بينما ينام العالم 3

356 27 3
                                    

تَيَقَّظت سولچين والتعب يحيط بجسدها واخذت تنظر حولها بتعجب وتحدث نفسها
"ايه الشقه دى مش غريبه عليا والعفش ده مش غريب هو كمان"
قطع طرقه الباب حديث أفكارها ودخل زين باسماً إليها قائلا
-عامله ايه دلوقت ياحبيبتي بقيتى احسن!
نظرت له سولچين بااستغراب ولسانها عاجزا عن النطق،ساد الصمت لحظات طويله ثم قاطعت الصمت بصوت كاد يكون غير مسموع
-زين انت بتعمل ايه هنا!!!!
استغرب زين من طريقه كلام سولچين وقال لها
-انتى لسه تعبانه ولا ايه!
نهضت سولچين من على السرير واخذت تستند على حرفه وهى تقول له
-انت بتعمل ايه هنا وايه الشقه دى انا فين!
نظر لها زين فى غضب مكتوم قائلاً:
-مالك بس ياسولچى فيكى ايه.. حاول ان يضع ايده على كتفها
صرخت سولچين قائله:
-ابعد عنى متلمسنيش.
-يابنتى دى شقتنا احنا بقالنا شهر متجوزين ايه ناسيه ولا ايه؟
نظرت سولچين له بااستغراب وكانت تتلعثم فى كلامها
-اي ا ايه انت انت بتقول ايه! متجوزين مين!
امسكت سولچين رأسها واحست بدوار،جلست على الارض وبجانبها زين بخوف ويحدثها ماذا بها
****.
تركها زين وهى مشتته الأفكار جليسه على الارض ووضعت ذقنها على ركبتيها المضمومتين الى صدرها واخذت تفكر ماذا حدث! ومالذى جاء بها إلى هنا؟
اخر شئ تتذكره هو العمل وحديثها مع يونس وذهابها للمرحاض حتى اغشى عليها.
ولكن زين! زين ماذا يفعل هنا؟ ولما هى هنا من الأساس!
انه حلم...لابد أن يكون حلم.
قامت مسرعه على المرآة واخذت تتفحص وجها الشاحب وتتفحص عيونها وتضرب بشدة فى نفسها وتشد فى شعرها على أمل أنها تستيقظ من حلمها نظرت أمامها الى الساعه الرقميه المعلقه على الجدران لتجدها 11:55 ظنت للتو أن المبنة هاتفها المحمول يدق بنغمته لتستفاق من حلمها مثل كل يوم او تنهض على صوت والدتها وهى تيقظها،ولكن كيف!
رجعت تنظر إلى مرآة مره اخرى
ومن ثم تناولت البحث عن هاتفها المحمول فى جميع أنحاء الغرفة حتى وجدته فى "درج الكوميدينو" ومن ثم إرتطمت بصوره لها وهى عروس زين بالفستان الابيض ويرتدى هو الاخر البدله السوداء،أطلقت الهاتف على الارض واخذت تصرخ وتصيح.
*****.
فى غرفة اخرى كان زين يتحدث مع والدته عبر الهاتف
-سولچين جاتلها الحاله تانى مش عارف اعمل ايه.
-....
-منا لفيت على دكاترة كتير وهى هى الكلمه"اضطراب الذاكرة متلازمة"
-....
-انا تعبت وجبت أخرى ده كل يومين مش عارفنى هى دى عيشه.
-....
-طيب طيب اقفلى دلوقتي دى عامله تصوت جوه اهى.
اغلق زين مع والدته وراح اتصل بوالدتها وقص عليها حالتها وكالعادة قالت له انها قادمه مسرعة.

"يعتبر اضطراب الذاكرة متلازمة سريرية شاذة (على عكس فقدان الذاكرة العضوي)، حيث أن الشخص المصاب باضطراب الذاكرة نفسي المنشأ غير قادر وبشكل كبير على تذكر المعلومات الشخصية عن نفسه. كذلك يعاني هذا الشخص من نقص الوعي والمعرفة الذاتية التي تؤثر حتى على المعرفة البسيطة لهذا الشخص، مثل من يكون هؤلاء"
****.
من ناحية أخرى نائمه سولچين كالملاك و كان يونس جالس بجانبها ينظرلها فى شفقه وحزن وعيونه ممتلئة بالدموع اخذ يدها وامسكها برفق وهو يقول لها
-متخفيش هتكونى احسن ان شاء الله وهتقومى وترجعى ليا.
***.
دخلت والدته سولچين لتضع يدها على كتف يونس واخذت تطبطب على كتفه وهى تقول
-قوم روح يابنى كفايه كده انت كل يوم هنا وكمان انت لسه راجع من شغلك اكيد تعبان.
نظرلها يونس بنظره كلها كسر بعينيه وقال
-العالم كله فى كافه وهى فى كافه تانيه،انتى متعرفيش ياطنط انا بحبها قد ايه،ده حب من نظره اولى،لا مش حب من نظره اولى دى اول حب ليا.
نظرت له والدتها وفى عينيها علامه استفهام كبيرة وقالت فى حيره
-لا هعملك قهوة وتعالى نقعد فى صاله نحكى
****.
اخذ يونس رشفه من قهوته بينما تناولت والدة سولچين رشفتها هى الأخرى ومن ثم وضعت فنجان على المنضدة وهى تقول له
-احكيلى
اخذ يونس تنهيده طويله ونظر لها ودموع تغرر فى عينيه واخذ يحكى اول يوم له فى العمل بالشركه وجلس على مكتب سولچين حيث قال له يوسف انه مكان الانسه سولچين ولكنها اليوم فى اجازه وكان فضوله كاد أن يقتله يريد أن يرى من هى صاحبه هذا الإسم الجميل الغريب ومامعنى إسمها،حتى رآها اليوم التالي باابتسامتها الساحرة وهى تلقى كلمتها"صباح الخير".
اكمل يونس كلامه وهو يبكى أخيرا سحاب الغيوم اخذت مصيرها وبدأت ان تمطر.
وقفت امامه باسمه وهى تقول له ان هذه مكتبها فقال لها اسف ومدى يده وهو يقول يونس ابتسمت مره اخرى سولچين
ياله من اسم جميل مثل صاحبته ذات عيون خضراء وبشره بيضاء وابتسامه تقوم عليها الحروب بين البلدان.
رقه حديثها واناقه ملابسها وظللتُ اسئل نفسى...
هل هى حقيقه ام هى من وحى خيالى!؟
هل هاربه من فيلم كارتونى؟
سبحان الخالق المبدع..
استيقظ من حبل أفكاره بصوت سولچين وهى بتقول له "يونس مالك سرحت فى ايه".
اكمل يونس حديثه وهو ينظر على غرفه سولچين حيث تنام فيها ويقول منذ ذلك اليوم وانا قولت لنفسى انى وجدتها اخيرا..نصفى الاخر
بدأت اتعرف عليها اكثر واكثر وعن الاشياء التى تحبها واشياء تكرها وظللتُ ادعى كل وقت بين سجده وسجده وبين الاذان والإقامة ان تكون لى
طلبتها من ربى واتمنى ها من الدنيا!!
****.
من ناحية أخرى كانت والدة سولچين فى الغرفه تجلس مع ابنتها و كانت تصرخ وتبكى وكأنها لم تتعلم شي فى الحياة إلا الصراخ والبكاء والدتها تحاول تهدئتها ظلت الصوره بهذا المنظر التى نراه فى كل بيت فى هذه الحياة،صوره فتاة ذات شعر ذهبى لامع وعيون زرقاء والجسم الرشيق المشدود ولكن بداخلها لوحة كبيرة باللون الاسود لا هو لون ابيض او رمادي ولكنه الاسود الداكن الذى يغطى عالمنا الآن.
ثم قاطعت هذه الصورة صوت اقدام مع نبره صوت تعرفها جيدا سولچين،،،ولكن هذه النبره اختفت لفتره طويله من حياتها،لترفع راسها ناحيه مصدر الصوت وتنظر لتجد والدها امامها ينظر إليها فى كسره وحزن نظرت له سولچين جيداً واخذت تحدق بالنظر
ما هذا الذى ترى؟
كيف ان يكون والدها هنا؟
هل هذا خيال ام حلم؟

**يوم الاربعاء الموافق9/4/2017
كانت سولچين تجلس على سجاده الصلاه وتدعى ان والدها يتحسن ويغادر غرفه العنايه المركزة ولا ينتهى اليوم حتى أخبرت المستشفى الأهل ان الوالد توفاه الله لينكسر العمود الفقري لهذا البيت ويدخل إليه الغراب والتراب وترفض الشمس زياره هذا البيت مره اخرى وتصبح الارض بور لا تصلح للزراعة مره اخرى**

اخذت تنظر لوالدها وبدأ يتحدث إليها:
-مالك بس يابنتى ايه إلى جرالك انتى محتاجه شيخ مش دكتور نفسي انا بنتى مش مجنونه.
واخذ يُقرب منها خطوة بخطوة وهى تبتعدت وتدخل فى حضن والدتها اكثر واكثر رفضت التحدث مع والدها او يقترب منها،هى متأكدة بل كلها يقين ان هذا ماهو إلا تخيل فى مخيلتها ليس بحقيقة.
***تتابع****
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن