الفصل الخامس

13.3K 409 18
                                    

لم ينفعها الهروب من المواجهة فحتماً ذلك الحلم بات واقع عليها التعايش معه ... حقيقة مؤلمة أن تري من كان سبب في معاناتك سنوات طويلة أمامك بنفس الجبروت و القوة ... عقاب قاسي من القدر علي رؤيته من جديد .. قسوة عشق وعذاب أنهت الأحلام الوردية التي عاشتها لأعوام .. حُلم جميل في جنة واسعة فاقت منه علي كابوس جُهنم حطم حصون وضعتها لحماية قلبها من الوقوع في الحُب من جديد ...

فتحت عسلياتها بنعاس ثم اعتدلت جالسة علي السرير... تثائبت بنُعاس وهي تُخلل شعرها بأصابعها .. نهضت من علي السرير وسارت نحو المرحاض .. وقفت امام المرآة تنظر إلي عيناها الحمراء وجفونها المنتفخة و شعرها الأشعث و آثار الدموع علي وجنتيها .. أدرات صنبور الماء لتنسكب المياة ثم وضعت رأسها أسفل الصنبور تغمره بالماء .. أرادت أن تستفيق من ذلك الكابوس الذي تراه دائماً ولكن الآن أصبح علي أرض الواقع حقيقة لا مفر منها .. أغلقت الصنبور وأمسكت بالمنشفة الموضوعة في مكانها المخصص تجفف شعرها واتجهت إلي الخارج .. وقفت أمام خزانة الملابس وانتقت منها ملابس بيتية عبارة عن ترنج شتوي مكون من اللون الأزرق وعليه رسمة قطة باللون الأبيض فأصبحت أصغر من عمرها بكثير .. مشطت شعرها علي هيئة جديلة بالجنب تاركة بعض الخُصلات تسقط علي جبهتها ..
خرجت من غرفتها و رسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تستمع إلي صوت المشاغبان إياد والصغير أيان يشاهدون المباراة بين الفريقين الأهلي و الزمالك .. علي صوت تهليلاتهم الفرحة لإحراز فريقهم الهدف .. اقتربت منهم وجلست جوار أيان الذي يُشاهد المباراة باهتمام .. هي ليست من مشجعين المبارايات كثيراً ولكنها تعشق معرفة النتيجة .. كان الشوط الأخير بالمباراة وباقي خمسة دقائق أخيرة متوترة علي الجمهور و عليهم أيضاً..أحرز فريقهم الهدف وفاز لينهضوا بسرعة مُهللين ثلاثتهم بسعادة لفوزهم ..

احتضن الصغير إياد مغمغماً بسعادة وهو ينفخ في الزامور الصغير الذي يحملها :- واللا وعملوها الرجالة ورفعوا راس نصر بلدنا ووقفوا وقفة رجالة مبروك لمصر ولولادها .

حمله إياد علي ظهره و دار به بسعادة مهللاً:- جووول و فوزنااااا .. غني ياض يا أيان خلينا نفرح أكتر .

وقفت ريحانة تُشاركهم الهتافات بسعادة وهي تصفق بيدها :- تييت تريت تييت مصر تييت ترييت تيت مصر .

أنزل إياد الصغير عندما استمع لصوتها لينتبه لوجودها .. قطب جبينه بدهشة سائلاً إياها :- إيه دا أنتِ صحيتي ؟!.

ردت بتهكم علي سؤاله الغبي فإذا لم تسيتقظ ماذا تفعل أمامه :- لاء لسه بخطف حلم سريع وهصحي .

امتعض وجهه بغيظ مغمغماً بحنق :- أنا كده اطمنت إنك رجعتي ريحانة القديمة مش أمينة رزق من ساعتين منكسرة ومظلومة وبكرهه والكلام ده

ابتسمت باستفزاز وقالت ببرود :- يا إياد يا حبيبي أنا إبن مصر وأنا ضد الكسر يعني مستحيل أنكسر تاني لأني بقيت من فولاذ مش بيهزني الغير الشديد القوي وقوتي في ذكائي ال قدرت أهرب بيه من قُصي السنين الفاتت كلها .

أحرقنـي عشقـهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن