بينما ينام العالم 17

148 12 12
                                    

"...إن الرجل الطيب قد يهلكه حبه لامرأة سيئة والعكس صحيح أيضا فالرجل الشرير قد يهلكه حبه لامرأة طيبة" "اجاثا كرسبى"
نحن هنا ننظر للطرفين سولچين ويونس من منهم هو الضحيه!...هل يونس هو الشرير لإفراطه فى حبه وظلمه لنفسه ام هى الشريره لتخليها عنه والسماع لقلبها بدلا من عقلها!!
يونس الذى جرى على حبه وظل يفعل المستحيل للبقاء معها برغم امتلاك قلبها لشخص اخر،إلا انه حاول اكتسابها بالتقرب منها،لطافة شخصيته،حنيته ووقوفه بجانبها قبل وبعد مرضها اصبح فى نظرها ونظر أخريات "الرجل المستحيل"
أما سولچين بعد ما القى بها قبطان السفينة فى وسط ظلمات المحيط وكادت تغرق إلا أنه رمى لها طوق النجاة،زين قبطان السفينة الذى أدرك لتو أنه لا يستطيع التخلى عنها وهى أيضاً برغم تخليها عن رجل المستحيل.
بدأت الحرب العالمية الثالثة بين رجل المستحيل وبين القبطان من سيفوز بقلب حواء؟
حواء بطبيعتها تلغى عقلها وتتبع أهواءها،بمجرد ما يولد إحساس الحب بداخلها لا تعرف شئ يسمى العقل..
بل أهواءها تدفعها للأمام بدون تفكير،حتى لو كانت تلك الاهواء ضد عقلها وعقول البشرية أجمعين؟ نعم حتى لو مخالف لعقول البشرية.
إذاً متى ستبدأ الحرب؟؟؟
نحن نرى الآن رجل المستحيل الذى فعل الكثير من حب واهتمام لا ينقصه شيء آخر،نحن جنس حواء لا نطلب سوى الإهتمام والحب،طبيعه مشاعرنا تُبعدنا عن رجل جاف القلب لا يرى سوى نفسه وشهواته فقط،بل نريد أن نتملك عاطفه وحنيه لا شخصيه نرجسية.
القبطان الذى هجرها من قبل بسبب مشاكل الإرث،الإرث الذى جعل منا وحوش نعيش فى غابة يقتل الابن أبيه ويقتل الأخ أخته ويقطع صله الارحام، وبرغم من ذلك عاد إليها ومد لها يده لتلحق يدها بيده هى الأخرى.
الحرب تدور بين عقلها وقلبها،انها حرب كفيلة أن تفتك بصاحبها،يصاحبها حاله سكون وهدوء وآخرها الابتعاد عن الناس.
كالعاده استيقظت سولچين وامسكت هاتفها وارسلت لزين رساله صباحيه "Morning Text"
"صباح الخير يوم جديد،اعوذ بالله من شر يصيبنا ويبعد عنا اى عين حقود،بقالنا فتره كبيره متقابلناش وحقيقى وحشتنى 🥺❤️ ايه رايك بعد الشغل نتغدى سوا هعملك مكرونه بالصوص الابيض الى بتحبها ❤️ عدى عليا ونرجع سوا مع بعض،بحبك امضاء سولچين"
استلم زين الرسالة وقرأها باسمًا وارسل لها
"بحس انى فى فيلم ابيض واسود امضاء فاتن حمامه ومع حبى شاديه 😂😂"
ابتسمت سولچين لرسالته وارسلت له تسجيل صوتى:
"بقى كده بتتريق عليا يارشدى اباظه طب شوف مين الى هيعملك المكرونه"
****.
ارتدى يونس ملابسه وقرر اليوم تقديم استقالته،لا يستطيع العيش هكذا،فى كل مره يراها يهرع قلبه ويذهب إليها،يذهب إليها كالطائر مكسور الجناح يحتاج من يداويه،علم الآن انه لا يستطيع الدخول فى حرب بين قلبه وعقله والنتيجه محسومه لقلبه بالطبع.
إلى متى سيظل هكذا؟ إلى متى ستظل روحه تسلْب منه؟
قادته خطواته نحو السلم ودخل إلى مكتبه جلس فى انتظار الاستاذ محمد.
ما اصعب الانتظارات! كل انتظار ينتظره الإنسان يعلمه الصبر،أليس الصبر مفتاح الفرج!!
دخلا شيماء و يوسف الثنائي الجديد وجلس كل منهما على مكتبه ليمسكا الهاتف ويكمل حديثهما على "الواتساب" ألم يكفيهم الحديث معًا بعد؟
نظر يونس إلى شيماء و التى رسمت على وجها علامات الابتسامه ويوسف كذلك،تذكر محاولاتها بأخذه من سولچين،ربما لا تحبه بل غيرتها الشديدة منها و مرض "حب تملك ماهو بايد الغير"
لولا لم يظهر يوسف فى اللوحه لذهب إليها راكعًا على ركبتيه لتمحى سولچين من قلبه،علاقه لا حب فيها بل هى علاقة نسيان....
****.
دخلت سولچين إلى مكتبها مجرد لمحها يونس فر هارباً إلى "Break Area" ف خشي أن تلتقطه اعينها،جلس سارح في أفكاره مع كوب قهوته المر، بالنسبة له حياته اكثر مرارة من تلك القهوة،شارد فى التفكير لا تتحرك عينيه مثل صنم الجاهلية، واقفه من حوله سولچين لم ينتبه لها و لا ادرك وجدها من الأساس.
سحبت إحدى الكراسى وجلست أمامه،لم يعطى لها اى اهتمام،سحب قهوته واخذ رشفه منها،تجرأت سولچين أخيرا وحان الوقت لهدم العزله بينهم او بناء جدار بينهم للأبد
-انا عارفه انى فى نظرك وحشه وانا عارفه إنك مدمر نفسياً بسببى،بس حقيقى اسفه انا مش قادره اتحكم فى مشاعرى و مش قادره احبك،انا قبل مااظلم نفسى انا بظلمك ومش حابه ابدا اظلم حد معايا،انا اسفه مره تانيه.
نظر لها بدون أن يرفع عينيه وتنهد تنهيده طويلة وكأنها تزيل كل الهموم والغيوم من داخله،رجع بظهره واسند على الكرسى وابتسم ابتسامة تظهر فيها غمازاته قائلاً:
-ومين قالك أن حياتى واقفه عليكى كل الموضوع أنى بقيت مش مرتاح هنا وبعدين اسفه مش وقتها أصلا،اتكسر خلاص مينفعش يتصلح وبعد اذنك سبينى أنا حابب اكون لوحدى.
حاولت أن تكمل سولچين حديثها فقاطعها يونس وهمت بالرحيل،وكانت ساره تراقب المشهد من بعيد.
أحست سولچين ان الجبل اخيراً انزاح بالرغم انها لم تقل كل حديثها إلا أنه كان كافى.
******.
دخل يونس إلى الأستاذ محمد وطلب منه اجازه بدون مرتب وقدم له الاستقالة،قام الاستاذ محمد من على كرسيه وتقدم نحوه.
*****.
أتى وقت رحيل سولچين من العمل وحان موعد التقاء الحبيبين،وضعت بعض المكياج الخفيف على وجهها واخذت ترتب شعرها بيدها وتضع عطرها المميز وبجانبها شيماء ولكن نظراتها اليوم عكس نظراتها من قبل نظره لا بها حقد او كراهية او غيره،اكملت سولچين حديثها مع شيماء وهى ترتب شعرها:
- وبعدين كملى
-بس ياستى جه كلم بابا والخطوبه كانت على الضيق وشبكنى بدبلته
رفعت يدها وأشارت على خاتم الخطبة
ابتسمت سولچين واكملت
-بقى كل ده يحصل وانا مش هنا،على فكره بقى انا كنت شاكه فى يوسف ونظراته كانت نظرات عاشق ولهان والحب مولع فى قلبه.
دخل يوسف وأكمل باقى حديث سولچين:
-مش بس الحب مولع فى قلبه،دى كانت شغله بالى وتفكيرى ومعرفش ايه جرالى.
واخذ يضحك، ردت شيماء قائله:
بقى كده بتتريق طب خلاص خد دبلتك اهى
-لا لا دبله ايه انا ماصدقت
وظلوا يضحكون حتي أسرعت سولجين بالرحيل لمقابلة زين.
نزلت ولمحها زين هرع إلى باب السيارة وفتح لها قائلا
-سيادة الأميرة ايه الجمال ده كله
***تتابع***.

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن