الفصل الثالث

6.9K 595 12
                                    

ما تصوتي يا بنتي ما بدل ما تجي حرباية زي نرمين

جلس الاثنان في احد المطاعم ، و طلب كل منهما ما سيأكله ليسمع كلاهما صوت أنثوي يصرخ باسم منذر ليحولا نظرهما إلى المنادي و ما كان سوى فتاة لتقول بمرح  : منذر عبد الحميد مش كدة ؟
نهض من مكانه : ايوة مين حضرتك ؟
لتلكزه من كتفه قائلة: اخص يا منذر مش فاكرني انا نرمين
ابتعد خطوة إلى الوراء و هو يبتلع ريقه : لا و الله مش فاكر حضرتك
لتميل إليه بدلال مفرط قائلة : انا كنت بشتغل معاك فنفس المصلحة بس نقلت من فترة
كل هذا يحصل و بيري جالسة واضعة يدها على خدها و ترسم ملامح السخرية ليقول منذر بنبرة هادئة: اه افتكرت ، أهلا بيك يا آنسة نرمين ، اعرفك بيري مراتي
لتنظر لها بيري بعدم اهتمام لتصيح بها نرمين : سوري و الله ما خدت بالي اهلا يا مدام بيري
لتهز بيري حاجبيها و ترد باقتضاب: يا اهلا
رن هاتف نرمين لتخبرهم على عجل : معلش يا جماعة فرصة سعيدة ، مبسوطة اني شوفتك يا منذر
و تركتهم و ذهبت ليجلس هو و تنظر له بيري بحدة ليخبرها بعفوية : و الله ما فاكرها أصلا،  انا قولت كدة عشان محرجهاش
هزت رأسها بتفهم ليقول: طب مش هتقولي حاجة
هزت رأسها نافية و هي تحافظ على نفس النظرة الحادة التي جعلته متوترا : طب انتي مضايقة ؟ زعلانة؟ اي حاجة ؟
هزت رأسها نافية مجددا،  ليصفع الطاولة و يخبرها بغضب:  ماهو مش اسلوب داه يا بيري ما تنطقي
نظرت حولها و قالت بهدوء : انطق اقول ايه ؟
هز كتفه قائلا: اي حاجة
لتجبر نفسها على الابتسام : اي حاجة
ليزم شفتيه في اسف : و الله ما فاكرها
لتضحك هي بقوة : يا حبيبي عادي ، انا مش زعلانة
لتتحول ملامحه إلى العبوس: يعني مش بتغيري عليا،  مبتحبنيش بقى
لتتنهد في قلة حيلة قائلة بثقة كبيرة : بقى بزمتك انا اغير من ديه ، ليه ما انا عارفة انك لا يمكن تبصلها داه مش ثقة فيك لا سمح الله بقى ثقة فحلاوتي اللهم صلي على النبي
نظر لها بذهول كالعادة، فهو لا يتوقع ردودها البثة،  بل تفاجئه في كل مرة،  اما هي قد بدأت بتناول طعامها في هدوء ليأكل هو في هدوء أيضا ثم يقول : انا عايز ابتدي اخوش عشان نشتري بيت جديد
لتجيبه دون النظر إليه: و مالها الشقة ما هي حلوة ؟
ليخبرها بسأم: داه على اساس انه عيلتك مبتفضلش تعاير فيكي كل ما بيجوا زيارة ، كأني مسكنك في خرابة
لتبتسم له بحنان : يا حبيب قلبي و بتفكر فيا كمان ، بس انا فعلا مبسوطة بالشقة و ممكن مثلا نقعد فيها حاليا لحد ما يبقى معنى الي يكفي بيت تاني
مال برأسه نحوها : هو انتي مبتزعليش أبدا مني
لتهز رأسها باستغراب: هو انت يا حبيبي بتعمل حاجة تزعل،  انت عفوي بتصرفاتك و انا بتصرف على اساس
ليصفع سطح الطاولة: لا انتي بتتعملي معايا على اني مجنون انا عارف كدة
لتقلب شفتيها باهتمام: طب انا الي يجبرني على اني اتجوزك أصلا من الاول لو انا شايفة انك مجنون
ليصرخ بها : ما داه الي مجنني يا بيري ؟
لتضع يديها على رأسه : سلامتك من الجنان يا روحي
نظر إليها باستسلام: طب ما تقوليلي انتي مين ، و ليه  دخلتي حياتي و عايزة مني ايه ؟
لتسحب يدها و ترفع كأس عصير بيدها و تقول بلا مبالاة مبتسمة  : انا مراتك ، دخلت حياتك عشان عايزة داه ، و عايزة منك تدفع الحساب عشان نروح .
زم شفتيه في غيظ شديد فهي لا تنفك تلاعبه تلك الالاعيب التي يمقتها،  لقد داق ذرعا بها و يود لو يطلقها و ينتهي من هذه الدوامة ، لكنه يحبها بل يعشقها و لا يستطيع العيش لحظة بدونها ، فكيف يستطيع المرأ أن يحس بالحب و نقيضه و الأمان و عكسه  ، أخرج محفظته و دفع الحساب و نهض من مكانه و نهضت هي و اتجها إلى السيارة ليصرخ بها قائلا : قوليلي بس انتي مين ؟
لتبتسم و تصعد السيارة دون أن تجيبه
___________

تزوجت مجنونا للكاتبة غادة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن