الفصل السابع

2.3K 60 5
                                    

سيطر على غضبه و إقترب منها بخطوة فتراجعت إلى الوراء بخطوة وظل يقترب منها وهي تتراجع إلى الخلف حتى استندت على الجدار واستقرت بمكانها .. وضع يده تحت ذقنها ورفع رأسها بلطف لتلتقي عينيها مع عينيه في نظرة طويلة مليئة بالكلام، سألها بنبرته الهادئة: و ليه شغلت بالك؟!

ابتسمت بتوتر وهي تجيبه: بس كده

أزاح خصلة متحررة من شعرها ثم مرر أنامله على غمازتها التي ظهرت عندما ابتسمت، ثم على شفتيها المكتنزة و همس: عارفة! أول مرة اشغل بال حد و بيهتم بيا حد كده

قال ذلك ثم دنى منها وأصبح لا يفصله على شفتيها سوى بضع سنتيمترات، أغمضت عينيها و سرعان ما استيقظ الإثنان من سحرهما على صوت الهاتف، شعر بالإحباط و أغمض عيناه بعصبية ثم إبتعد عنها و شق طريقه إلى هاتفه، ليجد أخته جنى تتصل به فتنهد وهو يهمس قبل أن يجيب على مكالمتها: طول عمرك وانتي بتبوظي لحظاتي الجميلة يا اوزعة

****

وصلت أروى إلى بيتها، وقبل أن تنزل من السيارة سألته قائلة: هو انا موقعتش شنطة صغيرة فيها الميك آب بتاعي المرة ليفاتت هنا؟

أحمد: اه صح بس هي مش هنا انا خدتها معايا لشقتي

أروى بسخرية: طبعا تاخدها معاك و تخبيها عشان لو شافتها فردوس في العربية لا سمح الله هتدبس في مشكلة و انت مش ناقص

ضحك على تفكيرها وقال بجدية مصطنعة: ما هو انا عملت كده عشان السبب ده بالضبط

أروى بغضب مخفي: زي ما توقعت يعني! ربنا يديم المحبة بينكوا

أحمد بتمني: آمين يا رب يا كريم.. ادعيلي أوي كده

سيطرت على إنزعاجها وسألت بفضول: هي فردوس دي تبقى مين؟

أحمد بإبتسامة ساحرة: مش فاضل أوي و هتبقى مراتي ان شاء الله

شعرت أروى بفؤادها ينفطر من شدة الغيظ حتى كاد ان يغمى عليها أمامه، لا تعلم كيف و متى و لماذا أعجبت به و أصبحت تغار عليه هكذا، لقد اجتاحها نفس الإحساس الذي اجتاح صديقتها ملاك ولم تجد له تفسيرا إلا الآن، لاحظ أحمد شحوب وجهها فجأة فشعر بالسعادة تغمر داخله، نعم هي أيضا معجبة به وتشعر بشيء اتجاهه ولكنها تخفي ذلك، لقد اختبرها وتوصل إلى النتيجة التي يبحث عنها، قال لنفسه بفرح: لا والله الظاهر هتبقي مراتي من بكره

ثم تابع وهو يرمقها بتفحص: انتي كويسة؟ اتخطف لونك فجأة كده ليه؟

أروى باضطراب: مفيش انا كويسة، و هنزل دلوقتي

أحمد برجاء: متحرميناش من شوفتك

ابتسمت بتوتر: مع السلامة

نزلت من السيارة وانتظرها حتى دلفت إلى منزلها، و قبل أن يتحرك ابتسم و هتف: غبية

بعد أن دلفت إلى منزلها، ألقت السلام على جدتها واطمأنت عليها ثم توجهت إلى غرفتها، فكّت طرحتها بإهمال وارتمت على السرير بتهالك، وتفاجئت بدموعها التي انسابت على وجنتيها، مسحتها بعنف و نهرت نفسها قائلة: انتي اتجننتي! ازاي تفكري كده؟ هو انتي بتعرفي عنه ايه عشان تعيطي علشانه و تتضايقي من جوازه؟ اصل الأفندي ده خاطب و بيحب خطيبته وهيتجوزها و انتي متعرفيش و صدقتي حركاته الظريفة معاكي و ترجمتيها لحاجة تانية خالص و هو اصلا بيدعي ربنا يديم محبته مع خطيبته و بيخاف تلاقي الميك آب بتاعي و تتخانق معاه .. هو انتي مستنية منه ايه يا غبية؟ بصي دلوقتي غبائك و تطفلك لفين ودوكي

بنظرة أخرى (مـكـتملـة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن