احرقني عشقه(الثامن و العشرون):-وقفت أمام باب الفيلا تفرك يدها بتوتر بالغ ! لقد أخبرتها خالتها بأن تذهب إلي منزلها كي تساعد إياد و الاهتمام بأمور المنزل بغيابها .. فـ هي الآن أصبحت زوجة إياد و تستطيع التواجد معه في مكان واحد ... باتت زوجته بالقانون حلاله من عشقه القلب أصبحت تحمل إسمه تاليا زوجة إياد السباعي...
إياد السباعي رجل الأعمال الشاب الوسيم يمتلك هيبة و إسماً ساطعاً في عالم الاعمال و بين الطبقة المخملية ، عشق الطفولة و المراهقة و الشباب ، كان حُلماً بعيداً كـ نجم بالسماء و هي علي الأرض بينهما المسافات البعيدة.
عشقته عشقاً جارفاً حد الهوس و الجنون لينفطر قلبها علي عشقها حينما اكتشفت أنه عاشقاً لأُخري إمتلكت قلبه غيرها ،تمنت وقتها أن تكون هي تلك الفتاة لكنها كانت الصديقة و ليست الحبيبة كما تمنت يوماً.
تنهدت بعمق ثم رفعت أناملها وقرعت الجرس عدة مرات ، مرت الدقائق ليفتح إياد الباب و شعره المشعث علي جبينه ينظر بنصف عين مفتوحة و الأخري مُغمضة ليغمغم مندهشاً فإتسعت عيناه علي وسعيهما:
-تاليـــــا!! إيه اللي جابك؟!. أقصد بتعملي إيه هنا؟!
إبتسمت تاليا له بهدوء و أجابت:
-هتسيبني واقفة علي الباب كده ، سيبني أدخل الاول و أنا هجاوبك علي الاسئلة دي كلها.افسح لها الطريق لتدلف و داخله المزيد من الأسئلة .. تاليا تتحدث معه بأريحية و نبرتها طبيعية كثيراً .. أما تاليا فـ ابتلعت ريقها بتوتر و إضطراب يذبذب كيانها هي وحدها مع زوجها حبيبها ليس كـ السابق مجرد أصدقاء ..
نظرت بعينيها الخضراء كـ العشب تتساقط عليه قطرات الندي بالصباح تُضيفيه جمالاً ، تأملت البيت بعينيها بـ شئ من الارتباك الأنثوي الفطري و الخجل العفيف ، قطع صمتها إياد من الخلف:
-هتفضلي واقفة كده ساكتة ، إتكلمي ...
إنزعجت تاليا من نبرته الحادة فاستدارت بجسدها له و هتفت بهدوء يشوبه بعض الغضب و الغيظ:
-لو وجودي غير مرغوب فيه همشي بكرامتي أحسن ..همت بالذهاب ليمسكها إياد من ذراعها متشدقاً باعتذار وقد ندم علي ما تفوه به:
-إستني يا تاليا ، إعذريني لسه صاحي من النوم و مش مركز انا بقول إيه ..
تهدجت انفاسها و تخضبت وجنتيها بحمرة طفيفة كـ ثمرة طماطم طازجة حمراء شهية ، كان قريباً.. قريباً للغاية ، و قربه مهلك لقلبها النابض بعشقه ، اما إياد فـ تسللت إليه مشاعر جديدة تستولي علي تفكيره بـ سؤال ، لماذا يخفق القلب هكذا بالغرام لخضرة العشب بعينيها؟!.
تنحنحت تاليا تجتذب ذراعها من يده مغمغمة بهدوء ظاهري كي لا تكشف مشاعرها الهوجاء:
- ماشي يا أستاذ إياد بس اي كلمة تانية منك همشي آه و ربنا همشي ..
أنت تقرأ
أحرقنـي عشقـه
Разноеقسوة الحياة تغلبت علي عشق أحياها و أمات قلبه.. بعمر صغير اصبحت أمُاً لطفل رضيع و فرار والده لتكون وحيدة بعالم قاسي.. تقابلت مع من يكره حواء و يتمني أي فرصة كي يحطم غرورهن و ينتقم منهم.. شاهد ماضيهم القاسي.. لتصبح هشة رقيقة و ضعيفة و هـو قاسي متبلد...