بينما ينام العالم 5

231 21 4
                                    

عدى الوقت "24 ساعه" التى ظلت سولچين تحت مراقبة الطبيب وجاء اليوم الموعود الذى استيقظت فيه واخذت تتلعثم باسم يونس،خرجت الممرضه ضاحكه مستبشرة لزين تخبره انها استفاقت،تحركت خطواته إليها مسرعًا
-صباح الخير ياحبيبتى.
نظرت له سولچين فى صمت ثم اكمل حديثه
-الحمدلله خرجنا من العناية وبقينا احسن.
ظلت تنظر له بدون حديث واكمل
-الدكتور قال بكره او بعده بالكتير تقدرى تمشى.
قاطعت صمتها وقالت
-يونس فين!.
رفع زين احدى حاجبيه
-يونس مين؟.
-يونس خطيبى.
-خطيبك مين.
-انت بتعمل ايه هنا،ليه انت مش مع بنت عمك مش انت اختارتها وسبتنى.
-ايه الكلام ده محصلش انتى بتتوهمى.
فى تلك اللحظة دخل والديها حيث رجعت للصمت مره اخرى كشخص جاف المشاعر قلبه مثل الحجاره.
نظرت الى والدتها ثم قالت
-انا عاوزه اخرج من هنا.
****.
ذهب زين للطبيب المعالج النفسي الذى أقر بحاله سولچين وهى فقدان الذاكرة متلازمة وتحدث معه وذكر انها تتوهم اشخاص ليس لهم وجود.
-استاذ زين للاسف المدام كده عندها مرض الوهام وهو مرض نفسى مع حاله فقدان الذاكرة بيبدا المخ يهيأ اشخاص تانيه كانت معاهم وكانوا معاها دى ممكن كمان تحكى حوارات حصلت بينهم بس ده كله تخيل وموجود بس فى تخيلها.
-فعلا دى بتقولى يونس خطيبى وانى متجوز بنت عمى.
-زى مابقول لحضرتك زى ماهى بتتوهم أشخاص هتتوهم اماكن وحوارات انا هكتب ليها مهدئات تاخدها بانتظام.
-اشكرك يادكتور.
"مرض الوهم والتخيلات هو أحد الأمراض الذهانية التي يتسم المريض بها بالانفصال عن الواقع، فهو يعتقد اعتقادا جازما بحدوث بعض الأمور، وقد لا يمكن إقناعه بالمنطق بأن ما يفكر به لا وجود له"
****.
انطلق زين فى بحثه عن هذه الشخصية الغامضة الذى ينطق لسان سولچين اسمه،الشخصية الوهمية (يونس)
اخرج هاتفه وهاتف داليا صديقه سولچين المقربه وطلب منها مقابلتها فى احدى المطاعم.
*****.
دخلت سولچين غرفتها وكلا من والديها بجانبها وظلت تدَّعي سولچين انها مازالت في حلم،ظلت تسئل نفسها اسئله ومازالت الاجابات غير معلومه
طلبت من والديها ان يتركوها بمفردها من اجل الراحه واخذت تفكر مع غلق باب الغرفه:
1-كيف جاءت إلى هنا!
2-زين هو زوجها وليس يونس!
3-والدها الذى توفى كيف عاد مره اخرى الحياة!
4-اين يونس وشيماء ويوسف وعملها!
اخذت تفكر وتفكر وتنظر حولها فى المكان على امل وجود ثغره تستطيع بها الرجوع بالذاكرة،حتى تذكرت للتو الحظة.
****.
قابل زين داليا وقص عليها سيرة يونس التى لم تفارقها سولچين بينما ظهرت الدهشه على وجه داليا الرقيق وقاطعته اثناء الحديث وقالت
-بس يونس ده جوز اختى شيماء وسولچين ماشفتهوش غير مرتين مره فى خطوبه ومره فى الفرح.
- طب ممكن رقمه!
****.
فى وسط الحاله النفسيه التى ظهرت على سولچين ظلت تفكر وتفكر وعينيها ترقص جهه اليمن واليسار ثم صرخت بدون اى مقدمات وقالت
-ايوه ده عالمى ده الى انا عملته العالم ده بتاعى انا
وابتسمت شفتيها ثم اكملت
-عملته لما كنت بهرب من الواقع
اكتملت ابتسامتها وضحكت ضحكت وكأن شرير يضحك ضحكات متقطعه بعد قتل احدى ضحيته.
****.
من ناحية أخرى كالعاده دخل يونس لغرفتها وجلس على ذات الكرسى وتأملها وهى كالملاك...الطفل الذى لم يلوث بعد وضع يده على يدها وقال
-اخيرا رجعتى اوضتك مكنتش متخيل العالم لو انتى مش فيه هيبقى ازاى مش عارف انتى مالك! مش عارف فيكى ايه! مش عارف سمعانى ولا بس بقولك حمدالله على السلامه انتى رجعتى من الموت بأعجوبة.
اعتدل فى جلسته واكمل حديثه
-انتى عارفه الدقايق الى بقعدها معاكى هنا بتخلينى اقدر اعيش تانى يوم.
ابتسم ابتسامه رقيقه ظهرت غمازاته
-عارفه صح!! طب عارفه ياستى انك وحشانى اوى يعنى انتى عاوزه تعرفى غلاوتك عندى قد ايه عشان كده دخلتى فى غيبوبة ودكاتره مش عارفين ايه السبب!.
وضع يده على يدها واكمل
-انا بحبك .
هزت سولچين يديها ببطئ وكأنها ترد عليه وانا ايضا
****.
مازالت سولچين تفكر في عالمها الخاص بها وتفكر في يوم وفاه والدها والتى هيئت منه نسخه حيه فى عالمها ويوم خطبتها على يونس ذهبت إلى عالمها وحولت الشخص من يونس الى زين،كل ماتُحب الهروب من الواقع المرير تذهب الى عالمها تفكر وتفكر وتفكر حتى نطقت بصوت عالى عالم موازى!!
"عالم موازى"
الكون الموازي المعروف أيضًا باسم الكون البديل، أو الواقع البديل، هو مستوى افتراضي قائم بذاته من الوجود يتعايش مع كون المرء ومجموع جميع الأكوان المتوازية الممكنة التي تشكل الواقع غالبًا ما تسمى الأكوان المتعددة، في حين أن المصطلحات الثلاثة مترادفة بشكل عام ويمكن استخدامها بالتبادل في معظم الحالات.
****.
دخلت ام سولچين على يونس ارتبك يونس وازاح يده عن يدها ونظر إليها ونظرت إليه وظل السكوت هو محور الكلام ثم قاطعت وقالت
- اذهب ياابنى الوقت أتأخر وانت وراك شغل بكره.
-بقالها شهرين فى غيبوبة ومحدش عارف فى ايه.
-ربنا بس الى يعلم ونتوسل إليه ان يعفى عنها انا عينى رومت من العياط ومنظرها كده قدامى كل يوم بياكل حته من قلبى،انا مش عايشه غير ليهم بعد وفاه ابوها.
**تتابع**.
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن