بينما ينام العالم 7

190 18 0
                                    

على كورنيش النيل جلسا كلا من سولچين ووالدها... وصوت الست"ام كلثوم" يأتي من بعيد وهى تقول
"الليل وسماه ونجومه وقمره، قمره وسهره
وإنت وأنا يا حبيبي أنا يا حياتي أنا"

تتناول سولچين ايس كريم بنكهة المفضلة لديها"الشكولاته" ووالدها ينظر لها هل هذه نظرات حب اب لابنته ام نظره سعاده لا اعلم نظراته مختلطة..مزيجه قاطعت سولچين نظراته وقالت
-هو انت هتسبنى تانى يابابا
وابتسمت ابتسامه رقيقه واكملت
-اسمحلى اقولك كتير بابا يابابا لانى كنت مفتقداها
تحولت نظره الخليط إلى نظره عدم الفهم ووجود علامات استفهام وقال والدها
-يعنى ايه امشى تانى او هسيبك تانى وبعدين لو مقولتليش بابا هتقولى لمين
-انا بقالى فترة مش بتكلم معاك ولما كنت فى مستشفى ومكنتش بقول بابا بس وحشانى اقولها
-طبعا ياحبيبه بابا انا ماليش غيركم
ابتسمت سولچين ابتسامه واسعه مع سقوط بعض الدموع من عينيها...مسحت دموعها بسرعه واخذت تضحك وتتمايل مع صوت الست وتغنى بأعلى صوت ويدندن والدها معاها
تناولت سولچين هاتفها واخذت تصور وتوثق هذه اللحظة التى لا تعلم متى سوف تعود مره اخرى
****.
من ناحية أخرى طرق زين على باب وفتحت له والده سولچين والتى رحبت به وعزمت عليه بالدخول
جلس واعتدل فى جلسته وقال
-لسه الدكاتره مش عارفين فى ايه؟
-للاسف محدش عارف سبب الغيبوبة
لمحت والده سولچين انه لم يعد يلبس خاتم الخطبة بعد
-انت سبت خطيبتك يابنى
نظر زين الى يده وحاول اخفاءها باليد الأخرى وقال
-اه كل شئ قسمه ونصيب بعد اذنك لازم امشى
****.
فتحت الباب ودخلت سولچين ووالدها وهم يضحكون وبا اذا زين جالس مع يونس فى انتظارها
نظرت سولچين وجددت يونس وزين مشهد لم تكن تتخيل أنه سوف يحدث...مشهد يُسكر الابصار
توترت وظهر توترها لا تعلم ما عساها ان تفعل
خطيبها وزوجها فى نفس ذات الوقت معًا كيف اجتمعا.. وكل واحد منهم فى عالم غير الاخر
هل هذا حلم ام كابوس هل تستيقظ الآن رفعت يداها وضربت نفسها واغمضت عينيها على امل الاستفاق من هذا الكابوس ولكن بلا جدوى
هرع زين إليها ووضع يده عليها وقال
-متوتره ليه ده يونس جوز اخت داليا صحبتك انتى عارفه مش كده
نظرت لزين ومن ثم نظرت ليونس وهزت راسها بنعم
قام يونس واتجه نحوهم وقال
-كان نفسى اتعرف عليكى فى ظروف احسن من كده
كانت لا تفعل شىء سوا النظر لهم فى خوف..كان الخوف صديق سولچين اليوم
نظرتها كافية ان تكسر قلب اى شخص جافِ قاسِ لا يعلم معنى الحنيه والحب
نظرتها كافية ان تجعل الأم تلاعب صغيرها بعد فترة طويلة من بكاءه
نظراتها كافية ان تهدئ الحروب بين البلدان
واقفه عينيها مليئه بالدموع.. شعرها منسدل على وجهها كأنها شبح العذراء جسمها يرتجف
تنظر ليونس تاره ولزين تاره اخرى
****.
من ناحية أخرى جلس يونس كالعاده امامها وهى جثه هامده بلا روح ولكن بقلبًا يدق
جالس سارح ما من اليد حيله كل ما عليه هو الدعاء والتضرع إلى الله
5 اشهر لا أحد يعلم متى تستيقظ
هل قدرها حتماً الموت
كل شىء بشهاده الأطباء سليم ولا يوجد خلل فى اى عضو من الأعضاء اذاً ما المشكله
لا أحد يعلم هل تتعافى ام لا هل حالتها تتدهور
وكأنها مثل نظريه بيج بانج
"هذه النظرية العظيمة التى تدل ان الكون كان كتله واحده ثم انفجر انفجارا عظيماً اصبح بالشكل الحالى اليوم"
قاطع حبل تفكيره بعض العرق الذى ينسدل بغزارة على وجه سولچين
كانت تعرق بشكل مبالغ فيه وكأنه جو صيفى فوق 40 درجه حراره مئويه
إِلْتَقَطَ يونس منديلا و بدأ يمسح وجهها مع كل مسحه كانت تسقط امامها دمعه من عينه
****.
اِحْتَجَبَت سولچين وحيده فى غرفتها لا تعلم ماذا تفعل
نعم صحيح يونس لم يتعرف عليها مثل ماهى تعرفت عليه قبل اللقاء
يونس خطيبها هناك فى عالمها الواقعى اما زين زوجها هنا في عالم موازى الخاص بها
ارادت التأقلم فى العالم الجديد والآن هى تفكر كيف التأقلم بعد ظهور يونس
**تتابع***
منة محمد

بينما ينام العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن