CH : 18

2.2K 149 277
                                    


قراءة لطِيفة ✨

•••

أُحدِّق فيكِ مليًّا؛
لأَنِّي أستعذبُ رؤية الفن حيًّا.

•••

كنتُ صبيًا كثير الإبتِسام، وكثيرًا ما تدفقت السعادةُ لِحياتي، حتىٰ أنني بتُ أستشعرُ الحُزن لحظاتٍ مَنسية،

ابتسمتُ علىٰ الدوام، وشربتُ مِن قدحِ الفَرح قطرةً قطرة، حتىٰ ثملتُ بِه، فتناسيتُ طعم التعَاسة،

ولكني لم أكن علىٰ دِراية بسياسة الحيّاة، وتقلُبات أمواجِ الدُنيا،

لم أكنْ أعلَم بِأنهُ يجبُ أن تكون المُعادلة مَوزونة لنحصُل علىٰ الناتِج الفِعلي للعَيش،

لذلكَ حينما زارني الحُزن، كرهتهُ، بتُ أتقزز مِن حضورهُ بِجواري، وباتت رُوحي تَمقتهُ أشد مُقت،

وسرُعان ما يئستُ، وأستغلَ هو يأسِي لِصالِحهُ،
تسللَ بِبراعة إلىٰ روحي، ونهش كلُ ما وقع مِني تحتَ يديهِ، وسحبني لِلهاويّة معهُ

حتىٰ عادت المُعادلة لتُوزن بالشكلِ الصحِيح مَرة أخرىٰ،

حتىٰ أتيتِ أنتِ، وهُنا أتوقفُ أنا، ويتوقفُ القَلم.

-

نِهاياتٌ فبراير | وقلبٌ يعمهُ الدِفء

غارِقًا وسطَ لوحاتِه، أقلامهُ الفَحمية، ألوانهُ المُبعثرة فيّ كلِ مكان، حتىٰ أنها قد نالت مُنذُ مدة مِن جسده المِسكين،

فأصبح مُلطخًا بالكثيرِ مِن الألوان، كما هىٰ عادتهُ مُنذ شهرين تقريبًا،

فمن يقول لا لأبوابِ الشَغف المَفتوحة علىٰ مَصرعيها أمامهُ؟

يميلُ بِفرشاتهِ يمينًا ويسارًا، يسيرُ حسبَ خِطته الذهنية بِبراعة وهُدوء،

يُحدد تفاصيّلًا مُعنية، وينقِلها كما حفِظتها خلايا قلبهُ تمامًا، يريدُ مِن هذه اللوحةِ بالأخص، أن تكونَ مُميزة

كصاحِبتها تمامًا..

مرَ شَهرٌ ورُبما بِضع أيامٍ عليه، وهو يعمَلُ عليها، تطلُ عليهِ فراشتهُ فيّ أغلبِ الأحيان، فيُخفيها سريعًا ويدعيّ أنه يعملُ علىٰ أخرىٰ

أيضًا، لاحظَ فيّ هذه الأيام، خفوت فراشتهِ، تأتي لتجلس فقط بِجواره، تُراقِبه ويتبادلانِ بعض الأحاديث

تُلاعبِ يونتان قليلًا، ولا تقومُ بِتدريّبات الرَقص كما السابِق،

لاحظ أيضًا أنَ هذا الضوءُ حولها والذي أعتادهُ مُنذ لِقائهما الأول باهِت،

ڤيّـونا | K.TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن