بينما ينام العالم 15

152 13 1
                                    

سمح الاستاذ محمد سولچين بالجلوس وبدأ الحديث بكل جدية قائلا:
-من كتر شطارتك،الشركه الماليزية مصممه تكونى معاهم فى الفرع هناك،انا مقدر إنك لسه تعبانه وطبعاً خدى وقتك بالتفكير.
-حقيقى مش عارفه اقول لحضرتك ايه،بس الفتره الجايه هكون بجهز لخطوبتى واكيد القرار مش هيكون ليا لوحدى بس.
-اولاً الف مبروك،ثانيا زى ماقولتك خدى وقتك بالتفكير،بس دى فرصه هايله ومش لازم تتضيع من ايدك وبعدين المرتب مبلغ كويس جدا،وعلى العموم حضرتك تقدرى تروحى لمكتبك وحمدالله على السلامه مره تانيه.
خرجت سولچين واتجهت إلى "Break Area" متحدثه إلى زين فى الهاتف وتقترح عليه الذهاب إلى ماليزيا.
كان يونس جالساً على اخر طاوله،لم تلاحظ وجوده،تقف أمام مكينه القهوة وتتحدث إلى الهاتف،حاول يونس الانسحاب بدون أن تشعر به،ولكن قدمه اتصطدمت بالطاولة.
ألتفتت سولچين سريعة لترى من!.
اذاً يونس،اقفلت هاتفها قائله:
-يونس أسفه، مختش بالى.
-ولا يهمك كده كده كنت ماشى،تقدرى تكملى كلامك واسف انى قطعت حديثكم.
هم يونس بالمشيان،امسكته سولچين من يده ونظرت له وابتلعت ريقها وقالت:
-ممكن بعد الشغل نقعد فى اى كافيه او اى مكان نقدر نتكلم فيه.
نظر إلى يديها وازاحها عنه قائلا:
-انا مش فاضى،اسف
ذهب سريعاً قبل أن تحاول أن تستوقفه مره اخرى وجلست غاضبه على احدى الطاولات واغطت وجهها بيدها.
****.
اتفقت داليا مقابلة سولچين بعد عدد ساعات العمل وذاهبها إلى الطبيب النفسي،ذهبت معاها بدون علمها حيث قالت انها مريضه وتريد الذهاب الى الطبيب.
جلسا حتى أتى دورهم،دخلت داليا اولاً وسولچين ثانياً.
حينها اتصدمت بالطبيب انه نفس الشخص من عالمها الخاص،فتحت عيونها على مصرعيها،لا تصدق ما الذى تراه اعينها.
وهنا علمت أنه طبيب لحالتها هى وليس لداليا،نظرت لها قائله:
-انتى جايه هنا عشانى انا!،هو حد قالك انى مجنونه!
لم تنتظر رد داليا او حتى الدفاع عن نفسها،فتحت الباب وهرعت إلى بيتها.
*****.
أتى يوم الجمعة وجاء اهل زين لخطبتها و فجأها زين وقدم لها خاتم الخطبة واعلنوا الخطوبه فى ذلك اليوم.
****.
مر شهر منذ خطبه زين وسولچين،مر شهر وكانوا حديث من حوالهم عن حب وغرام،مر شهر نظره فاابتسامه،مر شهر وكأنهم عصفورين من جنه جاءوا إلى الأرض ليعلموا اهلها معنى الحب.
مر شهر وكأنها سنه على يونس،من اشد الايام التى مرت عليه،ابتعد عن كل شئ،حتى العمل يظل جالساً فى "Break Area" مع قهوته لتجنب سولچين،اصبح من الصعب رجوعه مره اخرى إلى الحياة.
مر شهر وانقطعت علاقه الصداقه بين داليا وسولچين منذ حادثة الطبيب.
مر شهر وأعلن الثنائي يوسف وشيماء ارتباطهم.
****.
هيا عزيزي القارئ،تعالْ معى لنذهب فى رحلة قصيرة يحكيها صاحبها بنفسه.
****.
اهلا بكم وحلقه جديده من برنامجكم "ما يطلبوا المستمعون".
انا شيماء جمال محمد او الرائد جمال،فتاة ذو ٢٥عامًا.
اول يوم جئت به إلى العمل،كانت هناك فتاة تدعى سولچين،فى الحقيقة استوقفنى جمالها ورقتها، وبعض الزملاء آخرون معنا "يوسف وايمن"
بدأ يوسف يُعلمنى طبيعه العمل وكان من يتميز بالمروئه.
أما ايمن كان يعمل فى قسم آخر غير قسمنا ولكنه يجلس فى نفس الغرفة،كان بعيد كل البُعد عن عملنا.
أما بالنسبة لسولچين كانت فتاة لا ينقصها شيء،جمال ودلال ورقه وثقافة،كل مره اجلس معها ونتحدث أتعجب من الكم الهائل من المعلومات،والحقيقه أنى شعرتُ بالغيرة.
كان العمل روتينى لاشئ جديد به حتى أتى ذلك الشخص صاحب غمازات وكاريزما خاصه "يونس".
فى بداية الامر لم اتقبله،احسستُ به شي من الغرور،جلس اول يوم على مكتب سولچين،كانت مرضيه فى ذلك اليوم ولم تستطع المجئ.
اليوم التالى جلس على نفس المكتب،حتى أتت باسمه له،رأيت هذا.. نعم رأيت إعجابه بها لأول مرة،كان واقف أمامها شارداً،لدرجه لو سألته ماهو اسمك؟ لن يعرف ماهو اسمه.
****.
أحسستُ بالغيرة لا أعلم لماذا؟ برغم أن ذلك الشاب ذو كاريزما كنت اعتقد أنه ليس من ذوقى الخاص.
دارت الايام وهذا الشاب يتقرب منها أكثر وأكثر وانا اشعر بالنيران فى قلبى لا تهدأ إلا ابتعدهم عن نظرى،كنت احتسى قهوتى فى منطقة "Break Area"،قهوه ساده من مُر مذاقها انسى وجود سولچين ويونس.
بدأت اليوم يتلو الآخر أشعر بحبه فى قلبى،لا أعلم لماذا بدأتُ التعلق به وبرغم اُكد لكم اعزائي المستمعون انه ليس ذوقى الخاص.
حتى جاء ذلك اليوم الملعون،يوم اجتماع لفرع ماليزيا وها هى تلقى بطريقتها الذكية تلك الحيلة،انها ذكية حقاً تلقى حيلتها كالثعبان حتى يتم الموافقة عليه.
وها هو الشاب ذو كاريزما ينظر لها فى حب وكأن مرض اصابه،لا يرى غيرها من الإناث بل لم يرى غيرها فى العالم أجمعه.
****.
كنت اتقرب منها يوم بعد يوم لمعرفة اهم اسرارها ونقاط ضعفها،وعملتُ بعشقها ل"زين"،ارتحتُ قليلاً،لان هذا يعنى انها لم ولن تنجذب ليونس ابداً.
حتى قالت لى ذات يوم أن اهل يونس سوف يأتون لخطبتها وهنا اشتعلت النيران ليس بقلبى فقط بل فى جسدى كله.
ألقيتُ أيمانى انى سأسلب يونس،والكارت الذى سأقوم بحرقها به وهو كارت "زين".
****.
جريت الأيام حتى سمعتُ بفقدان وعيها والأطباء لا يعلموا ماذا أحل عليها.
فرصتى أتت ،استغليتُ عدم وجودها وتقربتُ من يونس بحجه قلقى عليها والاطمئنان عليها،لم احس بطعم السعاده إلا فى غياب سولچين،كانت تشبه ملوك قديمًا،يستحوذ الملك على كل شيء بحجه أنه سيد هذا العالم حتى لو كان ضعيف الشخصية او لا يفقه شئ عن الدنيا!!.
ومثل مايقولوا "دس السم في العسل"وبالفعل تحدثتُ عن زين امام يونس وظللتُ اوصف جمال و دلال زين فى نظرها وانها لم تحبك قط،ولكنه لم يستمع إلى.
مهلاً،هل هذا سحر!! ام استحواذ على العقل!!!
****تتابع****
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن