الفصل السادس

6.2K 568 6
                                    

أختاااااه ما تصوتي بقى انا صوتي اتنبح
بعد مرور أيام عديدة كانت بيري نائمة حين سمعت ضجة في المطبخ لتذهب إليه مسرعة  و تشم رائحة حريق لتدخل و تجد زوجها قد قام بحرق بعض الطعام ، لتطفئ الغاز و تصرخ به: انت عايز تموتنا،  بتهبب ايه؟
ليجيبها بسعال: كنت عايز اطبخ حاجة عشان جعان و انتي نايمة يا هانم
لتنظر حولها بغضب: طب ارميك بايه ، اولع فيك يعني ،  الساعة اثنين الصبح ، هو انا مش معشياك  ياض
هز رأسه بالإيجاب لتنظر إلى الطنجرة الى أصبحت سوداء: نهار ابوك  ملوش ملامح ، ديه حلة التيفال
لتمسكه من ملابسه و هي غاضبة: اعمل فيك ايه يا منذر ها ، اعمل فيك ايه ؟
ليجيبها بعفوية و هو لازال يسعل : اكليني عشان انا جعان
نظرت بقلة حيلة و تنهدت في صمت : اطلع برة
ليقول بدهشة و هو يحاول التقاط انفاسه: هتطردني من البيت ،طبعا ماهي فرصة جاتلك عشان تخلصي مني
لتضربه بخفة على كتفه و هي تضحك : حبيبي بالي انت عملته داه انا هرميك من الشباك مش بس هطردك،  روح اوضة النوم بس عشان بتكح و حاشوف اطفحك ايه
ليقبلها على وجنتها: طب بسرعة يا بيري اصلي جعان اوي
ليخرج و هي  تقول : يا بجاحتك يا اخي ....، لتنظر إلى المطبخ الذي حدث به كارثة طبيعية
بعد مرور ساعة عادت إلى الغرفة لتجده قد خلد إلى النوم لكن جسده ينتفض بشدة لتعلم أنه كان يعاني من أحد الكوابيس اقتربت منه و احتضنته لينتفض جسده بقوة لتخبره في حنان:انا بيري،  انا معاك يا روحي مش هسيبك انا هنا
كانت جملتها البسيطة كفيلة بأن يتوسد صدرها و يهدأ ارتعاش جسده ليخبرها بنبرة ناعسة: انتي هتطردني بكرة ؟
لتبتسم و هي تملس على شعره: لا ، لما اطردك مين هيشتري حلة التيفال الجديدة
ليقول لها و هو يغالب النعاس: طب ، انتي مين؟
لتقبله على رأسه: انا الي انت حرقتلها المطبخ
لم تسمع رده لتقول لنفسها : نام يا حبيبي انت بتتعب دماغك أكثر من اللازم
___________________
في صباح اليوم التالي كان يوم اجازة لتبدأ بيري كعادة اي زوجة مصرية بالتنظيف الأسبوعي بينما منذر ذهب من أجل احضار طلبات الاسبوع ، و انهت هي كل عملها و عاد هو من الخارج ليسمعا طرقا على الباب ليقول بملل : ما احط ستارة احسن ، بدل ما كل شوي حد يجي يخبط 
ذهب ليفتح لتجد يرحب بأحد ما اقتربت من الباب لتجد أسوء كوابيسها تتحقق انها حماتها لتقول بيري : يا اهلا و سهلا يا طنط نورتي البيت
لتسلم عليها ناهد على مضض : منور بصحابه يا بيريهان
لتقول بيري لنفسها: مدام قالت بيريهان يعني يومنا مش معدي،  أهي كانت ناقصة الاكشن يا حماتي
لتفيق من تفكيرها على صوت حماتها و هي تمسك وجه ابنها: وشك بقى قد اللقمة يا حبيبي ، خسيت خالص
ابعد منذر يديها عن وجهه: خسيت ايه بس ، انتي مش شايفة كرشي عامل ازاي
لتقول باندفاع: و ماله يا حبيبي ، داه عز حد يكره
حاولت بيري تمالك ضحكتها فهو يكره أن يقوم أحد بالحديث عن وزنه لتقاطعهم بيري قائلة: حبيبي داه وقت الصلاة
نظر إلى بيري و إلى والدته ، إذا تركهما معا فأمه لن تذخر جهدا فأن تدمر نفسية زوجته و في نفس الوقت أمه ستفتح عليه أبواب جهنم اذا بقي معاهم لانها تعلم مدى تعلقه بزوجته لمست بيري كتفه قائلة بحنان بالغ : يلا يا حبيبي هتتأخر
كان يحتاج إلى ذلك التشجيع اللطيف ليقول لها : تعالي هتيلي هدوم عشان انزل
لتبتسم بيري لحماتها: عن اذنك يا طنط،  البيت بيتك
لتقول لها ناهد بغرور: من غير ما تقولي البيت بيتي فعلا
ليدخل كلا الزوجين إلى الغرفة و يهمس لها منذر : انتي متأكدة انك تقدري تقعدي معاها لوحدكم، امي صعبة اذا كان تعبي داه من ورى تربيتها الصعبة .
أحتضنت وجهه المتوتر: يا روح قلبي خايف علي ، بس متخفش انا قادرة على المواجهة ، داه غير أنها هتشك اوي انك مش عايز تسبنا لوحدنا ، اتكل على الله و العبد لله هيعرف يتصرف
لينظر إليها باستغراب شديد : ساعات بحس اني متجوز سواق توك توك
لتقول له بغرور : في سواق توك توك بالحلاوة ديه
ليجيبها بهيام: الصراحة مفيش
اقترب منها لتبتعد مباشرة : اهمد بقى امك برة و الباب مفتوح  ، البس بسرعة يلا
خرجت دون أن تستمع إلى إجابة منه لتجد حماتها تتلمس بعض الأثاث لتأتي من ورائها بهدوء و تصرخ : بتعملي ايه يا طنط
لتفزع ناهد و تقول : خضتني محستش بيكي و انتي جاية
لتبتسم بيري و تقول بهمس : اصلي كدة يا طنط فجأة تلاقيني في وشك ابقي  اعملي حسابك .
قالت جملتها و هي تمسك بذراع حماتها و تشدها إلى المطبخ لتشهق ناهد و هي ترى الطنجرة المحروقة: انتي حرقتي الحلة،  بنات اخر زمن صحيح ، انتي عارفة ديه بكام ، طبعا ما انتي مش دافعة حاجة من جيبك كله من جيب المسكين الي جوه،  ما انتي تلاقيكي لا عمرك دخلتي مطبخ و لا لمستي حلة في حياتك
كانت بيري تستمع إلى حماتها باهتمام لتقول : خلصتي،  مبدئيا انا شارية الحلة ديه بفلوسي حتى مش بفلوس اهلي،  ثانيا ابنك هو الي حرقها مش انا ، ثالثا انا بطبخ و الدليل أنه في اكل انا عملته
ليخرج منذر و هو يقول: في ايه أصواتكم طالعة ليه ؟
لتتصنع امه الحزن قائلة: أبدا يا بني انا بس سألتها عن الحلة لقيتها هبت فيا
ليضحك منذر و يعبث بشعر زوجته: بيري بالذات مبتتعصبش خالص ، دنا حرقتلها الحلة الساعة اثنين الصبح و معملتش حاجة ، بس هي بتحب تهزر شوية و انتي اكيد فهمتي غلط
نظرت بيري لحماتها بانتصار لتقول بيري بدلال : يلا يا روحي هتتأخر
هز رأسه موافقا و ودعهم و ذهب لتقف بيري أمام حماتها و تقول بمرحها : مفضلش غيري انا و انت يا  جميل
لتنظر إليها ناهد شرزا و تذهب الى الجلوس في الصالون ، لتقول بيري : و الله و اللعبة هتحلو و كله هيبقى بايدينا
_________________

تزوجت مجنونا للكاتبة غادة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن