الفصل السادس

2.5K 62 0
                                    

جاهل شعوره وحاول أن يظهر على طبيعته، فاستجاب لنداءها وهو مغمض العينين: اممم

ملاك بنبرة طفولية: انت نمت؟

لم يستطع التحكم في صموده أكثر من ذلك، فتنهيدتها لازالت عالقة في مسامعه ولازال القلق بشأنها يراوده، فتح عينيه وإلتفت إليها ليقابلها وجها لوجه وأجابها: لا لسه، انتي منمتيش ليه؟

ملاك: مسهدة و مش عارفة أنام

أراد أن يشاكسها قليلا فقال بغضب مصطنع: يبقى تقومينا معاكي مش كده؟

أحرجها كلامه جدًا فكشرت وهتفت بسرعة: آسفة تصبح على خيـر

قالت ذلك وحاولت أن تلتفت إلى الجهة الأخرى وتعطيه ظهرها فنهض بسرعة وأمسكها من ذراعها وثبتها في مكانها .. كان قريبا منها لدرجة أنها تشعر بأنفاسه تلفح وجهها، نظر لداخل عينيها التي اسرته ببريقها تحت الضوء الخافت، ظلّ لحظات يحدّق بها وكأنه يحاول أن يحفظ تفاصيل وجهها وقسماتها ويحفظه في عقله، ثم تنحنح وابتعد عنها وقال بمرح: كنت بهزر معاكي متزعليش مني

إنفرج ثغرها بإبتسامة كشفت عن غمازتها التي زادتها جمالا، وعادوا لوضعيتهم السابقة

تحدث وهو يحدق بعينيها كما كان: اتفضلي

ملاك ببهوت: نعم!؟

عمر: اتفضلي قوليلي منمتيش لحد دلوقتي ليه؟

ملاك بتردد: ممكن اسألك سوأل؟

عمر: أكيد اسألي اللي انتي عايزاه

ملاك: هو انت مقبلتش تتجوز هايدي ليه؟

تفاجئ بسؤالها ثم ابتسم وأجابها بهدوء: هو انتي بتحفظي السر؟

ملاك بإيماءة: اه أكيد

استلقى على ظهره و نظر إلى سقف الغرفة وأجابها: هي كانت عجباني من لما كنا عيال صغار وكنت كل ما اكبر كل ما أعجب بيها اكثر لحد ما جه اليوم اللي اتخرجنا فيه من الكلية.. ساعتها بقت بتواعد شاب من دفعتنا و انا لما شوفتها بعيني معاه كل اعجابي بيها اختفى و خصوصا لما عرفت انها بتحبه نسيتها خالص.. بعدين الشاب ده لما سمع ان انا معجب بيها كرهني جامد و حاول مرة انه يوقعني بمشكلة .. و بعد فترة سابها و جاني الشركة و قالي لو عايز فيك تتجوزها دلوقتي و لما سألته ليه دلوقتي بالضبط قلي انه...

قطع كلامه فجأة ثمّ التفت إليها معلنا عن نهاية الحديث: بس كده

لم تشاء أن تسأله عما قاله له ذلك الشاب، ربما أراد أن يحتفظ به لنفسه فقط و ربما لا يريد أن يخبرها القصة كاملة، هكذا أقنعت نفسها ثم سألته بفضول وتردد:  انت كنت بتحبها؟

استغرب سؤالها جدا ولا يعلم لماذا ابتسم.. نظر لعينيها وأجاب: لو كنت بحبها كنت اتجوزتها وكانت هي اللي قصادي دلوقتي مش انتي

بنظرة أخرى (مـكـتملـة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن