البارت الخامس

71 6 0
                                    

روْاَيِة غمّوُض اللَيِل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت الخامس

قامت اروى بأمساك حزام بنطاله محاولة فتحه؛ حينها امسك مازن يدها واردف: انا قولت بطلي
حينها توقفت قليلاً ونظرت إليه كان يشعر بالخجل والعجز ، ثم قامت بالتوجه نحو رف الملابس الجانبي اخرجت منشفة كبيرة وعادت نحو مازن
اروى بخجل : انا هساعدك في قلع القميص والجزء الي تحت من البنطلون
مازن بنبرة محرجة: اخرجي دلوقتي ، انا مش عايز اي حد يساعدني
ألتقت عينهما وكانت ترى النظرة الضعيفة والمترددة في عينيه ، امسكت اروى بيده واردفت بنبرة هادئة: مش مشكلة؛ انت ساعدتي قبل كده عشان كده محدش مننا هيبقى مدين للتاني بمعروف ، لو سمحت خليني اساعدك
حينها هدأ مازن وقام بنزع بنطاله وادارت اروى وجهها ثم غطى مازن نفسه بالمنشفة واكملت اروى البقية قامت بضمه وشده نحوها ، فرفعته من على الكرسي واجلسته بهدوء في حوض الاستحمام حيث كان الماء دافئ ويغطى جسده حتى المنتصف
قامت بوضع القليل من الماء الدافئ في يدها من حوض الاستحمام ثم وضعته على شعره بينما كانت تواصل الابتسام والربت على رأسه في نفس الوقت ليشعر بالطمأنينة
كان الخجل يعم المكان؛ ساعدته في وضع الشامبو على شعره وصنعا رغوة به
كانت المياه تنساب بسلاسة بين خصلات شعره على كامل وجهه مع الشامبو ؛ قامت بمسح وجهه بكلتا يديها بلطف لكي لا يؤذي الصابون عينيه وعندما استدارت لتقوم بدعك ظهره ؛ كانت اكتافه مبهرة وعريضة ورجولية ؛ لكنها صُدمت من حجم الندبة الكبيرة التي بظهره تملكها الفضول لكن الجو المحيط بهما لم يكن يساعد ان تسأل عن الإجابة ؛ بعد ان انتهى من الأستحمام فرغت الحوض من الماء ثم جلبت منشفة اخرى لتبديلها بالمنشفة المبللة ؛ اسندته عليها ثم ساعدته في لبس روب الحمام كان ناصع البياض ووضعته على كرسيه المتحرك ثم خرجا من دورة المياه
اروى : الأكل ده عشانك ؛ انا حضرته برغم تهديد رقية هانم ليا...ثم ضحكت
نظر لها مازن وضحك ، كانت اول مرة تراه اروى يضحك هكذا
مازن : شكرا على كل حاجة عملتيها عشاني
اروى وهي تشير بيدها نافية : لا لا
حينها ساعدته على الاستلقاء على السرير وقامت بوضع طاولة الطعام المخصصة ووزعت اطباق الطعام عليها
اروى: اتفضل يا مازن بيه ......ثم وقفت بجانبه
تناول طعامه بكل هدوء ، ولكنه سمع صوت صادر من معدة اروى
ضحك مازن : اقعدي كلى معايا
شعرت اروى بالخجل: لا ازاي انا وانت ناكل مع بعض
مازن دا أمر
اروى بمرح : لا إذا كان أمر فانا مش هقدر ارفض خالص
وجلست بجانبه وظلا يتناولا الطعام ويتحدثان
اروى: انا بكره الجو البرد اوي ، بس انا بحب اشوف المطر والتلج وانت اي اكتر فصل بتحبه !؟
ابتسم مازن : ياه دا تناقض كبير اوي! مش عارف الصراحة بجد كل الفصول بتعدي وانا زي مانا هنا مش مسموح ليا بالخروج غير للمقابلات الرسمية ؛ القصر ده بالنسبالي شبه السجن
اروى: العالم برا اسوار القصر ده كبير اوى وجميل
وبينما هي تتحدث غصت قليلاً بطعامها قام مازن بصفعها على ظهرها
ابتعدت اروى من ألم الصفعة وضحكت واردفت : ايه انت بتوجعني وبعدين مش الطريقة الصح
واصلت أروى السعال وكان مازن يضحك على وجهها المحمر كالطماطم
اروى: لازم تفضل تكح لحد ما كل الي بيسد الهوا في القصبة الهوائية يخرج
في ذلك الحين مر ايهم من جانب جناح مازن وسمع ضحكاتهما
بعد ان انتهى مازن و اروى من تناول الطعام قامت بتشغيل نظام التدفئة في حجرته؛ وتأكدت بأنه تغطى جيدا باللحاف حتى لا يصاب بالرد
اروى : تصبح على خير يا مازن بيه
مازن : وانت من أهل الخير
حينها خرجت اروى إلي المطبخ بينما يفكر مازن بها كانت اول خادمة تتحدث معه بهذا الأسلوب فالجميع رسميون ومنعزلون معه
دخلت وكانت رقية هانم تجلس متعبة
اروى: مازن بيه اكل اكله
رقية هانم: جدعة ؛ انا حاسة بشوية تعب بس بدر بيه عايز شاي في مكتبه في الدور الأول
اروى: مفيش مشكلة انا هقدمهوله روحي ارتاحي
رقية هانم: ماشي ؛ واعملي كمان شوية أكل جانبي لأسامة بيه هو مكالش حاجة انهاردة مع اخواته
اروى بود : ماشي انا هعمل الي قولتيلي عليه ، خلي بالك من نفسك ارجوكي
رقية هانم: ماشي ؛ وخدي بالك ان اسامة بيه ميشوفكيش لحد ما ينسى شوية الي حصل مابينكو
اروى: كيد
خرجت رقية هانم واعدت اروى الشاي و الطعام الجانبي ثم حملت صينية الشاي وتوجهت إلي مكتب بدر في آخر ممر الدور الأول
بينما هي تقف امام مكتب بدر شاهدت اسامة وهو يتجه نحو المطبخ واردفت لنفسها: الحقير اسامة ده مصيري بين ايديه ؛ والله لشوه صورته في سبقي الصحفي قدام العالم كله
طرقت الباب ولم يجيبها بدر حينها فتحت الباب قليلاً وشاهدته مستغرق في تصفح جهاز الاب توب الخاص به يتابع إحدى المواقع الإلكترونية التي لم تكن غريبة عليها : يلهوي! هو بيتفرج على مواقع المعجزات!؟
حينها بدأت الأفكار تحاصرها ربما هو العضو الذي يلقب نفسه ب"أنطونيس" وذلك العضو الذي يزود الموقع بمعلومات عن العائلة
اردف وهو منهك في القراءة : سيبي الشاي هنا واطلعي يلا
اردفت اروى بنبرة منخفضة بينما هي تشك به : ماشي
خرجت بكل هدوء وهي تفكر بأنها حصلت على معلومة جديدة لسبقها الصحفي
شاهدت من نوافذ القصر المطلة على الحديقة "اسامة وهو يسير بخطوات هادئة؛ ثم وقف امام المسبح مباشرة؛ اعتقدت انه حمل طعامه لتناوله في الحديقة
عندما دخلت المطبخ وجدت الطعام كما هو بينما باب المطبخ الخارجي مفتوح
سمعت صوت غريب كشئ سقط في الماء ، ركضت بسرعة للخارج وشاهدت اسامة عائم وسط المسبح
اقتربت من أطراف المسبح وظلت تصرخ بصوت عالي : دا بيغرق ؛ بيغرق ألحقوني
لم تعرف اروى ما الذي تفعله فقد صرخت بأعلى صوتها ولم يجيبها احد ؛ حينها اقتربت من جرس إنذار الحريق وكسرته ليهز كامل المكان بصوته المرعب ، ذهبت إلى المسبح ونزلت به واخذت تقترب من أسامة ؛ امسكت رأسه وحاولت رفعها لكنه كان ثقيل عليها
حينها خرجوا إلي الحديقة الخارجية جميع الأخوة وجميع الموظفين ؛ شاهدت رقية هانم اروى وهي وسط المسبح وتحاول سحب اسامة للخارج واقتربت منها بينما اكتفى الأخوة بالمشاهدة واردف أيهم: محدش يتحرك من مكانه الشرطة و الإسعاف جايين دلوقتي
اخرجوا اسامة من المسبح وكانت اروى في حالة يرثى لها ، مبللة بالكامل وهي ترتجف فقد كان موقف إنساني صعب جدا عليها وكانت منفصلة عن العالم بكل إدراكها ومشاعرها ، كان إعادة الوعي إلى اسامة هو كل ما تسعى لفعله في هذه اللحظة ، ظلت تفعل له الإنعاش القلبي الرئوي بكل يأس لكنه لم يستجيب ؛ كان الجميع يحدق ويرى تشبثها بحقيقة إعادته للحياه مجددا
حينها دخل رجال الإسعاف سريعا وقاموا بإبعادها عنه ثم باشروا إجراءات الإسعافات الأولية لأنقاذه بينما هي مستمرة في مكانها ترى " اسامة " يودع الحياه ؛ كانت منهارة فكل ما تشاهده هو جثة هامدة؛ في ذلك الحين كان أيهم يتحدث مع ضابط الشرطة
ايهم : من فضلك خلى بالك مننا ؛ وبتمنى انك تباشر تحقيقك في الحادثة ع طول
الضابط: طبعا هعمل كل الي اقدر عليه فريقنا هيبدأ بالتحقيق مع كل الي كانو في الموقع دا غير ان احنا هناخد عينة من كل حاجة حوالين الموقع علشان نحللها في المختبر الجنائي وكمان هنشوف الطب الشرعي هيقول اي
ايهم : وانا هديك الأذن و الصلاحية الكاملة في التجوال في القصر علشان تشوف شغلك
الضابط : شكرا
في تلك الأثناء تم نقل " اسامة " إلى المشفى فقد كانت حالته حرجة ؛ بينما تم إدخال اروى إلي الداخل في إحدى الحجرات من الطابق الأول حيث بدأ الضابط يستجوبها : انا عايز اعرف اي الي حصل من البداية
كانت آثار التعب واضحة على وجه اروى وعينيها محمرة من كثرة البكاء فقد كانت منهارة وغير مستوعبة لتعاقب الأمور عليها لم تنطق بكلمة واحدة
حينها استدعى الضابط رقية هانم وجعلها بجانبها : قوليلي هي بتتكلم
رقية هانم: انا بعتذر بالنيابة عنها دي موظفة جديدة هنا
الضابط انا عارف ان الصدمة كانت شديدة عليها بس ارجوا منها انها تتعاون معايا
رقية هانم: اروى قولي كل الي حصل ارجوكي
استجمعت اروى شتات نفسها واخذت نفساً عميقاً ثم اردفت : بعد ما خلصت مع البيه الصغير الأخ الرابع مازن نزلت للمطبخ كانت رقية هانم هناك وشكلها كان تعبان وحبيت اساعدها......
قاطعتها رقية هانم: فعلا بعد ما عملت الأكل لأسامة بيه مشيت ؛ وطلبت من اروى تساعدني شاي لبدر بيه.........
قاطعها الضابط : من فضلك متتكلميش إلا لما اقولك
اكملت اروى : اخدت الشاي لبدر بيه ولما كنت رايحاله شوفت اسامة بيه رايح المطبخ ؛ بعد ما حطيت الشاي وخرجت بأمر من بدر بيه وشفت من شبابيك القصر البيه وهو واقف قدام المسبح افتكرت انه اخد الأكل ياكله برا بس سمعت صوت وقوعه في الميه طلعت بسرعة صرخت بس محدش سمعني عشان كده كسرت الإنذار بتاع الحريق
الضابط: طيب احنا لسه مخلصناش بس تقدري تمشي دلوقتي
خرجت تسير بخطوات متعبة ومثقلة كما لو أنها مكبلة بسلاسل حديدية ، كان جميع الأخوة يجلسون بالخارج ينتظرون نتيجة أقوال اروى مع الضابط؛ رفعت اروى وجهها وادارت نظرها لهم جميعا ، كانت ترى في نظرة اعينهم ارواح فارغة متبلدة فارغة باردة بإستثناء ايهم الذي كان متوتراً فقد كان يهز قدميه أسفل الطاولة ؛ لمحته اروى وواصلت السير إلي حجرتها ؛ دخلت وشاهدت وجهها بالمرآة كانت ترى إنسانة أخرى ترى انعكاس ضعفها وخوفها ويأسها
اتجهت نحو هاتفها وكانت تتصل برئيسة مجلة " العالم الجديد " ولكنها لم تجيبها ؛مسحت دموعها بالمنديل واستلقت على سريرها فقد كانت منهكة ؛ ظلت تفكر فيما حدث بينما دموعها تسير بالنزول حتى غلبها النوم
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد فترة من الوقت شعرت اروى بأنفاسها تُكتم وشئ حاد كالحبل يحيط برقبتها ؛ وعندما فتحت عينيها كانت لا ترى شئ فقد كان النور في الحجرة خافت للغاية ، ظلت تقاوم حيث كانت حاول إبعاد الشئ الحاد عن رقبتها ولمست خاتمين بجانب بعضهما في يد الشخص الذي يحاول خنقها ؛ أثناء ذلك رأت فتى بلون شعر فاتح امامها ولكنها لم ترى ملامحه فقد كانت رؤيتها مشوشة حيث بدأت انفاسها تنقطع وقوتها ع المقاومة تتهاوى ؛ حتى بدأت تفقد الوعي بشكل كامل
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
# في صباح اليوم التالي #
استيقظت اروى في تمام الساعة السادسة ؛ ذهبت إلى دورة المياه لتستحم فقد نامت بالأمس من شدة الأرهاق دون ان تغتسل ؛ بينما هي تخرج فرشاتها ووضعت المعجون ثم بدأت تفرش اسنانها ، نظرت لوجهها بالمرآة وشاهدت آثار جروح على رقبتها وتذكرت ما حدث في الليل حيث ظنت انها كانت تحلم ، امعنت النظر في جروحها وتذكرت لون شعر الفتى الذي كان في حجرتها وعملت بأنه.......

" نهاية البارت "
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
وبكده يكون البارت الخامس خلص استنوني إن شاء الله في البارت السادس في رواية غمّوُض اللَيِل
€: ترى من حاول خنق اروى في غرفتها !؟
وهل خمنته فعلا ؟؟
₩_هو دا الي هنعرفه في البارتات الي جاية 😍💜

بقلم: علياء الأطير 🔮💜

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن