part 22

114 15 10
                                    


عاد الجميع لمنازلهم.

الساعة العاشرة مساءً:

المنزل مظلم
هادئ
ضوء يخرج من تحت أحد أبواب الغرف
يونا تجلس على مكتب دراستها، كتاب الرياضيات مفتوح أمامها.. تمسك بقلمها ولكن تبدو مشغولة البال..
أمسكت بهاتفها.. فتحت جهة الاتصال الخاصة بها
لتتصل بمينقيو
*يرن*

ردّ الآخر على المكالمة يقول :
"مرحبًا يونا.."
"هل أنت منشغل الآن؟.."
"الآن؟.. لا.. لماذا؟.."
"أريد مقابلتك.."
" لماذا..فجأة؟..هل حدث لكِ شيء؟.."
"لا، كل شيء على مايرام ولكنني أريد التحدث معك حول موضوع ما.."
"موضوع؟..ألن تستطيعي اخباري به هنا على الهاتف؟.."
"لا.. أريد رؤيتك.."
"حسنًا كما تريدين.."
"سأقابلك عند المقهى..لا تتأخر.."
"حسن.. أراكِ هناك.."
*أغلقت المكالمة*

أسرعت يونا بتغيير ملابسها و الخروج.
اتجهت للمقهى.
دخلته
لم يكن مينقيو هناك، فأخذت تجلس عند طاولة تقع أمامها النافذة.
مرّت دقائق قليلة ولكن بسبب شعور الملل الذي راود يونا شعرت بأنها دقائق عدة.
رفعت رأسها لترى مينقيو قد أتى، يسير في الخارج نحو المقهى..
رفع الآخر رأسه تلتقي عيناه بأعين الأخرى ليبتسم بإحراج بسبب تأخره..لترد يونا الابتسامة ذاتها له، ثم إشارت له بالقدوم بسرعة، ففعل.
جلس مينقيو في الكرسي المقابل لها.. وقال :
"أرى أنكِ قد طلبتِ لكِ مشروبًا بالفعل..هل قمتِ بالدفع؟.."
"ليس بعد..لماذا؟ هل تخطط بالدفع على مشروبي؟.."، أجابته و تعتليها ابتسامة الخجل.
"همم.. أظنكِ تقرأين ما كان يدور في بالي.."، وضحك في نهاية جملته.
" اههه.. لم اتوقع انك ستبدو لطيف هكذا عند أول خروجنا معًا.."
" بالطبع سأكون كذلك،هل تمزحين؟.."، قالها ممازحًا.
فقالت الأخرى له بعدما شربت من مشروبها:
"ألن تطلب مشروبًا لك؟.."
"لا سأطلب الماء فقط.. فمعدتي ممتلئة بالفعل ولا يسعني شرب ايّ مشروب.."

وأشار بيده للنادل ليطلبه كأسًا من ماء.
...
شرب مينقيو كأس الماء ، وقال بعدها بابتسامة:
" إذًا، هل كان أنا من كنتِ تخططين مقابلته منذ يومين؟ "
" وااه لم أكن اتوقع بأنني سأشعر بالخجل هنا"، هكذا علقت يونا ليطلق الآخر ضحكته ، وقال :

"وما الذي كنتِ تودين مناقشته معي؟.."
"اوه صحيح.."
وأضافت تخفض صوتها و تميل للأمام أكثر تتكئ بيديها على الطاولة التي أمامها :
" كنت أريد التحدث بشأن ونوو.."

لم يكن مينقيو منزعجًا بما سمعه ولكن تغيّرت نظرته بسبب توقعاته حول الموضوع التي خيَّبت ظنه.
فقال لها :
"لماذا هو..أ-أعني.. لماذا تريدين التحدث عنه فجأة؟..هل حدث شيء؟.."
"نو.. ولكن أريد معرفة ما جرى معه في سنواته السابقة..لقد قال لي بأنه سمع الطبيب يقول لوالدته بأنه يعاني من مشكلة نفسية.. لم أتطرق بسؤاله عن سبب هذا..شعرتُ بأنني سأكون عبئًا من أول مكالمة لنا، تعلم ما اعني اليس كذلك؟.."
"اجل اجل..ولكن، أليس من الأفضل سؤاله هو بدلًا من أخبركِ أنا؟.."
"لا تقلق سأدّعي بأنني لا أعلم بشي و سأسأله ولكن ليس الآن..إنني أحاول ترتيب أفكاري فعقلي مشوش تمامًا في الآونة الأخيرة!.."
ليومئ الآخر رأسه بتفهم وقال :
"في الواقع.."
وقام بشرح لها ما حدث.
فتحت يونا فمها بصدمة و بالكاد تصدق ما سمعته:
"أ-أنا..أنا حقًا لا اعرف ما الذي يجب عليَّ قوله.."
ابتسم مينقيو يقول :
"اعلم.. هذا ما شعرته عند سماعي لهذا أول مرة.. ولكن مع ذلك، حاولت جاهدًا ألا اترك كتف ونوو.. خِفتُ ان يفعل شيئًا قبيحًا حقًا!..خفتُ ان يتخلص من حياته كونه عديم فائدة.. هذا ما استمر في قوله.. عندما تقابلنا اول مرة كان يتفوه بكلامٍ غير مفهوم بتة! كان يدخل بمواضيع بلا توقف ، فطلبتُ منه ان يتمالك نفسه قليلًا ويتحدث بمهل ولكنه رد قائلًا بأنه مجرد نكرة و حديثه لا فائدة منه لذا لا داعٍ لأهتم لما يقوله.."،
وأضاف :
"ولكني بالطبع لم انفذ ما كان يقوله.. كنتُ احاول جاهدًا بأن اشعره بالسعادة كما كان يشعر بها سابقًا.."

𝙱𝙸𝚃𝚃𝙴𝚁𝚂𝚆𝙴𝙴𝚃 ☔︎︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن