بينما ينام العالم 22 الأخيرة

256 13 9
                                    

تركت سولچين زين فى حيرة،ماالذى حل عليها!
أمسك هاتفه وشاهد الصوره التى أرسلتها له من قبل،ابتسم فى خباثة قائلا فى نفسه" مانتى كدة كده هتعرفى"
حاول الإتصال بسارة ولكنها لم ترد ثم أرسل رسالة على الواتساب "ضرورى كلمينى"، بعدها تحدث مع سولچين على الهاتف التى تركت قهوتها وردت على هاتفها.
-الو.
-على فكره الصوره دى قديمه وكان حوار وخل.
-بس دى الأغلب مش بنت عمك.
-البت دى كانت بتحبنى وبكل شتى الطرق انا كنت ببعدها عن طريقى.
سكت سولچين ثم تحدثت
-هو انا المفروض اصدقك.
-طبعا المفروض تصدقى.
فى نفس اللحظة ارسل لها عبده رسالة على الواتساب لمحتها سولچين أثناء حديثها مع زين وأغلقت الهاتف وجدت الرسالة "الصوره طلعت حقيقة وكمان صحبى حاول يشيل الخرابيش الى على وش البنت" ثم أرسل لها الصوره.
فنطقت سولچين "ساااااره".
*****.
امسكت هاتفها وحاولت أن تهاتفها ولكن ساره لم ترد،حادثت شيماء سألتها عن ساره ولكن ردت شيماء أن ساره قدمت استقالتها من العمل ولم تعود أبداً إلى يومنا هذا منذ فترة أغلقت سولچين الهاتف فى غل شديد،يخرج منها رائحه الرماد بعد اندلاع الحريق لمكانا ما.
انتهت من تناول قهوتها وراحت إلى الموقف لتركب اول ميكروباص لتذهب إلى القاهرة.
بعد قدومها إلى القاهرة دخلت غرفتها وأغلقت باب غرفتها،دقت على بابها والدتها وأدخلت قائله:
-حمدالله على السلامه.
-الله يسلمك.
-استمتعتى هناك.
-اه طبعا.
-طب اومال فين زين مجاش ليه معاكى.
بتردد ترد سولچين:
-ا ا ا ابدا الشغل بقى وكده.
-طيب انا قولت اطمن عليكي اسيبك بقى عشان ترتاحى.
*****.
اليوم التالى ذهبت سولچين إلى عملها واول شئ فعلته طرقت على باب الأستاذ محمد والذى سمح لها بالدخول بترحاب شديد
-انا فكرت على حوار سفرية ماليزيا وانا هنا عشان ابلغ حضرتك بالموافقة.
-هو ده الى كنت عاوز اسمعه،انا عارف انها فرصه كبيره ومينفعش تضيع من ايدك وكده كده الذهاب والعودة اول مره على حساب شركتنا،كل المطلوب منك الباسبور فى اقرب وقت وانا هكلم الفرع هناك ونحدد ميعاد.
-فى الانتظار و طبعا من اول بكره همشى فى حوار الإجراءات والمطلوب بحيث اكون جاهزة فى اى وقت.
-احنا بنشكرك أولا وثانيا احنا عارفين اننا اختارنا حد محل الثقه،اتفضلى.
خرجت سولچين وأغلقت الباب وتنهدت تنهيده طويلة تفكر هل قرارها صائب! هل يحدث ندم مع الوقت الذى تمضى فيه الايام!!
فكرة ذهابها هروب من الواقع وهروب من حياتها،احيانا نحتاج أن نفصل من كل شيء من حولنا ولكن هل سئلت نفسك يومًا هل هذا هروب أم عدم الثقة بالنفس أم ضُعف شخصية ؟
يقول شكسبير
"الحياة قصيرة....
صدقنى الحياة اقصر من أن تخبئ فيها كلمه،اقصر من أن تكتم شعوراً "
الحياة مجرد شخص يتحكم بنا فى لقاءاتنا وفى طريقنا و يتحكم أيضاً فى حزننا بل والزمن الفنان الذى يرسم بريشة على وجوهنا علامات التجعيد وهى خليط ما بين الحزن والفرح والدمع واللقاء والفراق،متى نستريح من ذلك الشخص ذات نفوذ وسُلطه قويه.
علمتنا الافلام السينمائيه أن دائمًا القوى ينتصر على الضعيف بل إن الضعيف لا يجد مكاناً ليُدفن فيه.
لكن مهلاً الأفلام السينمائية لا تخترع بل كل هذا هو من واقع،نعم الواقع الذى يؤكل فيه الضعيف برغم أنه هو صاحب الحق.
تنبهت سولچين من غفلتها وراحت تبحث عن ساره واخذت تبحث عنها هنا وهناك على أمل اللقاء وتكذب نفسها بعلمها على استقالتها.
*****.
بعد ميعاد العمل ذهبت سولچين وطرقت على الباب فتحت لها ساره فى البداية اندهشت ساره بوجود سولچين ومن ثم رحبت بها ترحيب حار،سمحت لها بالدخول جلست سولچين وأمامها ساره.
*Flash Back*
اخذت تبحث عن ساره هنا وهناك حتى قادتها خطواتها إلى غرفه الحسابات ولمحت عينيها ملف شئون العاملين ونظرت فيه حتى وصلت إلى ملف ساره فتشت فى أوراقها حتى وجدت صوره إثبات شخصية "البطاقة"ووجدت عنوان منزلها.
*Back*
-اعذرنى تشربى ايه.
-لا انا مش جايه اتعبك انا بس بطمن عليكى سمعت انك قدمتى استقالتك.
-ايوه فعلا بدور حاجه احسن وقولت كمان اخد أجازه.
سولچين وهى منتبهه فى هاتفها:
-تصدقى انا برضو لو مكانك كنت برضو هاخد اجازه وخصوصا قبل ما يحصل فضيحه.
ومن ثم وجهت لها الهاتف نحوها لترى صورتها هى وزين.
- احيه الصورة دى جالتك ازاى!
-منا هنا جايه عشان اسئل نفس السؤال الصورة دى جت ليا ازاى!،بس الغريب انى مش مستغربه عارفه ليه عشان انتم لايقين على بعض انتوا الاتنين شبه بعض وانا سيبهولك اشبعى به.
اخذت حقيبتها وتركتها،هرعت ساره إلى هاتفها وحدثت زين رد هو فى الحال قائلا:
-انا بكلمك من امبارح.
-ازاى الصوره دى مع سولچين وازاى وصلت ليها.
-الكلام مش هينفع هنا احنا نتقابل.
****.
تسللت إلى غرفتها بدون بكاء بدون حزن بدون ألم بدون ندم،وكأنها شخص جديد يحمل اسمًا آخر وحياة آخرى.
وقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها فى انتصار وبدايه جديده ومولد جديد،تنظر إلى نفسها بعينيها الخضراء بلون الشجر فى حماس وشجاعة وعناد وإصرار.
إصرار الأنثى مثله مثل سرعه الفهد فى التقاط فريسته.
خرجت فى يدها فنجانين من القهوة إلى الصالة ووضعتهم امام والدتها وابتسمت لها سولچين قائله:
-انا بحبك اوى ياماما.
-ايه مناسبه الكلام ده.
-مش عارفه حاسه انى كنت عاوزه اقول كده وخصوصاً بعد مالعبتى دور الأم والاب بعد وفاة بابا،صحيح انا هترقى فى شغلى بس فى مشكله بسيطه هما محتاجين انى اسافر لفرع ماليزيا.
-ماليزيا مره وحده كده وتسبينى،طب وزين.
-لا خلاص مافيش.
-يعنى ايه؟
-يعنى مافيش زين.
صمت الكلام لوهلة ثم قالت:
-انا اتفقت أنى ابعد انا مش مرتاحه
ثم قصت عليها الحكاية.
*****.
"بعد عدة أشهر"
جهزت سولچين أوراقها وبدأت فى تجهيزات السفر.
****.
"بعد شهر"
ركنت سيارة التاكسي أمام مطار"القاهرة الدولي" وخرجت منها سولچين ووالدتها وعبده واخذت تودعهم وتنظر حولها لكى تودع بلادها هى الأخرى.
اخذت تمسح دموع والدتها وتبتسم لها قائله:
-متخفيش عليا انا قدها.
وامسكت يديها وقبلتها وتركتهم وهى تطبطب على يد والدتها فى ابتسامة وتذهب إلى داخل المبنى،جلست فى انتظار وقت صعودها على متن الطائرة.
*****.

"بعد سفر سولچين إلى فرع ماليزيا بثلاث أشهر"
استفاقت كالعاده على صوت المنبه،حان الآن الذهاب إلى عملها وبعد ارتدائها لملابسها وقفت أمام المرآة ترتب شعرها فى تدندنه وتضع مكياچها ،واقفه شامخه واثقه من نفسها،استعدت للذهاب وقبل ذهابها إلى العمل اعتادت أن تذهب إلى مقهى قريب من عملها لتأخذ فطارها مع كوب القهوة.
دخلت مثل كل يوم وطلبت طلبها الذى تطلبه منذ ثلاث اشهر لا تغير فيه،تنظر حولها على أمل أن تجد طاوله فارغه تجلس عليها لتستمتع بطعامها،لمحت عينيها شخص ما وذهبت إليه وقالت فى سعادة:
-يونس!!!
ليرفع يونس عنينه إليها.
****تمت****
منة الله محمد

🎉 لقد انتهيت من قراءة بينما ينام العالم 🎉
بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن