وصلت ملاك إلى ذلك الملهى الليلي، نزلت من السيارة ورفعت رأسها و نظرت الى المكان نظرة قرف و تقزز و انتابها شعور غريب، شعرت بالإرتباك و تسارعت نبضات قلبها و مع كل خطوة تخطوها في إتجاه ذلك المكان يزداد شعورها بالخوف، انها المرة الاولى التي تحملها خطواتها إلى هنا، المرة الأولى التي تأتي فيها إلى هذا المكان .. وصلت إلى الباب، إنتظرت أمامه قليلا و أخذت نفسا عميقا و حاولت ان تستجمع نفسها وتجدد ثقتها بنفسها قبل أن تدلف إلى الداخل و تمنت أن ينتهي الأمر الذي أتت لأجله وأن تنتهي هذه الليلة بسرعة.
***
في نفس الزمان وصل عمر و أحمد إلى نفس المكان، وكانت النظرة التي ألقاها عمر على ذلك المكان نفس نظرة ملاك إليه ، تنهد بضيق و قال بيأسعمر: يعني مش فاضل حل تاني غير ده؟
أحمد بنفس نبرته: مع الأسف مفيش
وعندما لمح الضيق في ملامحه تابع بتشجيع : عمر إنت لازم تعمل كده و بعدين هي مش مستاهلة لكل القلق ده! انت هتعمل اتفاق مع وحدة علشان تتجوزك كم شهر لحد ما ابوك و امك يقفلوا على سيرة جوازك من هايدي ويلغوها وبعدين كل حد هيروح فى سكته ولا أكن حاجة حصلت
لانت ملامح عمر قليلا فأضاف أحمد وهو يستعد للنزول من السيارة: هنفضل نبص على المكان و مش هننزل ولا ايه؟
وفعلا نزلا من السيارة و توجها إلى الداخل
***
عند ملاك، عبرت إلى الداخل بخطوات متثاقلة وهي تبتلع ريقها بصعوبة وتجول ببصرها بمزيج من الدهشة والذعر والقرف.. كان المكان مزدحما جدا، صوت الغناء الصاخب يجلد الأذن و فتيات و شباب يتمايلون ويرقصون في أحضان بعضهم البعض بلباس فاضح يكشف أكثر ما يستر في ظلام دامس تخترقه الأضواء الملونة، و بعضهم يجلسون في الزوايا يحتسون النبيذ و يحركون رؤسهم هنا و هناك تعبيرًا على حسن مزاجهم و فرحتهم بما يفعلون.. شعرت بالقرف أكثر و أكثر و لعنت نفسها على مجيئها بل لعنت حياتها البائسة و ظروفها الجاحدة التي أجبرتها على القدوم إلى هذا المكان القذر، لعنت زوج والدتها الوغد الذي يتحرش بها كل ما سنحت له الفرصة والذي كان السبب الرئيسي الذي أتى بها إلى هذا المكان، ولعنت والدتها المهملة التي لا تسألها عن حالها ولا تهتم بها ولا تنتبه لما يفعله زوجها بها قط.. تقدمت إلى النادل الذي يقوم بتوزيع النبيذ على الجميع فسألته بصوت مرتفع شبيه بالصراخ لكي يسمعها
ملاك: لو سمحت! أنا بدور على جمال بيه هو هنا؟
أجابها بنفس نبرتها المرتفعة: كان هنا من شوي و لما خلص شغله روح على بيتهملاك: طيب هيرجع هنا امتى؟
النادل: معرفش! بس هو يجي هنا كل خميس يعني بعد يومين كده تلاقيه
ملاك: طيب ممكن اديلك رقمي عشان لما يجي تعرفني؟
النادل: ماشي
أنت تقرأ
بنظرة أخرى (مـكـتملـة)
Roman d'amourأجبرته ظروفه على الذهاب إلى ملهى ليلي بحثا عن فتاة يتفق معها لكي تتزوجه، فوقع فيها ! وسرقت قلبه، و لكنه أبى أن يرضخ لمشاعره ظنًا منه أنها بنت ليل ماجنة وملوثة بلمسات الرجال ولا تناسبه يا ترى هل هي حقا بنت ليل و ماجنة ؟ ام أنها صدفة، وهي أيضا مثله أ...