الفصل العشـرون

11.9K 415 44
                                    


صرخات متلاحقة بعلو صوتها تحطم كل ما تطاله يدها كالإعصار المدمر
لا تصدق أن من أحبته بجنون سيرتبط بعدوتها اللدودة
حوريـة.. حوريـة.. حوريـة !!!
اللعنة التي لاحقتها منذ الصغر تحظي بما تريده هي دائماً لتأتي و تختطف منها حب عمرها
كان الياسمين و جدها فاروق المارد بالمصباح السحري لها ينفذ كل ما تريده.
صرخت بعلو صوتها بقهر و دموع تنساب علي وجنتيها كالشلالات المتلاحقة بإنهيار جثت علي ركبتيها تبكي بقوة علي تلك الخسارة القوية..
فُتح الباب و ظهرت خلفه مها والدتها تهرول تجاه ابنتها تضمها لأحضانها بلهفة..
مها بهلع:_رُفيدة حبيبتي مـالك يا قلب أُمك؟!
رُفيدة ببكاء:_أخدته يا ماما!! أخدته مني خلاص الفرمان خرج بقرار جوازها من حب عمري.
مها بتساؤل فهي لا تعلم بعشق ابنتها لـ قصي:_أنت بتتكلمي عن مين يا قلبي؟؟.
رفيدة بصراخ:_قصي يا ماما قصي سرقته مني حورية سرقت حبيبي.
مها بصدمة قوية:_قصي، أنت بتحبي قصي يا رفيدة.
كفكفت دموعها بأعين تلتمع بشر تصر علي الخلاص من هذه اللعنة قائلة وهي تنهض كالمجنونة:_هقتلها و اخلص منها هقتلها يا ماما قصي بتاعي أنــا و مش هيکون لغيري هقتلها و ارتاح.
جحظت عينان مها بفزع ماذا؟! قتـل؟.. لا مستحيل لن تدعها تدمر حياتها
هبت واقفة تمسكها بقوة تمنعها من التهور:_بطلي جنـان يا رفيدة بلاش تضيعي نفسك يا بنتي.
رفيدة و هي تحاول التملص منها:_سيبيني يا ماما خليني اقتلها و اخلص منها... ثم تابعــت بصراخ.. يا اقتلها يا إما هنتحر و اموت نفسي يا ماما.
تركتها مها بهدوء و قالت بنبرة باردة:_عايـزة تقتليها و تخلصي منها اتفضلي بس ساعتها هتخسري كل حاجة قصي و الفلوس و الحرية تبقي عبيطة يا بنت بطني و هتبقي الخسرانة هتعيش هيا معاه و أنت محبوسة في السجن و مش هتخرجي منه مش اقل من عشر سنين فإهدي عشان نفكر في حل.
حدقت رفيدة بوالدتها بتفكير كلام منطقي ماذا ستستفيد من قتل اللعنة حورية سوي الزج بها خلف القضبان لذا ستستمع لما تخبرها به والدتها..
روفيدة:_ه هنعمل إييه عشان نخلص منها؟..
جذبتها مها بابتسامة خبيثة و أجلستها علي الفراش ثم جلست بجوارها بوجه ماكر و خبيث.
مها بصوت كفحيح الافعي:_مش كل حاجة تخديها بالصراخ و القتل تؤتؤ اللعب الصح بيبقي بالعقل أعملي زيي و اتخلصي من أعدائك من غير نقطة دم زي ما عملت مع زهرة زمان..
غمغمت روفيدة بتعجب من إسم زهرة الذي لا يذكر بالقصر فتساءلت بدهشة:_إيه علاقة زهرة باللي بنتكلم فيه يا ماما.
انتبهت مها لابنتها وقالت بتلعثم:_زهرة آآ ولا حاجة يا حبيبتي متشغليش بالك اهم حاجة عايزاكي تكوني هادية الفترة الجاية و احنا بنخطط عشان نخلص من حورية علي نار هادية..
كانت تبخ سمومها بابنتها تخرج لها حقد و غل دفين تزرعه بها لتصبح نسختان متماثلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فُتح الباب علي مصرعيه تبعه هجوم الصغيرة بوجه متجهم باشتعال كالنيران الحارقة بعدما أعلن الجد احقية ملكيتها إلي قصي الراوي ابن عمها..
انتظرت إلي انتهاء الحفل و صعدت له غرفته و ها هي تقف بها الآن تنظر إلي جدها و والدها الروحي بنظرات غاضبة وهو يجلس علي كرسيه الهزاز يتحرك به للامام و الخلف يشبك اصابعه يتطلع لها ببرود.
صرخت حورية باهتياج مما اقدم عليه جدها دون ادني علم لها:_ممكن افهم بقي ايه اللي حضرتك قولته في الحفلة..إرتباط إيه اللي بتتكلم عنه..أنـا و قصي مستحييل؟؟؟!..أنـت حطتنا قدام الأمر الواقع من غير ما تدينا خبر و يكون عندنا علم و اتفاجئ زي الغريب بإني هتجوز من ابن عمي اللي شايفاه أخ و صديق بس!!.
أخيراً نطق الجد بكلمات ذات مغزي:
_متأكدة إنك شيفاه أخ!!.
استوطن القلق قلبها و إندفعت الدماء تضرب اوردتها بتوتر قبل أن تسأله مباشرة:
_قصدك إييه يا جدو؟!طبعاً شيفاه أخ و صديق.
إبتسم الجد بغموض مغمغماً:
_بس انا مش شايفه أخ و لا عمره هيكون اخ ليكي..ممكن صديق لأن مع الوقت الصداقة بتتحول لحُب كل العلاقات بتبدأ تحت مسمي الصداقة و أنتم متختلفوش عنهم.
تحركت بضعة خطوات ووقفت امامه متشدقة باعتراض:
_لاء نختلف و نختلف اوي كمان هو من عالم و انا من عالم تاني آه كنا قريبين من بعض الفترة اللي فاتت بس ده ميديش الحق تحكم علينا برباط ابدي تحت مسمي الزواج مش بإرادتنا.
هتف بخشونة:
_و انا من امتي يا حورية بخليكي تعملي حاجة من غير إرادتك بالعكس انت الوحيدة اللي أخدت حريتها و عايشة من غير قيود.
تقوس فمها باستنكار:
_الوضع دلوقتي مختلف و أنـا شيفاك بتقيد حريتي بعقد جواز مرغمة عليه و دي خارجة عن إرادتي و ضد رغبتي.
نهض الجد بهـدوء و تقدم من حفيدته ثم وقف أمامها يكشف اوراقه المندثرة بين أوراق خزانته:
_أنـا مش بجبرك يا حورية انا بنفذ حلم السنين اللي بتحاولي تخبيه عني و فاكراني مش هعرف إنك بتحبي قصي من لما كنتم أطفـال صغيرة حتي لما سافر.
شحب وجهها و لا يوجد مكان للحيوية به ما خبأته لسنوات كان يعلم بعشقها الخفي له والذي أخفته عن الجميع فإبتلعت ريقها بتوتر تسأله بغصة مريرة:
_أنت كنت عـارف؟؟!و مقولتليش لييه طالما عارف باللي بـ سري السنين الطويلة؟؟!
رماها الجد بابتسامته الحانية يملس علي خدها مجيباً:
_دا سرك يا حورية استنتيك تحكيلي عنه زي بقيت اسرارك بس احتفظتي بيه لنفسك و دا بررته إنك بنت و الكلام في موضوع زي ده بيسببلك الخجل و الإحراج مع بعض الأمل إنك في يوم هتقوليلي.
سألته مكررة بتبرم:
_برضو مجاوبتش عرفت إمتي و إزااي؟!.
تنهد بعمق ثم قـال:
_من صورته تحت مخدتك كل ليلة بتبقي في حضنك و اجمل ابتسامة علي وشك و رسايلك اللي بتكتبيها و تحطيها في جوابات و حطاهم في صندوق الذكريات و دي كانت اغبي حركة لأني الوحيد اللي معايا نسخة من مفتاحه و اللي اتشاركنا فيه اسرارنا.. عيونك فضحتك يا حورية بتلمع لما يتقال اسمه لمعة حب بنت لشاب مش حب إخوة و دا خلاني أتأكد إنك بتحبيه ملييون إجابة علي سؤالك عشان كده خليته يرجع مصر و يتولي شركاتنا و يتقرب منك و متأكد زي ما قلوبنا حبتك إنه هيحبك أنتي كمان و جدك مهما كبر يا حورية عمره ما هيكون غبي لحد ما ربنا يسترد امانته.
هتفت بسرعة و لهفة تلتمع عيناه بدموع تحيط وجهه بكفيها:
_لييه بتقول كده بـلاش سيرة الموت ارجوك مش هستحمل فراقك.
أمسك الجد يدها و لثمه قائلا:
_دي سنة الحياة و الموت حق علي الإنسـان و مقدرلنا نموت في يوم يا حبيبتي، نفسي أطمن عليكي قبل ما افارق الدنيا دي و أشوف نسخة صغيرة منك واضمها زي ما ضميتك و أنتي طفلة.
نزلت دموعهـا بعذاب وقلب مقهور مغمغمة:
_كلامك بيوجعني يا بابا مقدرش أعيش لحظة من غيرك.
صاح باشتياق:
_ياااه من زمان أووي مسمعتش بابا يا حورية كنت بتناديني انـا بابا مش محمد إبني لدرجة إني حبيتك اكتر من ولادي انت قطعة الماسة غالية يا حورية و ميستاهلش الألمـاس غير واحد بس؟؟؟!.
شدت من عناقه قائلة بعزم علي تحقيق مراده:
_موافقـة يا بابـا،موافقـة احققلك امنيتك.
فرح الجد و تهللت اساريره مقبلاً راسها يغمغم بسعادة:
_دا كان احسن خبر أسمعه من زمان يا حورية أنت العوض يا بنتي.
غفلت عن كلمة العوض التي لم تفسرها و لكن اراحت قلبها ابتسامة الجد السعيدة..
تمتم فـاروق براحة نفسية بعد عذاب سنين:
_قصي زماان بعدته عننا و خليته وحيد و أنت العوض يا حورية عوضـه عن سنين وحدتـه و عقـاب من إنسـان شيطان دمر عيلتي و عايش حياته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أحرقنـي عشقـهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن