الفصل الحادي عشر

5.1K 515 28
                                    

جماعة انا زعلانة بجد في ناس شايفة أنه الرواية بير سلم ، انتوا شايفين كدة ؟
+ متنسوش العشر تصويتات بتاعة اخوكم قرمط
قراءة ممتعة

في صباح اليوم التالي لم يجدها حين نهض ليبحث عنها و لجدها  تتأمل مخططا ما و هي تشرب قهوتها ليقول بنعاس : صباح الخير يا حبيبتي
لتجيبه و هي مركزة مع المخطط : صباح النور يا روحي
ليقترب منها و هو يتسأل: بتعملي ايه ؟
لتنظر إليه بسعادة: بشوف مخطط المحلات الي هتتصلح
ليفرك شعره : هو الشغل هيبتدي النهاردة
لتخبره و هي تفكر: مش اوي يعني ، هتتفق مع العمال النهاردة و تفهمهم انت عايز ايه بالضبط ، و بكرة يبتدوا  ؟
لينظر الي المخطط و يقول بنعاس : طيب ، قوليلي انتي عايزة تعملي ايه بالضبط في المحلات ديه ؟
لتشده من خديه بمشاكسة : لا اصحى معايا كدة يا باشا  احنا ورانا مصالح ، بص  شايف الحيطة ديه تتهد و ......
بدأت بيري في شرح كل الإصلاحات اللازمة ، و اخباره بالأسعار،  و اي معلومات لازمة من أجل اتمام هذا العمل .
لتنهي كلامها و تقول له : ها حفظت كل إلي قولتهولك
ليعيد  لها كلامها بالتفصيل لتمد له بميزانية العمل و تقول له : نص تديه قبل الشغل و نص بعد الشغل ، و اهم حاجة تكون واثق من نفسك عشان محدش فيهم يحاول يلعب بذيله .
هز رأسه موافقا و ينظر إلى المخطط ليقول: بصي هو احنا ممكن نشيل الحتة ديه عشان نعمل مساحة أكثر و...
استمعت إليه و هو يقترح عليها بعض الأفكار المختلفة لتخبره بانبهار: تصدق أفكار حلوة عجبتني خليهم يعملوها برضه ، و كدة  اعتقد كله تمام
قام بطوي المخطط و هو يقول: فطرني بقى
لتتحرك لكنه يجذبها ناحيته : رايحة فين ؟
لتتوتر من نظراته الجريئة و التي نادرا ما يتطلع إليها بها لتحمحم بصوت : هعملك الفطار
ليغمز لها بمكر : ما الفطار قدامي اهو ، و احلى فطار كمان
أحست بالخجل و أخفضت رأسها ليصدم بصدره ليدفن وجهه في رقبتها،  لتقول بصوت منخفض يكاد يسمع : على فكرة انت هتتأخر على الشغل كدة .
ليبتعد عنها و يقول بتذمر: ابو الشغل يا شيخة الي يحرمني الحضن الحلو .
ليدلف إلى الحمام و تضع هي يدها على صدرها و هي تحس ان دقات قلبها في تسارع شديد ، تكاد تقسم أن لمسات زوجها باتت مختلفة ، هل بات جريئا أكثر أو واثقا أكثر،  أو انها تتخيل الموضوع بسبب كل ما يحدث ، حضرت الفطور و جلست تنتظره لتجده متوجها إليها و يقبلها بعمق ثم ليجلس: تسلم ايدك انا جعان اوي .
ظلت لحظات تحاول أن تجد صوتها فتلك القبلة قد بعثرتها تماما ، لكن ما الجديد فهي تقبله طيلة الوقت ، بمناسبة و بغير مناسبة ، ما الذي جد حتى باتت تشعر بهذا التغيير ، ظلت ساكتة ليفيقها صوته من شرودها: بيري،  انتي كويسة ؟
لتقول بتوتر : ها ، انا كويسة ، تمام بفكر بس فالشغل .
ليهز رأسه بتفهم و يقول: طب قومي ابعثلي رقم الراجل الي هتفاهم معاه .
لتنهض من مكانها مستجيبة لكلامه.
__________________
اتى المساء و عادت بيري إلى البيت و ظلت تنتظر منذر و تعمدت عدم الاتصال به كي تتركه يتصرف لوحده ، لكنها ظلت تجوب البيت لتستمع إلى صوت المفاتيح و تهرع إلى المطبخ لتتصنع الانشغال ، ليقول هو بارهاق و هو يجلس : مسا الخير
لتجلس : مسا الخيرات ، ها قولي اتفقت مع الراجل ؟
هز رأسه بالإيجاب: ورملي مخي إبن الوارمة كل ما قولوا اعمل حاجة يقولي ما نعمل داه احسن و اسهل ، جايبوا يتفسح انا مش يشتغل .
لتبتسم له بحنان : معلش يا روحي تعبتك معايا .
لتنظر لها و يلاحظ أنها ترتدي فستان بأزرار ليمد يده إليهم و يبدأ بفتحهم و هو يتحدث: متقوليش كدة يا بيري ، بس كان عندك حق لما قولتلي انا الي اقف فالشغل داه،  كل يوم بكتشف فيكي حجات جديدة و اخرتها معاكي ايه ؟
كانت لمساته الرقيقة كافية لبعثرتها مجددا لتقول بنبرة خافتة : كويس انك ...شايف كدة....و ....
نهضت بسرعة و هي تغلق فستانها قائلة بتوتر: اكيد جعان ، هحطلك تتغدى ، عاملة صنية بطاطس الي بتحبها
ظل يراقبها و هي تتحرك لتخبره بحرج : مش هتغير هدومك .
لينهض و يقترب منها: اهربي زي ما انتي عايزة يا حلوة برضه اخرك في حضني .
قال جملته تلك جعلتها تتوتر اكثر ، هي ذات شخصية جريئة في العموم ، حتى خلال فترة زواجها من منذر كانت جريئة معه تبادر هي بالاقوال و الأفعال حتى اذا بادر تتفاعل معه بجرأة أكثر،  لكن هذه المرة الموضوع مختلف تماما ، هي حتى لا تستطيع قرائته مثل العادة، هو غامض بالنسبة لها ، لأول مرة تشعر بتخبط في مشاعرها اتجاهه.
دخل منذر غرفته و جلس على سريره و استلقى على ظهره و هو يشعر براحة غريبة ، لقد اعتاد وظيفته البسيطة لسنوات ، و الأن قد أصبح مسؤولا عن عمل آخر و ليس أي عمل بل هو يخص زوجته التي تعتبر إمرأة أعمال ناجحة في مجالها و قد وضعت ثقتها به ليتمم هذا العمل و كذلك عشاء عمل البارحة لم يكن بذلك السوء بل أدرك انها لا ترى اي فرق اجتماعي بينهم ، تمنحه ملايين الأسباب لعشقها،  مرة بشخصيتها المختلفة،  و مرة بجمالها المميز ، مرات كثيرة بتلك الابتسامة الساحرة التي تمنحها إياه،  لقد ظن أنه الأسعد منذ زواجها منها لكن سعادة اليوم ذات طعم مختلف ، طعم لم يكن يعلم أنه موجود أصلا .
_______________
بدأ منذر الوقوف على إصلاحات المحلات ، فكان ينهي عمله بالمصلحة مبكرا، و يذهب إلى المحلات حتى الساعة السادسة ، يعود إلى البيت و يرتاح قليلا ثم يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية،  يتذكر كم كانت زوجته مصدومة و هي تراه يجهز نفسه للذهاب كما اقترحت،  كما أنه اتلزم بالجلسات أكثر و لم يعد يتذمر منها كعادته .
بيري بدورها بدأت تحس بالراحة نوعا ما ، لم تعد بحاجة إلى ذلك التفكير الدائم حول مستقبلها مع منذر ، كانت تشعر بذلك الاستقرار الذي لطالما تحدث عنه الجميع ، لكن لازال بعض الخوف يلاحقها ، صحيح أن زوجها بدأ الاعتماد على نفسه في عدة أشياء لكن لازلت هي فالصورة ، لازالت هي المرجع او كما قالت الطبيبة العامل المشترك لكنها مؤمنة انا مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة و هي سعيدة بما حققته لحد الان .
بعد مرور اسبوعين . 
كانت خارجة من العمارة التي تقطن بها حين وجدت إمرأة عجوز تحمل أكياس كثيرة لتهرع لمساعدتها: عندك يا حاجة،  هاتي عنك
لتأخد الحاجة سنية نفسها و هي تقول : ربنا يبارك في عمرك يا حبيبتي ، نفسي اتقطع
لتبتسم بيري بحنان و تسألها: انتي ساكنة فين
لتجيبها و هي تشير بيدها : في الدور الاولاني مش هتعبك كثير
لترد بيري بلطف : تعبك راحة انتي في مقام والدتي
لتدعوا لها  بالسعادة ، أوصلت بيري اغراض الحاجة سنية لتسألها بفضول: ألا قوليلي يا بنتي انتي ساكنة فين ؟
لتجيبها بيري : في الدور الثالث ، الشقة الي على اليمين
لتبتسم العجوز لها: ديه شقة الأستاذ منذر تبقي مراته اكيد. 
لتضحك بيري: دنا جوزي مشهور على كدة
لتمسك العجوز يد بيري بحنان : اصله كل ما يشوفني شايلة حاجة يجي يساعدني،  طيب و ابن حلال و انتي شكلك زيه تمام ، ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة .
توترت ملامح بيري حين سمعت جملة العجوز الأخيرة فعادتها الشهرية متأخرة بالفعل ، لتبتسم باقتضاب و تقول : طب يا حاجة لو عوزتي حاجة قوليلي ، معلش انا متأخرة على الشغل
لتوعدها العجوز و تخرج بيري من العمارة و هي تقول لنفسها : داه مجرد تأخير،  بتحصل و حصلت قبل كدة ، اكيد مفيش حاجة ، إن شاء الله مفيش حاجة.
___________
في المساء ذهبت بيري لتتفقد المحلات،  لتدخل و تصرخ للعمال : الله ينور يا رجالة
ليذهب منذر إليها و هو مبتسم : مقلتليش انك جاية
لتجيبه بمشاكسة : تفتيش ، يمكن تكون مخبي نسوان في شكاير الأسمنت
ليضحك بعفوية و هو يهز رأسه بإنكار ليقترب منهم رئيس العمال قائلا: اهلا يا ست هانم ، المحل نور و الله.
لتقول بيري بتأثر: عم فخري بقالي زمان مشوفتكش من ساعة ما بابا اتوفى 
ليقول لها بابتسامة: ربنا يرحمه و يحسن إليه،  كان مفيش زيه , طيب  احنا اسبوع كمان و هنخلص كل حاجة
ليقول منذر بصرامة : هما ثلث ايام يا عم فخري متحورش احنا اتفقنا
لينظر فخري الي بيري برجاء : يا ست هانم ، ثلث ايام مش هيكفوا اكيد
لتهم بيري بالكلام لكن منذر سبقها : كلامك معايا انا مش معها ، و انا الي بقول ، ثلث ايام يعني ثلث ايام
نظر فخري مجددا لبيري مجددا علها تتدخل لكنها أثرت الصمت أكثر، و هزت برأسها لفخري  بأن يذهب ، لتقابل منذر و تقول بصوت خافت : لو مش قادرين يكملوا شغلهم في ثلث ايام ، خليهم يومين كمان
ليقترب منها و يهمس لها : داه بيتدلع عشان يشتغل براحته، صديقني انا عارف دماغهم عاملة ازاي
لتقول بثقة : و انا واثقة فيك يا روحي ، الي تشوفه  صح اعمله
ليشير بيده إلى المكان و يقول بفخر : ايه رأيك ؟ حلو المكان ؟
لتنظر حولها بسعادة : اه ، و احلى من الي كان في دماغي كمان .
بدأت ملامحها بالامتعاض قليلا لتقول : ايه الريحة ديه ؟ ريحة تقرف ؟
نظر ورائها و قال : ديه ريحة الدهان
لتخرج من المحل بسرعة و هي تمسك فمها ليلحق بها ز يقول: انتي كويسة  ؟
لتهز رأسها بالموافقة: انا بس مش متعودة على الريحة عشان كدة نفسي جزعت .
ليقول لها بقلق : اجيبلك ماية و لا حاجة ؟
لتطمنئه: لا انا تمام ، هعدي  على ماما و بعدين اروح البيت .
نظر حوله بتفحص  لتقول له بمزاح : بلاش ، العمال  داخلين خارجين مش ناقصين فضايح
ليدفعها برفق إلى السيارة : طب يلا ،يلا بدل ما انتي حلوة كدة
لتودعه و تركب سيارتها
______________
جلست بيري مع والدتها بعد تحدثت قليلا مع أخيها الصغير ادم الذي يدرس في المرحلة الإعدادية.
لتخرج بيري من حقيبتها بعض الاظرفة: ديه مصاريف مدرسة ادم و معها كمان مصاريف الدروس الخصوصية ، و دول مصاريف البيت يا حبيبتي ، و دول بقى الزيادة. 
لتقول والدتها بحنو: و خدتي نصيبك يا بنتي  ؟
لتهز بيري بالإيجاب لتطمئن نادية و تقول بيري : انتي عارفة مش انا الي لميت الايجار المرة ديه ، داه منذر اصل واحد منهم مكنش راضي يدفع فمنذر وقف فوق زي قباض الأرواح كدة لحد ما دفع
لتقول نادية على مضض: كثر خيره يا بنتي
لتكمل بيري مجددا: و هو الي واقف فوق دماغ العمال عشان يصلحوا المحلات المقفولة .
لتنظر إليها نادية بحيرة : ربنا يباركله ، بس هو خد اجازة؟
لتنفي بيري: لا،  داه بروح الشغل و بعديها على المحلات
لتبتسم نادية :حاجة كويسة بدل قعدة البيت ، بس اوعي يقولك اكتبيلي حاجة باسمي فاهمة ؟
لتقول بيري بعفوية : يا ماما منذر مش كدة خالص ، و الله الفلوس ما بتفرق معاه،  و مستورة الحمد لله مرتبه بكفينا و معيشنا كويس غير كدة هو عمره ما يبص على فلوسي عشان هو شبعان و عينه مليانة
لتهز رأسها بإنكار على سذاجة ابنتها : يا بنتي انا بوعيكي ، أصل في رجالة كدة اول ما يشوفوا القرش في ايد نسوانهم الشيطان بيلعب في دماغهم ، انا مقولتش أنه كدة بس الاحتياط واجب و عموما كثر خيره .
لتحتضنها بيري: خلاص بقى يا ماما، مش كل ما جيب سيرته تكسري ، داه يبقى معايا العمر كله ، روق كدة يا جميل. 
لتملس نادية على شعر ابنتها قائلة : غصب عني يا بيري ، لما تخلفي هتعرفي يعني ايه خوف على حتة منك .
..........................

تزوجت مجنونا للكاتبة غادة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن