البارت السابع

57 6 0
                                    

روْايَةَ غَمّوٌض اللَيِل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت السابع

شعرت اروى ببعض الخدر في جسدها وحاولت رفع رأسها لكي تبتعد قليلاً ولكنها لم تستطع ؛ اخذت تحرك يدها في الظلام
ثم سمعت صوت : هشش هتسمعنا وهتيجي
حينها تفاجئت اروى وشعرت بالخوف واردفت بصوت هامس : تامر بيه !؟ هو احنا في المخزن ؟ يلا نطلع قبل ما يحسوا بينا
وعندما حاولت القيام سحبها نحوه واحتضنها واردف بلطف : مش عايز
اروى وهي تهمس: عشان خطري خلينا نخرج دلوقتي المكان ضلمة اوى ومش شايفة حاجة
تامر : ودي اكتر حاجة بحبها ، الأحساس بالخوف وفي نص الضلمة مش بذمتك احساس حلو؟!
تنهدت اروى: ارجوك ده مش الوقت المناسب عشان تتلذذ بالخوف ؛ عشان خطري ممكن يهجموا علينا في اي وقت وساعتها مش هنلاقي في جسمنا حتة لحمة واحدة
ضحك تامر واردف : معاكي حق لأن احنا حاليا من غير هدوم
أستوعبت اروى حديثه : ااااااااي يلهووووووووي......وبدأت تتلمس جسدها وكانت ترتدي ملابسها
حينها ضحك تامر بصوت عالي واغلقت اروى فمه : هشش هيتحركوا
تامر: انتي بجد غبية اوي وده مخلي الوضع كيوت
شعرت اروى بغرابة وبدأت تتحرك لتبتعد عن حضن تامر
اردف تامر : انتي في اوضة نومي دلوقتي
اروى : بجد !! لا مش مصدقاك
حينها تحرك تامر واشغل مصباح الإضاءة وجعلها خافتة قليلاً
تامر: شوفتي بقا ان انا مبكدبش انتي في اوضتي
سحبت اروى نفسها بقوة ونهضت من على السرير سريعا واردفت: ااا...انا...م..مش عارفة انا جيت هنا ازاي!؟ بس شكرا انك خرجتني من المخزن المرعب ده
بينما تامر مستلقي على سريره وقميصه مفتوح الأزرار حيث تستطيع رؤية بشرته ، كان عنقه رائع بشكل مثير
اردف بكل هدوء: انتي بجد جبانة اوى الهوا كام جامد وقفل باب المخزن وانا سمعت صريخك وانت مرعوبة وحاولت افتح الباب عشانك ولقيتك مغمي عليكي بعدين شلتك لجوا وجبتك اوضتي عشان الضابط كان بيفتش اوضتك هو واخويا ايهم عشان كده وعيك لما رجعلك قولتي كلام مش مفهوم كده ورجعتي نمتي تاني وكنتي بترتعشي جامد عشان كده قولت احضنك احسن عشان تهدي......ليكمل بمرح........وانا الصراحة الوضع كان عاجبني اوي
حينها نظرت إليه بريبة واردفت في نفسها " ياربي حاسة انه تفكيره متخلف"
اروى: شكرا على الي عملتو عشاني مش هنسى معروفك
ثم توجهت إلى الباب
تامر: طيب. اتمنى اشوفك تاني عشان تحكيلي اي قصة الجروح الي في رقبتك
تملكها خوف كبير بعد جملته الأخيرة وخرجت من الجناح بالكامل؛ سارت نحو حجرتها وقد كان القصر يعمه السكون ؛ لم ترى اي امر غريب في الحجرة ثم بدلت ملابسها ونامت
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
# في صباح اليوم التالي #
استيقظت اروى كعادتها ثم نزلت لتحضر الإفطار والمائدة ، فشاهدت تامر من نافذة القصر بينما هو في الخارج وابتسم لها
حان وقت الإفطار وكان الجميع على المائدة واردف ايهم بصوت مرتفع قليلا : تنضيف المخزن خلص !؟
نظرت رقية هانم إلي اروى ثم ترددت
فاردفت اروى: هيخلص انهاردة يا ايهم بيه
اكتفى ايهم بالنظر لها فجعل اروى تتصبب عرقا
ثم ابتسم : طيب يارب تخلصي شغلك بسرعة بقا
فقد كان يتحدث بنبرة هادئة تحمل في طياتها تهديد
اروى وهي متوترة: هخلصه يا ايهم بيه
انتهى الجميع وقامت الخادمات بالتنظيف ؛ بينما اروى توجهت نحو المخزن وهي مترددة ورأت ظل شخص يسير خلفها واستدارت فكان تامر
تامر وهو يبتسم : هفضل معاكي يا جبانة
نظرت له بأمتنان: شكرا......وابتسمت
كانت اروى تنظف بكل جهدها بينما تامر يجلس على احدى الرفوف القديمة وكان الغبار يملأ المكان ، حتى انها لم ترى تامر الذي كان يجلس بكسل فقط يقوم بقتل الفئران من اجلها ؛ استمرا كذلك حتى الليل وبعد ان خف الغبار شاهد تامر وجه اروى الملطخ بالأوساخ وبدأ يضحك ، شعرت اروى ونظرت له وضحكت عليه ايضا فقد كان متسخ ايضا
ذهبا الأثنان بأتجاه المسبح وجلساه على حافته ؛ كانت اروى تأخذ القليل من الماء وتنظف وجهها ، بينما تامر يبدو كالطفل يمسح كامل وجهه بكفيه ، فضحكت على لطافته
ادرك تامر انشغالها فسحبها معه فجأه وسقط الأثنان في المسبح ؛ تقابلت اعينهما فقد كان تامر متمسك فيها بأحكام
اروى وهي تأخذ شهيقا : انت ليه عملت كده الجو برد بجد
تامر بينما أنفاسه متسارعة : بصراحة بنبسط اوي لما بناغشك
كانت اروى في مزاج رائع لذلك ضحكت بينما هي متمسكخة ذراعه ؛ واخذ يسحبها للخارج معه وركضا يتسابقون نحو حجرهم
كان الوقت متأخر فعلا ؛ فاستلقت اروى من شدة تعبها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
# في اليوم التالي #
¤¤¤
استيقظت اروى على صراخ الخادمات في الخارج؛ خرجت في عجلة واردفت: في اي!؟ اي كل الدوشة دي !؟
الخادمة وهي شاحبة البصر وترتجف : ب...ب...بصي على اوضة اسامة بيه
اخذت أروى تقترب شيئا فشيئا فشاهدت دارين زوجة اسامة وهي تتدلى من سقف الحجرة منتحرة فقد كانت مزرقة الجسد وشاحبة البصر ، كانت ملامح الخوف ترتسم على وجهها ؛ شعرت ببعض الغثيان وكادت ان تتقيأ من هول المنظر
حينها ركض ايهم إلي الحجرة : محدش يتحرك عندها انا هبلغ الشرطة وهم هيكملوا باقي الإجراءات
شعرت اروى بريبة من حديثه فقد كان يبدو متيقن من موتها بينما كانت جميع خادماتها يبكون لوفاتها ، سارت اروى بعيدا قليلا وشعرت برعب شديد فقد تيقنت ان القصر يحتوى على سفاح وسوف يأتي الدور القادم عليها ؛ صعدت الي حجرتها مسرعة وتوجهت لدورة المياه وجلست في حوض الاستحمام ثم انفجرت بالبكاء فقد كان قلبها يخفق بجنون والخوف يسري في كامل جسدها؛ فتحت صنبور الماء ليتناثر بقطراته القوية على جسدها بالكامل؛ خرجت بعد ان اغتسلت ثم نزلت إلى المطبخ عند رقية هانم فقد كان يقفن جميعا بجانب بعضهن مرتديات الزي الأسود
رأتها رقية هانم: انتي لازم تلبسي اسود زي الباقي ولازم تفضلوا في اوضكم لحد ما حد ينادي عليكم
اروى والخادمات بصوت واحد : حاضر
عادت اروى إلي حجرتها وفتحت دفتر مذكراتها لتكتب ما حدث معها " انا لسه فاضلي اسبوعين ونص بس عشان امشي من القصر ده ، حاسة في حاجة غريبة في الأخين ايهم وتامر بس رغم كل ده تامر كان لطيف معايا وساعدني وكمان شوفت ابتسامة مازن برغم وجعه " ثم اغلقت مذكراتها واستلقت على سريرها
بعد فترة سمعت نداء رقية هانم فلبست ونزلت نحوها : هنعمل ايه دلوقتي!؟
رقية هانم: هنروح كلنا المقبرة عشان دفن جثة الهانم بعد كده هنروح نزور اسامة بيه في المستشفى
اروى : هو احنا مش هنستنى اسامة بيه قبل ما ندفنها !؟
لا لأن الميه دخلت على الرئتين وهو في حالة شبه غيبوبة ؛ لازم تساعدي مازن بيه هو طلب واحدة من الخادمات
اروى : حاضر......ثم توجهت إليه وطرقت الباب: مازن بيه انا هتدخل دلوقتي
كان مازن انيق بشكل لا يصدق واردف : عايزك تيجيبيلي الساعة الفضة من الرف التالت في دولاب الإكسسوارات
اروى : حاضر اكيد
بينما تمد يدها تتلمس الرف وجدت الساعة سحبتها فسقط كتاب كان في نهاية الرف وخرجت منه صورة لفتاه جميلة ترتدي وشاح احمر تمسك بذراع مازن وهما واقفان بجانب بعضهما مبتسمان
فاجئها صوت مازن: هااا لقيتيها !؟
اروى: ايوة جاية اهو
وضعتها حول معصمه ثم خرجا إلي الخارج؛ كان الجميع متجمعون في الأسفل ثم توجهوا نحو السيارات ، كان كل سيد معه ثلاثة خادمات في السيارة ؛ تفرق الجميع ولم تعرف الي اين تذهب !؟
فشاهدت شريف لوحده في السيارة الخاصة به وصعدت وجلست بجانبه في المرتبة الثانية ؛ كان صامت على غير عادته ؛ واصلت أروى النظر إليه كان يتشابك اصابعه بشكل متوتر للغاية في تلك اللحظة صعد بعض الخدم ايضا
بدأت السيارة تتحرك بينما اروى تراقب شريف كانت نظرة عينيه تهتز يمينه ويساره وانفاسه تتسارع بالتدريج تارة وتنقطع تارة اخرى ؛ وصلت السيارات إلي مقبرة العائلة حيث من يتم دفنهم فيها من الطبقة الراقية والغنية فقط؛ بينما هم الجميع بالنزول من سيارتهم نزلت الخادمات والسائق بينما اروى تهم ان تخرج بعدهم ؛ وعندما خرجت وقفت امام الباب ثم استدارت لتنظر إلي شريف الذي كان يتصرف بطريقة غريبة
اردفت : شريف بيه احنا وصلنا يلا اخرج
كان شريف فارغ النظرة وملامحه مضطربة
اروى: شريف بيه انت سامعني !؟ اساعدك تطلع !؟
حينها دخلت وجلست جانبه لاحظت تعرق ورجفة جسده وسمعت همهمته : هي شايفاني
طنت بأنه متأثر بموقف انتحار دارين ولكنها امسكت يده وكانت باردة للغاية ؛ كان يرتجف بشكل مخيف كما لو ان روحه ستقبض ، شعرت بأن هناك خطب ما ؛ ثم اغلقت باب السيارة واردفت وهي تحاول تدفئة يديه : شريف بيه................طب اهدى اهدي .....مش مشكلة مش مشكلة
سقط بثقل جسده كامل في حضن اروى ، وفي تلك اللحظة فتح بدر باب السيارة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
" نهاية البارت "
¤¤¤
€: ماذا ستكون ردة فعل بدر على ما رآه
€: وهل فعلا دارين ماتت منتحرة
هو دا الي هنعرفه في البارتات الي جاية ، اشوفكو في البارت الثامن إن شاء الله من رواية (غمّوُض اللَيِل)

بقلم : علياء الأطير 💜🔮

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن