الفصل الثالث و الأربعون | الجُزء الثالث

19.6K 1K 117
                                    

اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك.

#الفصل_الثالث_والأبعون
#قيصر_قصرها2
#سلسلة_للحُب_شعائر_خاصة

وجدها تجلس منزوية في مكان بعيد عن التجمهر فزفر براحة عقب ما رأها و هتف بصوت عال نسبيًا:-
-يعني سيباني بدور عليكِ بقالي ساعة و أنتِ قاعدة هنا!

لم تلتفت أو تنظر له حتى، فهي في تلك اللحظة غير قادرة على الخوض معه في تفاصيل قد تهدم علاقتهما بلحظة غضب منها
ليشعر بتلك الذبذبات المليئة بالتوتر التي انتشرت في الجو حولهما و رغم ذلك قرر خوض التجربة معها فرؤيتها بتلك الحالة أكثر ما يحزنه. 

تقدم منها بخفةٍ جالسًا بجانبها ليجدها أدارت وجهها للجهة الأخرى و غصة مشكلة في حلقها عاجزة على تفتيتها ليقول بنوعٍ من الضيق:-
-للدرجة ديه زعلتي؟!

مسحت دمعة فرت على وجنتيها بعنفٍ و هتفت بصوت مغصوص رغم ذلك يتحلى بالكبرياءٍ:-
-مش عايزة اتكلم معاك، و لو سمحت تحترم رغبتي. 

تنفس يامن بتروٍ و التفت بجزعه لها قائلًا بصدق:-
-مادي أنا آسف، صدقيني مكنتش أقصد اضايقك أو ازعلك مني!.  

خُلق غشاء شفاف محاوط تلك الخضروتين و رغم ذلك هتفت بعصبيةٍ:-
-أنتَ على طول مزعلني و حارق دمي و أنا باخد الموضوع بهزار عشان ميقلبش بمشكلة
و تقول عليا نكدية و بلف الكلام على راحتي. 

لتلفت له تقول بحدةٍ و هي تشير إلى نفسها:-
-أنا بضغط على أعصابي و بقول كل مرة بيهزر
لكن الأمر زاد عن حده معايا يا يامن و مش أنا اللي اسمح اتحط في موقف زي بتاع النهاردة ده تاني. 

حقها لو أخذت في الصياح من هُنا للغد تمتلك حق، فـ لو كان مكانها لم يكن ليمر الأمر مرور الكرام نهائيًا بل كان أنقلب على شخصية
زياد مذيقها الويل، بادئًا في إلقاء محاضرة على رأسها في كيفيه احترام شكله العام و العلاقات الخاصة ناهيك عن غيرته كـ رجل شرقي سيعتقد أنه لا يملأ عين زوجته حتى تبدأ في التغزل برجل غيره كأنه قدم أريكة
و غير ذلك مادي ليست من الشخصيات النسائية التي تنساق خلف الحُبّ كـ العمياء
فهي تضع عند كرامتها ألف خط أحمر لا يجرؤ
أحد على تخطيهم حتى هو! فمعها تُلقى مقولة
"لا كرامة في الحب" في القمامة! و هذا ما جذبه لها حتى في فقدان الذاكرة، شخصيتها الملكية! فهل سبق أن رأى أحد ملكة تُهان!

لـ يهتف بصوت هادئ للغاية أثار استفزازها حقًا فأكثر ما تكره البُرود بينما بالنسبة له كان يظن أنه بذلك يمتص غضبها:-
-و أنا قولتلك أنا آسف عارف إني غلطت فمفيش داعي تبوظي اليوم علينا!

-بطل تحرق دمي و تعصبني و بلاش برودك ده!

ضرب كف فوق الآخر بعدم استيعاب و ضحكة غير مصدقة فلتت منه:-
-لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا بجد مش عارف أرضيكِ ازاي يعني جيتلك و اعتذرت و قولتلك أنا آسف أعمل إيه طيب؟!

قيصر قصرها  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن