part 32

135 11 10
                                    


#مينقيو:

بدأتُ أسيرُ في الطرقات فارغ البال بعدما رأيتُ ذلك..
لم أتوقع قط بأنني سأُترك في هامش حياة يونا..
بقيت قدمايّ تسيرُ إلى أن صادفتُ أمامي متجر المخبوزات ذاك الذي ذهب إليه كُلًّا من ونوو و يونا عندما كنا نرتاد المدرسة.. لا أدري إن كنتم تتذكرون ذلك، ولكن هطل المطرُ عليهم فجأة و قرروا دخول ذلك المتجر.
اتجهتُ إليه
دخلتُه لتقول لي صاحبة المتجر الشابة و قد اطفأت الأنوار:
"لقد أغلقنا سيدي.."
فأُجيبها بـ:
"أيمكنني الجلوس هناك لدقائق ،إذا سمحتي؟.."، أنهيتُ جملتي أُشير الى المقاعد المُقابلة للنافذة الزجاجية والتي هي ذاتها المقاعد التي جلسا فيها آنذاك.
أومأت لي الشابة بهدوء وهي تمسك بالمكنسة ، فأنا على الأرجح قاطعتُ تنظيفها للمتجر قبل خروجها.
"شكرًا لكِ" ، قلتها أنحني لها بينما أتوجّه نحو المقاعد.
جلستُ أتأمل ما في الخارج بهدوء.
لقد كان ظلام الليل يملأ المدينة بأكملها، ولكن أعمدة الإنارة كانت هناك تجعلُ من الليل أخف ظُلمة.
بدأتُ استذكر جميع لحظاتي مع يونا، بالإضافة الى اللحظات التي كنتُ أراقبها من مسافة.
اعتدتُ الاختباء عند المطر و ابتسم دائمًا.
أجل، أنا من دخل منزلها..لقد كنتُ في مزاجٍ سيء آنذاك لذا أردتُ رؤيتها دون علمها..أردتُ فقط تأملها فهو أشبه بتأمل السماء الُمرصّعة بالنجوم.
لستُ مطاردًا مهووسًا
ولكنني كنتُ مُغرمًا بها و بابتسامتها.
كنتُ دومًا أخفي حقيقة أنني أغار عليها من صديقي، وأتظاهر بأنني بخير.
*تنهيدة*
كيف يمكن للحب أن يكون حُبًّا؟
نقلتُ أنظاري ليدي استذكر تلك اللحظة العابرة التي قمتُ بإمساك يدها حينها.
عندما مددتُ يدي لها و تأملتُ بمشاعرها، جشعي ازداد وها قد اصبح خطيئة.
كنتُ أملئ الفراغات التي بعلاقتنا بتلك اللحظات التي لم تكن سوى ذكريات ليونا.
وها أنا ذا أشعرُ بفراغٍ تام رُغْمَ تلك اللحظات التي قضيتها معها.
قاطعني هطول المطر المفاجئ لأنظر له اتنهد بعمق.
لم أجلب معي مظلة، لم أتوقع هطول المطر ولم أتفقد أخبار الجو.
"أوه، إنها تُمطر!.."، قالتها تلك الشابة من خلفي لالتفت أُلقي بناظريَّ لها و انا ابتسم بجفاف.
فقالت لي :
"لا يمكنك الخروج الآن بما أنك لا تملك مظلة، تستطيع الجلوس هنا أكثر ريثما ينتهي المطر.."
اومأت شاكرًا لها، لتسألني:
"هل تريد أي مشروب؟"
"لا، شكرًا لكِ"، أجبتها وأنا أعيدُ نظري للنافذة المقابلة لي..
كنتُ دومًا أتخيل حياتي المستقبلية ومعي يونا أينما أذهب.
خيالي تملكني وجعلني أحلم أحلامًا جميلة.
يجعلني أطمع بأن احلم اكثر بحُلمٍ حلو.
بسبب التفكير بكِ الذي يُراودني حتى عندما أُغمض عينايّ ، تجلبُ الإزعاج لليالييَّ..لم أستطع التوقف عن الفكير بكِ ولو حتى لثانية
أنا و انتِ
الواقع والحُلم
أعيننا اعتادت على تأمل بعضها البعض،
ذاتُ النظرات، ومشاعر مُختلفة
إنه مر و حلو للغاية.
أطلقتُ ضِحكة خفيفة بينما عينايّ بدأت تدمع
كم هذا مثير للشفقة
كنتُ أعيشُ في أحلامي طيلة أيامي السابقة
ظننتُ بأنها ستقع في حبي
وها أنا ذا أفكر بها بقلبٍ فارغ

ووه! لم أكن أتوقع بأنني شاعريّ بعد هذا الحبُ غير المتبادل!
ضحكتُ ساخرًا على نفسي
أعليَّ أن أصبح شاعرًا أم روائيًا بدلًا من حُلمي؟
وقفتُ لتنظر لي تلك الشابة بذعر
لابد أنني اخفتها بضحكاتي الخفيفة تلك كالمجنون.
نفيتُ بيدي أقول لها:
"لا تقلقي، كنتُ فقط استذكر بعض لحظاتي التي اضحكتني توًّا.."
ابتسمت لي بتردد تومئ برأسها، ثم سألت:
"استغادر الآن؟.."
نظرتُ لها باستغراب.
ما الذي تعنيه بسؤالها؟ بالطبع سأفعل، لقد توقف المطر
فأجبتها بإيماءة مبتسمًا باصفرار:
"اعتقد ذلك.."
"طابت ليلتك، إذًا.."، ابتسمت لي وهي تُلقي بتلك الكلمات.
هل عليَّ مصاحبتها لأطلب لها سيّارة أجرة؟ أم اكمل طريقي ولا اهتم؟
اظنني سأرافقها، فالوقتُ متأخر جدًا ومن الممكن أن تكون بخطر بسبب تركي لها.
التفتُ لها ، افرغ شفاهي وقد تجهزت بالفعل للمغادرة:
"سأُرافقكِ في طريقك..فالوقت متأخر جدًا الآن.."
أطلقت ضحكة مُحرجة وهي تقول:
"لا بأس.."
"عليكِ توخِّ الحذر كوقتٍ كهذا، سأُرافقكِ..فأنا لا أتحمل رؤية أحدهم يتعرض للأذى.."
اومأت لي باسمة بخجل.
فتحتُ الباب لنخرج معًا، قامت بإغلاق الباب بالقفل ثم بدأنا بالسير بهدوء تحت النسيم البارد و رائحة المطر.
لَمِحْتُ سيّارة أجرة، لألوح للسائق فيأتي يقف بجانبنا.
فتحتُ لها الباب الخلفيّ، ابتسم بخفة وأنا اقول:
"تفضلي.."
انحنت برأسها تشكرني ثم دخلت
فقلتُ للسائق :
"أرجو ان تتوخّ الحذر.."، ثم قلت أُغلق باب السيارة:
"رافقتكِ السلامة!.."
أكملتُ طريقي مشيًا على الأقدام.
الى أن وصلتُ لذلك الطريق الذي اعتدنا الركض فيه معًا وملاحقة بعضنا.
تنفستُ بعمق استنشق الهواء النقيّ الذي حولي.
أنا حقًا لا أصدق أنني أصبحتُ هكذا..
أشعرُ بأنني وحيد..







𝙱𝙸𝚃𝚃𝙴𝚁𝚂𝚆𝙴𝙴𝚃 ☔︎︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن