بينما ينام العالم 1

2.4K 94 74
                                    

فتحت سولچين عينيها الخضراوتان الرقيقتان واول ماذهب عقلها إليه هو لعنه هذا العصر "التكنولوجيا". تصفحت المواقع التي تسمي"الفيسبوك والانستجرام" قبل أن تصطدم ان الساعه دقت التاسعه صباحاً.
نهضت سريعاً وفتحت خزانة الملابس واخرجت ملابسها ، لكنها تذكرت للتو أنه يومًا مهماً فى تاريخ شركتها ، أنه يوم إجتماع بشركه ماليزية للافتتاح فرع جديد فى ماليزيا.
ومن ثم أخرجت البليزر الابيض وذهبت إلى مرآتها لتضع مكياچها على وجها الرقيق وهى تدندن أغنيه قدام مرايتها عادى تتدلع براحتها ووضعت القليل من عطرها المميز وأخذت حقيبتها أستعدت للذهاب إلى العمل.
- صباح الخير ياماما.
= صباح النور هعملك الفطار.
- لا لا ارجوكى انا متاخره جدا انهارده.
= طب خلاص هعملك قهوتك.
- لا انا هعدى ع ماكدونالدز فى طريقى اشترى قهوتى.
= خلاص ماشى خلى بالك من نفسك وابقى ابعتى بيانات سواق الاوبريت ده لعبده.
سولچين "باسمة"
- ياماما ياماما اسمه اوبر ياحبيبتى يلا بقى عشان متاخرش.
= يجعل فى كل طريقك سلامه.
                            ****.
دقت عقارب ساعة سولچين العاشرة والربع ، قابلت سارة والتى هى بمسمى عصفوره الشغل والتى قالت لها فى خباثه
- استاذ محمد فى انتظارك جوه فى المكتب.
= على الصبح كده ياساتر يارب.
طرقت سولچين الباب بيدها الرقيقه وسمح لها محمد بالدخول
*محمد مدير التنفيذي لشركة Outfit الشركه التى تعمل لديها سولچين شاب فى ثلاثينيات من عمره عصبى الشخصية اسمر اللون صعيدى اللهجة ويعمل تحت مسمى وكله بما يرضي الله*
دخلت سولچين والذى بدأ على الاستاذ محمد الضيق وقال لها فى نرفزه
- ساعاتك كام؟
ردت سولچين "باسمة"
= 10.15 بس اسفه بجد انا كنت سهرانه على الماتريال بتاعت الMeeting انهارده.
- ده تانى انذار ليكى فى الشهر ده وبعدين دى مش قصتى انا ليا عندك مواعيد ملتزمة زى مانتى ليكى عندى مرتب اخر الشهر اتفضلى على مكتبك مع باقى الزملا.
خرجت سولچين متحدثه نفسها
- لعنه الله عليك
                             *****
دخلت سولچين مكتبها وفى يديها القهوة البارده ، جلست على مكتبها ، ألتفت إليها زميلها يونس
*يونس شاب فى أواخر العشرينات شاب طموح مكافح شاب ذو بشره صافيه ولون قمحاوى لديه غمازة فى جنب اليمين وابتسامته الساحره*
- صباح الخير.
= صباح الخير يايونس.
- الجميل زعلان ليه! ومتاخر علينا بس ليه ياقمر.
= يونس قولتك ميت مره مابحبش الاسلوب ده.
- خلاص خلاص انا لاقيتك مضايقه قولت افرفشك.
= لعنه الله عليكم.
يونس "ضاحكاً"
- خليكى كده كأنك خارجه من قناة mbc2.
دخلت سارة ووجهت كلامها إليهم
- يلا اتفضلوا على اوضه الMeeting عشان ربع ساعة وهنبدا.
خرج يونس ويليه يوسف ويليه ايمن ويليهم شيماء وسولچين
*شيماء فتاة حديثه التخرج تفتقر اللغات والمؤهلات التى تساعدها بالعمل فى إحدى الشركات الكبرى ولكن ولدها الرائد جمال محمد وصديق صاحب الشركه التى تعمل بيها.
فتاة جميله اتولدت بعيون الواسعة ورموشها الكثيفة بيضاء البشره وشعرها البنى والذى هو بتحت حجابها.
نظرت شيماء الى سولچين ضاحكه
- كأننا شغالين فى المفاعل النووي.
= ياستى امتى اتجوز وامشى من المخروبه دى.
- طب مايونس مستنى منك نظره وابتسامه والواد دايب خالص ولا انتى بقى مش حابه حد غير الواد الى تقلان عليكى ده.
سولچين بنظره غاضبه
= تصدقى انا غلطانه ياشيمااااااء شيماااااء
                              *****.
دخل تيم ال"ماركتنج" لغرفة الاجتماعات ورحبوا بالشركه الماليزية وقامت سولچين بعرض فكرة الترويج لفرعهم الجديد فى ماليزيا برغم توترها ولكن الثقه بالنفس كانت اقوى.
انبهر الحاضرين بأداء سولچين ولكن هناك من هو اكثر انبهاراً  يونس يراقب حركتها طريقه حديثها حركات يدها طريقتها وهى تلاعب شعرها بايدها يرى توترها وابتسامتها و بعد إنتهاءها من العرض يا له من منظر رائع رومانسي جميل نراه فى الافلام فقط.
ننتقل إلى شيماء التى  لاحظت نظرات يونس لسولچين  إشتعلت  نار الغيرة في قلبها.
                              *****.
أمسكت سولچين هاتفها وفتحت الابلكيشن الذى يسمى "الواتساب" ووجدت رساله من زين
* زين شاب الثلاثينيات من عمره جار سولچين شاب وسيم جسده متناسق مع عضلاته
سولچين مغرمه به ولكنه يريد الزواج من ابنة عمه*
- ها طمنينى عملتى ايه!.
= الحمدلله بالمناسبة دى انا لسه عند وعدى عازماك بره.
رد زين ضاحكاً على رسالتها
- قبضتى ولا ايه!.
= لا وعدتك لو قدمت ال Project حلو هعزمك.
دخلت شيماء ولاحظت ابتسامه سولچين وقالت
- كنتى هايله انهارده لو انا مدير كنت قبضتك.
ردت سولچين ضاحكه
= ياشيخه طب قوليله اقبض تانى عشان عازمة زين بعد الشغل وبينى وبينك محتاجه فلوس.
ردت شيماء وهى رافعه احدى حاجبيها
- طب يونس.
= القلب ومايريد بقى.
أمسكت سولچين هاتفها وأرسلت احد عنوان المطاعم لزين
"مستنياك هناك بعد الشغل"
دخل يونس ومازال في نفس الإنبهار بينما شيماء إشتعل فى قلبها نار الغيرة مجدداً.
- كنتى عظيمه ان الاوان اهلى واهلك يتعرفوا.
سولجين "ضاحكة"
= لما تيجى الفرصه.
انتهى وقت العمل أخذت سولجين حقيبتها واستعدت للذهاب إلى المطعم لمقابلة زين.
                                     ****.
ارتادت سولچين ذلك المطعم التى اُرسلته لزين سابقاً ، أخذت تبحث عن زين بلهفه ولكنها تعرف إنها لهفه كاذبه .. لهفه وهى تعلم أن قلبه لم يكن لها يوم من الايام.. لهفه وهى تريد ان تتخطى حبه ولكنها فشلت مراراً و تكراراً..لهفه وهى تعطى فرص للجواز ولكن قلبها رافض أن العريس ليس بزين.
لمحها زين وهى واقفه تائهه ثائرة حائرة فى أفكارها أشار إليها.
- اتأخرت عليك!.
= لا لا ابدا لسه جاى من شويه.
سولچين "باسمه"
- تحب تاكل ايه على حسابى متخفش.
زين "ضاحكاً"
= اى حاجه اى حاجه يعنى حتى لو غالى.
ضحكت سولچين بصوت شبه عالى ونظرت له بتعمق
- مافيش حاجه تغلى عليك.
حَطّ النادل الطعام وتبادل الحديث بين زين وسولچين حتى ألقى زين جملته
= مش انا هخطب الشهر الجاى.
نطقت تعابير وجه سولچين دون ان ينطق لسانها وحاولت تدارى دموع عينياها والتى تملئ نهر إذا جف.
- الف مبروك ربنا يهنيك.
لاحظ زين تغير نبرة صوتها ولكنه اكمل كلامه
= انتى اول وحده من المعزوميين.
- طبعا ده الباب فى الباب.
أكملت طعامها وعينيها تهرب من النظر لزين وكان زين مراقب تغيرها.
                                     ****.
تكلم الفقهاء فى الحب لأنهم يعرفون أنه ليس عيباً ولا حراماً ولا تهمة ولا جريمة بل إنه أسمى وأنبل مشاعر الإنسان...
نعلم جيداً أن قلوب بيد الله
هناك من يتألم قلبه بما يسمى حب من طرف واحد
وهناك من يريد الخروج من علاقه بما تسمى علاقه مؤذيه
وهناك... وهناك... وهناك... وجميعهم تحت مسمى واحد "الحب".
إنه الحب، والحب وحده هو من يجعل العالم يستمر.
                            ****.
ذهب زين لبيته وألقى بجسده على سريره وامتلأت عينيه بالدموع.
قلبه مع سولچين ولكن جسده مع قريبته
محدثاً زين لنفسيه
"انا اسف انا اسف ده مش قرارى دى جوازه والسلام عشان ابويا قرر اتجوز بنت عمى بسبب الورث هو خايف عمى ياخد على كل حاجه فقال انا احق من الغريب،انا عارف انك بتلومينى انى ازاى موافق وازاى ماشى فى موضوع غصب عنى بس ابويا قال اعتبر لا ليك اب ولا ليك ورث وهيطردنى بره البيت انا عارف ان مش ظاهر ليكى ده ولكن الظاهر عكس كده بس صدقينى نظرتك ليا انهارده وعيونك الى اتملت بالدموع كانت كفيله تكسر قلبى زى ماقلبك مكسور دلوقتي"..
                               *****.
دخلت سولچين من باب الشقه ولمحت والدتها واخيها الصغير.
وراحت الى صوره والدها محدثه نفسها
"محتاجاك اوى يابابا".
نظرت والده سولچين إليها متحدثه
- احضرلك الاكل.
= لا لا انا اتغديت مع زين.
- بجد هو عامل ايه.
= آه كويس ده هيخطب الشهر الجاى.
- بجد مين.
= بنت عمه انا هدخل اوضتى أريح شويه
- ياختى أمه كانت هنا اول امبارح ومقالتش اى حاجه خالص ، طول عمرها خبيثه تحب تعرف اخبار الناس بس محدش يعرف اخبارها.
تركت سولچين امها تتحدث وذهبت إلي غرفتها تنظر حولها ، طرقت والدتها ودخلت إليها أومأت سولچين الى حضنها وظلت تبكى وكأن بركان انفجر تفتت قلبها فى كل مكان.
وبهذا المأوى كفيل يعيد لها قلبها من جديد ولكن به شروخ لم ولن يعود مثلما كان!!
تحدثت امها بنبره حنينه
- انا عارفه انتى حاسه بايه بس ده النصيب ولازم تتقبلى الوضع الجديد.
                                ****.
مر من الوقت وارتاحت سولچين بحديثها مع والدتها أمسكت هاتفها وبحثت عن اسم يونس فى قائمة الواتساب وكتبت له
"يونس انا موافقه ان العيلتين يتعرفوا على بعض"
تركت هاتفها وذهبت الى أحلام اليقظه خاصتها التى نسمياها "الساعه ماقبل النوم" لتذهب بمخيلاتها وتكمل باقى يوم امس وهى تحتفل بخطبتها على زين....
-. ***يتابع****
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن