الفصل الثالث عشر

5K 455 27
                                    

_____ فاضل ثلث فصول يا جماعة همتكم معايا بقى ، 10 تصويتات بتاعي و اقرى
_____________

دخلت بيري غرفتها القديمة ، أمسكت هاتفها كي تتصل به لكنها تراجعت لقد عاهدت نفسها أن تترك له مساحته الخاصة، أخرجت أغراضها من حقيبتها و أخرجت قميصه الأخضر لتضمه إليها ثم تجد والدتها تطرق الباب لتجيب: اتفضل
دخلت نادية و هي تتفحص ملامح ابنتها: لتكوني عيطتي عليه ؟
لتضحك بيري و هي تحاول إخفاء حزنها: ليه هو مسافر بنغلاديش؟ ديه اسكندرية يعني. 
جلست نادية على سرير ابنتها : اكيد وحشتك اوضتك مش كدة ، انا نظفتهالك بايدي.
لتقول بيري باستغراب: هي دادة اسعاد فين صحيح؟
لتطمئنها نادية : واخدة اجازة فرح بنتها قريب
هزت رأسها في تفهم ، لتقول نادية: مالك يا بنتي ، شكلك مصفر اوي ، شكلك مأكلتيش حاجة هروح اعملك حاجة تصلبي بها طولك
و قبل أن ترد بيري كانت والدتها قد خرجت من الغرفة، لتقف بيري أمام المرأة و تنظر إلى نفسها في المرأة لتجد نفسها تمسك بطنها و تهمس : انا مش عارفة اذا كنت هنا او لا ، و انا اسفة اني مكونتش شجاعة اني اواجه و اعمل اختبار حمل ، بس انا عايزاك اكيد و باباك برضه هو ملخبط حبتين بس هو طيب ، اوعدك اني هتأكد منك بس اديني أيام قليلة بس اشوف منذر عامل ايه في شغله .
نظرت حولها و تدفع خصلات شعرها إلى الوراء لتقول لنفسها: كان بقول اني مجنناه دلوقتي هو الي مجنني
لتجد اتصال من سكرتيرتها تخبرها فيه أن ماجد المسيري اتى إلى الشركة و يريد رؤيتها لتقفل الخط و تقول بمكر : طلبتها و هتنولها يا ماجد
لتخبر والدتها انها ذاهبة في مهمة عمل صغيرة و عائدة إلى البيت
_____________
دخلت إلى غرفة الاجتماعات و تعمدت صفع الباب بقوة لتجلس و هي ترسم تلك الابتسامة التي يمقتها لتكمل هي استفزازها : فرحني و قولي انك جاي تنسحب من المشروع
نظر بعدم مبالاة : عايز اعمل صفقة كمان
ضيقت عينيها : انت غاوي حرقة دم ، و لا داه الدايت بتاعك ؟
نظر إليها بتحدي : الشركة هنا محتاجة صفقات جديدة،  و انا اتكلمت مع المدير و هو موافق أصلا.
لتضحك بقوة : يعني انت كدة مسكتني من الايد الي توجعني و حطتني قدام الأمر الواقع بأني اشتغل معاك تاني ، حلوة الحركة ديه و اهو تعوض على كرامتك الي بقت في ساحل العاج من ساعة العشا
لينظر إليها بحقد شديد: عارفة انتي من النوع الي فاكر انه الدنيا بتمشي بمزاجه، و يمكن شخصية جوزك مساعداكي فداه بس مش كل طير بيتاكل لحمة .
وضعت قدم على قدم لتقول بثقة : انت معجب بيا للدرجة ديه يا ماجد ، لدرجة انك دورت ورى جوزي .
ليتصنع السخرية : معجب ايه و هباب ايه لتكون فاكرة نفسك حلوة يا بت انتي
لتنظر له بخبث أنثوي و تستمر في الصمت ، بدأت نظراتها تلك تسلسل إلى روحه لتقول له : مدام كدة ليه كنت عايز تقرب اول مرة ، ليه اتجرحت لما جبت سيرة جوزي في اول اجتماع لينا  ، ليه روحت تجيب واحدة انت عارفها من يومين و تقدمها على أنها خطيبتك
اتسعت عيناه في دهشة لتكمل هي : لتكون فاكر دخل عليا فيلم العشق الممنوع الي انت كنت بتعمله انت و هي ، و احب اقولك انك ممثل فاشل على فكرة .
هرب بعينيه منها فقد ء صدمه علمها بمثل هذا السر ليسمع صوتها الهادئ: انا مبحبش اللعب الكثير يا ماجد ، و اذيتي وحشة و وحشة اوي كمان، خلينا في الشغل انت بزنس مان شاطر و عندك مستقبل حلو و عايز تكسب و معايا هتكسب اوي كمان و ممكن اعمل معاك بدل الصفقة الف بس لو حسيت بحركة غدر منك ، صدقني الي شوفتها واحدة و الي هتشوفها واحدة تانية خالص
مدت يدها لمصافحته و هي تقول: اتقفنا؟
نظر إلى ملامحها الجادة و التي توحي بصلابة و قوة شديدة بينك يده دون أن يتكلم لتقول بمرح: دلوقتي نتكلم عن المشروع الجديد
ليأخد نفسا عميقا و يقول: ليا شرط انا هنده بيري ، انا مبحبش اسم بيريهان داه   و بالنسبة للمشروع فأنا عايز....
______________
كان الوقت قد مضى و وصل منذر إلى الإسكندرية ، اتصل ببيري التي ما ان رأت اتصال زوجها حتى استأذنت من ماجد لترد عليه بلهفة: حمد لله على السلامة يا روحي،  طمني عليك انت كويس ؟
ابتسم على اهتمامها به: الحمد لله،  و انتي طمنيني عليكي روحتي بيت مامتك
لتقول بتوتر: اه روحت ، بس حاليا في الشركة
نظر إلى ساعته : الساعة خمسة ، انتي اخرك الساعة اثنين عادة .
لتبرر له: اصل في اجتماعات ورى بعض ، طمني السفر كان عامل ازاي ؟
أجابها و هو يتثأب: تمام ، بس متعب اوي بقالي حبة حلوين مسفرتش
لتستغل بيري ذلك قائلة: طب يا حبيبي نام انت ، و ابقى طمني عليك .
أجابها بهمهمة فقد تمكن منه التعب، ودعته بلطف و أنهت المكالمة و أكملت اجتماعها مع ماجد و انهته و لتحمل هاتفها و تقوم باتصال اخر محدثا أحدهم: ركز على ماجد المسيري كويس مش ناقصة وجع دماغ منه .
_________
في صباح اليوم التالي ، نهض منذر مبكرا و كاد أن يتصل ببيري لكنه تراجع لأنه يعلم أنها تحب النوم صباحا و كذلك تذكر أنها تعاني من ضغط العمل فاكتفى بإرسال رسالة نصية قصيرة، ليتوجه إلى المصلحة التي سيعمل بها ، كان المدير انسانا فظا حاد الطباع،  قام بإعطائه مجموعة من الملفات و الشرح المقتضب مشيرا إلى مكتب في اخر الرواق كي يزاول عمله فيه  و اختفى من أمامه ، تنهد منذر و هو يحمل تلك الملفات و ذهب  إلى ذلك المكتب .
جلس لمدة نصف ساعة يحاول أن يجد طريقة يبدأ بها عمله لكنه ، مشتت، محتار ، تائه ، بيري ليست هنا لدعمه و اخباره أن كل شيء سيكون بخير ، ليست هنا للوقوف عند رأسه كي يتمم عمله ، بدأت بعض الأفكار السوداوية تتسلل إلى رأسه جاهد طويلا للتخلص منها ، امسك هاتفه للاتصال ببيري لكنه تراجع،  إلى متى سيضل  مثل الولد  الصغير الذي يهرع إلى أمه،  ارتسمت ابتسامة مريرة وهو يتذكر أمه التي كانت تخبره أنه فاشل و لن ينجح في حياته ، حتى أنها كانت تفضل أخاه الكبير أكثر منه ، فرك وجهه عدة مرات و هو يحاول الابتعاد عن هذه الذكريات التي تزيد خوفه و رغبه أكثر ليحس بملمس خاتمه على وجهه ليتأمله و يتذكر كلام بيري: خاتمي في ايدك ، حبي في قلبك ، و دعائي مرافقك هتنجح اكيد
اغمض عينيه في راحة و تنفس بعمق شديد كما كانت الطبيبة تنصحه دائما و حاول جعل رأسه فارغا،  و نجح في ذلك و بدأ في العمل،  أنجز الكثير في وقت لابأس به
ليجد رسالة نصية منها مفادها : انا مين ؟ انا الي بعيدة عنك بس تفكيرها دائما فيك ، انا عارفة انك تقدر تنجح بالتوفيق .
ابتسم على رسالتها تلك و اكمل عمله،  في وقت الغداء اتصل بها لتقول له بمرح : خونتي مع كم واحدة
نظر أمامه: اربع ملفات ، و بدأت فالخامس 
لتمازحه : حظك حلو انك هربت ، كدة مفيش تفتيش تاني 
ليخبرها بنبرة من اهلكه الاشتياق :  على فكرة انا عمري ما اضيقت من التفتيش بتاعك .
لتسمع صوتا أنثوي يحدثه و هو يجيب لتحاول تمالك غيرتها قائلة : يا سيدي و مدلعنيك بواحدة صوتها حلو و ناعم .
ليضحك هو : ديه قد والدتي يا بنتي
لتهمهم بتفهم و تنهي المكالمة: طيب اسيبك انا مع الملفات الي بتخوني معاهم و نتكلم بعدين .
وافقها قائلا: ماشي خلي بالك من نفسك. 
انهى الاتصال و نظر أمامه إلى الملفات التي تنظره  ليحفز: تخلص بدري من هنا ، تروح عندها بدري .
===============================

تزوجت مجنونا للكاتبة غادة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن