part 14

130 13 5
                                    

الساعة الحادية عشر ظهرًا
كان معلم الأدب يقرأ قصيدة للطلبة، ولكن قاطعه طرق الباب المفاجئ.. فُتِحَ الباب و إذا بالمشرف يقول :
"المعذرة أستاذ كيم، ولكن أريد الطالب ونوو للحظة.."
"اوه بالطبع.."، هكذا ردّ الأستاذ كيم و أضاف يوجه نظره لونوو يبتسم :
"تفضل ونوو..".
رفع الآخر رأسه من على الطاولة و ترك قلمه الذي كان بيده وهو يتنهد بخفة، كان كل من في الفصل ينظر إليه بفضول..
خرج من الفصل ليقول له المشرف :
" اتبعني من فضلك.."

حتى وصلا إلى مكتب المدير.. فتح المشرف باب مكتب المدير بعدما طرقه ليخرج جونسو من المكتب و يتبادل الأنظار مع ونوو..
دخل ونوو بمفرده المكتب
رأى والده يجلس على الأريكة وقد كان منزعجًا بعض الشيء..

#ونوو:

ما الذي حدث؟..
بقيتُ واقفًا على قدماي لينطق المدير أخيرًا :
"تفضل ونوو بالجلوس.."
ولكني رفضت.. فضّلتُ البقاء واقفًا..
ليكمل المدير بعدما تنحنح:
" اسمع ونوو.. سبق لك أن وعدت والدك بأن تقلع عن تدخين السجائر، أليس كذلك؟.."
لم أجب عليه.. لقد بقيتُ صامتًا.. أظن بأن ذلك السمين قال للمدير بأنني ذهبتُ لسطح المدرسة و رآني حينها أدخن واحدة.. هل كان ذلك لأنني منعته عن ضرب الفتى؟..تشه! يا له من سخيف..
قاطعني والدي بصفعةٍ على وجهي..
لم أعد أشعر بألم تلك الصفعة..
فقال والدي بعدما أتى المدير يمسك بيديه ليوقفه عن صفعي:
" أيهاا الوغد القذر!!.. كيف تجرؤ على عدم طاعتي!!..كيف لك أن تخلف وعدك لي!!؟.. هل تريد مني نقلك من هذه المدرسة؟! هاا؟!!.."

هل كان ذلك تهديدًا؟.. بحقه يتحدث وكأني أذهب المدرسة حبًا لها..و..لمَ هو هكذا غاضب.. وكأنني قتلتُ أحدهم..
فتفوهت في وجهه :
"لقد كان كله خطؤك.."
"ماذا؟؟.. ما الذي قلتهه؟؟..خطأ من أيها الحثالة!!؟.."، قالها وهو يمسك بياقتي.. لم أنطق بعدها بشيء.. أعلم بأنه سيصرخ أكثر وأنا حقًا منزعجٌ من صراخه الآن.. لا أريده أن يصرخ بصوتٍ أعلى.. لحظة واحدة.. كيف له الصراخ بهذا المعدل؟.. أعني.. يبدو وكأنني وضعتُ مكبر صوت على حنجرته.. وااه كم هذا غريب.. أ-.. لحظة.. وهل لو قمتُ بوضع مكبر صوت بالفعل أمامه، فهل ستنفجر طبلة آذاني؟..
بلا شك!..
لقد ظلَّ يصرخ بكلامٍ أكادُ أفهمه..
لحظة واحدة..
لاحظتُ شيئًا..
منذُ متى خُلِعَ سنّه الخلفي؟..
هل كبر بالعمر؟..
يا إلهي شكلُ لثته وهي تفقد ذلك السن مضحك للغاية..
أريدُ الضحك
فليغلق فمه
أظنني سأنفجر في وجهه
سأبعد نظري عنه..
حوّلتُ نظري الى المزهرية التي كانت بالقرب من النافذة..كان عليها فراشة ذات اللون الأصفر.. كم هي جميلة.. أشعة الشمس الدافئة تسقط عليها وهي تأخذ الرحيق من على تلك الزهرة.. خطرت على بالي يونا.. لا أدري لماذا..
هذا لطيف..
لحظة.. لماذا المكتب أصبح هادئًا..
التفتُ لأرى المدير ينظرُ إليَّ بينما كان والدي يجلس على الأريكة.. فقال المدير:
"ألا تسمع ما أقوله؟.."
"عذرًا؟..أ-أعني.. أعتذر لم أسمع ما قلته.."
"أجلب حقيبتك و أذهب مع والدك للمنزل.."
"لماذا ؟.."
"تشه!..لم يكن يصغي إلينا حتى..ذلك الوغد اللعين-"، قالها والدي وقد كان سيقف ليصفعني على حسب ظني، ولكن أمسك المدير يده يستوقفه وقال بعدها :
" فقط..قم بأخذ حقيبتك من الفصل و اذهب.."
"حسنًا.."، قلتها ببطء قبل مغادرتي من مكتب..

اتجهتُ للفصل.. طرقتُ الباب قبل دخولي.. توسعت عينا يونا عند رؤيتها لي.. بينما أخذ الطلبة ينظرون إليَّ بدهشة وفضول..حينها كان الاستاذ كيم يحاول جذب اذهان الطلبة إليه..
أظن أن صفعة والدي لا تزال على خدي.. للأسف لم أعد أشعر بها..لذا ربما كانت قوية فتركت أثر على خدي.. لا بأس ستختفي عمّا قريب..
أخذتُ حقيبتي و أنا أُلقي بنظري لجونسو..
"هل أنت بخير؟.."، همس بها مينقيو لأهز رأسي إيجابًا له..
سرتُ بجانب البدين، وقفتُ لالتفت نحوه..
لقد كان ينظر الى السبورة يتجاهل النظر إليّ..
لذا أمسكت بياقته ليشهق الطلبة بتعجب بينما همستُ وانا ارصّ على اسناني للآخر بابتسامة جانبية خفيفة:
"أيها اللعين.."
قام الاستاذ كيم بإبعاد يدي عن جونسو الذي رمى نظره عليَّ وهو يبتلع ماء فمه..
تقدمت خطوة لتقول يونا :
"ما الذي حدث؟.."
لقد اكتفيتُ بالابتسام في وجهها ثم غادرتُ الفصل.
...








𝙱𝙸𝚃𝚃𝙴𝚁𝚂𝚆𝙴𝙴𝚃 ☔︎︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن