حاول التحكم بأعصابه وتحدث بهدوء: ممكن افهم انتي زعلانة مني ليه؟ مش قولتلك ان ده اللي هيحصل و كمان اتفقنا انك مش هتهتمي بكلام امي؟ انتي بتتقمصي دلوقتي ليه؟
نظرت إليه بغضب ثم تجاهلته وتوجهت إلى السيارة و ركبت و صفقت الباب بقوة، فزفر بضيق و ردد بحنق: اللهم طولك يا روح
وصلوا إلى الشقة فتوجهت ملاك إلى الحمام مباشرة، فكّت طرحتها و بكت حتى خارت قواها.. بكت على نفسها وعلى حياتها القديمة الأليمة ثم على حياتها الجديدة الأكثر ألما من سابقتها، بعد ذلك نهضت و غسلت وجهها و خرجت من الحمام لتجد عمر ينتظرها في الغرفة، عندما رأها نهض وتوجه إليها يسألها بقلق: احسن دلوقتي؟
تجاهلت كلامه ولم ترد عليه واتجهت إلى الخزانة، فتحتها و أخذت تبحث عن شيء ترتديه من تلك الملابس التي اشتراها لها سابقا.. إستفزّه تجاهلها له فاقترب منها بلمح البصر و أمسكها من ذراعها وزمجر قائلا: مش باكلمك؟ مبترديش عليا ليه؟
ملاك ببرود: سيبني
عمر: مش هسيبك لحد ما تفهميني ليه مأفورة كده و مغتاظة
ملاك ببرود: مفيش قولتلك سيبني
عمر: طيب انا بعتذرلك بالنيابة عن أمي
ملاك بسخرية: و انت بتعتذر ليه؟ ما انت قولتلي نفس كلامها قبل كدا و معتذرتش و دلوقتي عامل السيد المحترم و جاي تعتذر بدال الناس
لم يستطع عمر التحكم في أعصابه أكثر من ذلك، خاصة أمام كلامها المستفز فانفجر فيها وهو يهزّها من ذراعها بعصبية شديدة: تصدقي! معاكي حق هو أنا ليه بعتذرلك اصلا ؟ مش دي الحقيقة؟ هو انا تعرفت عليكي بجامع؟ ما انا تعرف عليكي بملهى ليلي و كلام امي كله على بعضه مضبوط
ملاك ببكاء وهي تنظر إليه بيأس: معاك حق
بمجرد ما أنهى جملته ندم عليها أشد الندم، نظر إلى حالتها الهزيلة فإنفطر فؤاده عليها، أرجع شعره للوراء بعصبية و تنهد بضيق ثم تحدث بهدوء: ليه خليتيني اقول كده؟ حرام عليكي ده انتي بتخرجي الانسان عن شعوره
كانت عيناها مثبتة في الأرض تبكي في صمت و حينها تمتمت بخفوت: ممكن تسيب ايدي دلوقتي
حاول أن يلطف الجو فقال لها بلطف: طيب أنا باعتذر منك أهو و كل الكلام اللي قولتهولك مش من قلبي عشان انتي اللي خليتيني اقوله باستفزازك و بعدين ماشوفتنيش ازاي رديت على امي و دافعت عليك؟ يلا سامحيني قلبك أبيض
ملاك ببرود: طيب
عمر: ايه طيب دي؟
كانت ستواصل غضبها منه وخاصة أنّه لمس الوتر الحساس مرة أخرى و جرحها بنفس الكلام مجددًا، لكن ما يُدريه أنّها بنت شريفة و ذهبت إلى ذلك المكان القذر فقط لطلب المساعدة؟ لا يجب عليها أن تلقي اللوم عليه وهو يحمل عنها صورة ناقصة ولا يعلم عن حياتها شيء، غير ذلك فقد قال لها قبل أن يواجه بها عائلته بأن تبقى صامدة ولا تتأثر بكلام أحد فمثل هذه المواقف تتطلب التجاهل و اللامبالاة.
أنت تقرأ
بنظرة أخرى (مـكـتملـة)
Romanceأجبرته ظروفه على الذهاب إلى ملهى ليلي بحثا عن فتاة يتفق معها لكي تتزوجه، فوقع فيها ! وسرقت قلبه، و لكنه أبى أن يرضخ لمشاعره ظنًا منه أنها بنت ليل ماجنة وملوثة بلمسات الرجال ولا تناسبه يا ترى هل هي حقا بنت ليل و ماجنة ؟ ام أنها صدفة، وهي أيضا مثله أ...