بينما ينام العالم 20

128 14 3
                                    

دقت الساعه 4 فجراً بتوقيت القاهرة،تجلس سولچين وعقلها يغلى من التفكير،لاتعرف ماذا تفعل هل هذا حقيقي ام حلم!
تمسك هاتفها وتفتح الصوره لتتأكد هل هى حقيقة ام مفبركة وتدعي من داخلها ان تكون مفبركة ليهدأ قلبها،لكن الصوره تبدو حقيقة.
تجلس فى صمت تفكر زين حب عمرها انخدعت فيه!!هل هذا ذنب يونس؟هل هذا عقاب؟
فى مثل هذه المواقف ماذا نفعل؟
انتظرت حتى أشرقت الشمس أشعتها وارتدت ملابسها وذهب إلى كافيه "ستاربكس" جلست وطلبت قهوة امريكانو المريره مثل موقفها المرير،تجلس فى وادى والناس أجمعين فى وادى آخر.
تفكر هل تتصل به وتخبره حقيقة الرسالة ويرد عليها أن هذه صوره مفبركة وتهدأ ام يصمت قليلاً وتثبت صحه الرسالة.
تفكر تعرض عليه الموضوع فى الهاتف ام تعرض عليه الموضوع وجها لوجه وتنظر إلى حركات يده وعلامات تعبير وجهه! موقف لا يُحسد عليه.
قامت وقطعت تفكيرها جاء الجرسون بالقهوه ومع قيامها وقعت القهوة على يدها ولكن العجيب انها لم تحس بألمها مثل الألم النار الذى يُشعل من قلبها.
جريت سريعاً الى الحمام ووضعت يدها تحت الماء الفاترة بدأت تتألم ويصدر منها أصوات الألم ولكن ليس ألم يديها.
من شدة الألم بكت،بكت كثيرا لم تحتمل قدمها الوقف جلست على الأرض وظلت تبكى.
****.
11ظهرا ولم تأتى سولچين إلى عملها بعد،شعرت شيماء بقلق عليها وسئلت الجالسين هل منهم احد رأى سولچين،علامه السكوت والصمت تدل على انها لم تأتى.
امسكت هاتفها وهاتفتها ولكنها لم ترد،اعتقدت انها مازالت نائمه ولكن سولچين لم تقل انها لم تأتى اليوم بل هى من الموظفين المجتهدين.
****.
تتمشى سولچين فى شوارع القاهرة ولا تعرف إلى أن تذهب،شارده الذهن،عينيها متورمتان من البكاء،شعرها فى فوضى ملحوظه ،تمشى وتتعثر بالمارين وتتأسف لعدم انتباها،ظلت هكذا لمده من الوقت لا تقل عن ساعة،قادتها قدمها إلى كورنيش النيل جلست امام المياه الراكدة العذبه وتمنت أن تكون سمكه لا يهما شىء سوا الهروب من شبكه الصيادين.
رن هاتفها وايقظها من غفلتها،اذا بشيماء هى من يدق على بابها.
شعرت انها فى حالة لا يرثى لها،لا تستطيع الحديث او المناهده،فتحت الواتساب ولكن زين لم يرسُلها مثل كل يوم ضحكت فى استهزاء وقفلت هاتفها،شعرت انها تريد الإبتعاد عن الناس والإبتعاد عن العالم بأكمله.
****.
يونس الحبيب التى قضت عليه الحياة ،منذ 10 ايام لم يخرج من البيت بعد الاستقالة من عمله.
يونس على وشك وبدون شك أن يدخل فى حاله اكتئاب،الطريق الذى تذهب فيه لا تعود منه إلا وانت منتحر.
لا يوجد امامه سوا حلين أما يترك الماضى الأليم ويعود إلى الحياة او يظل فى هذا الموضوع المهين.
****.
انشغل زين على غير عادته عن سولچين لم يرسلها او يصبح عليها فى لهجتنا المصرية،اخرج هاتفه من جايبه وأرسل لها رسالها
"انا بكره هاخده اجازه وايه رايك بقى نروح صد رد بور سعيد او اسكندريه الجو دلوقتي هايل هناك مستنى ردك"
عدى حاولى نصف ساعة ولم يأتى الرد منها شعر بالقلق عليها وهاتف ساره وسئلها عن سولچين والتى بادرت بكلامها أنها لم تراها اليوم وظنت أنها مريضه،اغلق الهاتف معاها،هاتف سولچين لترد بدلا منها تلك السيدة التى نسمع صوتها فى كل مره يُغلق هاتف فيها "الهاتف الذى تطلبه غير متاح حاليا من فضلك حاول الاتصال فى وقتًا اخر" القلق المره دى يأكل فى قلبه،اتصل بوالدتها واخبرته انها فى العمل علم أنها لا تعلم أين هى وحاول إلا يقلقها،حاول الاتصال بها مره ثانيه ولكن مازال هاتفها مغلق.
*****.
تجلس سولچين لا تشعر بالوقت او الاناسى من حولها،مازال علقها يذكرها بزين ابن الجيران التى كبرت وحبه يكبر بداخلها،ويوم خطبته ومرضها فى ذلك الوقت وعالمها الموازى كان يعكس حب زين لها وسعادتها بمجرد الشعور أنها زوجته حتى لو كان فى أحلامها او عالمها الموازى.
حاول العقل بربط الأحداث بعضها البعض وعندما تحاول انثى ربط الأحداث تصبح من أمهر واكفأ المحققين وقتها يتوقف الشيطان عن العمل ولكن زين ذكى لم يترك وراءه دليل او محل للشك.
****.
موقف هكذا لا تعرف ماذا تفعل،نظرت إلى السماء وقالت يارب ودعت وكلها يقين أن الحقيقة ستظهر وتتمنى من كل قلبها أن تكون صوره مفبركه.
عقلها يذهب ويعود بين الأحداث والمواقف،لا تستطيع التحدث مع اى شخص من الأشخاص خوفاً على زين وشعوره ونظرات الناس له لعله مظلوم وهناك من يريد الوقوع بينهم،اخذت هاتفها من حقيبتها وفتحت هاتفها نظرت إلى ساعه التى دقت 8 مساء القاهره،ركبت تاكسى إلى بيتها.
*****.
دخلت إلى غرفتها واستقلت بجسدها على السرير من التعب ودخلت والدتها قائله:
-كنتى فين مش المفروض بتخلصى شغلك 5.
جلست سولچين نصف جلسه و رددت بتوتر
-كنت مع زين.
أيقنت الام انها تكذب هنا حدس الام يقول انها تكذب وكيف ألتقت بزين وزين من الأساس هاتفها،جلست والدتها على طرف السرير وتسئلها ماذا بها نفت سولچين واخبرتها أن تقفل الباب والنور وراءها.
ظلت واقفه أمام الباب حتى سمعت صوت بكاءها حاولت أن تفتح ولكن منعها عبده أخو سولچين وأشار إليها ان تجلس بعيداً.
أطرق عبده الباب لم تجيب ثم اطرق مره ثانيه ولم تجيب أيضاً ثم اطرق مره ثالثه ودخل،سريعا نزلت سولچين تحت غطاءها،جلس أخوها على طرف السرير قائلا:
-انا عارف أنك عامله نفسك نايمه وعلى فكره انا سمعت صوت عياطك ، بصى بقى انا مش عارف فيكى ايه بس مش حابب اشوفك كده قوليلى مين مزعلك وانا هجبلك حقك تالت ومتلت بس انتى شاورى بس.
خرجت من تحت غطاءها وعينيها لا تعرف أن تميزها من الضيق بسبب البكاء،انصدم عبده من مظهرها.
****.
يحاول عبده عمل "Zoom" على الصورة ليرى إذا كانت مفبركة ام لا ولكن الصوره تنطق وتقول أنا حقيقة.
أرسلها لصديقه يستطيع التميز بين المفبرك والحقيقى و رد عليه "حاضر هشوفهالك بكره"
تركها بعده لتستريح وذهبت إلى نومها واحلامها وتفصل عن الواقع المؤلم والمرير والثقيل على القلب.
***تتابع***.

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن