part 12

130 13 2
                                    

في صباح هذا اليوم ألتقى ونوو بصديقه مينقيو الذي كان ينتظر أمام باب المنزل.
"ماذا هناك؟.. من الغريب ان تأتي لأخذي من منزلي الى المدرسة.."، هكذا أردف ونوو، ليرد الآخر يبتسم له:
"في الواقع.. أردتُ التحدث معك عن شيء.."
"امم.. حسنًا.. أسمعك.."، قالها وهو يسير معه يأكل من التفاحة التي بيده.
"أظنُ..أظنُ أنه موضوع شخصي..و لا يجب عليَّ التحدث بشأنه ولكن..لديَّ بعض الفضول.."
توقف ونوو عن السير ليفعل الآخر، وقال يُلقي بتلك الأعين نحو صديقه:
"أتريد التحدث عن يوم أمس عندما خرجتُ مع يونا بمفردي؟.."، و أضاف :
"لقد رأيتك تقف عند آخر الممر عندما قمتُ بإيصال يونا لمنزلها..لذا.. أظنك تريد معرفة سبب معانقتي لها،أليس كذلك؟.."
"ونوو.. أ-أنا.. أعني.. لا أريد منك أن تفكر بأنني-"
"أتفهمك.."
"ولكن.. ما الذي تقصده؟.."، قالها مينقيو ببطء.
"أتفهمك جيدًا..أعلم بأنك تشعر بالخيانة من قِبلي..لأنني تقربتُ منها وأنت معجبٌ بها كذلك..تشعر بأنني أناني بسبب ذلك.."
"مـ-ما الذي تتفوه به بحق السماء؟.."
"أنت تكذب الآن.. هذا واضح بمجرد النظر لعيناك.."، قالها ببرود قبل ان يكمل سيره تاركًا صديقه خلفه.
...

في المدرسة، في حصة الرياضيات:

ونوو يحلُّ المعادلة الرياضية بينما مينقيو ينظر للنافذة التي بجوار صديقه بعقلٍ منشغل..

"كيم مينقيو.. ما الذي تتأمله طوال الوقت في الخارج؟.." ، هكذا أردف معلم الرياضيات، أستاذ بارك جونسون.
فالتفت الآخر إلى معلمه ثم نظر الى ونوو الذي كان يلقي بنظره نحوه، ثم حوَّل نظره الى باقي الطلبة، و أمسك بقلمه ليبدأ بحلِّ المعادلة هو كذلك.

*رن جرس إعلان وقت الفسحة*

#ونوو:
يا إلهي كم أصبحت أكسل من ذي قبل.. أشعر بأنني أريد النوم..
رفعتُ رأسي لأرى مينقيو يقوم بترتيب مكانه بصمت ثم غيّرتُ أنظاري ليونا القادمة ومعها جونغهان تقول :" هيا رفاق!.. ألن تخرجوا من الفصل؟.."
مددتُ جسدي بهدوء و أردفتُ بعدها بـ :"
اذهبوا انتم معًا.. سألحق بكم.."
رمقني مينقيو باستغراب حين تلفظتُ بتلك الكلمات.. ربما تسائل في نفسه وذلك لعدم مرافقتي لهم.
خرج الجميع من الفصل،
لأتجه أنا الى السطح، أُخرجُ من جيبي سيجارة، أشعلتها لأبدأ بالتدخين في الهواء الطلق أنظر لما يجري في الباحة مع باقي الطلبة.. البعض يتشاجر، و البعض الآخر يمرح.. و منهم من يقرأ كتب بهدوء..
يروقني ذلك..
أعني.. القراءة بهدوء هكذا.. أقرأُ كتابًا مشوقًا أو مقتبسات تحمل معاني عميقة..
يعجبني جدًا..
سمعتُ صوت شجار يأتي من الجهة الأخرى للسطح قد قام بقطع حبل أفكاري التي كانت تملأ ذهني..
التفتُّ لأرى.. مجموعة من الفتية الذين أعرفهم و معهم جونسو صاحب الجسم البدين.. رأيتهم يحاصرون فتى قد اتسخت ملابسه من ضربهم له..
هل عليَّ الذهاب أم البقاء هنا و أرى الحدث؟..
أعدتُ أنظاري نحو الطلبة الذين يقرأون الكتب ابتسم بهدوء..
كم هذا مثير للإعجاب.. مواقفٌ عديدة تحدث في الآن نفسه.. أحب هذا..

أسرعت قدماي في السير
التفت الفتية نحوي،
قمتُ برمي السيجارة التي بيدي أرضًا و دستها بقدمي.
أمسكتُ يد جونسو التي كانت على وشك ضرب ذلك الفتى المثير للشفقة.. وقلت بنبرة باردة:
"اتركه و شأنه.."
"ما الذي تقصده بأن أتركه بشأنه؟.. لقد أخبرته بأن يجلب لنا الطعام من مطعم والدته ولكنه لم يفعل!.."، هكذا رد جونسو بصوته البدين.
"وهل كل همك هو ملء كرشك؟.."، قلّبتُ عيناي لأُضيف:
"أتركه قبل أن أكسر عظام رقبتك.."
"لكن لماذا؟؟..اهشش هذا ليس من شأنك على كل حال!.."، قالها وهو ينفض يده عني.
نظرتُ للفتى الآخر، لقد كان محرجًا.. كان يُلقي بنظره أرضًا.. يداه ترجفان خوفًا..

*فتى يقفز من المبنى..لاااا!! توقف!!!*

أمسكتُ برأسي منزعجًا.. ااه هذه الذكرى.. ألن تختفي من عقلي..
فتحتُ عيناي أرى جونسو بحدة..أمسكتُ بياقته أقول بينما أرصُّ على أسناني غاضبًا:
"أقسم بأنني سأبرحك ضربًا إن لن تكف عن مضايقة الآخرين.. أفهمت!!.."
"ما هذا؟.. لمَ غضبت هكذا فجأة؟.."، قالها الآخر ببطء
لأترك ياقته و أرمي بنظري للفتى صاحب الملابس المتسخة، لقد كان يراني..
لقد كان ممتنًا لما فعلته..
أستطيع رؤية ذلك من عيناه..
وقلت : "اتركه وشأنه.."
ثم غادرتُ المكان تاركًا الجميع خلفي.
...
.
.
.
.
.
.
.

𝙱𝙸𝚃𝚃𝙴𝚁𝚂𝚆𝙴𝙴𝚃 ☔︎︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن