بينما ينام العالم 2

524 45 15
                                    

أمسك يونس هاتفه بعد سماعه لنغمة ال notification ليجد رسالة من سولچين
"يونس انا موافقة ان العيلتين يتعرفوا على بعض"
رقص قلبه فرحاً وذهب مسرعًا إلى والديه واخبرهم أنه يريد خطبه فتاه من مقر عمله وأخذ يوصف جمالها ودلالها وذكائها وارتسمت البسمة على وجه والديه و أومأوا والديه وطلب والده ان يحدد موعد مع اهلها.
هم يونس مسرعاً ليرسل إلى سولچين
"الجمعه كويس"
*****.
تعريف احلام اليقظة:
"هو إعمال الذهن فى تحقيق الرغبات بما يحقق إشباعاً على مستوى الخيال،إذ يذهب الأشخاص إلى خيالهم لكى يحققوا إشباعاً لا يستطيعون تحقيقه فى الواقع،فأذن يحققها الشخص عن طريق التخيل"
وهذا ما لجئت إليه سولچين حيث رفض الواقع والنصيب أن يألف بينها وبين زين.
فقد اقبلت على إشباع رغبتها عن طريق التخيل ماقبل النوم،حيث هناك عالم تانى فى عقلها هناك حب زين لها،هناك نجاحها اكثر واكثر فى عملها،هناك حيث يوجد والدها بجانبها ولم يأخذه الموت بعد،هناك مشروعها الخاص التى كانت تسعى دوما إلى تحقيقه.
حققت سولچين عالم خاص بها الذي اطلق العلماء على هذا العالم "عالم موازى"
****.
تركت هاتفها وذهبت الى احلام اليقظه خاصتها التى نسمياها "الساعه ماقبل النوم" لتذهب بمخيلاتها وتكمل باقى يوم امس وهى تحتفل بخطبتها على زين..
انه يوم الاثنين فى عالمها الموازى يوم خطبتها على زين حب حياتها.
****.
إرتدت سولچين فستانها ووضعت على وجهها المكياچ الرقيق الذى يبرز جمالها،كانت بجانبها والدتها ووالدها وفى نظراتهم كل الحنان والحب والفرح والجانب الآخر صديقتها المقربة داليا واخت زين شيرين وامتلأت الغرفه بالزغاريط والاغانى والرقص،كانت سولچين تنظر لنفسها امام المرآة وهى معجبه ومغرمه بنفسها والدموع كادت تفسد مكياچها...
من ناحية أخرى بينما يرتدى زين بدلته وأصدقائه من حوله ينادون له "ياعريس ياعريس"
السعاده فى عيونهم لا توصف..شعور سولچين فى إحرازها على زين شعور القائد الذى كسب الحرب بعد اخر دقيقة...ياله من شعور رائع عندما تمتلك الفتاة شخص الذى يريده قلبها الشخص الذي ظلت تحلم به طوال حياتها..
تقول كاترين هثواى عن الحب
"انك لا تعِ حقاً معنى الموت ألا حينما تعرف الحب"!!!
أمسك زين يد سولچين وقبلها ومن ثم نظر لها وفى صوت خافت
-ايه القمر ده
احمر وجهها ولاحظ زين كسوفها وخجلها ومن ثم اتجهوا إلى القاعه وظل الناس يصقفون لهم بحرارة.. وعجل زين بالرقص ووضع يده على خصرها وبدأوا يرقصون ويتمايلون على صوت إليسا
"مكتوبه ليك ان انا الى تعيش لها...مكتوبه على اسمك حياتى كلها
قول بقى ياحبيبى حبيبى لمين انا لو مش ليك قول بقى ياحبيبى حبيبى هحب فى مين غير فيك"
وكانت سولچين تغنى مع الكلمات وتشير بأصباعها على زين وهو ينظر إليها باسماً.
****
ولكن السعاده لا تدوم طويلاً وخصوصاً السعاده المؤقتة او السعاده التى يلجأ إليها الفرد فراراً من الواقع.
دقت الساعه الثامنه والنصف صباحا حان موعد استيقاظ سولچين افاقت عينيها وظلت تشعر بالسعادة التى تغمرها للتو ولكن لحظه..!
أأهذا كله كان حلماً!! أهذا كله فى مخيلتها فقط!
ظلت تنظر إلى ايدها على امل تجد خاتم الخطبة ولكنها تذكرت الآن جملته التى نزلت عليها كالصاعقة قذفت بقلبها.
*****.
توجهت سولچين إلى عملها وألتقت بساره التى تخبرها ان الأستاذ محمد ينتظرها فى مكتبه
اطرقت الباب وسمح لها بالدخول
-احب اشكرك على مجهودك امبارح وبسببك الشركه الماليزيه وقفت على فكرتك وليكى مكافأة لاخر الشهر وبلص كمان التأخيرات الشهر ده اعتبريها محصلتش.
-فرحت جدا شكرا لحضرتك انت عارف انا بتعامل هنا وكأنه بيتى التانى.
-انتى حققتى نجاح فى وقت قصير غيرك ميقدرش يحققه فى خمس سنين انتى كده هتترقى بسرعه وكمان مرتبك هيعلى مع الترقيه ومش بس كده الشركه هتختارك فى اخر الشهر كاموظف مثالى بجد تستاهلى وبجدارة.
-حقيقى مش عارفه اقول ايه بس اتمنى اكون عند حسن ظنكم دايما.
همت سولچين بالخروج واتجهت إلى مكتبها وجلست تحاور مع شيماء وحكت لها عن يونس والذى بدا على وجهها ملامح التغير ولم تلاحظه سولچين وحكت لها أيضا عن الترقيه وهى تتناول قهوتها.
****
دخل يونس وعينيه مليئتان لسولچين حب مثلما يُقال"العاشق تفضحه عينيه وللغه العيون حواراً اخر"
-صباح الخير
-صباح الخير
ردت شيماء
-طب هسيب العصافير شويه واروح اجيب ليمون
****.
خرجت شيماء وشعله النيران تحرق فى قلبها وجلست بالغرفه التى تسمى "Break Zone"
اخذت تتحدث مع نفسها
"فيها ايه احلى منى عشان عنيها ملونه يعنى ولا عشان شاطرة فى شغلها،طب منا حاولت كتير فى الشغل بس مافيش فرص انا لازم اخد يونس باى تمن حتى لو كان التمن ده دم"
قاطع حبل أفكارها زميلها يوسف ووضع كوب القهوة امامها ونظرت له وهو يجلس بجانبها.
"يوسف فى منتصف العشرينات من عمره شاب بسيط الملامح ولكن عقله وشخصيته تتغلب على ملامحه شاب مثقف ناضج عاقل لبق فى الكلام شغفه فى الحياة ان يقابل فتاه احلامه التى تتعاون معاه على مشقه الحياه وتعبها"
-مالك بقى ياستى سرحانه فى ايه
ردت شيماء بتوتر
-ابدا مافيش ... جيت ليه!
-قولت متقعديش لوحدك.
-لا فيك الخير.
واخذت شيماء رشفه من القهوة ويوسف يتأملها
-بصى حواليكى متخليش نظرك محدود فى حاجات تانى جمبك بس انتى مش شايفها.
وسارع برحيله وتركها غارقه فى تفكيرها عن معنى كلامه.
****.
نظرة سولچين مملوءة بالحزن كانت تتمنى ان الذى يكون أمامها هو زين وليس بيونس،تكلم يونس معاها ويحكى لها عن انتظاره لذلك اليوم "يوم الجمعة" وإنه سيكون فى الموعد بالتمام والكمال وتتبسم له سولچين ولكن عقلها فى عالم آخر حاولت تخفى حزنها ولكن انه ليس ذمبه ولا ذمبها أيضاً ولكنها كانت حريصه على ان تبدأ حياة جديدة مع يونس او غيره طلما بادر زين بالتخلى عنها.
****.
حل الليل وذهبت سولچين الى منزلها وقصت على والدتها بقدوم أناسى لخطبتها يوم الجمعة وانها موافقه على ذلك الشاب،لاحظت الام حزنها وكأن سولچين اعلنت الحرب الثانية على نفسها على الرغم من خسارتها فى الحرب الأولى.
-ها ياماما قولتى ايه.
-اهلا وسهلا يتفضلوا وهكلم خالك يجى واشوف عبده اخوكى هيكون فاضى من شغله ولا.
-خلاص تمام جدا ياست الكل انا بكره بعد الشغل اشوفلى كده فستان حلو رقيق سمبل البسه.
وقامت سولچين تبحث عن حذاء بكعب عالي واكملت
لو احتجت اجيب كمان هيلز هجيب ايه رايك.
-خلاص ماشى بس تعالى هنا قوليلى بجد موافقه من جواكى ولا موافقه وخلاص.
صمتت سولچين كثيرا وسرحت ثم نظرت إلى والدتها
-لا موافقه من جوايا
****.
أتى يوم الجمعة وكانت سولچين وصديقتها داليا يستعدان.
"داليا صديقه سولچين من مرحله الثانويه فتاه خمرية اللون تجذبك بنظراتها بابتسامتها بضحكتها وقلبها الابيض الذى يظهر على وجهها"
لبست سولچين فستان وردي اللون يناسب بشرتها البيضاء مع حذاء بلون الابيض واخذت تضع مكياچها أمام المرآة وتنظر لها صديقتها فى بهجه وكأن ام تنظر لابنتها يوم عرسها
-ها حلوه كده ولا ناقصنى حاجه تانى.
-لا حلو اوى بس قدمى شعرك لقدام شويه وكده قمر اوى.
نظرت سولچين إلى داليا وقالت فى تلعثم
-خا خ خايفه اكون بعمل كارثه فى نفسى من غير مااحس.
-لا احنا اتفقنا اننا هنتخطى زين ونبدا صفحه جديده مع حد يحبنا وحد شارينا اوعى تتوترى خليكى قويه واثقه في نفسك وانا متأكدة انهم هيحبوكى جدا.
قاطع صوت جرس الباب حديثهما وصوت خال سولچين وهو يرحب بهم،عجلت سولچين بالذهب إليهم وسلمت عليهم ويونس كل حب الكون فى قلبه،لا يرفع عينيه من عليها،رحبت الام بالضيوف ووضعت الجاتوه والشاى بالنعناع وجلست سولچين والدتها ووالدته يونس فى غرفه لوحدهن اخذن يتسامرون ويضحكن والده يونس تلقب سولچين بلقب"مرات ابنى".
حتى اختتم اليوم بقراءه الفاتحه وحددوا موعد الخطبه بعد شهر من الآن
ملأت الزغاريط المكان وسارعوا الضيوف بالرحيل،وكانت فرحه الأفراد حول سولچين لا تسعى العالم بأكمله
بعد الاحتفال استلقت سولچين بجسدها على السرير واخذت تقلب على"الفيسبوك" وأتى لها Notification ان يونس وضع بوست الخطوبه منها،تطلعت إلى البوست كثيرا ولكنها اكتفت فقط بوضع زر Love واقفلت هاتفها واخذت تبكى بصمت بدون دموع وتضرب بشدة على قلبها ولكنها قالت لنفسها "سوف اجتاز كل هذا"
****.
التقتت عين شيماء ذلك البوست وانهارت فى البكاء والقت بحلفانها انها سوف تسلب يونس.

أتى صباح اليوم التالي حيث أفاقت سولچين وامسكت بهاتفها،وجدت مسج من يونس وتبادلا الحديث وثم نهضت ونظرت إلى نفسها فى المرآة نظره كلها لوم عتاب وغضب على حالها وقالت فى نفسها
"سولچين القديمه ماتت وعزاءها كان امبارح" همت بالذهاب إلى عملها حيث هناك رحبوا زملائها بالثنائى الجديد اخذت تبحث سولچين على شيماء التى لم تكون موجودة ان ذاك اليوم ادخلت سولچين يدها فى حقيبتها واخرجت هاتفها واتصلت بيها
"الموبايل الى طلبته غير متاح، من فضلك حاول الاتصال فى وقتا اخر"
****.
مرت الايام وليالى يوم ورا يوم ولقد برهن يونس انه احق لسولچين بدلا من زين،حست سولچين بااهتمامه وشجاعته وحب لها فى مواقفه
ومرت الايام واذا بيوم خطبه زين على ابنه عمه ،قد علمت سولچين بانه يوم المقصود بسبب زينه البيت وذهاب والدته زين لعزومتهم على الخطبه.
ذهبت سولچين إلى عملها وجلست على مكتبها،لاحظ يونس تغير وجها وسئلها ماذا بكِ اخبرته انها تريد الذهاب إلى المرحاض،تحركت سولچين حركتها الاولى ثم الثانيه ومن ثم الثالثه واغشى عليها.
***يتابع*****
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن