بينما ينام العالم 21

123 12 1
                                    

استفاقت سولچين على صوت والدتها وهى تقول لها "زين بره"،اندهشت سولچين لوهلة.
خرجت له فى كامل أناقتها وابتسمت له،مد زين يده وسلم عليها قائلا:
-ايه الجمال ده كله!.
ابتسمت سولچين ولكنها ليست ابتسامة خجل او كسوف بل ابتسامة فيها شيء من الاستحقار ثم أكمل حديثه قائلاً:
-كده امبارح تقلقينى عليكى انا كنت هتججن عليكى.
ظل ينظر لها فى انتظار منها رد ولكنها لم ترد واكمل قائلا:
-انتى مش بتردى ليه؟
-ابدا مافيش مرهقه يمكن.
-طب على العموم انا جاى اخدك ونطلع اسكندريه صد رد وناكل اكله سمك ايووووو ياناس.
-اممممم اسكندريه تمام مافيش مشكله ثانيه واحده اجهز.
قامت سولچين ولمح زين عدم ارتدتها لخاتم الخطبه
-ايه ده انتى قلعتى الدبله؟
استدارت له سولچين بابتسامة وتقول
-ابدا كانت بتوجع صوباعى بس هلبسها اهو.
دخلت الى غرفتها وجلست على كرسى المرآة وتنظر إلى نفسها وتفكر كيف تجعل هذا اليوم جحيم وليس نعيم بالنسبة له وكيف تنتقم منه بدون أن يمس انتقامها شعره منها.
فتحت خزانة الملابس وارتدت بنطال چينز مع قميص اسود به ورد متدرج ألوانه ووقفت امام المرآة وارتدت حلق على هيئة نجم لامع ووضعت مكياچها من احمر الشفاه وكحل الازرق فى عينيها ليمتزج مع خضار عيونها ليصبح تدرج ألوان البحر.
خرجت له واستاذن زين من والدتها والتى اوصلتهم إلى باب الشقه وتودعهم وتقول لهم لا إله إلا الله.
هرع زين مسرعًا إلى باب السيارة وفتحه لها ضحكت سولچين واول ما تلفت بعيد عنها اختفت ضحكتها ظهر مكانها الانتقام.
تحركت السيارة متجهه إلى الإسكندرية مع صوت عمرودياب
"حبيت ملامحك كلها من نظره وحده شوفتها"
صمت تام من سولچين طوال الرحلة يرغم حديث زين لا ينفصل أبدا وكأنه مذيع فى الراديو،احس زين بتغيرها وهى تجيب على سؤاله فقط ارهاق وتعب من فتره العمل.
*****.
بعد ثلاث ساعات اخيراً استقرت السيارة فى أراضى اسكندريه فى محطه سيدى بشر،نزلت سولچين واخذت تمشى إلى شط بحر واقفه أمامه شارده تتنهد تنهيده طويله وكأنها تستغيث به ليقوم ويبلع زين او يبلعها هى أيهما أقرب؟!
يراقبها زين من بعيد وهو بيتاكد من اغلاقه التام للسيارة واخذ يمشى بهدوء بدون أن تشعر به ويقترب منها وجاء من ورائها وحاول أن يلقى بها فى البحر،انتفضت سولچين من الخوف وهو يضحك ويسخر منها قائلا:
-ايه خوفتى ليه ياحبيبى هو انا اعمل كده برضو.
ضحكت له وهى تضع يدها على قلبها من الخوف
-اصل كنت سرحانه واتخضيت بجد.
*****.
جلست سولچين على شط البحر وهى فى حالة خوف،ينظر لها زين فى حالة هستريا من الضحك.
أخذت بعض من الرمال وتدندن
"شط اسكندريه ياشط الهوى روحنا اسكندريه ورمنا الهوى"
جلس زين بجانبها ينظر لها فى عشق وهى تدندن وتلعب بيدها فى الرمال حتى استفاق من نظراته على رنه هاتفه،نظرت سولچين بطرف عينيها على رد فعله ولكنه أغلق هاتفه وقفت سولچين عن الغناء وقالت فى نبره حاده:
-ماترد.
-مكالمه شغل مش مهمه.
رجعت لنفس وضعها تلعب وتدندن.
قامت سولچين لتتمشى على كورنيش البحر وقام زين وراءها واخذ خطوه بجانبها،حاول أن يمسك يدها ولكنها ابتعدت عنه وابتسمت.
حاول زين إلا يضيقها وسئلها:
-هو انتى رايحه فين!
-بتمشى افضفض مع البحر.
-انا فعلا حاسس انك مش فى احسن مودك بس انا معاكى واتكلمى معايا.
تجاهلت سولچين كلامه.
****.
داخل قريه بلبع للمشويات فى محطة سيدى بشر،جلسا كلا من زين وسولچين وهى تنظر فى هاتفها وترتب شعرها وكأنها على حافه الإنتصار ومن ناحية أخرى ينظر لها زين.
لا يعرف ماذا بها ،ما اللعنه التى حلت عليها! سولچين اصبحت شخص آخر لا يعرف من هى؟
يتسأل من داخله هل ضغوطات الحياة والعمل تفعل هكذا فى البنى ادم ؟؟؟
خلعت سولچين خاتم الخطبة ووضعته امام زين على الطاولة قائله:
-اعذرنى انا مش قادره.
-نعم ايه ده بتهزرى.
-لا.
-اومال ايه مقلب الكاميرا الخفيه دى!.
-لا.
-ارجوكى انا مش بحب الهزار ده.
-حقيقى بجد موضوعك بقى تقيل على قلبى وعلى قد ماحبيتك على قد ماكرهت وجودك فى حياتى،هو تقريبا ده عقاب شخص ما عشان استقليت وجوده ومشاعره.
-آه قولى كده قصدك يونس طب ماتوفرى كلامك ده وقوليلى انك عاوزه ترجعيله.
قاطعته سولچين حديثه:
-ارجع او مرجعش دى حاجه مش بتاعتك وبعدين انا مش هبرر لك.
امسكت هاتفها وارسلت له الصوره على الواتساب:
-انا بعتلك صوره ابقى بص عليها كويس ولو عتدك اى كلام انا فى القاهرة.
اخذت حقيبتها وهاتفها وغادرت من أمامه.
*****.
فى محطة سيدى بشر تجلس سولچين ويحيطها صوت عمرودياب من جميع الاتجاهات حيث تجلس فى كافية "1961" 'كافية بيت الديابيه"
صوته وهو يقول
"مرتحناش من يوم ما سافرت واستنينا يجينا الرد
قولت هترجع بس نسيتنا قولى ازاى تقدر على البُعد
مرتحناش مرتحناش من يوم ما سافرت "
وكأنه هنا يذكرها بيونس،يونس العاشق المجنون الذى يتنفسها،يونس الذى ضاع من بين يديها بسبب قلبها.
القلب يغمض العين والعقل ومع الوقت يظهر الندم
ومااقبح الشعور بالندم!!!!
***تتابع***.

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن