بينما ينام العالم 19

131 10 5
                                    

أمسك يونس هاتفه وجد مكالمات فائته من سولچين،ضعف قلبه لدقيقة،أراد سماع صوتها و يرى ابتسامتها وعيونها الخضراء ممزوجه بلون البحر.
استيقظ عقله ووقف قلبه،هذه الحرب لابد أن تنتهى،هذه الحرب لابد أن يكون القائد هو العقل المسيطر المدبر أما الخصم الضعيف لابد أن يكون القلب.
ارسلت له رسالة على "الواتساب"
"ممكن نتكلم لآخر مره،فى كلام كتير لازم يتقال"
تجاهل يونس الرسالة.
****.
نظر زين إلى ساره بااهتمام ثم أكملت حديثها:
-فاكر لما عرضت عليا أراقب ليك سولچين ويونس بعد ما هى اتخطبت ليونس.
أخذ زين كوب الماء ليبلع ريقه واكملت حديثها:
-بس النصيب انى اقع فى حبك، وبرضو طلبت أنى افضل اراقبها حتى بعد مارجعت ليك.
تنهدت تنهيده طويله ونظرت له فى حده وقالت:
-وانا المفروض دورى ايه هنا،انا الطريقه دى مش عجبانى كأنى ضمير مستتر.
ظل ينظران لبعضهم البعض حتى اكملت حديثها:
على فكره هى لو خربت هتخرب على الكل وانت متعرفش انا ممكن اعمل ايه.
-ساره حبيبتى انا قولتك هظبط امورى وان شاء الله هاجى اتقدملك
-وانت فاكر هتضحك عليا بالكلام ده وهصدقك كمان وانت اصلا خاطب هانم تانيه.
-صدقينى انا بمهد الموضوع ليها.
-طب سبنى انا امهده ليها.
قام زين بزعيق لها بصوت عالى لدرجه ألتفتت الناس إليهم،تركته ساره بنرفزه.
*****.
جلست سولچين على مكتبها وهاتفت زين وطلبت منه مقابلته بعد العمل وبادر زين بالموافقة ،أغلقت هاتفها شاردة الزهن تفكر كيف وصل بها الحال كذلك حتى تقتل شاب بمشاعر بارده هكذا.
كانت ساره تراقبها من بعيد كما طُلب منها
"Flash Back"
ينتظر زين فى سيارته أمام العمل من الناحية الثانية،نزلت ساره،جرى عليها زين وهو يلتفت شماله ويمينه خاشعا أن يرى أحد،عرف نفسه لها وطلب أن تجلس معاه فى اقرب مطعم، فى الاول قلقت ساره ولكن فى النهاية خضعت للأمر وذهبت معاه وجلسا تنهد زين وقال:
-انا متأسف جدا ومتشكر جدآ انك قبلتى دعوتى.
-اتفضل أقدر اخدمك ازاى.
- انا كنت خاطب سولچين والظروف فرقتنا،انا بس حابب حضرتك تبلغينى أمورها اول بأول داخل الشركة.
-انت فاكرنى ايه جاسوسه لا طبعا مرفوض.
-ثوانى بس انا سمعت أنها اتخطبت وانا نيتى خير انها لو فسخت اقدر ارجع ليها.
-حضرتك انت راقبها براحتك معلش انا بره الموضوع ده.
نظر زين لها نظره حزن وقال:
-طلب أخ من أخته ارجوكى.
-طب سبنى افكر
"Back"
اخرجت هاتفها وأخذت تدون ملاحظتها على سولچين وآخر اليوم تُرسل إلى زين وكأنها تقارير عمل تُسلم إلى المدير.
******.
تحركت سولچين إلى "Break Area" وكان يونس جالس كالعاده مع قهوته ويحتسيها فى شرود دون تفكير .
تنظر إليه سولچين وفجأة تبخرت صوره يونس من أمامها،لا وجود ليونس او قهوة،الحجرة خاليه تماماً.
****.
بعد ساعات العمل ذهبت سولچين إلى مطعم بجانب عملها،جلست على الطاولة فى انتظار زين على حسب اتفاقهم حتى دخل زين بإطلالته،ابتسمت له واحست بضربات قلبها تتسارع واتسعت بؤبؤ عينيها،شعرت بتوتر و خوف وقلق،كيف بهذا الشعور الذى يسمى الحب يخلق بداخلنا مجموعة أحاسيس مختلفه لا نفهمها
مع زيادة سرعة خفجان القلب يُولد شخص جديد لا يعلم شئ مثل الطفل الصغير،لم يتعلم الحديث او المشى بعد.
جلس زين بجورها أحست سولچين بتوتر وابتعدت من جانبه اصبح بينهم فاصل حاول زين التقرب بجانبها مره اخرى واختفى الفاصل بينهم وأمسك يديها ونظر فى عينيها كادت هنا أن تذيب مثل الجليد فى درجه حراره مرتفعه،احمر وجها،شعرت بتعرق على وجها وعينيها تهرب من عينه،احس زين بتوترها وخجلها قائلا:
-بقى القمر ده مكسوف.
ضحكت سولچين، كانت ساره تمر بجانب المطعم حتى التقت عينيها زين وهو يقبل يد سولچين وتبتسم له،نزل عليها المشهد كالصاعقه واقسمت بكامل إيمانها أن كل قطره مُره تشربها سيتذوق منها من قام بغدرها.
****.
دقت الساعه 7 مساء القاهره ومازال سولچين وزين يتمشون على كورنيش النيل الازرق يمرحان ويضحكان،تسمرت قدم سولچين واحست بدوار كل شىء امامها ويتغير كل شىء امامها،كل شىء يعود إلى الماضى،كل شىء امامها يرجع إلى الخلف.
ظلت واقفه حتى ظهر والدها وبجانبه فتاة تقف من ظهرها حتى ظهر وجها هى نفسها سولچين،كأنها تنظر فى المرآه وبجانبها والدها تغمره السعاده.
أنه نفس الموقف الذى حدث معاها فى عالمها الموازى يحدث بنفس الدقيقة والثانية يحدث بنفس المشاهد والأناسى يحدث بنفس المواقف والملابس.
تراقب سولچين من بعيد وهى تشاهد والدها ونفسها وكأنها شاشه عرض تعرض فيلم والممثلين حاضرين وسط الجمهور،حاولت أن تتقدم ولكن شُلت قدميها حاولت التحرك وكأن جسدها جذب الجاذبية الأرضية كلها،حاولت أن تنادى على نفسها يخرج منها صدى صوت وكأنها الوحيدة على كوكب الأرض،اناسى تذهب وتعود حول والدها ونفسها ولا يرونها ولا يسمعونها تستغيث بهم.
ظلت تنادى بأاسمها حتى انتبهت نفسها وحركت إليها وجهها ببطئ و رأتها عينيها السوداء"العيون كلها سوداء بدون وجود بياض بها"
انتفضت سولچين فى خوف واستيقظت من حلمها بل كابوسها ويصدر منها النفس بصوت عالى وكأنها فى حرب تجرى من الاعداء،تمسح عرقها بيدها وتمد يدها لتتناول كوب من الماء من جانبها لتبلع ريقها،قرأت قرآن حتى هدأت وامسكت هاتفها حيث لمحت عينيها رساله من مجهول على الفيسبوك
"خدى بالك زين مش بيحبك"
وارسل لها صور لها وزين يقبل يديها وصوره أخرى زين بصحبه فتاه ما ويضع الايموجى على وجهها
وضعت يدها على فمها فى استغراب وسئلت صاحب الرسالة من انت! ليقوم صاحب الرسالة بعمل لها "Block".
تركها فى حيرتها ودهشتها،نظرت إلى ساعه الحائط التى دقت الساعه 3 منتصف الليل.
****تتابع***

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن