البارت الثالث والعشرين

28 3 0
                                    

رواية غموض الليل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت الثالث والعشرين
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اسرع مازن بالعودة إلى القصر حتى لا يشتبه به أحدهم ودخل من الباب الخلفي إلى حجرته وأسرع في تغيير ملابسه وكان القلق وقلة النوم تظهر على وجهه ولكنه يفكر بأن يتصرف بشكل طبيعي حتى لا يلاحظ تحد توتره وكان يفكر بأن اروى محبوسة لذا شعر ببعض الراحة واستعد ونزل في الموعد المحدد للإفطار وكان هناك تامر وشريف وهنا يجلسون جميعا بإنتظار ايهم وأروى ومازن
نزل مازن مسرعا زمان يحاول أن يبدو طبيعي ، انتظروا جميعهم على مائدة الإفطار لأكثر من عشر دقائق وفي ذلك الوقت كانت هنا تهز ساقها من كثرة التوتر وتامر يظن أن اروى غرقت في النوم بعد معانتها امس وشريف بدأ ينظر إلى ساعته بقلق فلم يسبق أن تأخر ايهم ولو خمس دقائق حتى
شريف : هو ايهم اتأخر ولا انا بيتهيألي!؟....طب بقول اي كلوا انتوا.......وقام بالنداء على إحدى الخادمات......روحي شوفي ايهم وأروى اتأخروا ليه!؟
بعد دقائق عادت الخادمة واردفت بصوت مضطرب : ايهم بيه مش في اوضته ولا في مكتبه وأروى هانم........ثم توقفت قليلا عن الكلام
استدار تامر عندما توقفت ونظرة القلق على الأرض
الخادمة : وأروى هانم اوضتها مقلوبة فوقاني تحتاني.
نهض تامر لا إراديا قبل البقية وأسرع نحو حجرتها وصدم من كركبة الأثاث وشاهد بقع الدماء وتبعه البقية
وأردف شريف : اي اللي حصل هنا ده!؟
الخادمة : كمان عربية ايهم بيه مش مركونة تحت.
انقبض قلب تامر وجميع التخيلات البشعة تهاجم عقله وبدأ تنفسه يضيق تدريجيا ويحدث صفير في أذنيه وأصيب بنوبة ربو
أسرعن الخادمات بأخذه إلى حجرته وقامت هنا بالإتصال على بدر ، وضعن القناع على فمه لتتوسع شعبه الهوائية وبعد عدة دقائق دخل بدر وأسيلة
بدر وهو هلع : الحالة دي رجعتله تاني ليه!؟
اخبرته الخادمة بنا حدث ونظر إلى هنا : انتوا متعرفوش أنه المفروض بيتحطش تحت ضغط نفسي كبير!؟
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
( عند اروى )
بينما اروى استيقظت وشاهدت نفسها في الحجرة وكانت بمفردها فزعت وتوجهت إلى الباب محاولة فتحه ولم يفتح فتوجهت إلى دورة المياه واغتسلت بهدوء وهي تفكر بالهرب وخرجت فوجدت ثلاجة صغيرة في زاوية الحجرة بها بعض الأطعمة فتناولت الأكل بينما كانت تفكر ولمحت النافذة وعندما فتحتها كان الإرتفاع ليس بشاهق فأخذت معطفها وحذائها ورمتها من النافذة ثم خرجت بهدوء وكانت متمسكة بشدة وبدأت تسير على الحافة وشعرت بالزعر والخوف ولكنها لم تنظر إلى الأسفل..حتى وصلت إلى المواسير فتمسكت بها ونزلت إلى ارتفاع اقرب للأرض ثم قفزت وتقلبت على الأرض دون أن تصاب بأذى وارتدت حذائها ومعطفها وأسرعت بالفرار
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
( في القصر )
في ذلك الحين وصل اتصال لشريف من المشفى وأخبر الجميع بأنهم وجدوا ايهم وأسرع هو نحو المشفى بينما ظل بدر بجانب تامر وهو ممسك بيده
بدر : هتبقى كويسة يا تامر اوعدك انها هتبقى كويسة وكل حاجة هتبقى تمام.
بينما مازن كان جالسا في الخارج وغفى من شدة تعبه ولم يستيقظ إلا بعد أن أوشكت الشمس على المغيب واستيقظ سريعا وفكر بأروى وسأل الخادمة
مازن : الكل هدى ليه اي اللي حصل!؟
الخادمة : لقوا ايهم بيه عامل حادثة على الطريق بس حالته دلوقتي مستقرة وأروى هانم محدش يعرف عنها حاجة من الصبح والكل بيشك أن ايهم بيه قتلها وطبعا إن مظهرتش في خلال 72 ساعة الجايين الموضوع هيوصل للبوليس.
اسرع مازن إليها وهو يفكر جديا في قتلها وتوريط أخيه بالأمر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في ذلك الحين كانت اروى تهرب إلى ابعد مكان ولم تعلم إلى اين تذهب فهي لا تملك حتى المال وكل ما يسيطر على عقلها أن تهرب بقدر ما تستطيع من تلك العائلة المجنونة وتهرب من ايهم بالأخص
كان مازن يردد : هقتلها قدام الناس كلها لو ماكنتش ليه مش هتبقى لغيري هقتلها وبعد كده هتفضل معايا للأبد وهتتعاقب على كل اللي عملته فيها يا ايهم.
وصل مازن إلى المنزل وأسرع بصعود الدرجات وقام بفتح باب الحجرة ولم يجد اروى وأصبح يصرخ كالمجنون
مازن : اروى!؟ اطلعي! اطلعي انا مازن..اطلعي والنبي متهزريش معايا.
نزل إلى الطابق الأول وبحث في القبو وكان يعتقد بأنها تختبئ في مكان ما
مازن : كفاية بقا انا مبحبش لعب العيال البايخ ده......اروى ارجوكي اطلعي....ارجوكي...........وبكى بصوت عالي : لأ متسبينيش انتي كمان وتروحي انا ما صدقت انك رجعتي ...اطلعي..انا بحبك.
بدأ يشعر بألم شديد في رأسه وظهرت صور حبيبته ريم وهي مشنوقة تردد في أذنه صوت والدته المتوفاه وهي تخبره بأن يضحي بأروى من أجل أن تعود روح حبيبته إلى عالم الأحياء وامسك برأسه وشعر بالدوار وجلس على الأريكة
● حل المساء على كامل المدينة ●
كان بدر يجلس بجوار تامر وأردف : تامر مش لازم تفضل هنا تعالى عندي البيت.
كان وضع تامر تحسن قليلا منذ الصباح وأردف : لو اروى مرجعتش بكرة هاجي....كان يتحدث بصوت مخنوق وكأنه يشعر انها أن تعود مجددا
امسك برد بيده وشد عليها : متقلقش اكيد هترجع..مهما كان ايهم قاسي مش هيقتلها ابدا اوعدك بس اجمد انت بس.
أمسكت اسيلة بيده ونهض وبينما هما خارجان اردفت : انت ليه وعدته بحاجة مش هتحصل ما يمكن ايهم قتلها فعلا هو زبالة ويعملها.
بدر : انا مش هخلي اخويا ينهار ويدمر ما غير أن البوليس لسه ملقهاش.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في ذلك الحين كان شريف يجلس امام أسامة وأخبره بكل ما حدث
شريف : تفتكر أن ايهم ممكن يكون قتلها فعلا!؟
أسامة : الراجل ممكن يعمل اي حاجة لما يتعصب.
شريف : يعني هو قتلها فعلا!؟
أسامة : طلامة لسه ملقوش جثة يبقى لسه في أمل انها لسه عايشة.
شريف : بس زي ما انت عارف ان كل ما الواحد طالت فترة غيابو كل ما فرصه نجاته بتقل...اسامة انا مظنش أن وجودك جوا لسه ليه لازمة..لازم انت اللي تدير العيلة في القصر........وقام شريف بالنداء على الحارس وطلب منه المفاتيح
كانت طقطقة صوت المفتاح بداخل القفل كالموسيقى في أذن أسامة فذلك الصوت صوت حريته لقد مضى وقد طويل جدا وهو بالداخل
شريف : انا هخلي الخدم يعملوا وليمة بمناسبة خروجك وهحط كل أصناف الأكل اللي بتحبه.....وابتسم أسامة وربت على كتفه
غادر شريف وخطى أسامة خطواته الأولى خارج الحبس حتى وإن كانت بداخل القصر وشعر بإحساس لا يوصف ونسمات الهواء تلامس وجهه وجسده والسماء أعلى منه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
( عند اروى )
في ذلك الوقت اقتربت اروى من إحدى صبابير المياه وشربت قليلا منه بعد أن قطعت مسافة كبيرة وبعد أن امعنت النظر اكتشفت بأنها قريبة من مقبرة العائلة وشعرت بالطمأنينة فالموتى لن يؤذيها ابدا كما يفعل الأحياء وتوجهت إلى إحدى القبور واستلقت بجانبه وكان لطفل صغير توفي في الخامسة من عمره
مسحت على قبره واردفت : مش هتبقى لوحدك انهاردة....وانا كمان.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
( عند مازن )
كان مازن يشعر بصداع شديد وأصبح يتذكر ريم بشكل واضع وأصبحت تتراءى وكأنها حقيقة وهو يقود السيارة
مازن : وحشتيني اوي يا ريم.
في ذلك الحين سمعت اروى صوت سيارة قريبة ورفعت رأسها وشاهدت رجل يدخل من باب المقبرة حاملا بيده زهور ، أقترب أكثر فأكثر وكانت دقات اروى تتزايد فقد علمت من يكون
دخل مازن وهو يحمل في يده باقة الزهور وكان يبدو في خارج وعيه وكان يبكي بجنون
مازن : انا جيت يا ريم...انا جيت.
شاهدته اروى وكانت ترتجف خوفا من أن يكشفها وظلت في مكانها بهدوء تام وكان مازن يبكي امام قبر ريم
مازن : انا عارف روحك لبست اروى عشان كده كنت براقبها وبقرب منها الفترة دي وآمنت وصدقت حاجات ميصدقهاش حتى المجنون..بس انا مش عارف انسى حبك ازاي واسيبك تمشي.
شعرت اروى بخنق وهي تسمتع إلى حديثه الغريب ولكن الحزن والحب بإمكانهما أن يجعلا الشخص مجنون
لم تعد تعد تحتمل التوتر الذي أصابها وقررت الخروج بهدوء وبينما هي تسير في الظلمة اصطدمت قدمها بقارورة زجاجية وأصدرت على عالي واستدار مازن على أثره وشاهد ظل امرأه في الظلمة ، حينها هربت اروى وكان يشاهدها وهي تهرب بعيدا وابتسم فهو بعلم هذا الظل لمن
مازن : كنت عارف انك هترجعي يا ريم......واسرع الركض خلف اروى ولكنها أسرعت في دخول إحدى المباني المجاورة وكان نفسها عالي ومتعبة فهي طوال اليوم كانت تسير على قدميها
عاد مازن إلى القصر بعد أن فقد الأمل في إيجادها ودخل حجرته : هلاقيكي انهاردة أو بكرة أو حتى بعد سنة.
في ذلك الحين لاحظ شريف تصرفات مازن المثيرة للشك وشعر بأنه يخفي شيئ ما وتبعه إلى حجرته

( عند تامر )

في ذلك الحين كان تامر يشعر بالحزن والأختناق من القصر وقرر الخروج إلى الحديقة وكان هناك السائق الذي كان يقل اروى إلى مشاويرها وسأله عما حدث ذلك اليوم وحكى له بأنه أخذها للمشفى ثم البحر ثم عادوا ولم يراها بعد ذلك
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
( عند اروى )
في ذلك الحين سارت اروى إلى جانب البحر وكان المكان هادئ ولا يُسمع سوى صوت الأمواج ليلا ، اقتربت وغسلت يديها وطبطبت بقليل من الماء على وجهها وجلست منهكة ومتعبة وجائعة وعليها أن تقرر ماذا ستفعل وقررت العودة إلى القصر خفية لترى ما الذي يحدث فلم يبحث أحد عنها سوى مازن وبينما هي في طريقها إلى القصر كان بدر وأسيلة في الطريق وشاهداها
توقف بدر قليلا وأردف : هي دي اروى!؟
اسيلة : اروى!؟
اقتربت اروى وهي تشعر ببعض الراحة فلم يكن بدر كبقية إخوته بالإضافة أنه الشقيق الحقيقي لتامر
نزلت اسيلة لتتأكد : اروى!؟......كانت مصدومة من شكلها
بدر هو مصدوم هو الآخر : كنتي فين!؟ واي اللي عامل فيكي كده!؟
اسندتها اسيلة وادخلتها السيارة
اروى : مش عارفة اي اللي بيحصل....ايهم خدني البيت اللي على الشط ومرجعش تاني بعد كده وانا انهاردة الصبح كنت بهرب من مازن.
بدر : مازن!؟ هو كان عارف كانك!؟
اروى : هو اللي حبسني في أوضة من اوض البيت.
تعجب بدر فهو لم يخبرهم بأي شيئ
اسيلة : مش مشكلة هتيجي معانا البيت.

( في منزل بدر وأسيلة )

دخلت اروى واستحمت وتناولت الطعام وكانت مرهقة جدا لذا دعوها بمفردها في الحجرة وبعد أن هدأ الجميع اتصل بدر بتامر الذي كان مستلقي على سريره أين سيبحث عن اروى إن لم تعد
وشاهد اتصال بدر واجابه فورا : اي!؟
بدر : هقولك حاجة بس إياك حد يعرف أو يحس بحاجة.......كان تامر قلقا للغاية وهو منصت
بدر : انا لقيت اروى وهي دلوقتي في بيتي.....لم يتمالك تامر نفسه ونهض سريعا واخذ مفتاح سيارته
بدر وهو مازال على الهاتف : خلي بالك...مازن كان عارف مكانها ومقالش لحد.
خرج تامر مسرعا دون حتى أن يهدأ ملابسه وقاد سيارته نحو منزل أخيه وعندما وصل كان نفسه يتقطع : هي فين!؟
بدر : اهدا...اهدا شوية هي في الأوضة اللي فوق.
توجه تامر دون أن ينتظر كلمة أخرى من أخيه وتنهد بدر وفتح باب حجرتها بهدوء ودني منها وتأكد بأنها اروى ثم جلس بالقرب من قدميها
وعاد نفّسه إلى وضعه الطبيعي : والله هموت من غيرك انتي عارفة انا كانت حالتي عاملة ازاي لما تخيلت بس أن معتش نشوفك تاني!؟....اقسم لك بالله ما هسيبك لهم تاني......وجلس بينما هو يحتضن قدميها ونام بالقرب منها.....

" نهاية البارت "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استنوني إن شاء الله في البارت الرابع والعشرين والأخير من رواية ( غموض الليل ) 🌘💜

بقلم علياء الأطير 🔮💜

غموض منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن