البارت السادس

62 6 0
                                    

روْاَيِة غمّوُض اللَيِل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت السادس

امعنت النظر في جروحها وتذكرت لون شعر الفتى الذي كان في حجرتها وعملت بأنه يمتلك خاتمين بجانب بعضهما في اصبعيه السبابة و الوسطى في احدى يديه حاولت التذكر جيدا محاولة التذكر في اي يد كانت اليمنى ام اليسرى ، اغتسلت سريعا وخرجت ثم حاولت الأتصال برئيسة المجلة ولكنها لم تجيب ، شعرت اروى بأمر ما خاطئ يحدث معها ، وضعت هاتفها جانبا ثم سرحت شعرها وقامت إخراج حقيبتها وجمعت ملابسها بها وكتبت في مذكراتها " شكلو كده الموضوع بيخرج عن سيطرتي وبياخد طريق تاني غير الي انا رسمته انا كرهت السبق التافه ده ؛ يارب اسامة بيه يبقى كويس ويفضل عايش " واغلقت مذكراتها ثم توجهت إلي المطبخ لتقوم بعملها ؛ بينما هي ترتب الصحون كانت تسمع تهامس بقية الخادمات : الأنتحار اقل حاجة ممكن تعملها عشان تكفر عن جريمتها
شعرت اروى بالسوء من حديثهم واردفت : فين رقية هانم!؟
احدى الخادمات : اتحبست امبارح
اروى بتفاجأ : اي! اتحبست ليه !؟
الخادمة : لقوا سم في الأكل الي كان هياكله اسامة بيه عشان. كده انهاردة كمان هيتحقق معانا كلنا
شعرت اروى بتوعك شديد وبدأ قلبها ينبض بشده فقد كانت هي من اعدت الطعام ولكن تذكرت بأن رقية هانم تحدثت في التحقيق بكونها من أعدته؟! وبدأت تشعر بأن مؤامرة تحاك لها ، ذهبت مسرعة نحو حانا جرتها وبينما هي في الطابق الثاني تصعد الدرج شاهدت دارين (زوجة اسامة) تمشي متوجهة إلى غرفة الأخ الأكبر ايهم بينما هي ترتدي قميص نوم عاري تماما بطبقة شفافة رقيقة للغاية ، هرعت اروى لمكان ما تختبئ فيه حتى لا تراها ، ظلت تراقبها بينما الأخرى واصلت طرق الباب وخرج ايهم منزعج وأمسك بيدها وسحبها إلي حجرة أخرى في الطابق الثاني ، تبعتها اروى بهدوء حتى لا يفتضح امرها واقتربت من الباب حتى تسمع حديثهما
ايهم: اي الهدوم دي !؟
دارين: انا عملت كل الي قولتلي عليه حتى انا حاولت اقتل اسامة علشانك
ابعدها ايهم واردف : افرضي حد شافك بالمنظر ده عايزانا نتفضح !؟
دارين: انت بتوحشني اوى انت ليه مش حاسس بيا
حينها سمعت اروى صوت دفع ثم سقوط على الأرض بينما هي مصعوقة مما تسمع
ايهم : بس بقا انتي مش عارفة اي الي بيحصل !؟ انتي جوزك بين الحياه والموت والشرطة في كل مكان في القصر لازم نبعد عن بعض شوية
دارين بضيق : يارب يموت عشان اخلص منه وافضل معاك على طول؛ انا هبعد الفترة دي لحد ما الأوضاع تهدا وإن غدرت بيا يا ايهم انا هفضح سر العيلة كلها
حينها احتضنها بقوة حتى كادت ان تنقطع انفاسها
ايهم : لو سمعت منك الكلام ده تاني عارفة انا هعمل فيكي اي؟!
دارين : انت بتوجعني
ايهم : هقطع لسانك واكسر ايديكي وهعمل ابشع حاجة تخطر على بالك عشان سر العيلة ميطلعش وهتفضلي تحت عيني في القصر الحقير ده
ثم ابتعد وسمعت اروى صوت خطواته وهو على وشك الخروج ؛ فهربت من المكان سريعا نحو حجرتها وسحبت هاتفها لكي تتصل مجددا بآمنة رضوان رئيسة المجلة
اروى : ردي عشان خطري ردي على التليفون
بعد لحظات ردت آمنة وأردفت : انا مشغولة اوي
اروى: ليه فيه اي !؟
آمنة: خبر الحادثة بتاعت اسامة الهلالي عمال ينتشر بشكل رهيب في كل مجال الصحافة
اروى: ماهو ده إلي انا عايزة اكلمك فيه ارجوكي طلعيني من هنا
آمنة: انا مش قولتلك تتشجعي شوية بس
اروى بغضب : شكلك كده مش فاهمة الواقع الغبي الي وصلتله بسبب السبق الصحفي التافه بتاعك ده ؛ انا عايزة اطلع من هنا وهشتغل زي البقرة كل يوم عشان ادفع كل ديوني ؛ ارجوكي طلعيني من هنا بسلام غير ما اتكشف
تنهدت آمنة: انا معنديش وقت كتير المجلة مقلوبة فوقاني تحتاني من ساعة خبر حادثة اسامة الهلالي هتصل بيكي بعدين
ثم اغلقت الخط ؛ شعرت اروى بأنه تم التخلي عنها أصبحت عاجزة لا تعلم ما الذي ستفعله او حتى سيحدث لها إن واصلت البقاء هنا؛ بدأت تفكر بأن ما يحدث معها غريب وأيضا آمنة لا تتجاوب معها بشكل صحيح !؟
رن جرسها وقطع حبل افكارها ؛ نزلت إلى حجرة المائدة بينما كان جميع الأخوة يتناولون الإفطار كالعادة ظلت تحدق بهم ولمحت زوجة ايهم وهي ( اسيلة الطلخاوي ) تنظر نحو بدر بينما عينيها ممتلئة بالحزن والقهر وبينما زوجة اسامة "دارين" تتابع تناول طعامها بشكل طبيعي بالرغم من فراغ مقعد اسامة بجانبها
انتهى الجميع وبدأت الخادمة الأقدم في القصر بأخذ قرارات جديدة حتى تعود رقية هانم واردفت لأروى : من انهاردة هتستلمي المخزن
ذهبت اروى إلي المخزن؛ كان منعزل والجو رطب ، بينما هي واقفة فى المنتصف صعد فأر صغير على قدميها ، صرخت مرعوبة وفرت هاربة نحو الباب
اروى: ياربي اي الي بيحصل معايا ده
قامت بتشجيع نفسها ودخلت متوجهة نحو الدولاب الكبير في آخر المخزن ؛ فتحت باب الدولاب وشهقت مما رأت ؛ شاهدت عدد كبير جدا من الفئران الضخمة امام وجهها؛ اغلقت باب الدولاب بسرعة ثم باب المخزن الكبير وفرت هاربة من المكان بالكامل
سارت وهي مضطربة الافكار ومتشوشة حتى وصلت إلي مشتل الزهور ؛ كان فارغ لا يوجد به احد؛ جلست في زاوية مختبئة خلف المقعد بينما رائحة الأزهار العطرة كانت تغمر المكان وألوان الأزهار تريح بصرها
سمعت صوت خطوات قادم نحو المشتل وعندما رفعت نظرها كان يقف امامها مباشرة بالقرب من الباب
تامر : انتي بتعملي اي هنا !؟
ترددت اروى في الحديث فقد كانت تختنق مما يجري معها ؛ حينها اقترب تامر وجلس في مقعد أمام مقعد اروى
تامر بصوت هامس : مش هتقوليلي؟!
كانت تنظر له بينما تبتلع بغصة دموعها ؛ كان تامر يرى منظرها الذي يبدو بأنها على وشك البكاء في أي لحظة
حينها سكتت اروى قليلاً ثم اردفت : هو انا ممكن اعيط !؟
تنهد تامر واردف : مش مشكلة تقدري تعيطي
ثم توجه إلي الازهار في آخر المشتل ليمنحها بعض الخصوصية؛ كان صوتها مختنق ثم انفجرت بالبكاء ظلت تبكي لفترة متواصلة حتى هدأت
واردفت : شكرا انك سمحتلي اعيط؛ انا ارتحت دلوقتي
ابتسم تامر : هو الموضوع صعب للدرجة دي !؟
اروى: كان في سرب فران كبير اوى وانا كنت بشتغل في المخزن؛ مش هقدر افضل هناك انا هقدم استقالتي لما التحقيق يخلص
تامر: ماشي تقدري تقدمي استقالتك كده كده رقية هانم رجعت بعد لما اتحقق معاها عشان كده الموضوع مش هيطول
تفاجئت اروى: هي فعلا رجعت !؟
تامر: ايوة هي جوا
فرحت وركضت نحو القصر لترى الرئيسة وبالفعل شاهدتها
اروى وهي تحتضنها : انا قلقت عليكي اوى
رقية هانم: مش مشكلة انا كويسة
اروى: في اي! هما ازاي لقوا سم في الأكل وانا الي عاملاه ؟؟
رقية هانم: وطي صوتك؛ مش عارفة مين الي حطوا بس الطب الشرعي ملقاش سم في جسم اسامة بيه وهو دلوقتي حالته مستقرة عشان كده طلعوني والتحقيق هيفضل شغال عن الي حط السم
اروى: مش مشكلة؛ يارب يلاقوا الي عملها وكمان انا بجد بجد فرحانة انك رجعتي
حينها دخلت الخادمة : اروى هو انا مش قولتلك تشتغلي في المخزن ؛ لازم تخلصي تنضيفه
ربتت رقية هانم على يدها : روحي وكملي شغلك دلوقتي انا كويسة
تذكرت اروى منظر الفئران المرعب
ذهبت نحو المخزن وظلت فترة خائفة ، تدور وتدور وتدور امام الباب
شاهدها تامر وابتسم على منظرها الأحمق فقد كانت مترددة جدا ، ثم ذهبت إلى النافذة الخلفية من الجهة الأخرى لتمنها إن خرجت الفئران من منتصف المخزن ؛ في تلك اللحظة شاهدت بدر واسيلة (زوجة ايهم) يسيران بجانب بعضهما ويتجهان إلي المبنى الفرعي من القصر في آخر الحديقة ؛ تملكها الفضول ولكنها لم تذهب خلفهما ؛ كانت خائفة ومشغولة في عملها وظلت تخبر نفسها: لا متروحيش ، ملكيش دعوة بيهم
بعد لحظات لم يهدأ فضولها ثم تبعتهم بكل هدوء ؛ دخلا إلى حجرة محكمة الأغلاق دون نوافذ لذلك لم ترى او تسمع شئ ؛ وعادت إلي المخزن وكانت ترى تامر وهو مشغول في عمله يواصل تنصيق الأزهار
صعدت على مجموعة من الصناديق الخشبية لترى النوافذ لكنها لم ترى شئ يتحرك بشكل مريب ثم استجمعت شجاعتها وفتحت الباب ، كان المكان ساكن بشكل مرعب وبدأت تسير بهدوء وتنظيف أطراف المكان ؛ بعد ان انتهت من تنظيف الأرضية صعدت على السلم كانت خائفة جدا وسمعت صوت ارتطام باب المخزن؛ دقات قلبها بدأت تنبض بشكل جنوني ونزلت سريعا إلي السلم ؛ توجهت نحو الباب وظلت تطرق عليه : في حد هنااا ؟!
وعندما استدارت شاهدت باب الدولاب الكبير يفتح وبدأت الفئران بالانتشار حولها بشكل مرعب جدا ؛ تملكها الخوف بشكل كلي وبدأت تعرق ويصعب تنفسها ويتخدر جسدها ثم بدأ يثقل شيئا فشيئا حتى فقدت الوعي
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد مضي فترة من الوقت

فاقت اروى بينما تغطي الظلمة المكان بالكامل فقد كان السواد حالك للغاية فلم ترى شئ؛ حاولت التركيز لكي تستيقظ بشكل كامل فشعرت بجسد دافئ يلتصق بجسدها وانفاس تلامس رقبتها من الخلف
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
" نهاية البارت "

€: ترى من هذا الذي مع اروى
إن شاء الله هنعرف في البارت الجاي
استنوني في البارت السابع من رواية ( غمّوُض اللَيِل )

بقلم: علياء الأطير 💜🔮

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن