول الذي لازلت لا اعلمه ، ولا اعلم ما الذي سأمر به في هذا الطريق الجديد ...
استيقظت في صباحً باكر كفراشةً تطير بين بساتين الازهار وتأخذ من كل زهرة رشفة ًمن رحيقها الزاهر
كُنت اتمشى بين غرف بيتنا الصغير ، وكأن روحي عادت الي بعد ان سُلبت مني في ماضٍ اليم ، ركضت الى الاسف حيث يوجد مطبخنا المتواضع ، جلستُ على طاولة ابي وكأنني في تلك اللحظه استمد منه القوة ، انتهيتُ من إكمال وجبتي وتوجهت الى مدرستي ، وانا في طريقي الى المدرسة رأيتُ فتاةً تبدو بعمري ولكنها كانت تبكيسألتُها ما أسمك ؟ لم تُجب ، فأعدت سؤالي مكرره ما أسمك ؟ قالت : أسمي أروى ، و ما أسمك أنتِ؟
هنا انا لم أشاء ان ابوح بأسمي وكأنه سر . ولكن لمَ ، لماذا يا ابي جعلت أسمي أمانة بين يدي حتى أسمي؟! أنا حقاً لا أفهم شيء ، لقد أسماني على أسم والدتي لأنه يحبها كثيراً ، لكن الغريب انه لا يحب ان يعرف احداً اسمي ، حتى المعلمين لايعلمون اسمي فقط ينادوني بقلب غريبة المجتمع
فكان هذا شرط والدي لتلك المدرسة ووافق المدير على ذلك فأسماني طالبٌ من الصف مشهوراً في المدرسة وله سلطه بسبب مكانة اهله في مجتمعنا الصغير وكان أسمه سامر ، حين ما قُلت له أني لا أملك أسم لقبني بهذا اللقب (البائسة) ، وكُنت أبكي كثيراً أحقاً هؤلاء أطفال ام وحوش كم مرةً جُرحت بها روحي ، ولكن لا اود ان اجعل أبي يحزن ، بسبب تصرف أطفال داخل تلك المدرسة ، لأنهم الوحيدون الذين قبلوا أن يخفوا أسمي الحقيقي لعدة أسباب لدى والدي ، لكني سأحاول معرفتها في الوقت المناسب
خرجت من سرحاني الذي دام للحظات فقط ، ومسحت ُدمعةً وجدتها تحاول التسلل الى خارج أسوار عيني فَقُمتُ بمسحها بطرف أنامل يدي الصغيره ونظرتُ الى الامام ، ووجدت أروى مازلت تسألني ما أسمك ، فقُلت لها قصتي كاملة ، فأنا لم أعتد على الكذب وأُحب ان أقول الصراحه ، وهذه كانت اول خطوةً خاطئة اتخذها بحياتي ...
ابتسمت أروى وأصبحت تناديني ب رورو بدل لقب (البائسة) أصبحنا صديقتان بعد التعرف لمدةً ليست بقصيرة ، أحببتها حُباً كبيراً ، أحسستُ انها قطعةٌ مني ، وكأنها أختي ، او نصفي الاخر ، لا اعلم ولكن حقاً كُنت أشعر معها بالأمان والفرح وكُنت أشكي لها من قهر الأيام ،وما مررتُ به من الآلام
و كأننا في قاربً صغير ، آخذها في رحلةً لماضي الاليم واجعلها ترى مُعاناتي في وسط البحر الكبير
بعد مرور ثلاث سنوات على صداقتنا انا وأروى ، كُنا نستعد لخوض الامتحانات النهائية للثانوية العامة... وحدث مالا كُنت اتوقعه ...
يتبع ....
أنت تقرأ
لستُ مِثلهم
Детектив / Триллерرقيقة وجميلة جداً ، ليس لها أشقاء وحيدة والدها و تُحبه كثيراً، هو الذي رباها وعلمها كل شيء تحتاجه ولكن لا نعلم ما الذي ستمر به في هذه الحياه حتى تصل الى مُرادها وحلمها ، وأيضاً كشف سر والدها الذي يخفيه عنها طول هذه السنوات .... للكاتبة...