البارت الثالث عشر

38 6 0
                                    

روْايَةَ غَمّوٌض الليّلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت الثالث عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
● في صباح اليوم التالي ●
والجميع مجتمعون على المائدة وكان تامر ينتظر بحرارة حديث ايهم عن اروى ولكن أيهم ظل صامتا على المائدة حتى سأله بدر : نروح انهاردة لمركز الشرطة!؟
ايهم : هي لسه هربانة من الشرطة انا اتصلت على الظابط امبارح بس هو قالي اهم ملقوهاش في الفندق.
بدر : يا بنت ال*** هنلاقيها المجرمة الزبالة دي.
حينها علم تامر ان ايهم يحاول إخفاء وجودها في المخزن عن الجميع
ثم اردف اسامة إلى شريف : اي الي معور وشك كده!؟
شريف : وقعت من على السرير امبارح ف وشي اتعور.
بدر : مش هيتأثر ياخويا البنات هيفضلو يجروا وراه حتى لو كان وشه محروق.
ايهم : شريف لازم تفكر بشكل جدي شوية ولازم تأسس شركتك الخاصة بيك انت قريب.
شريف : انا لسه مش جاهز.
بدر : سيبه يقضي حياته الزبالة دي لحد ما يفوق لنفسه بعد فوات الأوان.
ايهم : ارحمو انت كمان يا بدر ده اخونا الصغير برضه.
بدر : اهو اهو شوفو كده دلعكم فيه وصله لفين وخلاه يعمل اي!؟
حينها انزعج قبل وغادر مائدة الطعام بينما الجميع منشغلون بالمحادثة كان تامر يفكر للذهاب إلى اروى سرا بعد ان ينشغل الجميع في أعمالهم
اسامة : انت ليه عايز تعكر مزاجنا من الصبح كده!؟......كان يوجه كلامه إلى بدر
اردف بدر : انا بقول الحقيقة انتو تصرفاتكم غريبة اوي.
شعر اسامة بالغضب : الحقيقة.....يا اخي الله يلعنكم محدش عارف الحقيقة.
مازن : شكرا على الأكل.
ايهم : متنساش معادك في المستشفى انهاردة.
مازن : ماشي.
نهض الجميع بعد ان انتهوا من تناول الطعام ، وخرج تامر إلى مشتل الزهور وكان يراقب المخزن من بعيد حينها اتجه بدر نحوه
بدر : تامر انا عايز اتكلم معاك!؟
تامر : في اي!؟
بدر : انت مالك في ايه!؟ كنت سرحان خالص على الفطار ودي مش عوايدك يعني.
تغيرت ملامح تامر : مفيش حاجة كنت بفكر في كلام اخواتك الي مبيخلصش بس.
امسك كتف تامر : ماشي بس لو في حاجة تعباك وتعبة تفكريك انا هنا موجود هسمعك وهساعدك.
تامر : شكرا......وقام بإحتضان بدر بلطف فهو اكثر اخوته حنانا عليه ، غادر بدر وظل تامر يحدق في باب المخزن وهو مظلم فقد شاهد احدى الخادمات تخرج من الجانب الآخر للمخزن وظن بأنها قدمت الطعام لأروى
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في تلك اللحظة كان ايهم ووالدته يتحدثان
ايهم : هنعمل اي في اروى!؟ ليه منكلمش الظابط يجي ياخدها في الأول والأخر هي مجرمة وجاسوسة كمان انا مش عارف ياماما انتي ليه مصرة انها تفضل هنا!؟
الأم : منقدرش نعمل كده هي معاها معلومات هتدمر مكانة العيلة ومكانتها.
ايهم : طيب هنعمل فيها اي!؟
الأم : سبها محبوسة كده لحد ما افكر هعمل فيها اي في حاجة في دماغي بس انا محتاجة اتأكد منها الأول.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أثناء ذلك كان تامر يقترب من المخزن ويسير بالقرب من النافذة التي تجلس اروى أسفلها وكان يصفر بفمه لكي تسمعه وتنادي لكن اروى لم تكن تستجيب ، كان الهدوء يعم المكان حينها خرج ايهم متوجه إلي الشركة وشاهد تامر واتجه نحوه
ايهم : انت بتعمل ايه هنا!؟
تامر : مفيش حاجة كنت رايح المشتل.
غادر ايهم حتى لا يثير الشبهه نحوه ، اقترب تامر اكثر من النافذة الخلفية وسمع أنين اروى حينها اسرع محاول فتح باب المخزن لكنه كان مغلق بإحكام حاول القفز إلى الداخل عبر النافذة ولكن في تلك الأثناء شاهد رقية هانم قادمة بإتجاه المخزن فتراجع حتى لا تراه كانت رقية هانم تحمل صينية تحتوي الطعام وادخلته إلى اروى وسمع تامر حديثهما
رقية هانم : كلي الأكل ده انا مش عايزاكي تموتي هنا.
اروى وهي مازالت تكابر رغم ألم كتفها : مش مشكلة واي الجديد ما انتي متعودة على انك تموتي الناس مش كده!؟
رقية هانم : اياكي تنشري السبق ساعتها هتشوفي الوش التاني بتاعي.
اروى بنبرة سخرية : انا هديكي 12 ساعة عشان تقرري هتعملي اي في نفسك.
ثم اغلقت رقية هانم عليها الباب وغادرت حينها حاولت اروى تتحرك ولكنها شعرت بألم شديد يضرب كامل جسدها الأيمن وبدأت بالأنين لتحفف منه حينها قام تامر بالصفير فسمعته
اروى : مين هناك!؟......كانت تعتقد بأنها احدى الخادمات
صعد تامر على صناديق متراكمة وقفز للداخل ، حينها امتلئت عيني اروى بالدموع فقد وجدت اخيرا شخص رحيم لينقذها من الألم التي تشعر به ، اقترب تامر إليها وعينيه ممتلئة بالهفة ، اروى كانت ترفع يدها الأخرى متولسلة إليه حينها قام تامر بإحتضانها بشدة وانفجرت باكية حتى ابتل قميصه بدموعها بينما بينما كان تامر يحاول تهدأتها
تامر : اهدي...اهدي....مش مشكلة.
اروى : حاسة بوجع كبير اوى في كتفي.
تامر : وريني كده.....وقام بلمسها وصرخت صرخة مكبوتة من شدة الألم
اروى : حاسة ان خلية نحل بتاكل في جسمي.
تامر : حرارتك عالية من امتى وانت حاسة بوجع!؟
اروى : من امبارح حاسة اني عندي خلع في الكتف.
تامر : لما ايهم شدك ووقعتي ووقفك غصب عنك صح!؟
اروى : يبقى انت فعلا شوفتنا امبارح!؟
تامر وهو يمسح دموعها : ايوا وإلا مكنتش هاعرف انك رجعتي تاني القصر ودخلوكي المخزن.
اروى : ارجوك....ارجوك ساعدني امشي من هنا.
تامر : مقدرش القصر كله متراقب من ساعة ما بابا مات دا غير ان رقية هانم مش بتبعد عن المخزن.
حينها تنهدت اروى واسندت جسدها على الحائط
تامر : مش مشكلة..كلي أكلك دلوقتي على ما اروح اجبلك شوية تلج تحطيه مكان الوجع ، حاولت اروى ان تتناول طعامها بصعوبة بينما تامر خرج سريعا كالغزال ليجلب معطفا ، كان يشعر ان السعادة تنبثق عبر اطياف اشعة الشمس وتحوم حول ثغره الباسم ، صعد سريعا إلي حجرته واختار أجود المعاطف لديه ونزل سريعا ، رآه شريف وطاقة الحب تغشاه بالكامل
شريف : هو مبسوط كده ليه!؟ يمكن وروده فتحت ولا حاجة.
اسرع تامر الي المطبخ واخذ بعض الكمادات المثلجة وتوجه بكل حماس الي المخزن كانت اروى قد انتهت من تناول القليل من الطعام
تامر بعد ان دخل دون ان يراه أحد : انتي لحقتي تخلصي!؟
اروى : خلاص معتش عايز آكل.
تامر : طيب انا هحطلك الكمادات عشان الوجع يخف
اروى : ماشي.
حينها أصبح الجو غريبا
تامر : طب ممكن تشيلي هدومك من جهة الوجع بس!؟
كان الألم له الكلمة الأكبر في قرار
اروى : ماشي....وخلعت الكم الأيمن من سترتها واعدت شعرها إلي الجانب الآخر لتظهر رقبتها ناصعة البياض وكتفها المصاب بينما اشعة الشمس تسطع عليها من النافذة ، كان الأمر متعبا لها فأسرع تامر بمساعدتها رويدا رويدا حتى لا تتأذى اكثر ثم وضع لها الكمادات بينما هو يقاوم نفسه حتى لا ينظر إلى جسدها الشبه عاري ، ألتزم الصمت كليهما حتى لا يزيد الوضع غرابة
بعد فترة اردف تامر : لسه حاسة بوجع!؟
اروى : لا بقيت احسن من شوية من الأول بس انا حاسة اني عايزة انام بس صاحية طول الليل خايفة من الفار الي طلعلي امبارح.
تامر : طب تعالي نامي هنا.....قالها وهو يؤشر على فخذيه....وانا هفضل احطلك الكمادات لحد ما تنامي.
امتزجت مشاعر اروى بين الأمتنان والخوف والخجل
اروى : شكرا.
● بعد مضي فترة قام تامر بتغطيتها ثم تحرك عندما اقترب وقت العشاء فاستيقظت اروى
تامر : انا همشي دلوقتي عشان محدش يشك فيا....وقام بالربت على شعرها بلطف ، خرج تامر بينما قد حل المساء بالفعل وكان الجميع على وشك الأجتماع لتناول طعام العشاء ، كان تامر سعيدا للغاية بشكل ملفت للأنتباه فقد كانت الأبتسامة لا تفارق على أتفه الأسباب ، ألتف الجميع حول المائدة ثم سائل شريف : تامر انت مالك في ايه!؟
تامر : مفيش حاجة....بينما هو مبتسم
حينها ابتسم بدر : يارب تفضل مبسوط كده ع طول
ثم دخل اسامة فالتزم الجميع بالعبوس ، تناولوا الطعام بكل هدوء حتى انتهوا ، ثم اردفت رقية هانم إلي ايهم بهدوء وصوت لم يسمعه احد : تعالالي الأوضة عايزاك ضروري.
عندما دخل الحجرة اردفت : انا قررت هنعمل ايه في اروى
ايهم : هنعمل فيها اي!؟
رقية هانم : هجوزها لواحد من اخواتك هخليها ترتبط بينا على طول لأنها هتتجوز واحد من العيلة......صمتت قليلا ثم تابعت......هجوزها لأخوك مازن.
حينها صدم ايهم من حديثها : مستحيل انت عارفة ان مازن متعلق بخطبته الأولنية ريم.
رقية هانم : عشان كده انا اخترته هو بالذات وكمان انت تقدر تسيطر عليه عكس تامر وبدر وكمان اتأكد انه مش هيقع في حبها وهتفضل محبوسة في القصر مش أكتر وهترجع خدامة في القصر وهنساومها على حريتها او السجن لو منفذتش قرارنا يبقا دي الطريقة الوحيدة عشان نحمي العيلة ومكانتها.
ايهم : انا عايز افهم احنا ليه منسلمهاش للشرطة وخلاص وانا بنفسي هتأكد انها هتموت في السجن الظابط الي هناك صاحبي وكمان متنسيش بدر والي يقدر يعمله انتي ناسية ان هو الي قال للأعلام عنها واي الي هيحصل لو عرف ان احنا مخبينها في القصر لا والأفظع اننا نجوزها لأخويا الصغير مازن!!
رقية هانم : احنا منعرفش هي مخبية اي ولا ماسكة علينا اي لسه غير السبق عشان كده مقدرش نسلمها للشرطة...اسمع كلامي.
ايهم : ماشي يا ماما بس هقول لأخواتي ازاي الموضوع ده!؟ ده غير مازن هيقبل ازاي موضوع جوازه من اروى وهي برضه هتوافق ازاي!؟
رقية هانم : مش مشكلة انا هقدر اقنعه بنفسي.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في تلك الأثناء ازداد الألم على اروى بينما هي تجلس وحيدة في المخزن المظلم وبدأت تفكر بأسى إلى ما وصلت إليه وحاولت تشجيع نفسها حتى لا تنهار بعد كل شئ ، سمعت صوت خطوات قادمة وشعرت بالفرح فقد ظنت بأنه تامر ولكنها شاهدت رقية هانم تقف أمام الباب واخدت تقترب منها ببطئ في تلك الثواني والمكان يعمه العتمة أخفت معطف تامر سريعا أسفل الخزانة التي بجانبها حتى لا يُكشف أمر تامر وامرها
رقية هانم : شايفة انك لسه عايشة يعني.
بينما كان التعب يظهر بوضوح على اروى والعرق يفر منها وحلت رعشة سريعة بجسدها بسبب ارتفاع حرارتها الداخلية
اروى : قوليلي قررتي اي معتش إلا ساعتين.
رقية هانم : هتتجوزي اخو ايهم الصغير.
صُدمت اروى من هذا القرار فلم يخطر على بالها وكل ما خطر على بالها مازن وشريف
اروى : انتي بتخرفي بتقولي اي!؟ اخ صغير!؟ ده معناه إنه......
قاطعتها رقية هانم : اكيد مازن.
حينها اغشى اروى ألم جسدها وألم دهشتها وبدأت ترفض بهستيرية الأمر فقد تحطمت كل أحلامها التي عاشتها في خيالها
اروى : مستحيل سامعاني مستحيل.
رقية هانم : انتي مُسرة ياماما مش مُخيرة عشان ترفضي.....واقتربت أكثر بينما انفاس اروى تتسارع وجذبت شعرها واردفت : انتي لسه مش عارفة الي عيلتنا ممكن تعمله او توصله......صمتت قليلا ثم اكملت بخبث.....ايهم قالي ان عندك جد كبير في السن وعايش لوحده في الريف ارفضي بقا لو تقدري.
بدأت الصورة تبهت في عينا اروى وصوت الأم يخفت قليلا حتى اصطدم رأسها بالأرض
اردفت رقية هانم : اومي مالك في ايه!؟ انتي!؟اصحي.
لم تجيب اروى رقية هانم حينها هرعت إلى ايهم وقدم إليها سريعا وحملها وبينما يسير هو ووالدته شاهدهما مازن من شرفة جناحه ولكن لم يرى وجه اروى فقد كان الظلام يغطى المكان وأيضا شعر اروى كان يغطي نصف وجهها ، ادخلها ايهم إلى حجرة من حُجر القصر سريعا وبدأت الأم تتحسس حرارة جسدها فقد كانت اروى تئن من الألم وبدأت في خلع ملابسها بينما ايهم بجانبها
الأم : حرارتها عالية اوى وكتفها وارم.. انت بتعمل اي ساعدني.
حينها شعر ايهم بالخجل واردف : دي علامات خلع في الكتف.
الأم : لو محروج تساعدني اطلع لأن انت لابخني.
خرج ايهم وصادف مازن يقترب بكرسيه المتحرك
مازن : مين البنت اللي انتو مخبينها جوا دي!؟
ايهم : مفيش حد.
مازن : ايهم انا شوفتك شايلها!! بس شعرها كان مغطي وشهاا وشكلها كان مغمى عليها.
حينها خرجت الأم وشاهدت توتر ايهم ونظرات الشك في عينا مازن موجهة إليه
مازن : في اي ياماما مالكم!؟
اردفت الأم بتوتر : طلامة انت هنا دلوقتي دا معناه ان القدر هو الي باعتك لمصيرك يا مازن ادخل الأوضة......

" نهاية البارت "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
€: ترى ماذا ستكون ردة فعل مازن عندما يعرف بالجواز يا ترى!؟
€: وماذا ستختار اروى حريتها ام جدها!؟
هو دا الي هنعرفه في البارتات الي جاية 😍💜
استنوني إن شاء الله في البارت الرابع عشر من رواية (غمّوُض اللَيِل )

بقلم : علياء الأطير 🔮💜

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن