الفصل السابع عشر

9.9K 417 64
                                    


ندبـات الماضي ما زالت تؤلمنا للـ الآن.. ليست قط جرح غائر عميق بجسدنا بل هو نصل حاد اخترق أرواحنا بدون استئذان  !!!
نجـازف بالماضي من أجل المستقبل  .  فنجد أن الماضي عالق به كالعلقة  .. 
كانت منبوذة بالماضي عوقبت علي غلطة غير مقصودة لتكن العواقب وخيمة  ؟. اصبحت ميتة امام الجميع و لكن هل يعود الميت إلي الحياة من جديد  ؟ أم تنسجم الروح مع الجسد الميت  !!
حُبست الأنفاس بالصدور غير قادرة علي الخروج زفيراً.. لا تصدق أعينهم ما تراه الآن تحت شعار "عودة من الموت"؟ كابوس قديم يتجسد الآن أمام أعينهم غير قادرين علي الاستيعاب"حورية الراوي" علي قيد الحياة و لم تمت؟.
كانت الصدمة قوية عليهم و خاصةً من أحبوها بصدق..أحبوا حوريـة بقلب صادق.. صدمة الموت قديما كانت قوية عليهم أما الآن فـ صدمة أنها علي قيد الحياة كانت أقوي من قبلها..
وضع فـاروق يده علي موضع قلبه يتألم بصمت شعور مؤلم أن مهلكة قلبه حفيدته الحبيبة حورية تقف أمام عينيه الآن..نظر فاروق بأعين إمتلئت بالدموع الحبيسة و هو يراقب ما يحدث بصمت..
حفيدته الميتة منذ اعوام تقف امامه الآن..قلبه يخفق بقوة رؤيته لحفيدته المميزة بعد تلك الأعوام و إشتياقه لها بعد فراق من الموت آلمه كثيراً..
يراها تقف بصحبة شاب وسيم للغاية و معهم هذا الصغير الذي ركض نحو عثمان صديقه فإتجهت عيناه إليه وجده يركض تجاه صديقه يضحك بسعادة..فوجده يفتح ذراعه و تلقفه بعناق حار يغمغم بضحكات سعيدة:
-حبيب قلب جدو أيان البطل كده تتأخر عن الحفلة نص ساعة.
ضحك أيان و قال بغرور طفولي:
-أنا منتظم في معادي بس انت يا عثمان باشا اللي بدأت البارتي بدري عن معادها.
كركر عثمان بإحراج من ذلك الولد الصغير من جوابه المحرج و قال:
-المرة دي انت طلعت صح يا بطل هبقي أركز عشان أكسبك.
أقتربت ريحانة مع إياد من الجد عثمان بإبتسامة سعيدة و قالت بحب تحتضنه:
-عامل إيه يا جدوو؟.
عانقها الجد بحنان يردف بلوم يعاتبها علي غيابها الطويل:
-كده تغيبي عني الفترة الطويلة دي جدك مش وحشك و إلا إيه.
أبتعدت عنه و قالت مبررة له بهدوء:
-وحشتني طبعا أصل حصلت شوية ظروف منعتني عنك بس هعوضك يا حبيبي.
ربت علي رأسها بحنان و توجه بنظراته الغاضبة نحو إياد الذي ارتعب و قال بتوتر:
-إيه؟ ما أنا كنت مشغول زيها و الشركة اخدت كل وقتي حتي أسألها.
هتف الجد عثمان بصرامة يقطع ريحانة التي همت بالحديث بصوت أجش قائلا:
-دا مش مبرر إنك مترفعش سماعة التليفون و تتصل تطمن علينا برضه.
مط إياد شفتيه بعدم رضا و قال يحدج ريحانة بغيظ:
-حقك عليا إشمعنا ريحانة سامحتها بسرعة و أنا لاء.
اجاب الجد بإستفزاز يضم ريحانة لأحضانه بحنان:
-دي حبيبة جدها مقدرش ازعل من القمر دا مهما حصل منها.
ضحكت ريحانة بخجل و شماتة بنفس الوقت لإياد ذا الملامح الممتعضة و الغاضبة فإبتسم لها متمنياً لها السعادة يكفي إبتسامة صغيرة تمحي الضيق.
كان يعتصر ألماً يستمع لضحكاتها مع صديقه إستبدلته بجد آخر ما هذا القدر القاسي الذي يعيد فتح جراح القلب من جديد..
استدار عثمان إلي صديقه فاروق مردفاً بسعادة و لم ينتبه لحزنه الظاهر علي وجهه يوجه حديثه لريحانة:
- عارفة مين الراجل العجوز اللي قاعد جمبي دا يا ريحانة؟!
نظرت له بعدم فهم ولكن قالت:
-مين يا جدو؟!.
رد بنبرة حب صادقة وود لم يمحيه الزمن:
-فاروق صاحبي و عشرة عمري.. أخويا اللي الزمن عرفنا علي بعض و كان أحسن من الأخ من الاب و الأم فاروق اللي حكتيلك عنه زمان.
همهمت بتفهم فـ إسترسل عثمان موجهاً حديثه هذه المرة إلي صديقه يقول بهدوء:
-و آدي يا صاحبي جميلة عيلة السباعي ريحانة السباعي حفيدتي و اللي جمبها إياد السباعي و الاتنين ولاد عم إتجوزا و جابوا لينا العسل الصغير أيان..
رغم إني مستخسرها فيه بس أعمل إيه القلب و ما يريد.
ضحك الجميع علي عبارته المازحة بينما إمتلئت أعين فاروق بالدموع الحبيسة "حورية الراوي".. باتت الآن" ريحانة السباعي" إبنة عائلة السباعي و لا يربطها بهم أي صلة..
وقفت ريحانة بجوار إياد و أمسكت بيد ايان و اقتربت من فاروق الذي يرمقها بنظرات حزينة و قالت بإبتسامة بشوشة وهي تمد يدها:
-أهلاً بحضرتك يا فاروق بيه متعرفش إزاي جدو بيحكيلنا عنك للدرجة إني أتشوقت اعرف مين صاحبه اللي بيحبه أوي كده.
لو كانت عازمة علي إيلامه أكثر ما فعلته بهذه البراءة و الطفولية..لا تتذكره تنادية بألقاب و تعامله كالغريب شتان بين الماضي و الحاضر فهو الآن غريب عنها لا تعلم من هو؟.
إنزوي ما بين حاجبيها بدهشة من صمته المبالغ فنادته برقة:
-فاروق بيه حضرتك معايا؟!
زال التعحب و الدهشة عندما مد يده و إحتوي كفها الرقيق يصافحها مغمغماً بصوت حزين:
-معاكي يا حورية العيلة.
تعجبت ريحانة و إندهش الجميع تحديداً عثمان الذي هتف مصححاً ما قاله فهو يعلم مدي تعلق صديقه بحفيدته المتوفاة حورية:
-دي ريحانة يا فاروق مش حورية.
إستفاق لما قاله عثمان هذه ليست حفيدته بل حفيدة السباعي يألله ما هذا الألم الكبير..سحبت ريحانة يدها من كف يده و قام إياد بمصافحته ثم جاء دور  أيان الذي نطق ببراءة غير مدركاً لما قاله:
-إزيك يا جدوو أنا مبسوط أووي إني شوفتك اصل جدو عثمان كل ما يشوفني يحكيلي عن صداقتكم و أنا بحبك اووي عشان جدو بيحبك.
أدمعت أعينه بحزن من كلمات هذا الصغير..يريد أن يضمه بأحضانه هو ووالدته يصرخ بهم قائلاً حورية عايشة و مش ماتت..حفيدتي عايشة و في حضني..ولكن هذه أحلام لن تتحقق..
إعتقد عثمان أن تلك الدموع مما قاله الصغير عن صداقتهم الأبدية و لم يعلم أنها من أجل واحدة حفيدته حورية الراوي..
أردفت ريحانة بهدوء لطفلها قائلة بحنو:
-أيان حبيبي روح ألعب مع لورين يلا.
هرول الصغير ناحية لورين كما أخبرته والدته فهو ينصاع لما تقوله دون أي نقاش او تردد.
الأبوة نعمة و غريزة جميلة لا يشعر بها أي أحد..
يري إبنته بعد هذه السنوات الطويلة التي ظن بها أنها متوفاة..لم يصدق عيناه بالبداية أنها علي قيد الحياة ولكن ما أكد له هو حديث عثمان عنها..هذه ليست حورية بل ريحانة..عيناه تنظر لها بإشتياق كبير إبنته يراها الآن و هذا ما يكفي..
إبتسم بسعادة عندما وجدها تتجه نحوه بإبتسامتها الفاتنة تمتن بنبرة حب و إشتياق:
-بـابـا  ..
سعد قلبه بطرب من كلمتها الجميلة فتح ذراعه يستقلبها بين أحضانه عندما إقتربت منه و لكن خاب ظنه عندما تخطته تلقي بنفسها بأحضان رجل آخر عزت السباعي..
لم يتخيل أن إبنته ستنطق بهذه الكلمة ذات الرنه المميزة لأب آخر..هو الأحق بها من أي إنسان.
لم تكن صدمة الجميع أقوي من صدمة قصي من رؤيته لها بجوار ذلك الشاب من جديد..بل كأن أحد سكب فوق رأسه دلواً من الماء هذا لم يكن سوي زوجها إياد تذكر عندما ظن أن ذلك الرجل هو زوجها و إياد شخص تخون زوجها معه فإنكشفت الحقائق و علم أنه هو زوجها..
تأمله بعيناه شاب و سيم للغاية تحبس الأنفاس من وسامته الجذابة..عيناه الزرقاء شعره الأشقر و بشرته الحنطية الجميلة و ملامحه الرجولية القاسية لكن عيناه تشع حنان و دفء رهيب.
لم يتوقع يوما أن يخطأ بحسابته هكذا أن تكون الأمور معاكسة لما يخططه هو فوقع بفخ القدر..
عندما يخبروك أن القلب يشعر بنصفه الآخر فصدقه هذا ما شعرت به رؤي من ألم قوي تعلم أنه لحزن حبيبها و صدمته لمشاهدته شقيقته من جديد..
عذابه دام لسنوات طويلة و لم يكن أقوي من عذابه الآن كل ما تعرفه الآن أن قلوب عائلة الراوي تقطر ألماً لرؤية فاتنتها من جديد يكتب بالبنط العريض..
عودة حورية الراوي..
ــــــــــــــــــــــــــــ
فصل صغير بس مقدرتش ازعلكم عشان العيد و كمان أنا كنت في حملة قومية بالبيت بقيت زي المتشردين و أسوأ منهم كمان..😂😂 هحاول أكتب فصل لبكرة.تصويت حلو عشانه 😜😜
خبر حلو والدتي تعافت من كورونا كانت في بداية المرض و تعافت بحمدالله..☺️☺️
كل سنة و أنتم طيبين و عيد مبارك عليكم ♥♥و يارب يجبر بالخاطر و يكون يوماً مميزاً.♥♥
تصويت عيد الأضحي ممكن!!😂😂
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🎉🎉
المبدعة: أميرة عمرو.

أحرقنـي عشقـهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن