تمشي في الطريق و دموعها تسبقها، تبكي قهر الحياة و ظلمها، لماذا الحياة ليست عادلة معها؟ لماذا دوما تجلدها ببطشها؟ لقد توفي والدها وهي بسن الخامسة عشر لتتزوج والدتها برجل عابث ينظر لها دوما بشهوة و يكاد يجن من جمالها لدرجة أنه أصبح يبحث عن الفرصة ليتقرّب منها، كانت فتاة حنطية البشرة ذات عينان عسليتان تحوطهما أهداب طويلة، جميلة الملامح وجنتيها مشبعة بحمرة و تزينهما غمازة تظهر كلما إبتسمت، ذات شعر كستنائي طويل مما جعل زوج والدتها يُغرم بجمالها الآسر و يتسائل دوما لماذا زوجته لم تكن جميلة مثلها؟ يبدو انها ورثت الجمال من والدها.. وقفت في مكان عام و جلست على احد المقاعد، مسحت عبراتها و فتحت هاتفها و اتصلت بأحدهم ليرد عليها بعد لحظات
الرجل: ازيك يا حبيبتي عاملة ايه؟ملاك بحزن: انا تعبانة جدا و عايزة اشوفك ممكن تيجي عندي؟ وكمان فيه موضوع مهم هقولك عليه
الرجل: آسف يا قلبي بس مشغول و مش هقدر اجي اعذريني
تملك منها الغضب فصاحت به: قولتلك موضوع مهم و الشغل الزفت مش هيهرب .. هبعتلك العنوان و تعالى هنا بسرعة و متنرفزنيش
قالت ذلك وغلقت الخط و من شدة غضبها ضربت المقعد بقوة فتألمت يدها التي وقعت عليها سابقا في الملهى الليلي، مررت أناملها على ذلك الجرح و لولهة تذكرت تلك اللحظة، تذكرت عيناه وملامحه الوقورة التي تعكس جاذبية معينة وشفاهه المزمومة وشعره الحريري المصفوف الى الوراء بعناية وذقنه الخفيف الذي يكاد يختفي، رأت كل ذلك تحت الأضواء الملونة الخافتة وترسخت في ذاكرتها، حاولت ان تنبذه من تفكيرها فهاجمتها ذكراه مرة أخرى، عندما وقعت بين يديه فأمسك بها وحوّطها بذراعيه بلمح البصر، اصبحت كالطفلة الصغيرة أمام جسده الرياضي، و بصوت مسموع قالت باستغراب: منظرك مش منظر واحد بتاع الاماكن دي!
أجابها احدهم وهو يجلس بجوارها: و انا كمان بقول كده بس انتي اللي اصريت اني اجي
انتبهت له ونهضت بإرتباك وهتفت: فتحي! انت جيت!
فتحي باستغراب: زي ما انتي شايفة.. هو مين ده اللي منظره مش عاجبك؟
ملاك بلا إهتمام: مش مهم
فتحي بنفاذ صبر: انا كمان ميهمنيش.. طيب قوليلي جبتيني هنا ليه؟
ترددت قليلا ثم حسمت أمرها وقالت كلامها دفعة واحدة: خلينا نتجوز بسرعة
فتحي بصدمة: نعم!!
ملاك بحزم: قلوتلك خلينا نتجوز، انا مش هفضل ماشية معاك في الحرام اكثر من كدا
فتحي بسخرية: حرام ايه و زفت ايه هو انا بوديكي شقتي كل يوم؟ هما بس خمس كلمات بنتكلمهم على الفون رجعتيهم حرام؟ حتى ايدك ملمستهاش ابدا
ملاك : طيب ما انت بتحبني؟ واهو ليك شقة و بتشتغل و كل امورك تمام! هنستنى كمان ليه؟
بدأ فتحي ينزعج من أمر الزواج المفاجئ والتمس في طريقة كلامها شيئا من التوسل فسألها: لحظة بس.. هو انتي طلعتي حكاية الجواز دي منين؟
أنت تقرأ
بنظرة أخرى (مـكـتملـة)
Romanceأجبرته ظروفه على الذهاب إلى ملهى ليلي بحثا عن فتاة يتفق معها لكي تتزوجه، فوقع فيها ! وسرقت قلبه، و لكنه أبى أن يرضخ لمشاعره ظنًا منه أنها بنت ليل ماجنة وملوثة بلمسات الرجال ولا تناسبه يا ترى هل هي حقا بنت ليل و ماجنة ؟ ام أنها صدفة، وهي أيضا مثله أ...