بينما ينام العالم 18

131 15 3
                                    

ركبت سولچين وذهب زين مسرعًا للناحيه الأخرى ليركب هو الآخر،صوت حديثهم وضحكاتهم تعلو صوت الاغاني،تدندن سولچين ويكمل وراءها زين باقى الاغنية.
لحظات هنا تتمنى ليقف فيها الزمن ولو لدقيقه.
****.
قطف يونس نعناع من حديقه الشرفة ووضعها فى الشاى ووقف ينظر إلى الشارع ويحدق بالمارة هنا وهناك ويفكر بالعرض الوظيفى الذى قدمه الاستاذ محمد له.
يكلم نفسه والغريب فى الأمر أن قلبه يجيبه وكأنه شخص يدير الحوار.
-ماليزيا.
-مالها ماليزيا ياعم،على الاقل هنرتاح منها ومن الغبى زين.
-بس انا معرفش حد هناك ولا اعرف اتكلم ماليزى.
-يعنى الناس الى راحت كانت بتعرف.
-الموضوع مش سهل وبعدين اسيب اهلى ازاى واروح مكان معرفش فيه حد.
-سبها على الله ويلا نروح نبدأ حياة جديدة ونعرف ناس جديدة ونرجع نعيش.
****.
وضعت سولچين اكواب الشاى وجلست بجانب زين ومن الناحيه الموازيه تجلس أم سولچين.
فتح عبده الباب ودخل سلم على زين وجلسوا جميعهم،قامت سولچين لعمل الشاى لتكمل باقى الاكواب،صوت ضحكهم كان يتعالي خرجت لهم سولچين باسمه:
-ضحكونى معاكم.
ردت والدتها:
-بقول لزين خاف على نفسك دى مجنونه ووقت العصبيه مش بتشوف قدامها.
رد اخوها:
-اختى حبيبتى وانا عارفها.
ضحك زين بصوت عالى نظرت له سولچين فى غضب كاتم ضحكتها قائله:
-بقى كده بتتفقوا عليا.
قام زين مسرعًا ذاهب لها وامسك بيديها وقبلها قائلا:
-هو انا اقدر.
-طب خلاص سماح المره دي.
اكملوا جلستهم وحديثهم وتركتهم الام وثم عبده وظل الحبيبين يمسكان باايدى بعضهم،حديثهم يطول وكأنه اخر حديث لهم.
قاطع حديثهم نغمه رنين هاتف زين والذى تغيرت ملامحه مع النغمه،قالت سولچين فى استغراب
-فى ايه مالك ومين الى بيتصل.
-لا دى مكالمة شغل وخلاص انا كنسلت عليه،ها كنا بنقول ايه بقى.
ظهر على زين التوتر واكمل حديثهم،قاطع نغمه رنين مره ثانيه ثم عاود الاتصال مره وثانيه وثالثه
قالت سولچين:
-طب رد ممكن يكون حاجه مهمه فى الشغل.
-لا لا خلاص انا نازل هكلمه تحت يلا تصبحى على خير.
هم زين بالرحيل ونزل ركب سيارته ودق على الرقم
-الوو مش قولتك مترنيش انهارده خالص.
- .......
-لا قولتك مش هينفع اقابلك انهارده
- .......
-حبيبى ايه و زفت ايه انا قولتك مش عاوزها تحس باى حاجه.
- .......
-يوووو هو كل شويه هو انت مش بتحبنى زى الاول ياشيخه بطلى بقى
- .......
- اه اه انا بحبها اكتر منك ارتحتى
- ........
-ياحبيبتى انتى الى عصبتينى
- .......
- خلاص بكره نتقابل
*****.
رمت سولچين بجسدها على السرير ووضعت يدها على قلبها وكأنه بركان سينفجر الآن،صوت دقاته تملئ المكان بأكمله،لا تصدق ان حبيبها منذ الطفولة الآن ترتدى خاتمه،قامت وجلست وامسكت هاتفها تحاول الإتصال به ولكن هاتفه مشغول،قفلت واتصلت مره اخرى ولكنه مازال مشغول،فتحت الواتساب وكتبت
"انت روحت ولا لسه! بكلمك شكلك مشغول"
وضعت هاتفها وذهبت إلى النوم،رأت نفسها جالسه فى حديقه بجانبها والدها،قام بااحتضانها ونظر إليها فى ابتسامة ثم رفع عينيه إلى زين ولكن فجأة تغيرت نظراته من فرحه إلى حزن،سألته سولچين ماذا به؟لم يجيب وهم بالذهاب.
استفاقت سولچين على صوت المنبه،قامت فى استغراب لمَ حزن والدها مجرد رؤيته لزين!!
****.
جلست على مكتبها تكمل عملها وبعد نصف الوقت لاحظت عدم تواجد يونس.
اين هو؟
ليس من عادته الغياب،شخص ملتزم كثيرا بالمواعيد وملتزم فى عمله،شخص دقيق يبذل كل جهوده.
سألت يوسف هل رأى يونس؟ حرك يوسف كتيفه بعدم المعرفه،ذهبت إلى "Break Area" حيث تواجده هناك مع صديقه "كوب القهوة"ولكنه لم يكن هناك أيضاً،نزلت إلى قسم الانصراف والحضور وسألت عنه ولكنها تفجأت انه لم يأتى اليوم بل قدم استقالته وفى إنتظار الموافقة عليها.
صُدِمَتْ سولچين واحست بالذنب.احست بذنب من تدمير حياة ذلك الشخص، نصيبه أن يقابلها فى اسوء حالتها عندما تخلى عنها زين.
قادتها خطواتها إلى السُلم وكل وضع قدم على الدَرج تفكر ماذا أحل بها؟ لما هذا الشر فيها؟ كان شرها كفيل بتدمير شاب ليس له اى ذنب،اصبحت شريره فى رواية احدهم.
ما ذنبه إذن! هل ذنبه الوحيد انه احبها؟ قدم لها قلبه على طبق من الذهب.
لماذا قبلت الهديه وقامت بتكسيرها مثل الأطفال،دائما تجبرنا الحياة على حب أشخاص لا نستطيع الحصول عليهم، أاهذا عدلا؟ أنه اختبار مميت يُقتل ببطئ.
أن تكون شخص ميت من الداخل و حى من الخارج، هذا الذى يسمى الموتى الاحياء "الزومبى"، الافلام التى قومنا بمشاهدتها مرات ومرات،اصبحنا نحن الآن الموتى الاحياء،يُنتج الآن فيلم من بطولة يونس،شخص من مُحبّي للحياة إلى شخص يعيش فقط فى انتظار الموت.
تظل فى نظرنا حياة ليست عادلة،تفرق وتقرب بين القلوب والأشخاص وكأنها شخص قوى ذو نفوذ كبير يتحكم بنا او شخص صاحب عرائس ذات خيوط متحركه يحركها فى عرض مسرحى،متى نتخلص من هذا! متى نصبح أحرار؟هل قدرنا أن نكون أحرار فى الجنه!؟
هاتفت سولچين يونس لم يرد،هاتفته مره آخرى ولكنه لم يرد.
*****.
تواجد زين فى المطعم حسب الاتفاق وجلس منتظر،ينظر فى ساعته فات نصف ساعة ولم تأتى بعد،كل دقيقه بل كل ثانيه يذهب إليه الجرسون ويطلب قهوة تاره وشاى تاره أخرى،أصبح أمامه كوبين من القهوة وكوب من الشاى.
دخلت صاحبه الصوت العالى من الحذاء ذات كعب،لفتت انتباه الجالسين ولفت زين إليها،جلست أمامه وقالت:
-سورى ياحبيبى اتأخرت عليك.
-لا ياساره ولا يهمك.
-على فكره سولچين انهارده كانت مشغوله على يونس عشان مجاش الشغل.
***تتابع****

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن