البارت الثامن عشر

40 5 0
                                    

روَايِة غمْوضَ الليّلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت الثامن عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
شعرت اروى بخوف شديد فقد شبح يحوم في القصر في هذا الوقت وارغمت نفسها على النوم مجددا
● في الصباح التالى استيقظت لتجد مازن في سريره نائما وتذكرت ما حدث ولكنها اعتقدت بأنها تحلم فما حدث يصعب تصديقه ، اغتسلت وخرجت لتساعد مازن على الأستيقاظ ثم الأستحمام والنزول للإفطار ، طوال الوقت وهي تحدق به بريبة
حينها تعجب مازن : في أي مالك!؟ عمالة بتبصيلي من الصبح باستغراب كده ليه!؟
اروى : اا..هو انت مش فاكر حاجة كده ولا كده!؟
مازن : حاجة زي اي!؟ قصدك اي مش فاهم!؟
اروى : اي حاجة....يعني..يعني مبيجيش على بالك حاجة كده!؟
ظل مازن يفكر : لا مفيش حاجة جاية على بالي.
اروى : طيب خلاص مش مشكلة.
مازن : لا استني افتكرت ان انتي عايزة تليفون جديد.
حينها ابتسمت اروى : ايوا هو دا اللي كنت عايزاك تفتكره.......وهي تحاول تشتيت انتباه مازن حتى لا يشك بالأمر فهي تملك احتمالان إما انه لا يعلم بوضعه أو أنه يعلم ويخفي الأمر
انتهت الأثنان ونزلا لتناول الإفطار وكان الجميع صامت بينما تامر يتجنب النظر إلى اروى ، شعرت اروى بإحساس غريب ولكنها اعتقدت بأنه لا يرغب بأن يكشف أمرها ، انتهي الجميع وتوجهوا إلى أعمالهم حتى تامر انشغل في ازهاره وغادر مازن إلى المشفى وعاد وهو مكتئب وكانت اروى تجلس في كرسي الحديقة الخلفي فلم تنتبه له ورأته يتحدث مع والدته ثم أخذته إلى حجرة بعيدة عن القصر ، شعرت اروى بأن أمر خاطئ يحدث بينهما ، وذهبت إلى أسفل النافذة واختبئت هناك لتسمع حديثهم ولكنها لم تستطع أن تسمع سوى بعض الجمل المتقطعة
الأم : لازم تهتم بأروى كويس اوى معتش وقت كتير خلاص هانت.
مازن : انت متأكدة المرة دي!؟ بكده هتكون اروى الخامسة.
الأم : طبعا..هي الي بندور عليها من زمان اكيد هننجح المرة دي.
انقبض قلب اروى فهي لم تعلم ما يحدث حولها ، ابتعدت كثيرا عن الحجرة ثم دخلت كما لو انها رأت مازن الآن.
اروى : ها عملت اي في المستشفى!؟
مازن : كالعادة اتطلب مني ارتاح..خديني الأوضة ارتاح شوية.
صعدا معا وعندما دخلا الحجرة أردف مازن : انا امرتهم يشترولك تليفون جديد...هو في الدولاب الي جوا.
ذهبت اروى وحملته وكان مغلقا بطريقة أنيقة
اروى : بجد شكرا.
اخذ مازن كتابا ليقرأ به وخرجت اروى وهي تحمل هاتفها وعندما فتحته علمت على الفور بأنه مراقب
اروى وهي تحدث نفسها : يخربيت القذارة ههه شكلهم نسيوا انس صحفية.
خرجت إلى الشرفة وكان منظر الغروب جميل للغاية ؛ كانت تشعر بشعور غريب يغمرها وهي تحدق بخيوط الشمس البرتقالية الأخيرة فلن يوجد وداع دون لقاء ولن يوجد لقاء دون وداع دائم في عالم الأحياء ، شعرت بطمأنينة وهي تامر يتجول بين القصر والمشتل مع بدر ثم حدقت مجددا في الباب الخلفي للممر الذي رأته اول مرة عندما قدمت إلى القصر وشاهدت الأم تخرج من الباب فتعجبت!
ذهبت لتساعد الخادمات فهي تشعر بالملل دون أن تفعل شيئا ؛ أعدوا طعام العشاء وكان الجميع ملتفون حول المائدة وكان تامر اهدى من العادة ومازن أيضا بأنه كان بفكر بأمر ما بينما تمتلئ عينا أسامة بالحقد فهو وأروى يتبادلون النظرات فقد كانت ترغب حقا في قتله ولكنه اقسم سابقا امام الجميع بأنه لن يتعرض لها مجددا
بعد أن انتهى الجميع غادر الكل إلى حجرهم ، نظرت اروى إلى الحديقة من نافذة المطبخ المفتوحة واستنشقت بعض الهواء فشاهدت تامر يدخل إلى المشتل في الليل بخلاف عادته ثم خرج بعد خمس دقائق ، حملت إناء الماء وخرجت إلى حجرتها هي ومازن واستلقت لتنام على الأريكة وغطت في النوم سريعا وحلمت بكابوس مرعب للغاية.....كان تامر بدون تعابير يقف بهدوء بينما الوحل يسحبه إلى الأسفل وهو يمد يده لها حتى تغطى بشكل كامل بينما هي عاجزة عن مد يدها إليه لتنقذه......فتحت عينيها وانفاسها متسارعة وشعرت بالأختناق وفتحت نافذة الحجرة سريعا ليدخل الهواء وتتنفس بعد أن هدأت شاهدت أسامة يمشي بريبة في الحديقة وهو يحمل شيئا بين يده ، لم تعر الأمر انتباه وعادت لتنام مجددا وبعد ساعتان استيقظت مرة أخرى ولمحت مازن يتجول في الحجرة وعينيه مفتوحة فقد كان يعيد حركة غريبة حركة غريبة بيده كما لو انه يقطع بسكين ، شعرت اروى برعب شديد وأغلقت عينيها بقوة وغطت وجهها باللحاف حتى عاد مازن إلى السرير وحملت نفسها وخرجت سريعا وتوجهت إلى المطبخ لتتنفس فقد كانت متعرقة خوفا ، سكبت لها ماء بارد وخرجت إلى المقاعد الخارجية وشربيته ، كان القمر مكتمل في تلك الليلة تأملته جيدا وبينما هي عائدة إلي المطبخ لإعادة الكوب لمحت شئ يطفو على سطح المسبح من بعيد لم تعر الأمر اهتماما وغادرت إلى الحجرة ونامت
● في صباح اليوم التالي استيقظت على صراخ وعويل وبكاء وعندما خرجت كان بدر يبكي بحرقة شديدة بصوت عالي وهو يحتضن اسيلة وهي منهارة..اقتربت أكثر وشاهدت جثة ابنها المزرقة..كان منظر الطفل مرعب ومأساوي بشكل لا يصدق وأقتربت من إحدى الخادمات
اروى : ه..ه..هو..هو مات أز..ااي!؟
الخادمة ببكاء : انا لقيته انهارده الصبح عايم على وش المسبح.
شعرت بالإضطراب واستفرغت اروى فقد شاهدت القاتل وانفجرت في البكاء فهي فقدت فرصة إنقاذه لو اقتربت أكثر من المسبح بالأمس لما مات وشعرت ببرودة تنتشر في جسدها فكيف قاوم ذلك الصغير الخوف والبرد حتى غرق ، حينها فقدت قدميها القوة وسقطت فقام تامر بإسنادها وكان مازن ينظر بصمت وكان الحزن يعم المكان وكان ايهم منهارا أيضا على ابنه واسامة كان يقف بملامح باردة على وجهه..نظرت نحوه اروى وعينيها محمرة من البكاء كانت تعلم بأنه القاتل بالفعل ولكنها لا تملك الدليل ولم ترى شعور الندم والذنب ظاهر على وجهه ابدا مما زاد غضبها ، حملت الأم " رقية هانم " الطفل وهي تبكي
الأم : الإسعاف تحت جايين ياخدوه.
حينها صرخت اسيلة " والدة الطفل " : لا لا لا والنبي متخلهوش يخطوه في التلاجة ابني هيموت من البرد.....حينها قام بدر بإحتضانها بقوة من الخلف محاولا تهدأتها بينما هي جاثية على ركبتيها وايهم كان عاجز عن القيام بأي شئ يبدو أنه لم يستوعب الواقع بعد ؛ قدم المسعفون وحملوا الطفل وغادروا المكان بينما كانت اروى وأسيلة منهارين من البكاء
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
● ذهب الجميع إلى المقبرة وانتهى العزاء وعاد الجميع إلى القصر وكانت اسيلة متهالكة والحزن يغطي على وجهها
دخلت اروى إلي المطبخ لتجلب الماء وبعد أن سكبته وهي في طريقها للخارج سمعت صراخ ايهم
ايهم : دي غلطتك انتي..آدم مات بسببك.
اسيلة : والله انا اتأكدت أنه نايم في سريره قبل ما انام.
ايهم : انام!؟ انتي اكتر ام مهملة في الدنيا......واقترب إليها ليصفعها حينها تدخل بدر وامسك يده بقوة
بدر : أياك تأذيها انت عارف كويس أن ابنك مات بسببك انت.
ايهم : متدخلش بيني وبين مراتي.
بدر بغضب : كفاية بقا انا معتش قادر استحمل اكتر من كده المسرحية دي مرات اي مرات اي يا اخي انت عارف كويس انها بتكرهك والحاجة الوحيدة اللي كانت بتربطكم هي آدم " ابنهم " الله يرحمه......ليكمل بصراخ وغضب أعمى.....اصلا انت ليه اتجوزتها وانت عارف اني كنت بحبها ولسه بحبها ها..عارف اني لما خلصت جامعة كنت بني آدم زبالة ومدمن وبشرب وفيا كل العبر وكان لازم في السن ده امسك حقي من الشركة واسس شركتي الخاصة وكان من حقك تفوقني ساعتها وتعاقبني بس تعاقبني بأنك تتجوز البنت اللي بحبها ليه!؟ ها ليه يا ايهم!؟.......ليكمل وهو يحاول السيطرة على أعصابه.......بص الحاجة الوحيدة اللي بتجمعكم هي آدم وبس وآدم الله يرحمه مات...انا خلاص زهقت وفاض بيا انا لو كنت سكت طول السنين دي فدا علشان الظروف بس انا عمري ما هتخلى عنها تاني عشان كده أياك تقرب منها تاني انا بحذرك.
اختبئت اروى فقد كان الجو مرعب للغاية بينما في تلك اللحظة دخل أسامة وكان هذا اول لقاء بينها وبينه بمفردهما منذ تلك الحادثة
اروى وهي تردف في داخلها : مختل ومريض حتى ضميره معزبوش..ازاي يقدر يقتل روح طفل علشان ينتقم من خيانة ابوه!؟
اروى ببرود : انا طالعة.......كانت ترغب في الخروج ولكن أسامة كان يغلق عليها تسير يمينا يتجه نحو اليمين وتسير يسارا يتجه نحو اليسار
أسامة : على فين يا قطة!؟
حينها قامت بسكب الماء على وجهه وفرت هاربة من المطبخ
أسامة : اه يا زبالة...ماشي ماشي دورك جاي قريب.
صعدت اروى إلى حجرتها واستلقت على الأريكة فهي كانت منهكة من كل ما جرا
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
● مرت ثلاثة اسابيع منذ الوفاه ●

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن